رواية سجناء الجزيرة كاملة للكاتبة أسماء حميدة الفصل 18 حصري على موقع دريمسيز

Prewedding

هذه الرواية حصري على موقع دريمسيز، ممنوع النسخ منعاً باتاً نظراً لحقوق الملكية الفكرية ومن يخالف ذلك سيخضع للمسائلة.

فلم يكن ذلك الباب يفضي إلى شرفةٍ أو غيره، إنه باب حاوية الملابس، أي حاوية!!

بل متجر الملابس من وجهة نظرها، أرفف عدة وأدراج متراصة، أقسام مختلفة، هذا Stand أحذية، وذاك معلق عليه ما يتعدى المائة فستان، وركن للملابس الداخلية، وجزء مخصص للألبسة البيتية، وأخرى عملية للخروج وكلها نسائية فيبدو أن تلك الشقة تعود لامرأة تعيش بمفردها.

كما يوجد Stand مليءٌ بحقائب حفرت عليها أسماء لماركات تجارية عالمية.

لمعت عينيها بشغفٍ، ما تراه الآن أشبه بمول تجاري، فأعطت ظهرها لباب غرفة الملابس، وتقدمت خطوتين تلتقط إحدى تلك الحقائب تقلبها بين يديها، تفتح سحابها وكأنها تعاينها في محل قبل إن تدفع مالاً لشرائها.

فجأة استمعت لصوت غلق باب غرفة الملابس خلفها، فانتفضت بفزع، وجاءت لتلتفت كي تستكشف هوية الفاعل، ولكنها وقبل أن تستدير وجدت يد تحاوط خصرها، وصاحب تلك اليد يجذبها إلى الخلف، فارتطم ظهرها بجسد الفاعل.

شهقت بفزع عندما أحست بيد تكمم فمها، وأنفاس تقترب من جانب وجهها جهة اليسار، ويد تزيح خصلات شعرها إلى الجانب الآخر على كتفها الأيمن، وأحدهم يفح حديثه بالقرب من أذنها، ورائحة عطر رجولي تعلمها جيداً، وهذا الصوت يقول بنبرة هازئة:

-أتظنين أنك ستسرقينني، وتنفدين بفعلتك؟! لقد تركتك تذهبين هذه المرة، كي تعلمي إنك مهما ابتعدتي، فأنت تحت عدسة مجهري، ويدي تطالك في أي لحظة أريد.

قلبت عينيها بملل، تهمهم ويده على فمها تعيق خروج الكلمات من جوفها، فاستكمل:

-سأرفع يدي، ولكن إذا فكرتي في إحداث جلبة هنا، سأرسلك بطلقة واحدة إلى قبرك.

هزت رأسها لأعلى ولأسفل دليلاً على امتثالها لأوامره، فأزح يده عن ثغرها.

شهقت تلك المرة ليس هلعاً أو رهبة؛ وإنما لتأخذ كفايتها من الهواء.

فقد زفرت سريعاً أنفاس احتبستها خوفاً حتى كادت أن تنفجر رئتيها، وهي تسحب شهيقاً هدأ من ضيق تنفسها.

فاسترسلت، قائلةً بسماجة:

-تقول أنك تركتني هذه المرة أذهب، وأنني مهما ابتعدت أظل تحت سيطرتك وأمام ناظريك!

أردف ساخراً بتأكيد:

-هل عندك شك!! ها أنت بين يدي مُكبلة.

“ساندي” وهي ترفع رأسها مدعية التفكير:

-معك حق، ولكن أي مرة تقصد الأولى أم الثانية أم إنك تعني….

من يجب أن يرتاب ويتوجس في موقفٍ كهذا، الآسر أم الرهينة؟!

سأجيبكم، مع قطتنا الشرسة تلك من ارتاع الآسر المُكَبِل على نقيض كل الحسابات العقلية.

حقاً كما يشاع أخشَ من لا يملك شيء؛ ليخسره.

