رواية الغريبة نهله وحازم الفصل 33

رواية الغريبة

الفصل الثالث و الثلاثون:

استيقظت نهله مبكرا لتجد نفسها بجوار زوجها فى غرفتها الجديده شعرت بسعادة لتغير موقفها فلم تعد تشعر بانها غريبة فى بيت غريب. غادرت فراشها و توجهت للحمام لتغسل وجهها و تستعد لصباح جديد و بدلت ملابسها و لكن حازم لم يستيقظ لهذا الوقت فإقتربت منه لتوقظه برقه. فتح عيونه ليفهم انها استيقظت من فتره و جهزت نفسها لتنزل.

نهله: صباح الخير.

حازم: صباح النور.

نهله ( مبتسمه ): ناموسيتك كحلى.. اتعودت على الكسل.

حازم ( جاذبا نهله اليه لتصبح فى حضنه ): خلينى اتعود على الكسل و الراحه شويه ما انا تعبان طول عمرى.

نهله: بس من اول الاسبوع هننزل الشغل.

حازم ( و هو يقبلها من خدها ): لما ييجى اول الاسبوع نبقى ننسى الكسل.

جعلها تنام إلى جواره فى الفراش و بدأ حوار بينهما.

حازم: هما راحوا الشغل خلاص.

نهله: اكيد الساعه دلوقتى 10.. هى مامتك هتوصل امتى.

حازم: على الساعه 5 تقريبا.

نهله: انت اللى هتروح تجيبها من المطار مش كدا؟

حازم: اها اكيد.

نهله: طيب يالا يا دوب تقوم تغير هدومك و ننزل نفطر و بعد كدا تروحلها.

حازم: بقولك لسه ميعاد طيارتها الساعه 5, يعنى لسه قدامنا وقت طويل.

نهله: قدامنا وقت لأيه؟

حازم ( ضاحكا ): يعنى هيكون لأيه!

و ضمها اليه بحب و شغف كبيرين.

فى الشركه كان ادهم فى مكتب ندى يتحدث معها بخصوص موضوعهما.

ادهم: متهيئلى خلاص مفيش حاجه دلوقتى تمنعنى من انى اتقدملك.. حازم خلاص رجع الفيلا.

ندى: ايوا بس حازم مكملش اسبوع متجوز و هترجع مامته النهارده و ربنا يستر من رجوعها يعنى مش ناقص كمان اننا نشغله بموضوعنا.

ادهم: و دا معناه انى المفروض اصبر اد ايه يعنى قبل ما اكلمه.

ندى: لحد ما الامور تهدى و هو يفوق شويه.

ادهم: ايوا يا ندى بس انا حابب انى افهمه.. انا مش مبسوط انى ادخل بيتكم و انا بينى و بينك حاجه و محدش يبقى عارف.. حاسس انى بستغفلهم يعنى و الله ببقى مكسوف ابص فى وش حازم.

ندى: طيب يعنى انت شايف ان الوقت مناسب.

ادهم: يا ستى انا كل اللى عاوزه بس انى افهمه الموضوع عشان كل حاجه تبقى بعلمه و وقت ما الامور تستقر نبقى نعمل خطوبه.

ندى: يعنى تفتكر انى انا مش حابه انى ارتاح و احس ان اهلى عارفين اللى بيننا.. انا بس صعبان عليا حازم لأنه فى دوامه.

ادهم: طيب هنعمل ايه؟

ندى: خلينا نصبر لأخر الاسبوع.. تعالى الجمعه الجايه قضى اليوم معانا و ابقى اتكلم معاه.. بس نسيبه لأخر الاسبوع يرتب اموره مع مامته.

ادهم: طيب اللى تشوفيه انتى ادرى بأمور بيتكم.

ندى ( مبتسمة له ): هانت.. انا مستعجله اكتر منك ان كل حاجه تبقى فى النور.

ادهم ( مبستما ): بس عشان تبقى كل حاجه فى النور؟

ابتسمت ندى بخجل و لم تجب.

