رواية الغريبة الفصل الثامن عشر 18

رواية الغريبة

الفصل الثامن عشر:

وصلا نهله و ادهم إلى المنزل. فأستقبلتيهما امها و خالتها بترحاب شديد.

جلست نهله فى حضن أمها التى انهالت عليها بالقبلات و عيونها مغرورقه بالدموع.

الأم: وحشتينى اوى يا حبيبتى.

نهله: و انتى كمان وحشتينى اوى يا ماما.

الأم: كويس يا ادهم انك رحت و جبتها النهارده انا كنت خلاص هتجنن.

ادهم: كنت حاسس بيكى و الله.. ياللا بقى هسيبكم تشبعوا من نهله و هدخل استريح شويه.

نهله ( بخبث ) : تستريح برضو.

فهى تعلم انه يريد ان يكلم ندى على الانترنت.

ادهم: خليكى فى حالك.

الخاله: ييييييي بقى انتوا هتبدأوا تناقروا فى بعض. خلاص ادخل يا ادهم و سيبنا نقعد مع نهله.

ادهم: ما دا اللى انا قولته.

جلست نهله مع امها و خالتها تحكى لهما كل ما حدث معها منذ غادرت المنصوره بما فى ذلك موضوع احمد.

الام: طيب و احمد دا شاب كويس فعلا؟

نهله: انا معرفوش غير فى الشغل يا ماما و مش قادره احكم عليه اوى.

الام: طيب و ناويه على ايه.

نهله: معرفش يا ماما.

الام: بس لازم تفكرى كويس عشان تعرفى تردى على الراجل.

نهله: عارفه يا ماما* بس مش عايزه افكر فى حاجه دلوقتى غير انى افضل فى حضنك.

قبلت الام رأسها و احتضنتها بقوه.

الخاله: طيب انا هدخل انام و اسيبكم بقى مع بعض.

الأم: احنا كمان هندخل ننام دلوقتى.

نهله: ماما ادخلى نامى انتى و انا هقعد شويه مع ادهم عشان عاوزاه فى موضوع و بعدين هاجى انام فى حضنك.

الام: طيب يا حبيبتى.

طرقت نهله باب غرفة ادهم* فسمح لها بالدخول.

نهله: فاضى نتكلم شويه.

ادهم: ايوا.. تعالى.

نهله: كلمت ندى.

ادهم: اه اتكلمنا شويه و سيبتها بعد كدا تدخل تنام.

نهله: طيب ايه الموضوع بقى فهمنى.

ادهم: موضوع ايه؟

نهله: ناوى على ايه مع ندى.

ادهم: انا بحبها.

نهله: لحقت؟

ادهم: انتى تعرفى عنى انى بتاع لف و دوران!

نهله: انا مقصدتش كدا بس خايفه بعد كدا تحس انك اتسرعت و تكون البنت اتعلقت بيك.

ادهم: ندى البنت اللى كنت بحلم بيها. من اول ما اتكلمنا و بقينا بنتناقش و بسمع رأيها و انا عرفت ان احنا بنفكر زى بعض و انها الانسانه اللى ممكن تفهمنى و اقدر اعيش معاها* عقلى مقتنع بيها 100%

نهله: طيب و قلبك؟

ادهم: لما ابتديت احس اد ايه هى رقيقه و حنينه و حساسه لاقيتها شدتنى ليها من غير ما احس. فى ايام قليله لاقيت نفسى بحبها* و كل يوم حبى ليها بيزيد.

نهله: ربنا يكتبلكم اللى فيه الخير.

ادهم: يا رب.

نهله: ياللا بقى انا هقوم انام عشان اصحى بدرى اروح ارضى اللى وحشتنى اوى. تصبح على خير.

ادهم ( مبتسما ): و انتى من اهله.

قضت نهله يوم الجمعه فى المنصوره بين الجلوس مع والدتها و التجول بأرضها التى افتقدتها كثيرا. تابعت القائمين على الأرض و ناقشت معهم ما سيقومون به فى فترة غيابها. استمتعت كثيرا بهذا اليوم و قررت ان تسافر صباحا عائدة إلى القاهره.

استيقظت السبت مبكرا و ذهبت لتتجول فى أرضها قليلا و لتلتقط لها بعض الصور لتريها لفارس و ندى. عند عودتها إلى المنزل لتجهز نفسها للسفر* تحدثت لها والدتها.

الأم: نهله.. حازم اتصل عشان يلحقك قبل ما تسافرى و بيقولك هو فى الطريق جاى ياخدك.

نهله: و ايه اللى جايبه ما انا كنت هسافر لواحدى.

الأم: كتر خيره بدل ما تسافرى فى المواصلات لواحدك و ابقى قلقانه عليكى.

نهله: ايوا بس لازم ياخد رأيي و يشوفنى موافقه و لا لا مش يتصرف كدا من دماغه.

الأم: يا بنتى الولد عاوز يريحك و نيته خير ليه تتعصبى كدا كأنه عملك حاجه وحشه.

