روايات ببقلم ريناد يوسف
خلخال فضه
انت ياد ياربيع فينك ياللي ماليك عازه اخلص غور خد عمك حواس بعربيته وروح معاه هاتوا عروسة ابوك الجديده من ع المحطه زمانها على وصول، يلا هم الوكت راح.
_ربيع مين اللي عتنادي عليه يابوي، ربيع معاود للبيت بعد الفجر ومهيصحاش دلوكيت، اني هروح اخد عم حواس واجيبلك العروسه ومبروك عليك يابوي جوازتك الجديدة، ربنا يجعلها جوازة العمر وتعمر دي معاك وتكِن.
_والله ماعارف ياسميح اقول آمين اتبلي بيها العمر كله، ولا اقولك توف من خشمك تطلع زينه وابقى اني اللي قطعت بحظي وراحة بالي، على العموم ربك هو صاحب التدابير وكله والنصيب، يلا هم انت كمان الوكت عيفوت والتاخير مش زين الا العروسه تتكدر وتوبقى ليله طين على راس ابوك.. ولما تعاود هديك اللي فيه النصيب عشان تعبك، بس بعد ماافوق هحاسبك عالقديم والجديد صرفته فين وعميلت بيه ايه.
خرج سميح من البيت بسرعة وفضل عبد البديع أبوه قدام المراية يهندم فملابسه ويمسد على شنبه بإعجاب وهو بيتخيل ليلته مع عروسته الجديدة اللي المرادي جايبها من اسكندريه، وفرحان انها بحراويه وهتغير الجو الكئيب الروتيني، اللي طول عمره عايش فيه مع ولاده الاتنين وكل ست اتجوزها من بعد موت مراته أم ولاده، واللي ولا وحده منهم عرفت تملا مكانها عنده وتخليه يحس بالإستقرار، بس مش هينكر إن لعبة الجواز والتغيير حلوه وعاجباه، وحماس البدايات واللهفه على كل جديد اللي بيعيشها مع كل جوازه ليها متعة خاصة.
أما فى القطر..
_خدي يابت كوليلك لقمه انتي مطفحتيش من ساعة ماخرجنا من البيت.
ردت عليها بتوهان:
-شبعانه مليش نفس لأكل.
_ انشاالله عنك ماطفحتي اطفح انا اللي ياكل على ضرسه ينفع نفسه.
سكتت شويه وردت عليها بخوف:
_اني منعرفوش بس لزمته ايه الصعيد والجواز فيه مانتي كان بيجيلك بدال العريس ١٠ من حوالينا وترفضي، إشمعنا دا اللي وافقتي بيه ورضيتي تسيبي اسكندريه وكرموز وعيشته والبحر وهواه وجاياله بلده هنا في الصعيد للبهايم والترعه المليانه بلهارسيا؟.. إيه اللي عجبك فيه ابو عمه دا خلاكي شلتينا من ارضنا ومخلينا نسيب مطرحنا وحبايبنا وجيرانا ونيجي نعيش معاه هنا فبلد غريبه منعرفش فيها حد ولا حد فيها يعرفنا.
ردت عليها بغضب:
-انتي تخرسي خالص ونفسك مسمعوش..مش كفايه انك على قلبي ورايحه جايه بيكي زي الرزيه كمان هيطلعلك حس وتقوليلي ليه ولا مش ليه وتحاسبيني؟ وبعدين تعبت ياستي من الشقا وصوابعي اتهروا من شغل المصنع ولقيت إن دا اللي معاه راحتي، وال١٠ اللي بتتكلمي عليهم كلهم عايزين يتجوزوني عشان بشتغل واصرف عليهم، يعني يتحسب عليا راجل قدام الناس وبس،
وماصدقت اني اوقع عبد البديع فشباكي ويطلبني للجواز عشان يستتني، احمدي ربنا إني جبتك معايا ومرمتكيش وسبتك لكلاب الشوارع تنهش فلحمك ومقولتش دي حيالله بنت جوزي مش بنتي خليها تغور.
_والله يامرات ابويا انا لو خيرتيني كنت قولتلك سيبيني لكلاب السكك ولا إنك تجيبيني هنا لديابة الصعيد، هو انتي مش خايفه حتى بعد الناس الصعايده اللي عاشوا سنين حوالينا، دول كانوا عايشين مستخبيين من التار اللي عليهم، دي ناس القتل عندهم اسهل حاجة هنعرف نعيش وسطهم ازاي؟
_متخافيش مفيش غول بياكل مراته ولا اللي من طرفها، اهم حاجة بس انتي تسمعي كلامي واللي اقولك عليه تنفذيه من سكات، وأوعدك مش هنطول هنا وهنرجع لكرموز واسكندريه وبحرها.
