رواية الغريبة الفصل الثاني والعشرون 22

رواية الغريبة

الفصل الثانى و العشرون:

ارتدت نهله الفستان الذى كان مناسبا لها و كأنه صنع خصيصا لها فقد ابرز انوثتها و رقتها بشكل كبير دون اى مبالغه و بإسلوب راق* كما ساهم الميك اب الذى وضعته لها ندى فى اظهار جمالها و رقتها فقد وضعت لها لمسات خفيفه و لكن مناسبه للون الفستان و للسهره* جربا الكثير من تسريحات الشعر و استقرا فى النهايه على ان تتركه منسدلا على كتفها فهو أكثر ما يناسبها فنهله شخصيه رقيقه طبيعيه و منطلقه تشعر انك لا تريد ان تضع شيئا بشعرها يسيطر عليه و تريد ان تتركه منطلقا يعكس ما بداخلها.

نظرت نهله لنفسها بالمرأة لترى شابة جميلة تجمع بين الرقه و الجرأه و الانوثه و البراءة لم تعتد ان تراها من قبل و شعرت بالإمتنان الشديد لكلا من ندى و نغم.

ذهبت لتودع والدتها و معها ندى. فطرقت باب حجرتها و استأذنت و دخلا.

الأم: بسم الله ما شاء الله.. الله اكبر. اللهم صلى على النبى.

نهله و ندى: عليه الصلاة و السلام.

الأم: ما شاء الله عليكى.. كنتى مخبيه كل دا فين يا بنتى.

نهله: هههههههههه مش للدرجة دى يا ماما. محسسانى انى كنت قرد الأول.

الام: لا يا قلبى بس كنتى حارمه نفسك من انك تهتمى بنفسك زى اى بنت رغم انك زى القمر و ست البنات كلهم.

نهله: البركه فى نغم و ندى يا ماما. الفستان دا نغم هى اللى مصمماه و اديتهولى هديه عشان اخرج بيه النهارده و ندى هى اللى عملتلى الميك اب و شعرى.

ربتت الام على كتف ندى.

الأم: ربنا يخليكم لبعض يا رب.

نهله: ماما انا مضطره اروح مع حازم عشان الشغل بس هحاول متأخرش. متزعليش منى عشان هسيبك لوحدك.

ندى: لوحدها ازاى يعنى امال انا والاتنين المجانين اللى معايا دول بنعمل ايه.

الأم: متخافيش يا حبيبتى انا هقعد اتسلى مع ندى و نغم و فارس.

نهله: ههههههههههههه المهم بس فارس و نغم ميجننوكيش.

الأم: هههههههههههه لا متقلقيش.

خرجت نهله مع ندى و توجها إلى غرفة نغم حيث تجلس هى و فارس.

فارس: وااااااااااااااااااو. حرام عليكى دا كدا الواد هيتحول.

نغم: بصراحه الله يكون فى عونه.

شعرت نهله بإحراج كبير و كسى وجهها الخجل و الاحمرار.

ندى: خلاص انت و هى كسفتوها.

نهله: بجد يا جماعه ميرسى اوى انا تعبتكم معايا جامد. نغم الفستان بجد يجنن حسيت ان كانك عاملهولى مخصوص.

نغم: لسه هعملك حاجات مخصوص طالما عجبك شغلى.

ابتسمت لها نهله بإمتنان.

فارس: مش هننزل للغلبان اللى تحت.

نهله ( بتريقه ): مين دا اللى غلبان.. حازم؟

فارس: ايوا حازم اخويا المسكين.. يا عينى عليك يا اخويا يفضلوا عاملين فيها غلابه لحد ما نقع و بعدين يستقووا علينا.

ندى: طيب ياللا يا خفيف ننزل.

فارس: سيبونى انا اسبقكم اغلس عليه الاول.

نغم: هههههههههههه مش لسه كان صعبان عليك.

فارس: ههههههههه لا متدخليش الامور فى بعضها دا ميمنعش انى اتسلى عليه شويه.

نزل الأربعه إلى الصاله* و طلب منهم فارس ان ينتظروا بالخارج حتى يدخل لحازم المكتب و يأتى به.

ندى: بس خلص و متطولش و بلاش تغلس جامد عليه.

فارس: يا بنتى دى فرصتى و جاتلى من السماء.