ادهم ( ضاحكا ): يا ربى هو لسه فى بنات بتتكسف لحد دلوقتى.. دا انا امى دعيالى بجد.

ضحكت ندى على تعليقه.

فى قاعة خاصه بتصوير دعاية الملابس, كان فارس يقف مع بنات الدعايا ( الموديلز ) يتحدث معهم بخصوص الدعايه و افكارها. كان يضحك معهن فجميع البنات معجبات به و بخفة دمه و يحاولن لفت نظره لهن.

دخلت نغم لترى هذا المنظر و شعرت بغيظ كبير فجميعهن غايه فى الجمال و يتمتعن بقوام ممشوق و أجساد جميله.. اقتربت لتتحدث لفارس.

نغم: ايه الاخبار؟

فارس: تمام بناقش مع البنات الافكار.

نغم: ااااااه بتناقش الافكار.. طيب و هى الافكار تضحك للدرجة دى؟

فارس ( بإستغراب ): اشمعنى؟ انا مش فاهم حاجه؟

نغم: مفيش بس شايفاهم هيموتوا من الضحك؟

فارس: هههههههههههه لا اصل بنت من البنات كانت بتقول حاجه فضحكنا كلنا.

نغم ( بغيظ ): طيب انا جهزت العينات اللى المفروض هيلبسوهم تعالى عشان تشوفهم و نختار سوا كل واحده يناسبها ايه اكتر.

فارس: طيب استنى انادى عليهم عشان يختاروا معانا.

نغم ( بعصبيه ): استنى هنا انت رايح فين.. يختاروا ليه ان شاء الله احنا اللى هنحدد و هما ينفذوا.

فارس: ايه يا بنتى الدكتاتوريه اللى انتى فيها دى.. لما البنت تلبس الحاجه اللى عاجباها هتحسها و دا هيظهر عليها فى صور الدعايه هتبقى مبسوطه من الحاجه و واثقه من شكلها بيها و دا هينجح حملة الدعايه.

نغم ( بتريقه ): يا حنين.. لازم كل واحده تحس بالحاجه.. لا متخافش انا هخليهم يحسوا غصب عنهم.

فارس: انا مش فاهم انتى عصبيه كدا ليه.. و بعدين البنات كلهم متافهمين و لذاذ جدا.

نغم: لذاذ جدا.. طيب ممكن تخليك فى شغلك و متدخلش فى شغلى عشان انا فاهمه فيه اكتر منك.

فارس: الطريقه دى مش هتنفع على فكره.

نغم: لا هتنفع و مينفعش تخلى البنات ياخدوا عليك للدرجه دى.. مش هتعرف تسيطر عليهم بعد كدا.

فارس: معلش انا فاهم فى شغلى كويس و يا ريت انتى كمان متدخليش فى شغلى.. انا اسلوبى مش انى اخوفهم منى بالعكس لازم يحبونى فيعملوا الشغل بحب.

نغم ( بعصبيه ): طيب ممكن تيجى معايا نتفق هنعمل ايه.

فارس: اوكى.

كانت الساعه الواحده ظهرا عندما نزلا حازم و نهله لتناول الفطور معا و بدأ حوار بينهما على طاولة الطعام.

نهله: مالك سرحان فى ايه؟

حازم: قلقان من مقابلة ماما و فارس.

نهله: هتفضل حامل هم الموضوع دا كتير.. سيبها على ربنا و ان شاء الله خير.

حازم: يا رب ان شاء الله.. مش هتكلمى مامتك اكيد عاوزه تطمن عليكى و هى سابتنا نفرح ببعض اليومين اللى فاتوا؟

نهله: كلمتها امبارح لما رجعنا و انت بتاخد دش بس نسيت اقولك.. بتسلم عليك اوى.

حازم: الله يسلمها و يسلم بنتها.

غمز لها فضحكت على تصرفه.

