رواية أحببته رغم جنونه الفصل الحادي عشر

رواية أحببته رغم جنونه

كان وقت استراحة الغداء، وكان الموظفون إما يتناولون طعامهم أو يسترخون ويتحدثون. وحدها صفاء كانت تنتظر جنى بفارغ الصبر.

بمجرد وصولها، قالت جنى لصفاء:
“أطلبي من الجميع التوجه إلى غرفة الاجتماعات. سنعقد اجتماعًا حالًا.”

أومأت صفاء برأسها وبدأت في تنظيم الأمر.

وبعد عشر دقائق، كانت جنى تترأس اجتماعًا طارئًا في قاعة اجتماعات قسم الأعمال، هدفه كان واضحًا: كيفية إتمام صفقة العشرين مليون دولار.

لم يتبقَّ سوى نصف يوم على الموعد النهائي الذي حددته السيدة العجوز، وكان توقيع طلبية ضخمة بقيمة عشرين مليون دولار خلال هذه المدة القصيرة يبدو أمرًا مستحيلًا تمامًا.

لم يتوقع أحد من قسم الأعمال أن ينجحوا في ذلك أصلًا.

لكن جنى تيمور لم تكن من أولئك الذين يستسلمون بسهولة. كانت تسعى دائمًا لتحقيق الفوز، ولن تتراجع حتى اللحظة الأخيرة. وبعد نقاش قصير، سألت صفاء:
“هل هناك شركات لم نتواصل معها بعد؟”

تفحّصت صفاء التقرير، ثم قالت:
“بصراحة، لم يتبقَّ سوى شركة واحدة قد تُبرم صفقة بهذا الحجم… لكنها شبه مستحيلة.”

ابتسمت صفاء بمرارة وأضافت:
“مجموعة فاضِل، لكنهم معتادون على تنفيذ أعمالهم داخليًا، ولا يُسندونها لأي شركة خارجية.”

كانت مجموعة فاضِل الشركة الرائدة في مقاطعة جيانغدونغ، ولا تُعد ولا تُحصى الشركات التي كانت تتمنى مجرد التعاون معها. أما مجموعة تيمور، فمجرد شركة ديكور عادية، ولم تكن يومًا تحلم بالتعامل مع مجموعة بهذا الحجم.

كانت جنى تعلم أن مجموعة فاضِل حلم بعيد المنال. لكن بعد أن ضاقت بها السبل، لم يكن أمامها خيار. حتى لو كانت الاحتمالات ضئيلة، كان لا بد من المحاولة.

وقفت جنى وقالت بحزم:
“أعطني معلومات شركتنا، سأتوجه إلى مجموعة فاضِل الآن.”

“هاها، هل سمعت؟ جنى ذاهبة إلى مجموعة فاضِل لتطلب تعاونًا!”

دخل بلال إلى غرفة الاجتماعات مصطحبًا معه عددًا من أفراد العائلة.

التعاون مع مجموعة فاضِل؟ حتى السيدة العجوز لم تجرؤ على التفكير في ذلك. هل تأثرت جنى پجنون رائد؟ أهي تحلم؟

شركة بهذا الازدهار، كيف لها أن تتعاون معنا؟ إنه وهم!

قال بلال ساخرًا:
“جنى، إن ذهبتِ، أضمن لك أنكِ لن تتجاوزي البوابة. لا تُحرجينا.”

ثم أضاف أحدهم:
“بسبب زواجك من ذلك الأحمق، شركتنا على وشك الاڼهيار. لا تجلبِ المزيد من العاړ!”

كان الجميع ممن جاءوا مع بلال من عائلة تيمور. سمع أن جنى تعقد اجتماعًا طارئًا خلال استراحة الغداء، فاستدعى أفراد العائلة خصيصًا ليسخروا من موقفها.

شعرت جنى بالضيق والخزي. حدقت فيهم پغضب وقالت بانفعال:
“لا تلوموني، أنتم السبب في تدهور وضع شركتنا. لم تفعلوا شيئًا سوى الاعتماد على اسم العائلة. ما الذي يُؤهلكم للسخرية مني؟ حتى لو رُفض طلبي، على الأقل حاولت، ولن أندم أبدًا على المحاولة!”

أفراد العائلة، باستثناء بلال، كانوا محدودي الخبرة في الأعمال. منذ ۏفاة الجد، ملأت السيدة العجوز الشركة بأبناء غير أكفاء، وأسندت إليهم مناصب مهمة، مما تسبب بفوضى شديدة. والآن، بعدما ساء الوضع، اختاروا جنى لتحمّل اللوم.

في الماضي، كانت جنى تكبت ڠضبها وتصمت. أما الآن، وهي على شفا الطرد، فقد قررت أن تقول كل ما في قلبها.

صړخ بلال غاضبًا:
“يا لك من حظ سيء! كيف تجرئين على اتهامنا؟ أنت السبب في تشويه سمعة العائلة. عندما تغادرين غدًا، ستعود الشركة للازدهار!”

ردد الآخرون نفس الكلام، مؤكدين أن جنى عبء على الشركة، وأنها السبب في تدهور أوضاعها.

لكن جنى لم تجادل. أخذت أوراق الشركة وغادرت.

في الساعة الثانية ظهرًا، وصلت جنى إلى مجموعة فاضِل.

كان المقر فرعًا من الشركة في مدينة الشيخ، ورغم ذلك، بدا فخمًا شامخًا في أرقى مناطق المدينة. نُقش اسم “مجموعة فاضِل” بوضوح على المبنى.

جميع الموظفين العاملين هناك يحملون تصاريح عمل، ولا يُسمح لأحد بالدخول من دونها. حتى الموظفون يُمنعون من الدخول إن نسوا بطاقاتهم.

كانت جنى تقف أمام بوابة المبنى، تنظر بانبهار إلى الهيبة والازدهار الظاهرَين. أخذت نفسًا عميقًا وتقدمت.

“من فضلك، أظهري تصريح العمل.” أوقفها أحد الحراس عند الباب.

قالت جنى بثقة ممزوجة بالتوسل:
“أنا من شركة أنجول للديكور، أرغب في مناقشة فرصة تعاون.”

سألها الحارس:
“هل لديكِ موعد مسبق؟”

أجابت بهدوء:
“لا.”

قال الحارس بصرامة:
“لا يُسمح بالدخول بدون إذن.”

عضّت جنى على شفتيها وقالت برجاء:
“أرجوك، أحتاج فقط إلى فرصة. أريد حقًا التعاون مع شركتكم.”

كانت جنى تملك أناقة وثقة بارزة، لكنّها الآن، لأجل الحفاظ على عملها، أذلت نفسها أمام بوابة الشركة.

رد الحارس بلا مبالاة:
“عذرًا، غادري المكان، وإلا سنضطر لطردك.”

كانت جنى تشعر بإحباط شديد. بلال كان محقًا في شيء واحد: لم تستطع حتى تجاوز البوابة. إنها لحظة مؤلمة.

وقفت جنى عند المدخل، عاجزة عن التقدم أو الرجوع. وجهها احمرّ من الإحراج، ولم تستطع أن تتحمل المزيد. استدارت على وشك المغادرة…

لكن فجأة، جاء صوت من الداخل:

“دعها تدخل.”

رواية أحببته رغم جنونه الفصل الثاني عشر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top