نهله: يا ماما انا اللى معصبنى ان حازم بيتصرف فى كل حاجه تخصنى بدماغه كأنى مش موجوده بيتصرف و بعدين يبلغنى و انا مش بحب كدا. المهم يا ماما انا هدخل احضر حاجتى و اجهز عشان لما البيه ييجى.

الأم: طيب يا بنتى بس لما ييجى استقبليه كويس دا ضيف عندنا.

حضر حازم و جلس مع والدة نهله قليلا قبل ان يحضر الاخرين.

الأم: حازم انا كنت عاوزه اسئلك على حاجه قبل نهله ما تيجى.

حازم: خير يا طنط.

الأم: الشاب دا اللى متقدم لنهله و عاوز يخطبها.. ايه رأيك فيه؟ يعنى كويس و ابن ناس و يستاهلها.

شعر حازم بغضب شديد فمعنى ان نهله حكت لأمها انها تأخذ هذا الموضوع على محمل الجد و تفكر فيه بالفعل* حاول السيطره على اعصابه ليكون هادئا فى رده على والدتها كى لا تشعر بشيئا من غضبه.

حازم: هو عيلته معروفه بس انا مبحبوش و مبسترسحلوش.

الأم: طيب ليه يا ابنى مقولتش لنهله و نصحتها؟

حازم: نهله عارفه كويس رأيى من غير ما اقولهولها و يمكن لو قولتلها تعند اكتر.

الأم: يعنى ناوى تسيبها تاخد قرار مهم زى دا غلط و تحط نفسها فى مشكله.

حازم: اكيد مش هسمح لدا يحصل بس مش عايزها تحس انى بفرض رأيى عليها.

الأم: طيب خلاص دلوقتى قفل على الموضوع عشان جايه هى و أدهم.

دخلا نهله و ادهم و سلما على حازم.

حازم: صحيح يا ادهم المره اللى فاتت ملحقناش نتكلم براحتنا عشان كنتوا مستعجلين عشان تلحقوا تسافروا. انت تخصصك الهندسى يساعدك انك تشرف على الماكينات و العمال اللى بيصلحوها.

ادهم: اه طبعا.. انا ميكانيكا باور.

حازم: طيب كويس جدا.. لو عندك استعداد ممكن تيجى تشتغل معانا احنا عندنا مهندسين و عمال كتير بس للاسف مفيش حد اثق فيه يمسك القسم نفسه بتاع الماكينات و يتابعها و انت فاهم طبعا انا مليش فى الجزئيه دى فمببقاش قادر ادير القسم دا بشكل كويس.

ادهم: هو بصراحه عرض رائع.. بس محتاج افكر شويه و اتكلم مع والدتى و اشوف هى ناويه على ايه و عندها استعداد تيجى معايا القاهره و لا لا.

نهله: طيب و لو جت معاك.. ماما هتبقى قاعده لواحدها.

ادهم: سيبينى بس اتكلم معاهم هما الاتنين الاول و اشوف هنتفق على ايه.. ما يمكن الاتنين ييجوا معايا.

نهله: طيب و الارض.

حازم: نهله سيبيه يشوف هو كمان مصلحته مش عشان مصلحتك هيفضل قاعد هنا و هو دور على شغل كتير هنا ملقاش فرصه مناسبه.

نهله: انت فاكر انى انانيه و متهمنيش مصلحة ابن خالتى.

حازم: لا مقصدتش بس بقولك تفكرى بشكل موضوعى و من كل الجوانب.

أدهم: متقلقيش يا نهله.. اكيد مش هعمل اى حاجه من غير ما اطمن على مامتك و ماما.. و بالنسبه للأرض فخلاص اتفقنا ان فى ناس بتشرف عليها غيرى.. حازم شكرا على العرض اللى انت قدمتهولى دا و ان شاء الله فى اقرب وقت هعرفك قرارى ايه.

حازم: ان شاء الله.. لو جاهزه يا نهله ياللا نتوكل على الله احنا و نسافر.

الأم: محدش هيمشى من هنا قبل الغداء. استريح شويه و اتغدوا و بعدين تسافروا.

حازم: مش عاوزين نتأخر فى السفر.

الأم: و انا مش هسيبك تمشى من غير غداء.

تحركا حازم و نهله مباشرة بعد الغذاء و بمجرد ان تحركت السياره ادار ادهم المسجل على اغانى اجنبيه هادئه و رومانسيه جميله منها اغنية Vivo pour lei التى تحبها نهله كثيرا.

نهله: الله انا بعشق الاغنيه دى.

ابتسم حازم لها.

بعد قليل بدأ حوار لم يكن يعرف كيف سيبدأه و لكنه فى النهايه تشجع و قرر ان يتكلم.

حازم: قررتى ايه؟

نهله ( بإستغراب ): فأيه؟

حازم: فى موضوع احمد.

نهله: اها.. لسه بفكر.

حازم: بتفكرى فى ايه.. الموضوع مش محتاج تفكير.