دخل فارس فوجد حازم يجلس منتظرا.

حازم: ايه نهله جهزت خلاص.

فارس: لا يا حازم نهله مش هينفع تروح معاك النهارده.

حازم: ليه؟

فارس: اصلها تعبت شويه.

حازم ( بخوف ): تانى.. طيب اجيبلها دكتور.

فارس: لا مش للدرجه دى هى بس قالت هتحتاج تنام شويه.. متخافش انا هاجى معاك العشاء.

حازم ( بإشمئزاز ): انت؟

فارس: ايوا.. مالك بتقولها بقرف كدا ليه؟ الحق عليا انى مش عاوزك تروح لوحدك.

حازم: لا مش قصدى بس اصل دا راجل و مراته و لازم اللى تبقى معايا تبقى واحده.

فارس: طيب خلاص اخلى نغم تلبس بسرعه و تيجى معاك.

و قام فارس ليغادر الغرفه. أخذ حازم يناديه و جرى خلفه ليمنعه من الكلام مع نغم لكن فارس خرج و لم يرد عليه. خرج خلفه ليفاجئ بنهله امامه. وقف مندهشا لثوانى لم ينطق خلالها بكلمه. كانت نظرات الاعجاب و الدهشه و الحيره تملأ وجهه* ثم نظر لأخيه بعتاب.

فارس: ههههههههههه معلش يا حزوم مكنتش اقدر اضيع فرصه زى دى من بين ايديا.

حازم ( بصوت منخفض ): حسابك معايا بعدين.

كانت كلا من ندى و نغم تراقبان نظرات حازم لنهله و احراجه فحازم يخجل من اظهار مشاعره أمام الناس لكن عيونه تفضحه هذه المره.

نغم: ايه يا حازم هتفضل واقف كدا كتير. مقولتلناش ايه رأيك؟

حازم: فأيه؟

فارس: طبعا فى لبسى و الميك اب بتاعى.

ضحك الجميع بقوه.

نغم: فى نهله طبعا.

حازم ( مبتسما و محاولا اغاظتهم ردا على ما يفعلونه معه ): و اقولكم انتوا ليه؟

فارس: يعنى عشان نعرف رأيك.

حازم: رأيى هقوله لصاحبة الشأن بينى و بينها.

فارس: أيوااااااا… يا عينى يا عينى يا سيدى يا سيدى.. اتكبسنا بالذوق يا بنات.

نغم: هو كدا بالذوق.

فارس: ههههههههه و الله معاكى حق.

ندى: هو انتوا هتفضلوا زى الاطفال كدا كتير. يالا بقى عشان يلحقوا الاجتماع بتاعهم.. نهله خلى بالك يا حبيبتى متتعرضيش لهواء جامد عشان متتعبيش تانى.

نهله: متخافيش الجو حلو.

حازم: متخافيش عليها مش هسمح ان يحصلها حاجه تانى و هى معايا ابدا.

اقتربت ندى من حازم و قالت بهمس: خف شويه على البنت وشها بقى زى التفاحه الامريكانى.

حازم: ههههههههههههه ملكيش دعوه و اطلعى منها.

ندى: هههههههههههههه ماشى ما خلاص من لقى احبابه نسى اصحابه.

تركتهما ندى و لحقت بفارس و نغم.

اقترب حازم من نهله و همس لها: زى القمر. 

احمر وجه نهله من الخجل.

حازم( مبتسما ): خلاص متتكسفيش كدا.

ثم اخذ يدها برقه و وضعها فى ذراعه ليتحركا سويا.

وصلا إلى مطعم لبنانى راقى و جميل منذ دخولك اليه تستمع إلى اغانى فيروز تملأ الأجواء رومانسيه. أحبت نهله المكان منذ أول لحظه.

نهله: واو.. المطعم دا يجنن.

حازم ( مبتسما ): عارف انك بتحبى فيروز.

حرك لها الكرسى لتجلس ثم جلس على الكرسى المقابل لها. كانت الترابيزه لشخصين فقط.

نهله: انا كدا فى الجو دا مش هعرف اشتغل.. و بعدين هو انت ليه محجزتش ترابيزه اكبر.

حازم: و ليه اكبر؟

نهله: عشان الناس اللى هتيجى.

حازم ( مبتسما ): و مين قالك ان فى حد جاى؟

نهله: انت.