وجسورتنا هذه ينطبق عليها القول، فنهيبتها تلك لم تكن في الحسبان، وإنما هو من اعترض طريقها، فقررت تأخذ ولا تعطي.

حسناً ماذا سيفعل ؟! سيسترد ماله، لا يهمها بل واستصاغت ذلك، فبرغم أنها كانت على مقربةٍ من حياة الترف هذه، ولكن هذا أفضل من أن تفق وهي بداخلها، وقد اعتادت الرفاهية، فتطرد من الجنة بعد أن ذاقت حلاوتها.

ماذا إذاً؟! سيسجنها! أهلاً ومرحباً، أقلها ستأكل وتشرب وتسكن دون أن تنعَ همٌ أو تدفع سنتاً واحداً، أو تخشى أن تفقد عملها فلا تستطع تلبية احتياجاتها الأساسية.

كما أنها لن تضطر؛ لتحمل سكر وفحولة رواد الحانة الثمالى الذين لا يهمهم سوى أن ينهشوا جسدها بأعينهم، وبعضهم يسعى إلى أن تطوله إيديهم.

أو ربما يقصد ما هدد به تواً، بأن يرسلها إلى قبرها بطلقة، وليكن فبرغم كثرة أخطائها وذنوبها التي كثيراً ما اقترفتها مجبرة، إلا أنها على إيمان تام بأن رحمة الله أوسع وأشمل، فديانتها وقساوستها لم ولن يخطئوا في وصفهم للروح المقدسة.

أما “نك” فك حصار خصرها يبتعد عنها بتوجس، فالتفتت له بعد أن استمعت لشد أجزاء السلاح.

كان ينتظر أن يرى الرهبة بعينيها، ولكنه صدم بأعينها التي تبثه ثقتها بحالها، يلوح بهما مرح وتسلية لا يتناسب مع وضعها.

دهشة أعتلت ملامحه لما يراه بعينيها، فلاحظتها جنباً إلى جنب مع اهتزاز حدقتيه، ورعشة يديه، وهو يصوب السلاح نحوها، قائلاً:

-أحذرك من اللعب معي مجدداً.

لو أراد إطلاق النار، لكانت الآن في تعتاد الموتى، ولكن اعتماده لغة التهريب يلزمها الثبات.

هو فقط يحتمي خلف سلاحه، لا تعني هنا أنه يخشى بطشها فكونها عزلاء أمام سطوته، لا يعني أنها لقمة صائغة، هو يهاب مكرها.

ابتسامة مرحة، ارتسمت على ثغرها، وهي تقترب هاتين الخطوتين اللتان ابتعدهما هو.

وهو يتقهقر إلى الخلف، في مشهد يبدو وكأنه مشهد دموي عنيف، فأحدهم يشهر سلاحه بوجه امرأة، ولكن مع تراجعه المخزي هذا أصبح كوميدياً أكثر منه أكشن وإثارة.

ينظر إلى يديها، يستكشف ما إذا كانت تحمل بيدها تلك الحقنة اللعينة التي خدرته بها أمس، ولكنه لم يلحظ شيئاً مريباً.

وبتراجعه اصطدم ظهره باب خزانة الملابس، وأصبحت هي على بعد إنشاً واحداً منه، تحتجزه بينها وبين الباب، في مشهد مشابه في غرفتها بالنزل، ولكن مع تبادل الأدوار، فهي من تشرف عليه بجسدها الآن، تستند بإحدى راحتيها إلى الباب خلفه بجانب وجهه.

السلاح الذي بيده الآن لا قيمة له، وهي لا تعني المسدس الأثري الذي سرقته منه، سواء أكان هذا أم ذاك فكلاهما عديمي النفع الآن؛ فالطلقة التي ستخرج منه وهي بهذا القرب، ارتداد الفارغ منها سيؤذيه قبل أن تخترق جسدها.

