رواية أحببته رغم جنونه الفصل 4

couple, silhouette, sunset, man, woman, nature, husband and wife, boyfriend girlfriend, pair, together, couple silhouette, love, romantic, affection, marriage, courtship, people, couple, couple, couple, couple, couple, love, love, love, romantic, marriage, marriage, marriage

في الواقع، كان كل هذا مشهدًا مُعدًا له بدقة قبل مجيئه اليوم. لقد تعمد المجيء إلى هذا المنزل وتشغيل التلفزيون، وكان ينتظر هذه اللحظة تحديدًا ليُبهرهم.

عند سماع كلمات غادة المتحمسة، وقف قصيّ ببطء وثقة واتجه نحو التلفزيون، وقال بتعالٍ: “نعم، هذه هي المقابلة التي أجريتها بالأمس أثناء مفاوضاتي على صفقة تجارية مع مجموعة فاضِل.”

مجموعة فاضِل؟

فاجأ اسم مجموعة فاضِل، إحدى أعرق وأكبر الشركات العقارية في البلاد، غادة بضخامتها وقوتها النفوذية الهائلة. والأهم من ذلك، مقرها الرئيسي في عاصمة المقاطعة، ورئيسها التنفيذي الأسطوري، فاضِل، الذي يُعدّ أغنى وأبرز شخصية في المدينة بأكملها.

حدقت غادة في قصيّ بعينين واسعتين كعيني ثور مذعور، وسألته بذهول: “إذن، هل لشركتك تعاملات تجارية مع مجموعة فاضِل العملاقة؟”

تظاهر قصيّ بالتواضع المصطنع وقال ببرود: “أجل. إنهم يخططون لإطلاق بعض المشاريع الضخمة في مدينة الجنوب المتواضعة، وقد تكرم الرئيس فاضل بنفسه بالحضور للإشراف على سير العمل. لقد تشرفت بمصافحته بالأمس!”

بالنسبة لعائلة عادية مثلهم، كان فاضِل بمثابة أسطورة حية، لدرجة أن رؤيته ولو لمرة واحدة، ناهيك عن مصافحته، تُعدّ قمة الحظ. لذا، اكتسب قصيّ فجأة مكانة مرموقة في نظرهم لمجرد أنه صافح هذا الرجل الأسطوري.

في تلك اللحظة بالذات، ظهر فاضِل شخصيًا على شاشة التلفزيون، وسارع جميع المذيعين المتواجدين للالتفاف حوله وإجراء المقابلات معه.

كانت عينا غادة مثبتتين على شاشة التلفزيون بتركيز شديد، حتى جنى نفسها اقتربت لمشاهدة الحدث، بينما كان قصيّ يتحدث بتفاخر عن الإنجازات الهائلة التي حققها فاضِل، محاولًا بذلك إظهار نفوذه ومكانته من خلال علاقته بهذا الرجل البارز.

كان وجه قصيّ في تلك اللحظة يشع غرورًا وتفوقًا مطلقًا.

وسط هذا المشهد، لم يلاحظ أحد ذلك البريق الخاص الذي لمع فجأة في عيني رائد وهو يرى فاضِل يظهر على شاشة التلفزيون.

بينما كان قصيّ مستغرقًا في تفاخره، نهض رائد فجأة من مكانه وسار بصمت نحو الباب.

“إلى أين أنت ذاهب؟” سألته جنى بفتور وهي تراه يغادر.

“مجرد نزهة قصيرة.” أجاب رائد ببرود.

عندما فتح الباب وهمّ بالخروج، صرخت فيه غادة بازدراء: “لا تُعد إليّ حاملاً المزيد من الخردة والقمامة!”

خرج رائد مباشرة من الشقة، وغادر المبنى بأكمله دون أن يلتفت.

فجأة، انطلقت سيارة بورشه سوداء من مرآب الشقة، معترضة طريق رائد بشكل مفاجئ.

ترجّل قصيّ من السيارة بعد أن توقفت، ثم وقف أمام رائد مباشرة، ونظر إليه بغطرسة قائلاً بلهجة آمرة: “ألست تفهم لغة البشر؟ دعني أوضح لك الأمر اليوم بكلمات بسيطة: جنى ملكي وحدي؛ ابتعد عنها وطلقها في أسرع وقت ممكن. هل استوعبت؟”

كانت نبرته متعجرفة للغاية، وكأنه إله متكبر يرى نفسه فوق الجميع؛ يعتقد أنه قادر على الحصول على أي شيء يريده. لكن جنى كانت الاستثناء الوحيد. وكلما قلت فرص حصوله عليها، ازداد هوسه بامتلاكها.

لقد بذل جهودًا مضنية لا تُحصى للفوز بها. وكل ما حدث في الأيام الأخيرة كان جزءًا من خطته المحكمة، وكان يظن أنه على وشك تحقيق هدفه. وعندما ينفصل رائد عن جنى، فستكون ملكه حتمًا.

“ابتعد عن طريقي!” زمجر رائد بغضب مكبوت.

كان يكنّ لقصيّ كراهية عميقة، لذا لم يضيع وقته في الكلام الفارغ، بل رد على تهديد قصيّ ببرود قاتل بهذه الكلمات القليلة.

في منزل جنى، تظاهر قصيّ بالأدب واللطف المصطنع، لكن أمام رائد الأحمق في نظره، لم يكن بحاجة إلى هذا القناع. فبعد أن كشف عن طبيعته الحقيقية، شمّر عن ساعديه بغضب، وأشار بإصبعه إلى أنف رائد مهددًا إياه بوقاحة: “أسرع بالطلاق الآن أيها الحقير! وإن لم تطع أوامري، فسأكسر ساقيك وأجعلك تتسول في الشوارع!” صرخ قصيّ بقسوة بالغة.

في اللحظة التي انتهى فيها قصيّ من تهديداته الوقحة، تلقى ركلة شرسة وقوية من رائد لم يتوقعها أبدًا.

وبضربة واحدة قوية ومباغتة، ارتطم جسد قصيّ المتغطرس بغطاء محرك سيارته الفارهة، وكأنه قطعة قماش بالية قُذفت بعيدًا.

رواية أحببته رغم جنونه الفصل 5

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top