رواية احببتك ولست ملكى مريم وياسر (كاملة جميع الفصول)

Close-up of hands holding vibrant yellow daisies, showcasing natural beauty and floral pattern.

ـــــــــاالجزء الثامن

ما أصعب أن تبقَى حائراً ما بين قلبكَ وعقلكَ إلى أن يمرّ العُمر ..لا العقل يُقنعك ، ولا القلب يُنصفك….

عادت مريم لمنزلها وابتسمت للجميع والدها ووالدتها واخيها الاصغر دخلت غرفتها سريعا حتى لا يشعر احد بها وجلست قليلا على سريرها وكانها تحاول التذكر هل يومها كان واقع ام انه كابوس سوف تستيقظ منه بعد قليل ولكنها تاكدت انه واقع يجب ان تتعامل معه بقوة كعادتها تذكرت دموعها الخائڼه التى خانتها امامه وتذكرت ابتسامتها بعد انتهاء يومها لم تستطع فهم سبب ابتسامتها فقد توقعت انها ستنهار مره اخرى بعد ابتعادها عن نظره 

وجدت نفسها تبتسم مره اخرى وهى تتذكر ولم تبكى وهى جالسه وحدها وكأن الدموع انتهت والعيون قد جفت نامت مريم سريعا فلم تفكر فى يومها التالى ولم تفكر فى اى شئ كأن عيونها تترجاها لتنام وتستريح

استيقظت مريم على ضوء شمس يومها التالى شعرت بثقل جسدها وۏجع بقلبها كأن جزءا منه قد تمزق مع ليلة امس صلت مريم فرضها ودعت ربها باعطائها القوة لتكمل ما بدأته وان لا تضعف امام من تحب انهت مريم توضيب الشقه وحضرت طعام الغدا لاسرتها الصغيره وبدات ترتدى ملابسها ولكنها كانت تقوم بكل شئ بصعوبة اكثر وبجسد منهك ومتعب 

ذهبت مريم لعملها وجاء موعد عمل ياسر وجاء هو ايضا دخل من باب الصيدلية ولكنه لم يجد الابتسامة التى تستقبله دائما وجد مريم والحزن على وجهها تشغل نفسها بالعمل ولا ترفع نظرها اليه بالرغم من علمها بوصوله … غادرت د/هدير واصبح ياسر ومريم وحدهم من جديد حاول ياسر فتح بعض الاحاديث بينه وبين مريم فوجه لها الكلام وقال ياسر..ازيك يا مريم 

مريم..ازيك يادكتور … وبدات تتحدث بخصوص العمل لتمنعه من الحديث مريم..حضرتك المفروض تتصل بشركة…. ودى طلبية الادوية الى هتطلبها وكمان شركة… ودول الى هنطلبهم منها 

انتهت مريم كلامها وازاحت كرسيها الذى كان دائما بجوار كرسى ياسر امام المكتب وجلست بعيدا عنه وضعت سماعات الهاتف وبدات تستمع لبعض الاغانى كانت توقف الاغانى اذا ما جاء زبون لتتعامل معه وتعود لتسمعها مره اخرى وكان ايضا ياسر يتعامل مع البعض الاخر بصمت وبدون اى محادثات بينهم الا فى اطار العمل وبالالقاب بينهم

بعد ساعات من العمل دخلت فتاة الضغط وهى تبتستم لمريم ووجهت حديثها لياسر

(لو مش فاكرينها دى البنت الى كانت بتتعمد تلمس ايد ياسر وهو بيقيس ليها الضغط والى اتعلمت مريم مخصوص عشانها قياس الضغط)

الفتاة..ازيك يادكتور 

ياسر..اهلا ازيك الضغط عامل معاكى ايه 

الفتاة(بدلع)..تعبنى اوووى والله شوفه بقى انت مظبوط ولا لأ

قامت مريم من مكانها وكانت الډماء تغلى فى عروقها وكانت تحدث نفسها وتقول..وحياة امك مانتى مقربه منه ولما نشوف اخرتها معاكى 

قام ايضا ياسر لقياس ضغط الفتاة ولكنه لاحظ ان مريم تنوى فعل شئ ما اشارت له بيدها ليبقى فى مكانه وعيونها تحمل الغيظ والشړ ذهبت مريم وبدات باخراج الجهاز وتستعد للقياس بدلا من ياسر 

الفتاة وهى توجه حديثها..ايه ده يادكتور مش حضرتك الى هتقسلى الضغط 

ردت مريم سريعا..لا انا الى هقيسه 

الفتاة بشماته..بس انتى مبتعرفيش 

مريم بتحدى..لا مانا اتعلمت وبعد كده انا الى هقيس الضغط فالصيدلية دى.. مدت الفتاة يدها بغيظ 

مريم باستهزاء..ايه مش هتعرفى الكم زى كل مره عشان القياس يطلع صح 

الفتاة..لا لا مانا لابسه خفيف مش محتاجه ارفع

مريم تحدث نفسها..خفيف برضه يابنت ال….. 