رفعت يدها، لتداعب سبابتها وجهه، وهي تخط بها ملامح وجهه التي اقشعرت بتوجس، وهو يترقب أي حركة غدر تقدم عليها، ذلك هو السبب الذي رجحه إثر شعوره بتلك الرجفة.

ولكن لجوارحه وإحساسه بها رأي أخرى، فعندما بدأت أناملها تتلمس شفاهه، شعر باستجابة جسده لها، ولذة احتلت أوصاله، وبدأ تأثيرها عليه يغيَّب عقله، وهي بهذا القرب الخطير ورقة لمساتها ونظرة الإغواء التي ترمقه بها تطيح بثباته.

مدت يدها الحرة تعلق حقيبتها على مشجب الباب إلى جواره، وهي تشب مقربة جسدها إليه حتى تطال يدها هذا المشجب.

ويده المصوبة بالسلاح تهدلت؛ ليسقط السلاح أرضاً، وهو يلف ذراعيه حولها، يبتلع لعابه بإثارة، وعيناه تتناوب النظر إلى عينيها تارة وشفتيها تارة، يتنفس أنفاسها، وتملَكه سحر جمالها وجسدها المهلك.

إغواءها الذي تتفنن بإبرازه قد أتى بثماره، فها هو تائه بسحرها الذي تجيد ألاعيبه بجدارة.

مال إليها وشفتيه ترتجف شغفاً، تتأمل أن تلتقي بخاصتها في قبلة كالتي نالها سابقاً، كل ما يهمه الآن أن يشعر بها بين أحضانه، أن تستجيب لتلك الرغبة الجياشة التي تستحوذ عليه، وتبدد كل ذرة تعقل به.

وها قد دنى من مراده، ولكنها ابتعدت بآخر لحظة، وهي ترفع كفيها تحط بها على صدره، فنظر إليها وهو يتسائل بهمس، وصوت متحشرج بسبب تلك الحالة من الرغبة والإثارة:

-ماذا، لِمَ تراجعتي؟!

“ساندي” وهي تقترب ثانية بتلاعب تستند بجبهتها إلى جبينه تتقمص رغبة فتاكة، وهي تجيبه بأنفاس متسارعة:

-“نك” أتشعر بما أشعر به الآن؟

همهم وأصابعه امتدت ليخللها بشعرها يداعب فروة رأسها، يجذبها إليه، قائلاً:

-اممممم، نعم “ساندي”، فأنت دافئة ومثيرة للغاية.

امتدت أصابعها تفك أول زرين بقميصه وسبابتها تلامس عضلات صدره ببطئ مغوي.

“ساندي” بصوت دافئ مثير:

-“نك”.

“نك” وهو يلثم مقدمة أنفها:

-يا لا عذاب “نك”، قولي “ساندي”.

“ساندي” بنبرة مغوية:

-أريدك “نك”.

عض على شفتيه بإثارة، وقد اشتعل جسده رغبة بها، نعم فهو أيضاً يريدها.

قال وهو يشدد من حصار خصرها يلصقها به قائلاً بوله نابعاً من رغبته بها:

-إذاً فلنرحل من هنا، فأنا أيضاً أريدك في فراشي وبين يدي الليلة.

تابعت فك بقية الأزرار ببطئ مغري، وهي تطبع قبلة على وجنته تعمدت الإطالة بها، وهي تقول:

-لا، “نك”.

سؤال معذب صدر عنه، وهو يحاول أن يجتاز مرمى شفاهها؛ ولكنها تلاعبه، تارة تقترب بإغواء، وأخرى تبتعد بغنج:

-لم لا “ساندي”؟! فأنت تريدين ذلك، وأنا أحترق رغبة بكِ.

“ساندي” وهي تسبل أهدابها، ترتكز ببصرها على شفتيه، ثم تفرج جفونها آسرة عينيه بنظراتها، قائلة بترغيب تقصد إشعاله:

-لا “نك” لا أطيق صبراً لليلة، أريد أن أشعر بك الآن.

