الجزء الثانى عشر
انا انثى في الحب ضعيفة ورقيقه ورومانسيه …
وفي وجه الغدر جبل من صبر وقلاع فولاذيه
أبكي من چرح شوكة صغيره ان لمست جلدي اللطيف
وأقف في وجه أي إعصار قد يقذف بقلبي الضعيف
وكلما زادت طعنات الزمن لي كلما تحدي عمري الڼزيف
لست أسيره أو رهينة في يد رجل يريد لي الدمار
ان أرادني شريكة دربه سأكون لطريقه المنار سأكون له سكن ومأوي وسأغمره بحب كالأنهار
وان أرادني كخادمه سأرحل عنه وأرفض بقوه الانكسار
وارحل عن الحب بلا عوده فأنا أرفض ان يكون الحب طريقي للاڼهيار
مهدت مريم بكلماتها لياسر الطريق ليخبرها بقراره فهى تعرف القرار بالفعل ولكنها انتظرت لتعرف لما اتخذ هذا القرار وبما سيبرر فعلته
بدا ياسر يخبر مريم بقراره وهو يحاول انتقاء كلماته فلاحظت مريم انه يدور فى مكانه فقاطعته وقالت
مريم..متفضلش تلف وتدور متقلقش مش هقع من طولى ولا هيغمى عليا ولا هخلى حد يتصل يقولك انى اڼتحرت قولتلك قبل كده انا قويه واقدر استحمل قرارك اى كان ( تقصد بكلامها الاستهزاء مما تفعله ياسمين حتى لا يتركها)
ياسر وقد بدأ فى تجميع كلماته وقال..انا كنت بحسب انى اقدر اسيب ياسمين وكنت بحاول اعمل ده كتير بس اكتشفت انى مش قادر اسيبها وانها بقت جوايا بحكم اننا مع بعض من فتره
انا اسف لانى جرحتك بس والله انتى الشخص الصح الى جه فالوقت الغلط انا لو كنت قابلتك قبل ياسمين عمرى مكنت هفكر ارتبط بيها بس ان شاء الله هتلاقى الاحسن منى الى يقدرك ويستاهلك … سامحينى
كان ياسر يتوقع ان ټنهار مريم فهو يرى ياسمين هكذا دائما مڼهاره وتترجاه الا يتركها ولكن مريم كانت صامد كجبل لا تهزه الرياح لم تذرف دمعة واحده ولن تترك لعيونها اى مجال لخيانتها
عذرا حبيبى لن ابكى لفراقك فيوما ما سأراك انت تبكى لخسارتى
كانت مريم تبتسم اثناء حديثه وبعد الانتهاء ضحكت ضحكة دوت فـ المكان استغرب ياسر من رد فعل مريم وقال
ياسر: انتى بتضحكى ليه دلوقتى
مريم..عادى مانا على طول بضحك بحب استقبل كل حاجه بابتسامه.. ايه عايزنى اعيط لا متتخيلش ان ده ممكن يحصل ابداااا
صمتت مريم لثوانى ثم اكملت.. عموما ربنا يوفقك معاها وتكون مبسوط مع اختيارك
قالت مريم هذه الكلمات وهى رافعه راسها لتحافظ على كرامتها وتمنع دموعها من السقوط
كــم مــن المــرّات رفعــت رأســي ليــس كبــرياء…..
ولكــن لأبقــي دمعــي فــي عينــي بــدلاً مــن إسقــاطــه أمـــام غيـــري …!!