نهله: و ليه بقى؟

حازم: لانه مش مناسب ليكى.

نهله: انا اللى اقرر اذا كان مناسب ليا و لا لا.. انت تعرف عنه حاجه وحشه يعنى عن عيلته او اخلاقه.

حازم ( بعصبيه ) : لا بس هو اى حد كويس و عيلته كويسه تقبلى بيه.

نهله: وارد جدا طالما ان الشخص كويس و عيلته كويسه ان البنت تقبل بيه.

حازم: متوافقيش.

نهله: ليه؟

حازم: متوافقيش و خلاص.

نهله: دا يعنى عشان حضرتك قررت كدا.. زى ما قررت انه ميتكلمش معايا فى اى شغل و لا يجيلى فى الشركه من غير حتى ما تعرفنى.. و زى ما قررت انك تيجى تاخدنى من غير حتى ما تكلمنى و تعرف رأيى.. المهم رأيك فى كل حاجه و انا صفر على الشمال ملوش لازمه.. مش كدا؟

حازم: لا.. مش كدا.

نهله: امال ايه؟

سكت حازم و لم يرد و اخذ يفكر لماذا لا يستطيع ان يصارحها انه منجذب اليها كما لم ينجذب لأية فتاة اخرى* لماذا لا يقول لها انه لا يطيق ان تكون لرجل سواه* لماذا يسكت* و لمتى سينتظر.

عندما لم يتكلم انهت نهله الحوار بجمله حاسمه و بسيطه.

نهله: ريح نفسك يا حازم.. مش هرفضه الا اذا كان عندك سبب وجيه تقولهولى.

بعد هذا الحوار ظلا صامتين طوال الطريق دون اى كلمه* و بمجرد وصولهما الفيلا صعدت نهله إلى غرفتها حتى لا تحدث بينهما اى مشاحنه.

استقبلاها ندى و فارس بحماس كبير و نغم استقبلتها بإبتسامة ترحيب و سألتها ما إذا كانت استمتعت بأجازتها. جلست نهله معهم تحكى لهم كيف قضت الأجازه فى المنصوره و تريهم صور الأرض التى التقطتها. طلب منها فارس ان يأخذ هذه الصور. استغربت طلبه و لكن وافقت و اعطته الصور.

نزل الجميع لتناول العشاء و قضوا جميعا سهره جميله امام احدى المسرحيات. ثم طلب حازم من نهله ان تذهب معه للمكتب ليتحدثا قليلا.

نهله: خير يا حازم.

حازم: فى صفقه مهمه بالنسبه لنا محتاجين ان احنا نحاول ان احنا نعملها.

نهله: صفقة ايه؟

حازم: صفقة ملابس.

نهله: مش قماش المره دى.

حازم: لا.. انتى عارفه ان احنا مش بس بنصنع الملابس كمان بنستورد بعض الملابس.

نهله: اه.. تمام. طيب انا ايه اللى مطلوب منى؟

حازم: الصفقه دى مع شركه تركيه و طبعا لأن احنا اللى مقدمين العرض و حابين نتعامل معاهم* فأحنا اللى هنسافر.

نهله: احنا مين.. قصدك انى مسافره معاك.

حازم: ايوا و انا خليت السكرتيره بتاعتك تبتدى تمشى فى اجراءات السفر لأننا المفروض نسافر الخميس الجاى.

نهله ( بسخريه ) : مفيش حاجه بتتغير.. برضو بتاخد القرار و بعدين اعرف بيه.

حازم: دا قرار يخص الشغل و طبيعى انى اخده و بعدين اعرفك بيه.

نهله ( بسخريه): اهااااااااا.. فهمت.

حازم: يا ريت تجهزى نفسك على اننا هنقعد هناك 3 أيام.

نهله: اى اوامر تانيه.

حازم: دى مش اوامر.. و لا مفيش طلبات تانيه.

مر يومان و جاء اتصال من ادهم لحازم يخبره انه سعيد بقبول عرض العمل الذى عرضه عليه.

اتصلت نهله بأمها لتستفهم منها عن الامور.

الأم: اهلا حبيبتى ازيك؟

نهله: الحمد لله يا ماما.. انتم عاملين ايه؟

الأم: بخير الحمد لله.

نهله: الحمد لله.. ماما انا عرفت من حازم ان ادهم وافق على الشغل. طيب اتفقتوا على ايه انتى و هو و خالتو؟

الأم: انا و خالتك واخدين على هنا و مش هنقدر نسافر. هو هيجى القاهره لواحده و حازم قاله ان هو هيلاقيله مكان للسكن.

نهله: طيب يا ماما.. ان شاء الله خير.

الأم: ان شاء الله يا حبيبتى.

مر الاسبوع بنفس الروتين المعتاد. وفر حازم لأدهم شقه صغيره قريبه من الشركه يخصم ايجارها من مرتبه. و تقرر ان يبدأ ادهم العمل أول الشهر أى بعد عودت ادهم و نهله من السفر بحوالى اسبوع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top