حازم: لأنى لو قولتلك عاوز اخرج معاكى نتعشى لوحدنا كنتى هتطلعيلى بمية حجه.

نهله ( بخجل ): بس انت كدا كدبت على ماما.

حازم: كدبه بيضاء.

نهله: طيب و ليه عاوز نبقى لوحدنا.

حازم ( بهمس ): عشان عاوز اقولك كلام سر مينفعش حد يسمعه.

ابتسمت له نهله و لم تعلق.

حازم: خلينا دلوقتى نطلب الأكل عشان نخلص من اللى واقف يتفرج علينا دا.

نظرت نهله لتجد النادل يتابعهما بنظراته* فضحكت. أشار له حازم ليأتى و طلبا ما يريدانه من طعام.

حازم: الفستان يجنن عليكى.

نهله: دا هديه من نغم هى اللى مصمماه.

حازم: بس انتى اللى محلياه.

نهله ( بخجل ): حازم انا مش متعوده على كدا.

حازم ( مبتسما ): اتعودى.

نهله ( بدلع ): و مين قالك انى عاوزه اتعود على كدا.

حازم: قلبى.

نهله: مش يمكن بيكدب عليك.

حازم: معتقدش بس انتى ممكن تأكديلى اذا كان بيكدب عليا و لا لا.

نهله: و انا ايش عرفنى؟

حازم: مفيش حد غيرك يعرف.. انا بحبك قولتهالك النهارده و دخل علينا اخويا ربنا يحميه فى غير وقته كالعاده فملحقتش اسمع ردك.

نهله: انت عاوزنى ارد اقول ايه؟

حازم: عاوز اعرف انتى حاسه بيا و لا لأ و ايه مشاعرك ناحيتى.

ابتسمت نهله بخجل و لم ترد.

حازم: لا السكوت مينفعش فى الامور دى.

نهله: بالعكس السكوت احيانا بيبقى اقوى من الكلام.

حازم: افهم من كدا ايه؟

نهله: لو بصيت فى عينيا هتعرف.

نظر حازم فى عينيها بحب كبير و بادلته النظرات* و دار حوار العيون و الذى يغلب اى حوار اخر. ظلا كذلك لدقائق دون ان يشعرا بالوقت حتى وصل النادل و مع الطعام فقطع عليهما لحظاتهما الشاعريه.

تناولا الطعام مع بعض الابتسامات و النظرات الرقيقه. و بعد الانتهاء من الطعام طلبت نهله عصير و طلب حازم قهوه و استأنفا حوارهما.

حازم: لسه عاوز اسمعها منك؟

نهله: ايه هى؟

حازم: انتى عارفه.

صمتت نهله للحظات ثم نظرت إليه بحب* قائلة: بحبك.

ابتسم لها و تناول يدها برقه بين اصابعه و لثمها هو يرفع عينيه لتلتقى بعينيها.

نهله: بس انا خايفه يا حازم.

حازم: من ايه يا روح حازم؟

نهله: من اللحظه اللى هتبعد عنى فيها.

كانت يدها لا تزال بين يديه فضغط عليها برقه و اخذ يحرك اصابعه بحب على يدها.

حازم: ليه بتقولى كدا بس؟

نهله: مش عارفه بس بخاف اتعلق بحد و يروح منى.

حازم: انا عمرى مهبعد عنك لو فضلتى جنبى.. متخافيش من حاجه و خلينا نستمتع بحبنا لبعض من غير ما نعكر صفوه بالخوف.

نهله ( مبتسمه ) : هحاول.

حازم: يا قلبى انتى.

نهله: بالراحه عليا.

حازم: عيونى.

نهله: تسلم عيونك.

حازم: ايه رأيك نروح نتمشى شويه على النيل قبل ما نروح.

نهله: يا ريت انا النيل وحشنى اوى.

حازم: النيل بس.

نهله ( مبتسمه ): النيل و انت معايا مش و انا لوحدى.

حازم: عمرى مهسيبك لوحدك ابدا.

غادرا المطعم و ركبا السياره لينزلا بالقرب من مكان هادئ من كورنيش النيل* و نزلا ليتمشيا على النيل. كان حازم ممسكا بيدها و ينظر لها و يبتسما لبعضهما بين ان و أخر. ثم وقفا قليلا لينظرا إلى النيل.