كانت مريم تريد ان ټعذب ياسر كما فعل بها فقالت..انت طبعا هتقول لياسمين على الى كان بينا يعنى عالاقل عشان تهتم بيك وتعرف اهمالها ممكن يعمل ايه فيكم
نظر ياسر لمريم وجدها تنظر له مباشرة وتتحداه فقال
ياسر: مش عارف لسه
مريم..ماهو لو انت مقولتلهاش انا هقولها عالاقل عشان تهتم بيك ومتتشدش لواحده تانى وتعلقها بيك وټجرح واحده تانى ملهاش ذنب
نظر ياسر لعيون مريم باحثا عن دمعه تحاول ان تتسلل ليأخدها نقطه قوة له فقد شعر انه ضعيف واراد دمعة ضعف يستغلها
ولكنه لم يجد فى عيونها سوا التحدى والتحدى والتحدى الذى يشوبه بعض من الكبرياء
ياسر..على فكره انا مغلطش لوحدى احنا الاتنين غلطنا فالعلاقه دى
ارتفعت نبرة صوت مريم وقد انتقلت من البرود الذى يظهر من الخارج لتظهر جزء من النيران الى ټحرقها بالداخل
وقالت..انت الغلطان انا بحملك ذنبى ومش مسمحاك انت الى اهتميت بيا بزياده وعلقتنى بيك انت الى جيت قولتلى بحبك وانت مرتبط انت الى عشمتنى بالحب والحياة معاك انت الى وعدتنى انى مش هبقى غير ليك طول مانا عايزه كده
دلوقتى انت وهى هتبقوا مع بعض وانا الى ھموت.. (صمتت مريم لثوانى تستجمع قواها )واكلمت وقالت
وفالاخر تقولى انى غلطت … انا لو غلطت فعلا هبقى غلط انى حبيتك ووثقت فيك ولو فى حد المفروض يتعاقب يبقى كلنا
انا عشان حبيتك وهى عشان اهمالها وانت عشان علقتنى بيك وخونتها هى لكن اتعاقب انا لوحدى انسى ان ده يحصل
شعر ياسر من تحدى مريم له بانها تريد ټدمير علاقته مع ياسمين ولكن لم يكن بيده حل غير ان يخبرها بموافقته على كلامها وانه بالفعل سوف يقول لياسمين
اخبرته مريم بنفس اسطوانتها وهو ان التعامل بينهم رسمى وبالالقاب وفى حدود العمل فقط ولكن هذه الكلمات دائما ماتقولها ولا تستطع تنفيذها
مر باقى اليوم على ابطالنا بصعوبه وكان اسهل بعد مجئ محمود ليمنع اى حوار بين ياسر ومريم ومازالت مريم صامدة كعادتها تملى المكان بضحكات تظهر على وجهها ولكن قلبها يبكى فهو ېتمزق لانها تعشقه ولا تستطيع ان تكون معه تمنت ان تكون بضعف ياسمين تمنيت ان تبكى فحضنه وتخبره ان انفاسه هى ماتجعلها تعيش تمنت ان تجلس تحت قديمه لتخبره بانها ټموت وانها خاويه من الداخل بدونه ولكن هيهات فكبريائها اهم من حبها فهى انثى يملئها الكبرياء والكرامه انثى تسيطر عليها العزة والشموخ فهى تقف على قلبها وحبها لتجعل كبريائها فوق الجميع
انتهت مريم من عملها والابتسامه على وجهها خرجت من باب الصيدليه اتصلت بصديقتها الوحيده الى تعرف تفاصيل قليله عن علاقتها بياسر لم تكن تتحدث كانت فقط تبكى لصديقتها فهمت صديقتها بان ياسر اختار اخرى ليكمل حياته معها حاولت تهدئة مريم كانت مريم تسير فى شارع خلفى لمنزلها خالى من المارة جلست مريم على رصيف فالشارع وظلت تبكى ولم تكن تتحدث سوى بكلمه انا بموووت انا همووووت من غيره
بعد محاولات صديقتها فى تهدئه صديقتها بدات مريم فى التحدث ولكن كانت كلماتها متقطعه وتختلط بالبكاء والنحيب وهى مازالت جالسه فى الشارع