اما عبد البديع..
خلص هندمة نفسه واتحرك ناحية أوضة ولده ربيع، فتح الباب عليه وبصله وهو نايم ففرشته كيف القـ. ـتيل من التعب والكد اللي عيكده طول اليل والنهار، قرب ليه وضرب بشويش على خده عشان يصحيه واول ماربيع فتح عيونه ابوه قاله بنبره كلها جديه:
-مش ناوي تبطل التعب اللي عتتعبه عالفاضي ديه ياربيع؟ مقولتلك مفيش حاجة، خلاص هي كانت غلطه، رزق ربنا قسمه لينا مره وحده والحمد لله سترنا بيه، يوبقى ليه الطمع عاد؟
رد عليه ربيع وهو بيتعدل من نومته:
-والله كلامك زين وعين العقل يابوي، بس تقدر تقولي فين هو الرزق ديه دلوك، وباقي منيه كد ايه وسترنا هيفضل مغطينا لميته؟ اذا كان انت من بعد موت امي كل سنه ليك جوازه، تجيبلنا المره من دول تاكل فخيرك وهي وماشيه تكبش وانت عشان زهقت تعطي من غير حساب،
ولا عايزني اعمل كيف ولدك اللي نايم وعمال يصرف معاك من تل الفلوس اللي اني متأكد انه اختل مش لسه هيختل، هملني اشقى هو اني مدايقك فأيه، اني عطلع الصبح بدري عرجع وش صبح اليوم التاني، يعني لا متقل عليكم فقعده ولا فنومه ولا حتى فوكل!
_طيب ومين اشتكى منك ولا قال انك تقيل؟ على العموم مش وكت عتاب وتل وسحب دلوك، العروسه زمانها علي وصول ومش عايزها تدخل علي حسنا العالي وتتخلع.. هي بس تعرف موطرخها وترتاح فيه ولينا حديت كتير مع بعض، ومتنساش ياربيع إن السكه اللي انت ماشي فيها خطر، والجبل ياما بلع جدعان فجوفه، وإن اللي عتدور وتنقب عليه كان غيرك اشطر ووصله لو موجود، بس انت مصمم تعيش في الأوهام.
ربيع_
ماشي يابوي اني موهوم، هملني لوهمي ومسيري هفوق منيه لما اوصل لمرحلة الياس، أما دلوك فأني كلي امل وهو اللي عيحركني.
_ماشي ههملك ياربيع، بس وكت ماتعاودلي مهزوم وجاضض من التعب وقلة الحيل والحيله متنتظرش مني مساعده، اني محتاجك في الوكت ديه وانت مهملني ودافن روحك فى الجبل وسط الحجاره، محتاج لولدي البكري، دراعي وضهري وسندي وتحويشة عمري، واللي ملاقيهوش وكت حاجتي ليه مينتظرنيش اكون معاه وكت حاجته ليا.
ربيع:
_موافق يابوي، والكلام رايح جاي، يعني اني كمان وكت مالاقي مرادي ويوبقى تحت يدي محدش هيوبقاله حق فيه، لا حد يقولي اني ابوك ولا اني اخوك ولا اعطينا مما عطاك الله، اني تركتلكم اللي معاكم واستغنيت، فانتوا كمان تهملوني فحالي.
اتنهد ابوه ورد عليه بيأس:
-شوف ياربيع، المثل عيقولك الزرعه الخايبه عتبان من أولها، وانت خايب، من مطلوعك وانت عتجري ورا الوهم، تشوف ايه الصعب وتتشعبط فيه وعشان إكده عمرك ماعملت حاجة زينه ولا حققت حاجة، ولو فضلت عالحال ديه هتخسر الباقي من عمرك كله، الوهم كيف النداهه يسحبك ويغميك ميخليكش تسمع ولا تصدق غير بس الكلام اللي عيردده فودانك وتمشي وراه وانت متغمي من غير تفكير.
ربيع:
-وليه متقولش إني طول عمري احلامي كبيره وطموحاتي عاليه؟
_ماهو الطموح العالي لما يتبني على حاجة مش موجوده وأساسه يكون وهم مش عيوبقي حاجة زينه، نزل راسك من السما وبص تحت رجليك وشوف خطاويك واخداك على فين، فوق ياربيع قبل ماتضيع نفسك
بصله ربيع شويه وبعدها سأله بهدوء:
-الا عروستك الجديده اسمها ايه عشان لما تيجي نعملولها حفلة الاستقبال بتاعتها
رد عليه أبوه وهو بيمسد على شنبه بخيلاء:
-اسمها فضه..ست الدار الجديده.
