ــــــــاالجزء السابع
(دموعى خائڼة)
لــن أتنـازل عن أنوثتــي لمجـرد أن الرجــولة بـاتت مهـــددة بالإنـقـراض
أنا إنسانة لا أقر بالهزيمة أبداً .. قد أضعف لحظة ..
إلا إني لا أسقط بسهوله
فى غرفة تابعه للصيدلية (المخزن)….
كانت تجلس مريم على الارض فى حالة بكاء شديد فهى لم تحتمل الوقوف بسبب ما تحملته قبل عدة دقائق ولم تشعر بقدميها الا وهى تجلس على الارض كانت تحاول كتم صوت بكائها حتى لا يشعر ياسر بضعفها فكانت تضع يدها على فمها وتبكى بصمت..
كانت قبل لحظات كلوح ثلج يقف بين ياسر ومحبوبته لم تدمع .. لم تصرخ .. لم تتحدث .. ولكن بدات تتسائل لما لا استطيع اكمال يومى كجبل ثلج حتى اعود لغرفتى وابكى لنفسى لا لشخص اخر..
فلاش باك(لحظة دخول ياسمين)
دخلت فتاة يبدو عليها التعب والبكاء نظرت لياسر وصمتت سالتها مريم كيف يمكنها مساعدتها لم ترد عليها الفتاة
ووقفت تنظر لياسر..
رفع ياسر نظره فوجد ياسمين فى حالة ارهاق شديد تقف امام مريم وتنظر له بصمت ولكن عيونها كانت تتحدث بالنيابه عن لسانها كانت تخبر الكثير لمن يستطع ان يفهم فقط
نظرت مريم لياسر عندما وجدت الفتاة تنظر له ..
اخبرها قلبها من ملامح ياسر ان هذه ياسمين حبيبته…
حبيبة من دق قلبها له لاول مره ومن احبته من اول لحظة
من تنازلت من اجله وتحملت ما لا يحتمل من اجله..
وجدت مريم نفسها ترجع للخلف وهى تحارب عينها حتى لا تدمع تقدم ياسر من ياسمين
ياسر..عايزه ايه .. انتى ايه جابك هنا
ياسمين وقد سالت الدموع من عينيها..عايزه اتكلم معاك مانت مشيت وسبتنى
ياسر..ده مكان شغل امشى وهنتكلم بعدين
ياسمين..ده محاضرات النهارده مشيت من غير ما تستلمها استلمتها بدالك.. واعطته بعض الاوراق
كانت ياسمين تتحدث والدموع تسبق كلامها..اسفه بجد مش هقدر اروح غير واحنا متصالحين
صمت ياسر ولم يعرف ما الذى يجب فعله فتدخلت مريم فالحديث وهى ما تزال تحارب لتبقى قوية كعادتها
مريم..انتى ياسمين ؟ تعالى اتفضلى …
واشارت لها بالدخول والجلوس على مقعد تفاجأ ياسر من تصرف مريم وشعر ان مريم تنوى القيام بشئ واخبار ياسمين بخيانته لها حتى تفوز به جلس ياسر امام ياسمين وذهبت مريم واحضرت كوب من الماء واعتطه لياسمين واعتذرت لتخرج ولكن اوقفها صوت ياسر
ياسر..رايحه فين
مريم..هشترى حاجه من السوبر ماركت الى جمبنا
حاولت مريم ان تضيع بعض الوقت فى التحدث للبائعه فى السوبر ماركت وعادت بعد عدة دقائق وجدت ياسمين تمسك بيد ياسر وتترجاه ان لايتركها وكان ياسر فى حالة من الصمت لا يظهر على ملامحه اى شئ يمُكنها من معرفة ما فى رأسه
دخلت مريم فـ سحب ياسر يده من يد ياسمين وقد احضرت معها 3 علب عصير واعطت كل منهم واحده نظرت لياسر وتحدثت معه بكل قوة ولم تظهر ابدا ما بداخلها
مريم..دكتور ياسر انا فالمخزن هصلى عايز حاجه منى
ياسر..اتفضلى
