رواية احببتك ولست ملكى مريم وياسر (كاملة جميع الفصول)

Close-up of hands holding vibrant yellow daisies, showcasing natural beauty and floral pattern.

ــــــــاالحلقة العشرون (قبل الاخيره)

ماعدت أقوى على تنديس قلبي الطاهر بك .. لا اُريد ذلك .. 

ماعدت أقوى على حملك بـ قلبي أكثر .. أنا أضعف بكثير من أن أحملك بداخلي … 

لا أريد منك شيئاً بداخلي .. كيف لي أن أنتزع كل شيء لك .. 

كيف لي أن أنتزع كل شيء منك !

أنا أكرهك أكره حنانك .. أكره صوتك وأكره شكلك وأكره كلامك .. 

وأمقت ضحكتك وأكره كل شيء فيك .. 

أرشدني لـ طريق نسيانك

مرت الايام وكان ياسر يطمئن على مريم على فترات متباعده ومريم تتصل به عندما تشعر بالاختناق وانتهاء اكسجينها فتستمد من صوته القليل 

كان كلامهم فى اطار الصداقه لا يحاول ياسر ان يتعدى حدوده ليساعدها على نسيانه كحبيب ومريم ترفض ان تخبره بمشاعر ليست ملكا لها فيكفيها ان تعيش بالقليل الذى تأخذه من صوته وحديثها معه 

بدات مريم تعود للحياة ببطئ قدمت على عمل فى احدى الشركات بدات تتحدث قليلا لصديقاتها بعد ان انعزلت عنهم لمدة طويله شعرت الصديقه المقربه من مريم بان هناك جديد فى حياتها وتوقعت ان ياسر هو السبب فقد كانت الوحيده التى تعرف عن علاقتهم ولكن بدون تفاصيل ولكنها لم تتحدث الى مريم فى هذا الموضوع حتى لا تعيد فتح جرحها مره اخرى

اتصل ياسر بمريم وبعد حديث فى امور عامه اخبرها ان عيد ميلاده كان منذ عدة ايام وطلب منها الكيك بصوص الشكولاته المميزه بتجهيزه وطلبه كهدية لعيد ميلاده 

رفضت مريم فى البدايه لانها هكذا ستضطر الذهاب للصيدليه وستراه وتوقعت ان تبكى لمجرد رؤيته ولكن بعد الحاح وافقت مريم فالذهاب

فى اليوم التالى ذهبت مريم للتسوق واحضرت كل ماتحتاجه وبدأت فى اعداد الكيك لياسر كصديق لها وقفت مريم تجرب ملابسها وارتدت فستان صيفى يتناسب مع الجو باللون البنى ويمتزج فيه اللون البطيخى مع الاخضر والابيض وارتدت حذاء ذات كعب عالى وزينت وجهها ببعض الزينه البسيطه وبالطبع حجابها البسيط الذى يخلو من التكلف 

بالرغم من ارهاق مريم وحالتها النفسيه التى انعكست على وجهها فقد اضاء وجهها فور رؤيتها لمن ماټت روحها لفراقه 

نظر ياسر لمريم وهى تدخل من الباب وجدها اجمل مما كانت ولكن هذا ظنا منه ففى الحقيقه هى مرهقه والحزن والكئابه مرسومان على وجهها منذ شهور ولكنهم تبدلوا من الخارج لابتسامه..فقط من اجل حبيبها .. عفوا حبيب غيرها

جلست مريم معه قرابة الساعه و كان يظهر فعيونهم الاشتياق ولكن تعاملهم فى حدود الصداقه فيحاول كل منهم ان يلتزم الحدود كانت مريم صامته لا تتحدث الا قليلا فسالها ياسر عن سبب صمتها ولكنها لم تجد رد مناسب ولكن الرد كان يتردد داخلها

كـــــم تمنــيت وجــودك بــجــوارى

ولــكــن لا سلـطة لــي عــلى القــدر فقــد حــرمــني مــــنك 

لا أمــلك ســوى أن أشـتاق لــك بصـــــمت فــاعــزرنى لصـمتى الدائم

تبدا مريم فى فتح احاديث حتى لا تظل صامته فتساله عن ياسمين

وكعادة ياسر يظهر الحزن على وجهه عند سماعه اسم ياسمين 

فتضحك مريم ضحكة عاليه وتقول..ومالك مكشر كده ليه مش انت الى اخترت ارضى باختيارك بقى

وكانها تذكره ان القرار كان بيده فى يوم من الايام ويجب ان يتحمل نتيجة اختياره

مرت الايام ومريم وياسر يسرقان من الزمن احاديث ومكالمات ليست من حقهم فقط للاطمئنان على بعض بحجة الصداقة.. اى صداقه هذه بعد الحب فما هى الا عڈاب للقلب وقتل للروح ببطئ 