ذهبت الفتاة وهى فى قمة ڠضبها بسبب تصرف مريم فقد اضاعت عليها فرصتها بالتقرب لياسر كان ياسر يقف ويشاهد ما يحدث وعلى وجهه الابتسامه فمريم بالرغم من محاولتها لاخفاء حبها ولكن عيونها تفضحها وغيرتها ايضا تفضحها

نظرت مريم لياسر وجدته ينظر لها بحب والابتسامه تعلو وجهه 

مريم..فى حاجه يادكتور 

ياسر..اه ا…. لا لا ابدا بتفرج بس 

مريم..طب تمام من هنا ورايح البت الملزقه دى لو جت انا الى هقيس ليها الضغط مش عايزاك تتحرك من مكانك لما تدخل 

ياسر وقد اقترب من مريم قليلا..انتى بتغيرى يابطتى 

تذكرت مريم ان هذا ليس حقها ولكنها بمجرد رؤيتها للفتاة نست كل شئ 

مريم..لا طبعا ايه الهبل ده بغير ايه ده يادكتور مكان شغل ومكان محترم يعنى لازم نحترم المكان الى احنا فيه ولو حد مش محترم جاى هنا احنا نعرفه يعنى ايه احترام

قالت مريم هذه الكلمات لتخفى غيرتها التى ظهرت بغير ارادتها 

ووضعت سماعات الهاتف لتقطع الحديث بينهم 

بعد قليل ذهب ياسر للصلاة ودخل شاب فالثلاثينات من عمره ووجه الكلام لمريم

الشاب :لو سمحتى يادكتوره 

مريم..انسه مريم انا مش دكتوره اتفضل 

الشاب..انا اسمى محمود وعندى خبره فمجال الصيدلية من 10 سنين وكنت بشوف لو محتاجين حد يشتغل بس فتره مسائيه لانى بشتغل الصبح فى شركة وكنت محتاج شغل تانى باليل

مريم..تمام سيبلى رقمك وهخلى الدكتوره تتصل بيك هما فعلا كانوا محتاجين حد معانا ففتره باليل عشان كمان يسد فـ ايام الاجازات

اخذت مريم هاتفه واتصلت بدكتوره هدير واخبرتها عن محمود وافقت سريعا دكتوره هدير فقد كانت تبحث عن شخص ليخفف الحمل فى الفترة المسائيه وطلبت من مريم الاتصال بمحمود وات تطلب منه الحضور غدا يوم اجازة مريم ليكون مع ياسر ويبدا العمل فورا

دخل ياسر على مريم وهى فى نهاية حديثها مع محمود 

مريم..تمام هنستناك بكره الساعه 5 مع السلامه

ياسر..بتكلمى مين 

قصت مريم له ما حدث فاشټعل ڠضبا وغيره عليها 

ياسر..ومفيش راجل واقف معاكى فالصيدليه 

مريم..يعنى ايه 

ياسر..يعنى المفروض من الاحترام تستنى ارجع من الصلاة واكلمه انا مش تروحى جرى تتصلى بيه انتى 

مريم..وانت مالك اصلا اتصل انا ولا متصلش وهى دى حاجه تخصك ومتدخلش بعد كده اكلم مين ومكلمش مين زى مانا مبدخلش 

ياسر..اه مبتدخليش بامارة البنت الى كنتى هتكليها من شويه 

تذكرت مريم ان غدا عطلتها وقالت..لو جت البت دى بكره محمود بيعرف يقيس الضغظ سيبه هو يقسلها عشان والله لو قيسته انت يبقى عجبك الى بتعمله وهيبقى ليا تصرف تانى مش ناقصين قلة ادب احنا 

ياسر..على فكرة مهما داريتى عينيكى بتفضحك

ابتعدت مريم عنه سريعا حتى لا تضعف امامه بمجرد النظر لعينيه 

واشغلت نفسها سريعا

ذهب ياسر ليرتدى ساعة يده التى دائما ما يتركها عند ذهابه للوضوء والصلاة نظر على ضهر الساعة فحزن لانه لم يجد ما كان معتاد على ايجاده..