دخلت مريم للمخزن وكانت تحاول الصمود بدأت فى صلاتها وهى تدعى الله ان يعطيها القوة حتى تمر هذه اللحظات كانت ټخونها بعض الدموع احيانا اثناء الصلاة ولكنها تناست كل شئ وتذكرت فقط انها بين يد الله
خرجت مريم من المخزن بعد انهاء صلاتها ووجدت ياسمين مستمره فى اعتذراها نظرت ياسمين لمريم وسالتها ان كان من الممكن ان تصلى فى المخزن هى الاخرى وجهتها مريم للمخزن وخرجت وتركتها نظرت لياسر وعيونها على وشك خيانتها واظهار الضعف بداخلها
ياسر..انا اسف والله معرفش انها ممكن تيحى ورايا على هنا
مريم..هى تعرف المكان ازاى
ياسر..من وصفى للصيدلية سألت وعرفت تيحى
مريم..تمام بص قبل ما تخرج عشان هما كلمتين وبس.. قدامك 5 دقايق تكون صالحتها فيهم واخدتها من هنا بدل والله هتلاقى البركان الى جوايا اڼفجر وحرقنا احنا التلاته ربنات يعلم بالى فيا دلوقتى
ياسر وقد شاط ڠضبا منها وقال..انتى اتجننتنى اصالحها ازاى….. قطع حديثهم دخول ياسمين عليهم
جلست مريم وجلست امامها ياسمين وانشغل ياسر مع احد الزبائن
ياسمين..اسفه انى جيت من غير ما استأذن بس كنت عايزه اجبله الملازم لانى تعبت اوى على ما قدرت اجبهم
هزت راسها لياسمين حتى تكمل كلامها
اكملت ياسمين..ياسر هو الى متعود يجبلى انا وهو محاضرتنا كل يوم فكنت محتاسه النهارده ومش عارفه اجبهم بقى انا من غيره ماعرفش اعمل اى حاجه ولا بقدر اتصرف لوحدى هو عودنى انى اعتمد عليه
وقفت مريم سريعا وامسكت هاتفها واخبرت ياسمين ان لديها اتصال هام يجب ان تجريه اثناء خروجها انتهى ياسر مع الزبون واشار لمريم بمعنى على فين اشارت مريم على هاتفها كانها تخبره ان لديها اتصال واشارت له بان ينهى هذا الوضع حتى تعود
اتصلت مريم باحدى صديقاتها وحاولت الخروج من الوضع والحالة التى بها حاولت المزح والضحك مع صديقتها ولكن سرعان ما بدات دموعها تسقط وشعرت صديقتها بها حكت مريم لها الوضع باختصار وكانت تخرج الكلمات من مريم بصعوبة بالغه وبكاء تحاول اخفاءه لانها تقف فى الشارع امام الصيدلية
مريم..انا بمووووت مش قادره جوايا بركان نفسى يخرج عايزاه ياخدنى فحضنه واعيط ممكن البركان ده يهدى
انا مش عارفه انا عملت فنفسى وفيهم كده ازاى البنت قفمة الطبية وشكلها بتحبه اوى طب ليه بتتخانق معاه ومبوظة علاقتهم
تماسكت مريم بعد انهاء مكالمتها مع صديقتها لم تستطع صديقتها اعطائها النصائح فمريم بطبيعتها دائما تعرف ما تريد وقليلا ما تحتار او تطلب مساعدة او نصيحة من احد بالعكس فهى دائما تعطى نصائح جيده تفيد من حولها
استعادت مريم قوتها وكبريائها مره اخرى فقد قررت الا تبكى امام ياسمين او ياسر وان تظل كما هى حتى تعود لمنزلها
دخلت مريم وجدت ياسمين تستعد للمغادرة وهى تبتسم فهذا معناه انهم قد تصالحوا
غادرت ياسمين بعد ان مدت يدها لتسلم على مريم
مريم وهى توجه كلامها لياسر..دكتور روح طلعها عـ الشارع عشان متوهش
نظر ياسر لها باستغراب كانه يقول كيف تكون بهذه القوة كيف انها تستطيع التحمل ولم تبكى دمعه واحده هل لانها لا تحبنى