ربيع-
الدار دي مهما جبت فيها حريم مش هيكونلها ست غير اللي فنت شبابها فيه وعاشت وماتت وهي مستنيه تعيشلها يومين حلوين وملحقتش تعيش، والايام الحلوه اتهنت بيها الحريم اللي مداقتش نقطه من بحر اللي داقته امي..امي اللي لا لبست الحرير ولا كلت المشمر والمحمر، عاشت متلفلفه بجلابيه وحده تغسلها وتستنى دراها وتاكل العيش الحاف ويوم مايتغمس بحتتة جبنه تقول النهارده فضل ربنا علينا واسع, وتفضل تحمد وتشكر في الرايحه والجايه.
رد عليه ابوه بديقه:
عمرها خلص ورزقها كان ديق، اصل الرزق ديه ربك اللي بيقسمه ومتستكترش على حد حاجة عشان غيره مشافهاش..وبعدين محبكتش تفكرني بأمك واللي شافته واللي مشافتهوش فيوم كيف ديه، دانت معلم فتعكير المزاج ياخي.. نام، نام اتخمد تاني اني غلطان اني صحيتك، نام نوم الرطاط عباده.
خلص كلامه وخرج وساب ربيع مع نفسه، اتنهد ودس ايده فجيبه وطلع حاجة لامعه مدوره وفضل يقلبها بين صوابعه وبريقها عاكس نوره جوا عنيه وعيوعده بألف وعد وربيع مصدقهم كلهم.
أما عبد البديع ففضل مستني في البيت على نار لغاية ماسمع صوت الكلاكس بتاع عربية حواس وعرف إن العروسه وصلت، فجرى عالباب يفتحه وأول مافتحه وقف متسمر لدقايق وبعدها نطق وعينه متعلقه عالصبيه اللي مع فضه وماسكه فتوبها:
-مين دي يافضه؟
فضه:
-دي نسايم ياعبده، يتيمه وملهاش غيري ومقدرتش اسيبها لوحدها لكلاب السكك تنهشها.
رد عليها بإستغراب:
-ايوه بس انتي مجيبتيليش سيره بيها قبل سابق، ولا قولتيلي انك هتجيبيها معاكي؟
ردت عليه وهي بتزيحه من قدامها وتدخل:
-ايوووه ياعبده، وهو اني كل حاجة هنعملوها لازم نقولولك عليها ونوجعوا راسك بيها، فيه حاجات متستاهلش القول ياجدع.. هااا قولي فين ابنك التاني مجاش يسلم على مرات ابوه ليه، وفين أوضتي عشان البت تدخل فيها حاجتي.
رد عليها ربيع وهو واقف على باب أوضته ومسنود عليها ومربع اديه ومبتسم:
-ولده موجووود وعيقولك مراحب ونورتي، ونورك عالي لدرجة انه هيخطف نظر ابوي ويعميه اني متاكد من إكده، ومراحب بمجايبك يام قلب كبير، نورتي يأم بيشه.
ردت عليه فضه بإبتسامه وهي بترفع البيشه من فوق وش مراسي:
-الدار منور باصحابه ياحلو اللسان انت، سلمي “يامراسي” على اخواتك وبوسي على ايد جوز عمتك قوام.
وهي كشفت وش مراسي وربيع واخوه وحتى أبوهم وقفتهم اتغيرت، وهمس عبد البديع بصوت يادوب طالع:
-إيوااااه، خرببت وجه البنزين جنب النار وهتولع هتولع، والاخوات من السعادي هتتولد بيناتهم العداوه، يقطعك يافضه ويقطع مجايبك من أول دقيقه خليتي الخوف سكن قلبي.
أما سميح فردد بينه وبين نفسه وهو عيبص للبنت بكل تركيز”مراسي” إسم حلو وصاحبته احلى.. ربنا يرسي عمتك فبيتنا ويرسيكي عليا يامراسي.
أما ربيع فاتأملها شويه وبعدها دخل أوضته وقفلها عليه، وهو حاسس إن فيه لعنه دخلت البيت مع دخول فضه مرات ابوه وبنت اخوها، بس مش عارف يحدد انهي وحده فيهم اللي هتكون سبب فيها ولمين.
يتتتبع
بقلم ريناد يوسف
انتظروني قريبا في نوفيلا خلخال فضه
اجمل الروايات
بحب اتابع الروايات والقصص الجميله
القصه بدايتها حلوه اوي اوي برافو عليكي يا رينو كالعاده مبدعه . امتى الباقي أن شاء الله
تسلم ايدك يا رينو كالعادة طبعا ابداع
دايما مبدعة ريناد لاتتاخر علينا