رواية لعنة الصعيد (كاملة جميع الأجزاء) بقلم الكاتبة نور الشامي

فِي قَلْبِ الصَّعِيدِ، حَيْثُ تَتَوَارَثُ الْأَرْضُ الْأَسْرَارَ وَتُدْفَنُ اللَّعَنَاتُ مَعَ الْجُثَثِ، تَنْفَجِرُ أَبْوَابُ الْمَاضِي أَمَامَ “غَالِيَةَ”، حِينَ تَقُودُهَا مُصَادَفَةٌ غَرِيبَةٌ إِلَى قَصْرٍ قَدِيمٍ مَهْجُورٍ… هُنَاكَ، لَا شَيْءَ كَمَا يَبْدُو، وَكُلُّ ظِلٍّ يَحْفَظُ سِرًّا، وَكُلُّ جِدَارٍ يَهْمِسُ بِاسْمِهَا. مَنْ الَّذِي أَيْقَظَ لَعْنَةً كَانَتْ نَائِمَةً مُنْذُ قَرْنٍ؟ وَهَلْ سَتَنْجُو قَبْلَ أَنْ تَنَالَ مِنْهَا

في كل حكاية صعيدية تُروى عند الغروب، هناك دائمًا بطلة لم تختر البطولة، بل فُرضت عليها.

“عالية” لم تكن استثناءً، بل كانت جوهر تلك الحكاية. فتاة عاشت تحلم بالبساطة، تحب بلا شروط، وتثق بمن حولها وكأن العالم لا يعرف الخيانة. لكن حين اهتزّت الأرض تحت قدميها ليلة زفافها، لم يكن ذلك بسبب قدرٍ مفاجئ… بل لأنّ كل شيء من حولها كان هشًّا، هشًّا أكثر مما ظنّت.

بين ليلة وضحاها، وجدت نفسها بعيدة عن كل ما تعرفه. في بيتٍ فخم، لا يحمل من الطمأنينة شيئًا، وجوه غريبة، وقلوب مغلقة. لا أحد يجيب أسئلتها، ولا أحد يشرح لها لماذا أصبحت غريبة عن نفسها وعن الحياة. وحدها مشاعرها كانت أوفى ما تبقّى لها: ارتباك، حيرة، وشيء يشبه الخذلان… لكنه أعمق.

“شهاب الحديدي”، الرجل الذي أنقذها… أو اختطفها، كان لغزًا بحد ذاته. لا هو منصف، ولا هو ظالم. كلماته موزونة، لكنه لا يقول كل الحقيقة. تحركاته واثقة، لكن عينيه تقولان الكثير مما لا يُقال. أراد أن يُظهر لها أنه واقف في صفّها، لكنها لم تكن في حاجة إلى صفوف… بل إلى **صدق**.

في الجهة الأخرى، كانت عائلة عادل تحاول لملمة الحزن بطريقتهم، وكلٌّ منهم يحمل رواية مختلفة عمّن “خان” ومن “ظُلم”. بين مطالبات بالحق، وتهديدات بالعار، تقف الجدة “حسنية” كجدار أخير يحاول أن يحمي ما تبقّى من الحياء. لكن حتى الحياء لا يصمد كثيرًا حين تتكالب عليه الشكوك.

ومع عودة “كمال” – الأخ الذي قلب الطاولة من جديد – بدأت الموازين تميل. عاد من خلف الكواليس، لا ليعتذر، بل ليعيد ترتيب القصة من منظوره. وجوده لم يكن مجرد عودة شخصية، بل إعلان ضمني بأن الماضي لم يُغلق بعد… وأن الحساب لم يبدأ أصلًا.

أما “عالية”، فبدأت تتغيّر. نظراتها باتت أكثر وعيًا، وحديثها أكثر حذرًا. لم تعد تلك الفتاة التي تنتظر من يُنقذها، بل امرأة تفهم الآن أن النجاة قرار… وليس منّة. وسط الحكايات المتضاربة، والوجوه المتبدّلة، قررت أن تسكت، لا عن ضعف… بل لأن الصمت أحيانًا هو أوضح صوت.

ومع اقتراب الحقيقة، أو ما يشبهها، تلوح في الأفق لحظة لن تشبه ما سبقها. لحظة ستختبر فيها “عالية” كل شيء: قوتها، شكوكها، وحتى ما تؤمن به.

لعنة الصعيد الفصل 1

لعنة الصعيد الفصل 2

لعنة الصعيد الفصل 3

لعنة الصعيد الفصل 4

لعنة الصعيد الفصل 5

لمتابعة مواعيد نشر الرواية يرجى الانضمام إلى قناة التليجرام وقناتنا على الواتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top