نهله: اعمل حسابك انى هسافرلها قريب عشان وحشتنى.

حازم: يعنى ناويه تسافرى لوحدك؟

نهله: و الله عاوز تيجى اهلا و سهلا بس انا عارفه انك مش متعود على الجو هناك.

حازم: افهم من دا انك عاوزه تبقى لوحدك مع مامتك و بتخلصى منى بالذوق.

نهله: هههههههههههه لا و الله مش كدا بس خايفه لما تيجى تزهق من قاعدتك لوحدك مع ستات.

حازم: هههههههههه حلوه ستات دى.. مبدئيا فى واحده منهم مراتى حبيبتى و مش هقعد هنا لوحدى من غيرها و التانين انا بعتبرهم زى امى.. و انا طبعا هبقى واخد معايا شغلى و اللابتوب بتاعى فمش هزهق و فى نفس الوقت مش هغلس عليكم.

نهله: ااااااااااااه يعنى برضو هتبقى جاى تشتغل و مش هتقعد معانا و لا حاجه.

حازم ( مبتسم ): انتى مش كنتى هتسافرى من غيرى خالص دلوقتى بقيتى بتعاتبينى عشان هاخد شغل معايا.

نهله: كنت هسافر من غيرك عشان انت متضايقش مش عشان مش عاوزاك بس طالما هتبقى معايا يبقى فرصه نبقى مع بعض من غير شغل.

حازم ( مبتسما ): لو كدا يبقى يولع الشغل طالما هقعد انا و نهولتى مع بعض و نقضيها عسل فى عسل.

نهله ( مبتسمه بخجل ): لأ انت مخك راح لبعيد.

ضحك حازم على خجلها و قبلها برقه من خدها.

فى الشركه كانا فارس و نغم يتناقشا سويا.

نغم: ها ايه رأيك الفستان دا تعرضه نهى؟

فارس: لا نهى تبقى احلى بالفستان الاحمر مع بياضها يبقى حلو اوى و كمان لون عنيها الزرقاء.

تعليق فارس و كلامه عن العارضه جعل الدماء تغلى فى عروق نغم و خاصة عندما استطرد قائلا: و كمان الذهبى هيبقى حلو اوى على بشرة علا الخمرى.

نغم ( بغيظ ): يعنى الاحمر مش هينفع على البشره الخمرى؟

فارس ( و هو سارح بخياله ): ينفع طبعا بس نهى بالأحمر هتبقى كأنها لوحه جميله.

خبطته بقوه فى رجله بحذائها متصنعه عدم القصد و البراءه.

فارس: ااااااااااااااااااااااااااه.. ايه يا بنتى اللى عملتيه دا.

نغم ( ببراءه ): اوبس.. اسفه يا فارس مخدتش بالى خالص انى خبطتك.. هى وجعتك؟

فارس: وجعتنى بس دا انتى كنتى هتكسريلى رجلى.. ايه الافترى بتاعك دا؟

نغم: سورى يا فارس.. طيب اقعد استريح.

جلس فارس و طلبت نغم لهما عصير فى مكتبها.

نغم: بص خلاص انت سيبلى موضوع البنات دا عليا و انا هظبط كل حاجه و انت بس ركز فى الافكار.

و حاولت ان تشغله بموضوع اخر حتى لا يجد اى حجه للتدخل.

نغم: مامتك هتوصل كمان كام ساعه ناوى على ايه؟

فارس ( بعد تنهيده طويله ): و الله ما عارف بس اللى ناوى عليه مبدئيا انى بعد الشغل مش هروح على البيت؟

نغم: ازاى؟

فارس: ايه اللى ازاى؟ هخرج و هرجع بليل تكون نامت.

نغم: و هتروح فين؟

فارس: البنات النهارده عاملين بارتى و عازمنى عليها.

نغم ( بقلق ): و انت هتروح؟

فارس: اه بفكر اروح بقى لأنى مش لاقى حاجه اعملها.