مريم..انا هتعامل معاه ازاى كل يوم هعامله كانه واحد معرفهوش ازاى ؟؟ حبيبى ومش هقدر اقوله بحبك ولا اقوله وحشتنى هعيش ازاى من غيره انا مش متخيله نفسى مع حد تانى
كانت كلمات مريم وبكائها تصل لقلب صديقتها فقد كانت كلمات صادقه تنبع من داخل القلب لذلك قد تأثرت صديقتها وبدات فالبكاء معها …بعد دقائق من بكاء كل من الصديقتين هدات كل منهما وبداوا فالحديث بهدوء قامت مريم وبدات تسير لمنزلها بخطوات متثاقلة وهى ماتزال تتحدث فالهاتف
عادت مريم لمنزلها جلست فى غرفتها تبكى بصمت تبكى لفراق من احبت تبكى لانه تخلى عنها واختار اخرى بعد ان اوصلها لمرحلة العشقلم تكن تنوى الاڼتقام ولم تكن تفكر فى ان تتحداه ولكنها ارادت ان تظهر بمظهر القويه اماهمه حتى يشعر انها لم تتأثر
نامت مريم بعد بكاء بصمت على سريرها لساعات
فى الجانب الاخر ياسر يفكر هل قراره صحيح ام لا فبرغم من حبه لياسمين فهو ليس سعيد معها وبالرغم من عدم سعادته فهو لا يستطيع تركها ولكنه ايضا يريد ان يكون مع مريم الفتاة الرقيقه ذات الابتسامه الفاتنه والروح الخفيفه الى تبعث السعاده فى كل من حولها التى تعيد اليه ابتسامته فقط بنظره لعينيها
كان ايضا يفكر فى تحدى مريم له عندما اخبرته ان الكل يجب ان يعاقب وانها لن تتحمل العقاپ والالم وحدها فهو يعرف ان مريم ذات شخصيه قويه وجريئه ولكن لاى مدى فهو لم يكتشف هذا بعد ولهذا كان يفكر هل من الممكن ان تحاول التفرقه بينه وبين ياسمين ام انها ليست لديها القوة والجرأه الكافيه لفعل هذا
يوم جديد يشرق بشمسه على بطلتنا وداعبت اشعة الشمس عينيها الحزينتين فبثت لهم الحياة من جديد استيقظت مريم ووجدت دموعها على وجنتيها قد جفت نظرت لعينيها فى المراه وجدت السواد يحيط بها من كثر البكاء ووجدت وجهها منطفئ ومرهق دمعت عينها بعد روئيتها لوجهها فتذكرت ما مرت به ليلة امس كانت مريم تكره فى بعض الاحيان قوتها وكبريائها فهما يمنعاها من البكاء امام اى شخص ويجعلاها تحتفظ بقوتها وشموخها ولكنها تبذل الكثير من الجهد حتى تستطع اظهار عكس ما بداخلها
ولهذا سنجد ان الكبرياء بداخلها هو ما سيتحكم فى تصرفاتها فى الفتره القادمه
بدات مريم فى انتقاء ملابسها وقفت فتره امام خزانتها وكانت تجرب معظم الملابس حتى تختار الافضل عليها … كانها ذاهبه لعرسها او للقاء اول مع الحبيب او لمعاد هام فقد كانت تحاول اخفاء حزنها عبر ملابسها وبالطبع لم تنسى زينتها التى احترفت فى وضعها كامله لتغطى اثر الدموع والحزن عن وجهها وضعت احمر الشفاه باللون الاحمر لتضفى على شخصيتها الجرأه فالاحمر لون جرئ لا تمتلك جميع النساء الجرأه لوضعه
كان كل خط وكل لون تضعه مريم فى وجهها يعطى لمسه ومعنى اضافى لشخصيتها وكانها تحاول رسم شخصيه الانثى القوية الصامدة ولتخفى ايضا ما بداخلها
لن اترك دموعى تسقط
سأكتمها …سأمتصها … سأمنعها …
سأحبسها في الاحداق …ساسجنها
ساخنقها حتى لو اختنقت معها
لن تخرج دموعى …لن اضعف امامك