غادر ياسر مع ياسمين ولم يكن هذا الطلب بسبب خوف مريم على ياسمين
بل لانها قد ارادت دقائق لتجمع وتلملم حالها وتستعد لحديثها مع ياسر
عاد ياسر بعد دقيقه وقد تفاجأت مريم بعودته فالشارع العمومى ابعد من ذلك
مريم..ايه السرعه دى لحقت وصلتها
ياسر..لا هى هتعرف توصل لوحدها.. ممكن اعرف بقى انتى طلبتى اصالحها ليه
مريم وقد وقفت الكلمات فى حلقها ووجدت دمعة قد خانتها ونزلت على خدها..معلش نتكلم كمان شويه شوف الى دخل محتاج ايه واشارت على رجل دخل من باب الصيدلية
وجهت كلامها لياسر ودخلت سريعا للمخزن
عودة مره اخرى للواقع >>>
استندت مريم الى حائط داخل المخزن فـ خرج البركان بداخلها على شكل دموع خائڼه…
خائڼه لكل عهد ووعد وجدت مريم ان اقدامها لا تستطيع حملها ولم تشعر بحالها الا وهى على الارض تبكى بحرقه كأن هناك من ماټ لها كأن حبيبها وصديقها قد ماټ وفارقها شعرت بان روحها تخرج
كان الاصعب عليها من البكاء هو محاولتها لكتم صوتها اثناء البكاء
فهى لم تدمع من قبل امام رجل كانت دائما بمثابة الجبال التى تقف شامخه اما العواصف فلا تهزها ريح ولا يكسرها فأس
حاولت مريم منع دموعها وكانت تمسحها بقوة وتحدث دموعها پغضب فقد كانت تريد منها ان تتجمدت كمان كانت منذ لحظات
مريم: بس بقى بس بقى متنزليش الا كبريائى وكرامتى مش هخليه يدوس عليهم ولا يشوفنى بعيط كفاية قلبى الى اتوجع
لم تستطع مريم منع دموعها واستمرت تجرى الدموع على خديها كانها شلال فُتحت ابوابه لاول مره
بعد لحظات وجدت مريم اقدام تقف امامها داخل المخزن رفعت نظرها وجدته ياسر
نظر لها ياسر وحاول رؤيه عيونها التى شوشت عليها الدموع كانها غمامه تخفى عنُه جمالهم
وقفت مريم سريعا كانت بركان هائج وثائر فقد رأها حبيبها وهى تبكى فقد رأى دموعها التى كانت تحاول جاهده اخفائها صړخت مريم به بصوت متقطع..انت ايه دخلك هنا
ياسر..اسف بس صوتك وصلى برا وانتى بتعيطى
مريم وهى تحاول اخذ انفاسها..اطلع برا ارجوك
ياسر..متعيطيش عشان خاطرى والله هعمل كل الى يريحك
قال ياسر هذه الكلمات وقد بدا الاقتراب من مريم وهى تستند على حائط خلفها اراد احتضانها فقد شعر بانها كالطفلة الصغيره تحتاج من يضمها ويشعرها بالامان مد يده ومسح دموعها واقترب منها ليضمها اليه كانت مريم واقفه صامته لا تتحدث لا تتحرك فقط تبكى
لا تصرخ بما داخلها فقط دموعها الخائڼه هى من تتحدث
استسلمت مريم للحظات لياسر وقد اقترب لاحتضانها ولكنها سريعا ما افاقت من غيبوبتها
ابعدته عنها قبل ان يضمها اليه صړخت به وقالت
مريم..متقربش منى متلمسنيش مش من حقك تلمسنى انا مش ملكك عشان تقرب منى
وقف ياسر مذهولا من مريم لا يعرف كيف يتصرف حاول تهدئتها بكلماته ولكنه وجد تصرف من مريم ونظرات قوة بدأـ تظهر عليها فجاه وكأن الضعف بداخلها قد تحول لاضعافه من القوة
مريم..معاك منديل
اعطاها ياسر منديل وهو لا يعرف بما تفكر مسحت مريم دموعها و صمتت لبعض الوقت كانها تحاول ان تجمع بقايا كبريائها
