الفصل 23
كل هذا المجد، وكل هذا الشرف، صُنِع من أجلها… من أجل جنى.
لأوّل مرة في حياته، يسطع اسم رائد، لا من أجل نفسه، بل من أجل امرأة واحدة فقط… المرأة التي وعد نفسه ألا يتركها يومًا.
جنى، زوجته، عانت ألمًا دفينًا وظلمًا عميقًا، والسبب؟ زوجها، ذاك الأحمق كما كانت ترى.
لكن رائد لم يعد يحتمل رؤية الحزن في عينيها، لم يعد قادرًا على تجاهل دموعها وانكسارها.
قرر أن يُثبت – لا لجنى فقط، بل للعالم أجمع – أن رائد، زوج جنى، ليس مجرد أحمق… بل رجلٌ غني، قوي، ومؤثر!
في تلك اللحظة، تلاشى كل ما كان يُقال عنه، وظهر بصورة لم يرها أحد من قبل…
كان رائد مشعًا كالشمس، ساحرًا، وسيمًا، وهادئ الهيبة، كأن الهالة التي تحيط به ليست من هذا العالم.
وما إن خرج من سيارة “مايباخ” الفاخرة حتى علت أصوات الدهشة بين الحشود:
– “من هذا الرجل؟! إنه مدهش!”
– “له هالة من الفخامة والسلطة… لا شك أنه من سلالة الأثرياء!”
– “سأتزوجه، حالًا!”
رائد – أو كما كانوا يعرفونه سابقًا – لم يعد ذاك الرجل العادي.
وقف على المنصة، يرتدي أزياء عالمية، تتسلط عليه الأضواء، وأبهر عشرة آلاف متفرج!
لكن المفارقة؟ لا أحد عرفه.
لم يُدرك الجمهور أن هذا هو نفسه رائد، صهر عائلة تيمور، الذي لطالما كان مثار السخرية والشفقة.
لكن…
عائلة تيمور عرفته جيدًا.
حتى لو أصبح رمادًا، كانوا سيعرفونه.
وصدمتهم؟ أكبر من صدمة الجميع.
بلال تيمور كان أول من تقدّم، ظنًا أنه سيستقبل جاد، صهره المفترض، بفخرٍ واعتزاز… لكن الصدمة كانت ساحقة عندما رأى رائد، ذلك “الأحمق” – كما كانوا يصفونه – ينزل من الليموزين كأمير!
أما زهرة، فقد كادت أن تُغمى عليها من شدة المفاجأة.
انتظرت بفارغ الصبر قدوم “جاد” الأمير الساحر، لتتفاجأ برائد… المفاجأة التي لم تتخيلها حتى في كوابيسها!
غادة، التي كانت تراقب بصمت، ارتجفت وهي تراه. لم تصدق أن هذا الرجل الأنيق، الواثق، هو نفسه رائد الذي كانت توبّخه يوميًا.
حتى هي، بكل ما عاشت من تجارب، وقفت مشدوهة، تتساءل:
“هل هذه عيناي، أم أنني أحلم؟!”
لكن أكثر من صُدم؟ كانت جنى.
كانت منعزلة، محبطة، لا تريد أن ترى أحدًا.
اختبأت خلف عائلة تيمور، غير مهتمة بالفوضى في الخارج،
لكن نور رائد كان أقوى من كل الجدران،
اخترق الزجاج، والناس، والفوضى…
ووصل إلى قلبها.
Pingback: رواية أحببته رغم جنونه الفصل 22 – dreamses