ولكن مريم تظن انها بدون قلب وبدون روح فقد قررت ان تستمد القوة من ياسر لتكمل حياتها 

فقررت الابتعاد ببطئ حتى لا تشعر بالفراق الممېت الذى اوقف حياتها من قبل وهذا بالفعل ما كانت تفعله مريم كانت تبتعد قليلا فتمنع نفسها من الحديث معه الا عندما ټنهار وتبكى فتتصل به لتأخذ بعض القوة من صوته وعندما تشتاق له تحاول ان تستمد قوتها من كبريائها ولكنها سرعان ماتجده يتصل هو الاخر ليستمد قوته من تفاؤولها مر شهر ومريم تمنع نفسها من الاتصال بياسر وياسر لا يتصل 

لا احد يعلم سبب عدم اتصاله هل انشغاله فالحياة ام انه يحاول جعل مريم تعتاد بعده فقد شعر بالذنب عند معرفته ان مريم كانت لا تخرج ولا تتحدث مع احد لمدة 4 اشهر بسبب اختفائه المفاجئ من حياتها بعد ان كان يقضى معها 8 ساعات يوميا 

اتصال هاتفى من ياسر لمريم وهو بصوت مخټنق يخبرها عن عدم قدرته على التحمل وانه سجين ياسمين يحاول التحرر منها بسبب تعاسة حياتهم ولكنه اضعف من ان يتركها 

كانت تستمع مريم له وتبكى فهو سجين غيرها وهى سجينته.. 

كيف تخبرنى انك تعشق اخرى وانا اعشقك 

فهذا اختيارك انت من فضل ان يستمر فى تعاسته على ان يجرب حياة جديده معى 

صړخت مريم فى ياسر وهى تبكى فقد اصبح لا يميز بين البكاء والكلمات الا بصعوبه كانت تقول..طب وانا مالى انت بتقولى انا الكلام ده ليه مانت الى اخترت مانت الى سبتنى عشانها وانا بمۏت بسببك.. دلوقتى جاى بتشتكيلى .. انا عارفه انك حبيتها اكتر ماحبتنى فاتعذب لوحدك بسببها زى مانا اتعذبت شهور بسببك ولسه بټعذب انا مش عايزه اسمع سيرتها تانى ولا عايزه اعرف اخباركم مع بعض اسمها بيعصبنى سيرتها بتخنقنى مش عايزه اعرف حاجه عنها فاهم مش عايزاك تجيب سيرتها ارحمنى بقى ارحمنى 

كان ياسر فى الاتجاه الاخر يستمع لمريم بصمت يعلم انه السبب هو من جعلها تعشقه ولم يكن لديه القدره على ترك حبيبته من اجلها فقد سمع كل ما قالته وتقبل كلماتها بصمت وهو يعتذر لها بصوت يملئه الحنان

لماذا تعتذر.. هل لانك قتلتنى ام لانك كسرت عزتى وشموخى وكرامتى ام لانك تمسك بقلبى وتعتصره بين يديك هل تعتذر على ټدمير حياتى وقتل طموحاتى وهدم احلامى ام تعتذر لانك احببتنى اقل مما استحق

بعد ان هدئت مريم قليل واستمرار ياسر فالاعتذار قال

ياسر..عارفه معاكى انا عرفت ان الحب الى كنا بنقرا عنه فالقصص والروايات موجود فعلا فالواقع حسيت انه موجود فعلا فيكى من نظراتك ليا وكلامك وتعاملك معايا كل حاجه فيكى اكدتلى ان الحب ده مش مجرد حب فقصص وروايات لا ده فعلا موجود 

شقت الابتسامه طريقها بين دموع مريم لتظهر على شفتيها وعيونها ولكنها ابتسامة حسره وندم بسبب حبها 

مريم بصوت هادئ وبثقه..كويس انك عارف انك مهما لفيت مش هتلاقى حد يحبك أدى

اخبرها ياسر انه ترك العمل فى الصيدليه فلم يحتمل العمل بدونها فقد شعر بالوحدة والحزن فى المكان بعد ان تركته مريم فانهى الشهر وتركهم بحجه مرض والده 

***********************

بدأت مريم الذهاب لعملها الجديد فى احدى الشركات التى قد تقدمت لها من قبل فلم يظل ياسر هو محور حياتها فقد بدات فى اشغال نفسها عنه بشئ اخر فقد عزمت على الابتعاد عنه ولكنها قررت ان لا تخرج خاسره روحها هذه المره ستستعيد حياتها وروحها حتى تاخذها كامله وستبتعد فى صمت