قالتها وهي تخلع عنه قميصه الذي لا يرتدي شيئاً أسفله، وبلمسة يدها لصدره وذراعيه العاريتين ذهب”نك” في خبر كان.

ذلك الخبير زير النساء تعزف تلك العذراء اللعوب على أوتار رجولته المعذبة أنغام رغبة وتوق، لن ينال منه سوى ما تلقيه إليه، والذي لا يتعدى لمحة من أحلام يقظة يرسمها بمخيلته لهما معاً الآن.

هم يعبث بمقدمة ثيابها، فارتفعت يدها، تقبض على كفه، تتظاهر بالثبات قائلة:

-ماذا تفعل؟

“نك” بنشوى:

-أفعل ما يريده كلينا.

جذبت يده وهي تسير به ناحية أحد الأركان من غرفة الملابس، تشير إلي ثوب أحمر مثير بفتحة صدر واسعة، التقطته واضعة إياه على جسدها، فكان طوله يصل إلى منتصف فخذيها، وانتظرت ترى عليه أثر اكتمال بداية النهاية لتلك التمثيلية.

وها قد نجح العرض، عندما أومأ برأسه يوافقها الرأي، فقالت:

-حسناً، هل يمكنني الذهاب إلى المرحاض؛ لأخذ حمام سريع؟ فأنا بملابسي تلك منذ أمس.

أجابها بخيبة:

-الآن “ساندي”.

أرسلت له قبلة في الهواء، وهي تتحرك سريعاً ناحية باب غرفة الملابس تلتقط حقيبتها المعلقة على مشجب الباب، وبيديها قطعتين ذاك الفستان والقطعة الثانية قميصه، وهي تقول:

-لن أتأخر فقط خمس دقائق.

أغلقت الباب خلفها في عجالة تدير مفتاح الخزانة عليه فأصبح محتجز بالداخل، وهي تبتسم براحة، فقد أرهقها هذا العرض.

ولكنها نجت هي والمال المكتسب، فهو وإن تمكن من كسر باب الخزانة، فلن يستطع الخروج من باب الشقة؛ بعد أن أخذت قميصه وتركته نصف عاري.

“ساندي” من خلف الباب:

-“نك” أتعد أم مللت العد؟! إنها المرة الثالثة، أو لنقل الهدف الثالث.

قالتها واندفعت تسابق الريح، وهي تعدو كالطلقة من باب الشقة، وزيادة تأمين أدارت المفتاح الذي وجدته في الباب الخارجي للشقة، لتحكم بوابة احتجازه.

وبعد أن أغلقت الباب أستندت بظهرها إليه، واضعة يدها على صدرها، تتنفس سريعاً، وهي تبتسم بانتصار، وقد أضفى اللعب معه إليها مزيداً من الشغف والمتعة، قائلة:

-آه “نك”، حقا لقد استمتعت كثيراً.

ضغطت على زر المصعد تستدعيه، وما إن حضر حتى استقلته، ولكنها تاهت بلوحة تحكمه المعقدة تلك، فخرجت منه تزفر بضجر، وهي تتوجه إلي الدرج تهبطه سريعاً، وهي تقول ناظرة إلى حذائها البالي، ولكن لتشهد أنه مريح، وساعدها على نزول السلم بأريحية:

-حسناً صديقي، أصبح لك فائدة، ماذا لو كنت انتعل حذاء جديد غيرك ذو كعب عالي؟! حتماً كنت سأقع، وتنكسر رقبتي، أنني أدين لك باعتذار.
أما المحتجز بالداخل مال إلى الأمام، يستند بكفيه إلى ركبتيه، وقد انتابته نوبة من الضحك الهستيري، ومن ثم استقام بجذعه يصفق بإعجاب، وهو يدور بأرجاء الغرفة، وقد أسرته تلك السارقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top