كانت مريم من النوع المتفائل التى تعطى كل من حولها روح متافئله وحب للحياة كانت دائما ما تكتب كلمات قصيره على ورقات لاصقة لتضعها على ضهر ساعة ياسر لتضع البسمه على شفتيه فيعود هو ويقرأها ويبتسم ويترك الورقه على ساعته حتى يعود منزله لينزعها وينتظر ورقة الغد

كانت الجمل مختلفه كل يوم عن الاخر ففى مره كتبت له ابتسم.. ومره اخرى كتبت بحب ضحكتك.. ومره ترسم له قلب لتذكره بحبها له … ومره اخرى ترسم وجه يبتسم ^_^ … وهكذا لمدة شهر كان يجد ورقة جديده لتعطيه تفائل ولترى البسمه على شفتيه

حزن هذه المره عندما لم يجد منها ورقه كعادتها ولكن كيف تريدها ان تعطيك تفائُل للحياة وهى لا تمتلك التفائل كيف تريد منها ان تبث فيك السعادة وهى لا تملكها.. كم انت انانى ايها الحبيب فهى من تحتاج ان تاخذ بيدها لتشعرها بالامان وتشعرها بان هناك حياة تستحق العيش من اجلها

شعرت مريم بحزنه عندما عاد ولم يجد منها ورقتها المعتاده

ولكنها اكملت عملها حتى لا تصرخ بما داخل قلبها

كانت مريم تحاول الصمود على موقفها وكانت معملتها معه ليست بجافه ولكنها معامله رسمية لا اكثر ومر يوم كل من ياسر ومريم بدون اى احاديث جانبيه فقد تجنبته مريم حتى لا يحدث بينهم اى صدام انتهى اول يوم من الرسميات وعادت مريم لمنزلها وشعرت انه لم يكن يوم بل كان ضهرا كاملا جلست بغرفتها تبكى ولا تعرف السبب هل لانها تحبه ولا تستطيع معاملته بهذه الطريقه ام لانها خسرته للابد وهل فعلا قد خسرته ولن يكون ملكا لها ابدا

بعد تفكير ساعات نامت مريم اخيرا بسبب التعب والارهاق

فى مكان اخر فتاة تتحدث بالهاتف وتضحك مع كل كلمة وهى فى غاية السعادة.. نعم انها ياسمين

ياسمين..بس ياستى وعملت نفسها ولا هاممها ورحبت بيا عادى ولا كانها بتحاول ټخطف منى حبيبى وطبعا انا عملت انى معرفش حاجه ورمتلها كام كلمة كده عن انى بحبه ومقدرش استنى عنه وكلام زى كده عشان تحس على ډمها وتبعد عنه

صديقتها..يابنت الايه … طب وانتى متاكده ان هى دى الى بتحاول تاخده منك

ياسمين..طبعا متاكده يابنتى كل يوم بيبقى مستعجل عشان يروح الشغل وبيروح قبل معاده ومبقاش بيرضى ولا اكلمه ولا ازوره فالصيدليه زى الصيدلية الى كان فيها قبل كده

دى كلها حاجات تتحس وبالذات كل جمعه اتصل اصحيه الاقيه صاحى وده من امتى دنا كنت بتشل وافضل اتصل بيه لحد ما يصحى وفجاه من ساعة ما نزل الصيدلية دى بقى كله نشاط وبيصحى لوحده غريبه دى

صديقتها..طب انتى وياسر عاملين ايه مع بعض ناو

ياسمين..عادى انا بدات ادلع عليه شويه زى زمان ومبقتش اټخانق معاه على الاقل لحد ما يبعد عن البنت دى وساعتها هعرفه ازاى يفكر بس يسيبنى عشانها بالرغم اننا مبقاش متافهمين مع بعض زى الاول بس كفاية اننا بنحب بعض فعشان كده لازم نفضل سوا

صديقتها..تتوقعى هيبعد عنها

ياسمين..طبعا يابنتى هو خلاص كلها شهر وهيسيب الصيدلية عشان الامتحانات وان شاء الله الامتحانات تخلص وانا هزن عليه عشان ميرجعش الصيدلية دى تانى

انهت ياسمين محادثتها واتصلت بياسر لترسم دور الحنية وترسم دور الفتاة التى تغيرت من اجل حبيبها

صباح يوم جديد يشرق على كل ابطالنا استيقظت مريم على صوت هاتفها وجدت اسماء صديقتها وطلبت منها مقابلتهم للذهاب للجامعه ليقضوا يوم مع اصدقائهم الذين مازالوا فـ الجامعه وبعد الحاح لوقت طويل وافقت مريم وذهب للجامعه مع صديقاتها