شعرت نغم بصدمه كبيره و حاولت ان تفكر بأى شئ يثنيه عن الخروج معهن فأخترعت حجه سريعه.

نغم: يا خساره دا انا كنت هعزمك على مسرحيه حلوه اوى.

فارس: مسرحية ايه دى؟

نغم: هاه.

فارس: بقولك مسرحية ايه؟

نغم: مسرحية فى المسرح القومى بس سمعت انها حلوه اوى.

فارس: خلاص نروح بس اسمها ايه؟

نغم: يااااااااااه يا فارس.. انت لازم تسأل على كل حاجه.. خليها مفاجأه.. بعد الشغل نروح نتغدى و بعد كدا نطلع على المسرحيه هى بتبتدى 8 و بتخلص على 11.

فارس: طيب حلو اوى اهو بعديها نتعشى و على ما نرجع البيت تكون الست ثريا نامت.

نغم: خلاص اتفقنا.

فارس: اوكى هخرج انا بقى اقعد مع البنات شويه.

نغم ( فى سرها ): يادى البنات هو انا مش هخلص منهم.

فارس: عاوزه حاجه؟

نغم: لا شكرا.

نغم: اوكى.

فى الساعه الخامسه كان حازم فى المطار فى انتظار والدته, و بعد حوالى النصف ساعه كانت تخرج من صالة الوصول.

السيده ثريا هى إمرأة فى الخمسين من عمرها و لكنها تتمتع بشباب و حيويه فمن يراها يظن انها لازالت فى أوائل الأربعين.. تهتم بمظهرها كثيراو يظهر على وجهها انها شخصية قويه و ذكيه جدا لدرجة المكر.

استقبلها حازم بإحترام و لكن من يرى لقائهما يدرك انهما كالأغراب.

حازم: حمدلله على السلامه.

ثريا: الله يسلمك.

حازم: الرحله كانت كويسه؟

ثريا: اه الحمد لله بس انت عارف الدرجة التانيه مش مريحه اوى.

حازم ( محاولا كظم غيظه ): معلش انتى كنتى مستعجله و ملقتش مكان فى الدرجه الاولى فحجزت فى الثانيه.

ثريا: خلاص ادينى جيت مش مشكله.. امال فارس مجاش يستقبلنى ليه.. هو متضايق انى راجعه؟

حازم: فارس فى الشغل.

ثريا: هو فارس بيشتغل؟

حازم: اه بيشتغل فى الشركه بتاعتنا.

ثريا: و انت معندكش شغل.

حازم: لأ انا فى اجازه جواز.

ثريا ( بدهشه ): جواز؟ انت اتجوزت؟

حازم: ايوا من يومين اتجوزت نهله بنت عمى.

ثريا ( بعصبيه ): اتجوزت بنت فاتن؟ ازاى تعمل حاجه زى دى؟

حازم: دى حياتى و انا حر فيها و بعدين دى بنت عمى مش غريبه.

ثريا: ازاى مش غريبه.. جدك كان متبرى منها.

حازم: جدى عمره ما اتبرى منها.. دى بس مشاكل كانت بينه و بين عمى.. بس هو قبل ما يموت طلب منى اروحلها و اعرفها و كتب وصيه تجمعنا كلنا ببعض.

ثريا: يعنى هو اللى اجبرك تتجوزها؟

حازم: لا طبعا انا اتجوزتها عشان بحبها.

ثريا: بتحب بنت فاتن؟

حازم: يييييييي.. ماما ارجوكى دى حياتى و انا حر فيها و لو سمحتى اتفضلى عشان نروح و ارجوكى لما تشوفى مراتى تعامليها كويس.

ثريا: طيب يالا بينا.

حازم: ماما؟

ثريا: اوكى يا حازم هعاملها كويس هو انا هاكلها يعنى.. يالا عشان انا تعبت من السفر.

حازم: اتفضلى اركبى العربيه.

ركبت بجواره و اتجها إلى الفيلا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top