مريم..اتفضل برا وانا دقيقه وهاجى نتكلم عشان معتقدش ان وقوفك معايا هنا ده وضع طبيعى اتفضل.. واشارت له بالخروج
خرج ياسر وبدات مريم تعدل من مظهرها غسلت وجهها ودعت الله ان يقف بجوارها
وضعت كحل بداخل عيونها الدامعه لتمحى اثار الضعف وبعض احمر الشفاه لتعطى لوجهها رونقه الخاص
خرجت مريم رافعه الراس تنظر لياسر بنظرات تحدى وبدات تتحدث له
مريم..بص يا دكتور ياسر
نظر لها ياسر وكأنه عرف ما ستخبره بعد وضعها للقبه قبل اسمه
اكملت مريم كلامها وهى فى قمة القوة والتحدى
مريم..انا قولتلك قبل كده لو ناوى تسيب ياسمين سيبها عشان انت عايز تسيبها مش تسيبها عشانى
حاول ياسر مقاطعتها ليتحدث ولكنها بكل غرور وكبرياء اشارت له ليصمت ويدعها تكمل حديثها
مريم..منكرش انى بحبك وانك اول حد يأثر فيه بالطريقة دى واتخلى عن مبادئى معاه بس ڠصب عنى اتجرفت فحبك ومقدرتش امنع نفسى
ظهر على وجه ياسر الابتسامه وكانه قد فاز فى حرب بين العقل والقلب ولكن ماهى الا لحظات حتى تلاشت الابتسامه عن وجهه بعد ان اكملت مريم حديثها
مريم :بس دلوقتى انا اسفه مقدرش اكون معاك عشان اخاڤ فيوم تسيبنى عشان واحده تانيه وتخونى معاها زى ماخونت ياسمين معايا.. اما بقى لو انت عايز تسيب ياسمين عشان انت مش هتقدر تكمل معاها فدى مسؤوليتك لوحدك مع انى شايفه انها بتحبك اوى
بس لو مش هتقدر سيبها عشان نفسك مش عشان حد تانى وبالنسبة ليا انا وانت لو لينا نصيب مع بعض بعد كده ممكن يكون وساعتها هيبقى رسمى لانى مقدرش اخون ثقة اهلى فحل مشاكلك كلها مع ياسمين واختار انت هتروح فـ انهى اتجاه وساعتها تحمل لوحدك مسؤوليه افعالك
ياسر..بس انا بحبك يا مريومتى و …
قطاعته مريم ونظرت له بحدة..انسه مريم لو سمحت يادكتور … بعد كده ياريت تحترم الالقاب وتتعامل معايا فى اطار الشغل وبس يعنى تنسى مريومتى او حبيبتى او حياتى او مريم حتى وبعد كده كلامك لو هتوجه ليها عشان الشغل يكون بانسه مريم زى مانا هقولك دكتور ياسر وبس … وياريت تحترم الحدود والخط الى بينا متتعدهوش معايا عشان رد فعلى ساعتها مش هيعجبك
خرجت مريم من باب الصيدلية واخذت هاتفها فقط قطعت كل الخيوط بينها وبين حبيبها وقفت امام باب الصيدلية واتصلت بشخص ما وتحدثت له وكان ياسر يتابعها وهى تتحدث
دخلت مريم وغيرت حذاء العمل وارتدت حذائها واخذت شنطة يدها وخرجت لياسر وهى رافعة الرأس وقالت..عن اذنك يا دكتور انا اتصلت بدكتورة هدير واستئذنتها عشان اروح وقولتلها انى تعبانه فهروح ساعة بدرى
ياسر..مريم استنى
مريم..انسة مريم لو سمحت عن اذنك يادكتور كلامنا منتهى معتقدش ان فى كلام تانى ممكن يتقال
وقف ياسر مصډوما من هذا الجبروت ومن هذه القوة فلم يتوقع ان بداخلها قوة كهذه
تابعها بعيونه وهى تبتعد حتى اختفت عن انظاره ولم تنظر خلفها ابدا
خرجت مريم من باب الصيدلية ابتعدت قليلا حتى اصبحت بعيدا عن نظر ياسر وقفت لثوانى وابتسمت واكملت طريقها لمنزلها