حازم: المره اللى فاتت سيبتك انتى و النيل لوحدكم براحتكم عشان تسرحى فيه بس المره دى مش هسمحله ياخدك منى.

نهله ( مبتسمه ): و انا مش عاوزاك تسمحله بدا. انا اصلا جايه عشان احكيله عنك.

حازم: طيب سمعينى هتقوليله ايه.

نهله: بس انا مش بكلمه بالكلمات انا ببصله و هو بيفهمنى.

حازم: بس انا مش عاوزك تبصى لحد غيرى.

نظرت له بحب فأمسك يديها الاثنتين بين يديه فأحس بأنهما باردتان. 

حازم: انتى سقعتى.

نهله ( هزت رأسها نافية ): لا.

حازم: لا سقعتى و خلينا نمشى بدل ما تتعبى اكتر.

نهله: لا مش عاوزه امشى.

ابتسم لها حازم و خلع جاكيته و حوطها به من كتفيها. احست نهله و جاكيته حول جسدها و كأن حازم يحتضنها* احبت هذا الشعور جدا و قربت الجاكيت اكثر لها و ابتسمت له.

ظلا يتبادلا الابتسامات و نظرات العشق و حوار العيون الصامت. ثم همس لها حازم: جننتينى.. عمرى متخيلت انى هحب حد بالشكل دا فى الوقت القصير دا.

نهله: و انا متخيلتش ان فى شهر تتغير حياتى كلها.. و انك انت بالذات تكون بالرقه دى معايا.

حازم: ليه؟ بيبان عليا انى قاسى؟

نهله: مش قاسى بس بتبان عملى و ملكش فى الحب.

حازم: لأنى ملقتش اللى تستاهل انى احبها بجد قبل ما اقابلك.

ابتسمت نهله بخجل.

حازم: اهى الابتسامه دى لوحدها كفيله بأنها تقلب حياتى كلها.

ظلا حوالى الساعه يتبادلان الكلمات و النظرات و الابتسامات الرقيقه ثم عادا إلى المنزل.

اوقفها فى الحديقه قبل الدخول إلى المنزل ليتحدث معها.

نهله: ايه مش هندخل؟

حازم: هندخل بس عاوز اعرف اتكلم معاكى براحتنا قبل ما يستلمونا الغلسه اللى جوا.

نهله: هههههههه حرام عليك* دول تعبوا معايا جدا النهارده عشان اطلع كدا.

حازم: ههههههههه انا عارف بس برضو عارف انهم مش هيسيبونا فى حالنا.

ابتسمت له.

حازم: متتخيليش انا مبسوط اد ايه النهارده. بجد حاسس انى مالك الدنيا كلها و نفسى مسيبكيش خالص دلوقتى.

نهله ( مبتسمه ): انا كمان مبسوطه اوى و حاسه انى مرتاحه.

حازم: طيب انا عاوزك تريحيلى قلبى.

نهله: ازاى؟

حازم: تخلينى اكلم الزفت اللى اسمه احمد و انهى معاه كل حاجه.

نهله: خلينى انا اكلمه احسن.

حازم: لا مش هستحمل سماجته و تناحته معاكى.

نهله: مش هخليه يعمل حاجه بس لازم انا اللى اقوله و خصوصا انك لو انت اللى قولتله هيفتكر ان انت بتعمل كدا من ورايا و هيفضل يحاول يوصلى.

حازم: يبقى تكلميه قدامى. 

نهله ( مبتسمه ): اوكى.. اكلمه بكره قدامك.

حازم: طيب كويس عشان قبل ما نرجع الشغل بعد بكره.

نهله: مش هندخل بقى.

حازم: مستعجله اوى على الدخول.

نهله: يا دوب عشان اطلع اقعد معاهم شويه و بعدين انام.

حازم: يا بختهم.

نهله: تعالى اقعد معانا لو عاوز.

حازم: لا هسيبك معاهم عشان لو شافونى انا هيستلمونا لكن انتى مبيحبوش يضايقوكى.

نهله: هههههههههههههه. اوكى.. تصبح على خير.

حازم: و انتى من اهله يا حبيبتى. هتوحشينى لحد بكره.

ابتسمت نهله و اعطته الجاكيت و دخلت إلى الداخل لتصعد لأمها و فارس و ندى و نغم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top