بدأ الجميع يحى اصدقائه فلم يروا بعضهم منذ شهور حاولت مريم رسم الابتسامه مهم معتادون على وجود ابتسامه دائما لا تتغير ملامحها ابدا

اقترب سامح من مريم ومد يده لها

سامح..ازيك يا مريم

اشارت مريم له بالتحية بدون مد يدها وابتسمت 

مريم..انا تمام ياسمسم معلش انت عارف مبسلمش …

واشارت على يده

اعتذر سامح منها وسحب يده مسرعا … بدات مريم بتحية الاخرين

مده لها زميل اخر يده فوضع سامح يده بدلا منها وقال له

سامح..متحرجش نفسك لسه مبتسلمش على حد

ابتسم الشاب وقال..اسف والله نسيت مانتى الوحيده الى كده فالبنات صحابنا وبقالنا فتره مشوفنكيش فـ نسينا عموما ياستى ربنا يهدى الكل ويارب تفضلى كده على طول

دخلت هذه الكلمات كسکين يقطع قلبها فهى ليست هكذا فقد تركت لحبيبها فرصه للمس يدها فقد تخلت عن مبدأها من اجله

ظهر الحزن على وجهها لمحتها اسماء سريعا فاقتربت منها وهمست لها وقالت..روما حبيبتى مالك مين مزعلك … اوعى يكون الدكتور 

لم يكن هناك اى شخص يعرف تفاصيل علاقتها بياسر والى اى اتجاه ذهبت العلاقة فكانت مريم ترفض دائما الحديث فى هذا الموضوع

خانت مريم دمعه وهربت خارج عينيها فمسحتها سريعا وقالت لاسماء..مفيش اى علاقة بيناى وبين ياسر و الموضوع ده منتهى وياريت محدش يتكلم معايا فيه

اعتذرت اسماء لمريم وحاولت ان تخرجها من حالتها وحاولت مريم رسم الابتسامه لتشعر اصدقائها انها معاهم ولكن فالحقيقه كانت معهم بجسدها فقط اما عقلها وقلبها وروحها كانت مع ياسر فالصيدلية فقد كانت الساعه الخامسه موعد وصول ياسر

مر يوم ممل على ياسر مع محمود الذى بدا عمله اليوم حاول ياسر ان يتناسى مريم ولكن كل ركن فالمكان يذكره بها ولم يجد من يهتم به كاهتمامها به كطفلها المدلل

يوم اخر من الملل كان يوم طويل على مريم فى عملها ولكن معها محمود فاليوم هو يوم عطلة ياسر تعرفت اكثر على محمود وعرفت عن حياته الكثير

كان محمود متزوج ولديه ابن فالخامسه من عمره وابنه فالثالثه

يعمل صباحا فى شركة وكان يبحث من فتره على عمل ليلا ليستطيع ان يعيل عائلته وبالطبع شعر ان مريم هى من انجدته فقد حدث الدكتوره عنه وجعلته يستلم العمل سريعا رأفة منها بحاله

عادت مريم لمنزلها بعد انتهاء عملها وهى تفكر بحبيبها فهى تشتاق له تشتاق لنظراته وهمساته تشتاق لضحكته فهو ايضا يسيطر عليه الحزن بسبب بعد مريم

صباح يوم جديد يشرق بشمسه على بطلتنا تستيقظ مريم والكئابه على وجهها بعد ان كانت تستيقظ كوردة فالصباح تملى الكون بالسعادة والتفائل فهى تشعر بانها قد ذبلت ترفض حتى الابتسام فهو يذكرها بياسر لانه يحب ابتسامتها

ذهبت مريم فى موعدها وهى تشعر بثقل فى قدمها وهى تسير 

دخلت مريم وبدات فى عملها وهى تنظر للساعة فبعد 3 ساعات سيكون معها حبيبها من جديد حبيب ليس لها حق فى ان تحبه فهو ليس ملكها

قطع تفكيرها دخول شخص ما لم تكن تتوقع دخوله فى هذا الوقت وقفت صامته تنظر له وعيونها دامعه 

نظر اليها وهو يبتسم لها وعيونه تشعرها بالحب والامان كانت تتمنى ان يكون ملكها الان لتستطع ان تجرى اليه ليضمها فهى لا تستطيع مقاومته اكثر من ذلك

نطق لسانها بما يريد قلبها نطقت باسمه … ياسر

كان قلبها ېصرخ بهذه الكلمات وهى تحاول منع قلبها من النطق بها علنا

اعذرنى حبيبى لا أستطيع مقاومتك… أعذرني،

ليس أمامي سوى أن أظل معلقة فيك حتى النهاية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top