رواية لعنة الصعيد الفصل الثالث 3 بقلم نور الشامي


“عالية”… فتاة بسيطة من صعيد مصر، وجدت نفسها من زوجة مُحبة لعادل، إلى مطاردة للعدالة، ثم رهينة في قصرٍ مظلم لا تعرف له بابًا ولا نهاية. أفاقت من غيبوبة وسط غرفة مطلية بالسواد، يكسوها صمتٌ كئيب كأنها تابوت ملكي لا يُبشر إلا بالهلاك. لم تعرف من الذي أنقذها، أو بالأحرى، اختطفها… لكنها عرفت شيئًا واحدًا فقط: كتفها ينزف، وعادل – زوجها – قُتل ليلة زفافهما.

صدمتها لم تكن في الجرح بقدر ما كانت في هوية “الخاطف”… “شهاب الحديدي”، شقيق كمال، القاتل الحقيقي لعادل، الذي أطلق النار ليلة الفرح وهرب. كان شهاب يزعم الحماية، ويبرر فعلته بأنها محاولة لمنع شقيقه من الإعدام، لكن عالية لم ترَ فيهم سوى عشيرة واحدة… قبيلة مجرمة تُغطي الجرائم بالدم والسكوت والذل.

لكن ما هو أسوأ من الخطف؟ أن يظهر كمال نفسه، حيًا، حرًا، يتجول في البيت الذي تحوّل إلى سجنٍ ذهبي، ويتعامل معها كأنها غنيمة. كمال الذي قتل زوجها دون رحمة، عاد يطاردها بجنونٍ مَرَضي، يلاحقها بكلمات مريضة، بعيون جائعة، بجسد لا يعرف سوى القسوة… حتى لحظة طعنته فيها دفاعًا عن كرامتها، عن نفسها، عن كل ما بقي فيها من إنسانية.

في الجهة الأخرى، عائلة عادل تقف أمام بيت الجدة حسنية، تتهم، وتطالب، وتضغط: إما أن تتزوج عالية شقيق عادل، ليلُمّوا “الفضيحة”، أو تُقتل بدافع “الثأر”! وتحت هذا الضغط، تنفجر الأسرار، وتظهر الشروخ داخل بيت الحديدي… الخوف، الخيانة، الغضب، كل شيء يتفجر.

شهاب، بين ولائه لأهله، وشعوره بالذنب، وحيرته أمام فتاة ترفض أن تنكسر. الأم سعاد تريد رأس عالية بأي ثمن، والأخت ناريمان تهمس بالهلاك، أما كمال… فكان يبتسم وهو يُطعن، كأنه يرى في الدم قربًا وليس نهاية.

وهنا، أمام عيون الجميع، يسقط كمال… غارقًا في دمائه، والسكين ما تزال تقطر في يد عالية. الفتاة التي لم تعرف يومًا الكراهية، أصبحت قاتلة في لحظة، أو هكذا تظن… وتهرب. تهرب بكل ما تبقى فيها من حياة، غير مدركة أن ما فعلته للتوّ، قد فتح أبوابًا لا تغلق.

أما شهاب، فيقف ممزقًا بين دم شقيقه، وصرخة اسمها: **”عالية”**.

هل كانت طعنة النجاة أم بداية انتقام آخر؟
هل ستعود؟ وهل سيموت كمال؟
من على حق؟ ومن الظالم الحقيقي؟
وأهم سؤال… **هل انتهت عالية من الهروب؟ أم أن الهروب بدأ الآن فقط؟**

جاري كتابة الفصل الثالث، وبمجرد كتابته هيتنشر.

كاملة من هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top