بالطبع كانت تتذكره ولكنها تحاول ان تركز اكثر على عملها 

ويتبادلوا المحادثات ولكن على فترات متباعده

مكالمة اخرى بين مريم وياسر يطلب ياسر مقابلتها ليتناولا وجبه معا بعد الحاح منه واشتياق من مريم لرؤيه ياسر ولسبب اخر لا يعلمه احد غيرها يتم تحديد موعد ومكان المقابله

فى احد محلات الاطعمة يجلس ياسر ومريم وامامهم طعامهم يسيطر عليهم الصمت ترفع مريم نظرها لتجد ياسر يتأملها فتعود لتكمل طعامها شعرت مريم بالخجل من تأمل ياسر لها فقالت

مريم..كمل اكلك وبطل تبصلى كده مش عارفه اكل 

ياسر بحنية..مانا ببصلك عشان افتح نفسى على الاكل 

مريم مداعبة..انت نفسك مفتوحه لوحدها انا خاېفه شويه وتاكل ايدى………… ضحك كل منهم 

رسمت مريم دور الجديه على ملامحها واكلمت قائله

مريم: كنت عايزه اتكلم معاك فى حاجة 

ياسر..ايه ؟ 

مريم..عايزه اننا نبطل نتكلم فون خالص

ياسر..يعنى مش عايزانى اطمن عليكى 

مريم..لا عادى نطمن على بعض بس شات عالواتس اب بلاش فون بس لو احتجتنى فاى وقت وملقتنيش عالواتس كلمنى فون لو عايز وانا نفس الكلام بس ده لو كنا مضطرين 

وافق ياسر على طلب مريم وبالطبع بدأوا فى تنفيذ هذا كانت مريم تشتاق لصوته كثيرا فتمنع نفسها من الاتصال فتبكى لساعات حتى تنام من شدة التعب مرت ايام وشهور وهما على نفس الحال يتحدثان شات فقط يوميا او مرة فالاسبوع حسب انشغالهم وبالطبع مريم كانت تمنع نفسها من الحديث معه حتى على الشات حتى تعتاد الابتعاد نهائيا فقد اخذتها تحدى بان تبتعد عنه ولكن تدريجيا

حتى لا تتألم كالمره السابقه

تَجري الأيامُ سريعاً .. أسرعً مما ينبغي .. ! .. 

ظننتُ بأننا سنكون في عُمرنا هذا معاً .. ! .. وطفلنا الصغير يلعب بيننا .. !! .. 

لكني أجلس اليوم بجوارك , أندبُ أحلامي الحمقى ! ..

غارقة في حُبي لك .. ولا قدرة لي على انتشال بقايا أحلامي من بين حُطامك .. ! .. 

أشعر وكأنك تخنقني بيدك القوية ياحبيبى ! 

لا أدري لماذا تتركني عالقة بين السماءِ والأرض ! .. 

لكني أدرك أنك تسكنُ أطرافي .. وبأنك ( حبيبى ) كما كُنت .. 

أحببتك أكثر مما ينبغي , وأحببتني أقل مما أستحق ..

ياسر منشغل فى عمله الجديد بجوار منزل اسرته خارج القاهره فى مشاكل دائمه مع حبيبته ويفكر كثيرا فى ابتسامة مريم فيبتسم تلقائيا كان ينفذ ماتطلبه مريم حتى يخلص ضميره من العڈاب اتجاهها ولكنه عندما يشتاق لحديثها يراسلها بدون ان يفكر بها

كان قد مر على عودتهم معا اكثر من 9 اشهر كانت فترات حديثهم قد بدأت تتباعد مع مرور الوقت فى البداية اصبح حديثهم مره فالاسبوع ثم مره كل اسبوعين ثم شهر وهكذا …

بعد ان اعتادت مريم ان تعرف اخباره كل فتره قررت الا ترسل له ثانية حتى تنقطع اتصالاتهم تماما اتخذت هذا القرار ولكنها وجدت ياسر بدا فالاقتراب اكثر واقتربت الفترات بين سؤاله فيسال عنها يوميا ويراسلها يوميا وكانه شعر بابتعادها فيريد اعادتها لسجنه مره اخرى ولكن هذه المره ابت مريم ورفضت بشده طلبت منه صراحتا عدم مراسلتها مره اخرى ابتعد ياسر فتره 

وراسلها مره اخرى ليبدى اعجابه بصورته لها

وجدت مريم اشعار برساله على الهاتف فتحتها لتتفاجأ بياسر بعد اختفاء لمدة شهر 

تأفأفت مريم وقالت لنفسها..حرام عليك بقى ايه رجعك تانى سبنى انساك

كان مضمون رسالة ياسر..جامدة الصورة دى 

مريم..ثانكس 

ياسر..عامله ايه 

…….غابت مريم ساعه وفى النهاية فتحت وراسلته قائله..الحمد لله كانت بالطبع تشتاقه ولكنها شعرت انه يسرق عمرها 

ألم يكفيه سړقة قلبى وروحى فالان يريد ان يسرق عمرى الم تكفيه مايقارب من سنتين ضاعوا من عمرى فى البكاء عليه عذرا قلبى لن اخضع اليك 

كان ياسر يراسل مريم مرتين ثلاثه فالاسبوع ومريم ترد عليه فقط بمقدرا كلمة على سؤاله ولا توجه له اى اسئله حتى يشعر بانها ترفض الحديث معه فيبتعد هو الاخر

بدأ يغيب اسبوع ويراسلها فتجد دموعها تنساب من عيونها مع كل كلمة من كلماته فهى تريد انتشاله من قلبها وهو لا يترك لها الفرصه 

قررت ان تراسله بعباراات واضحه وصريحة لا تحمل اكثر من معنى فهى تتجه لمعنى واحد وواضح جدا 

مريم..ياسر متكلمنيش تانى انا ضيعت سنتين عليك كفايه عمرى يضيع اكتر من كده 

ياسر..يعنى مطمنش عليكى تانى

مريم..لا متطمنش عليا ولا تبعتلى تانى انا هبقى كويسه وانا بعيده عنك … وعموما مش همسح رقمك هسيبه عشان يوم ما احب تانى واتخطب هتصل اعزمك وساعتها لازم تيجى عشان تشوفنى وانا قاعده جمبه زى مانا شوفتك وانت قاعد جمب حبيبتك … مش هقدر اقولك المره دى لو احتاجتنى ابعتلى لانك لو احتجتنى مش هقدر اساعدك 

شعر ياسر بكلمات مريم كسکين يجرح قلبه فهو يراها تستقوى عليه وهو يحتاجها فى حياته 

ياسر..اسف لانى جرحتك اوى كده 

مريم..لا عادى ولا يهمك … عايز حاجه قبل ما اقفل 

ياسر..عايز سلامتك 

مريم..سلام 

ياسر..سلام

مر شهر ومريم تتابع حساب ياسر على الواتس بتطوراته تغير صوره وتغير حالته ولكنها تتابع بصمت جفت عيونها من كثره البكاء عليه فلم تعد تبكى بسببه او عليه

رسالة جديده تجعل قلب مريم يحتقر من يحب فهو يستمر فى اقحام نفسه فى حياتها ولا يساعدها فالخلاص منه 

مضمون الرساله..كل سنة وانتى طيبه ورمضان كريم ويارب تكونى بخير 

ردت مريم ببرود فلن تبكى هذه المره حتى لو كانت مازالت تحبه فهى تنوى التحرر منه كان ردها مقتصر وواضح 

مريم..لو مش هتقدر تمنع نفسك من انك تبعتلى قولى وانا هغير رقمى لرقم جديد … وعموما وانت طيب

لم يرد ياسر على كلمات مريم وكانه عرف انها تحررت من سجنه ومن ضعفها معه ولن يستطع استعادتها مره اخرى…

سامحنى قلبى ساقسو عليك ساقسو عليك ربنا لثوانى او للحظات ربما لدقائق او لوقت الممات

فلن تعد ترانى لك الحنون الهادئ لم اعد كما تعودت الحضن الدافئ قسوتى ربما لك لا اظن انها عليك 

ان رايتك تبكى ساعطيك ضهرى ان رايتك تدمع فلن امسح دمعك بيدى 

ان سمعتك تشكو فلن القِ لك بسمعى فاعلم ان هذا من مظاهر قسوتى عليك 

ساقسو عليك حتى تتعلم كيف تعيش وسط من يخدعك 

حتى تتعلم حروف القسۏة حرف حرف 

حتى تحفظ سطور الحزن سطر سطر 

حتى تتعلم معانى الغش معنى معنى 

وحتى تقرا كتب الغدر كتاب كتاب 

فلم اعد اريدك قلبا لى قلب محب هادئ لا اريدك قلب ملئته كؤوس الحنان

لا اريدك قلب محصن بقلاع الحب والامان 

لا اريدك ساقسو عليك حتى تصبح كما اريدك لا وتسالنى كيف اريدك

لكن اطمئن سياتى الوقت الذى ارفع فيه احصار قسوتى عنك حين تصبح قلب مېت كما تمنيتك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top