رواية اشد اشيائي حبا(انس وايلين) الفصل الثاني 2 بقلم ايمان شلبي

A man in a plaid shirt sits by the water looking distressed, symbolizing stress.

صدمة مكنتش اتخيلها تحصل
معقوله سافر
اختفي فجأه زي ما ظهر فجأه
ده حتي منطقش كلمه وداع
كنت فاكره أنه تقبل رأي
كنت فاكراه استسلم لفكره اني حُرة ومن حقي اختار اللي يناسبني

مشي ليه ؟!
هو عارف اني بحبه زي اخويا تماماً
عارف ومتأكد اني اتعودت علي وجوده
وان كل ما تحصلي مشكله بجري عليه
كل ما اكون خايفه بترمي بين ايديه

ازاي يمشي ويسيبني لوحدي
بعد ما كنت حاسه في وجوده بالأمان
ازاي يختفي فجأه من ايامي
بدون سلام،بدون تفسير،وبدون ندم!


-ها رد ؟

سألتني مرات عمي “ام انس” بلهفة ودموع فهزيت راسي بقله حيله وانا بقفل الفون:
-مردش

حطت وشها بين ايديها وهي بتعيط بحرقة:
-ليه بس كده يابني ليه تعمل فيا كده وتسيبني لوحدي

أخدتها في حضني وفضلنا نعيط سوا
في الحقيقه من وقت الخبر وانا مش مبطله عياط!

يمكن لاني اتعلقت بيه
واتعودت علي وجوده
مش من السهل حد يتعود علي شخص ويتقبل فكره أنه يخرج من حياته بكل سهوله وكأن شيئ لم يكن

انا لحد دلوقتي مش قادره أفسر ليه “انس” قرر ياخد قرار الغياب من تاني

مفيش سبب أو مبرر غير أنه شخص قلبه حجر
مفيش عنده ذره مشاعر واحده زي ما دايما كنت بوصفه!

ليه يقهر قلبي وقلب مامته اللي ما صدقت رجع بعد سنين من الغربه؟

ليه يقهر قلوب كتير ويمشي ميبصش حتي وراه
للدرجادي احنا مش فارقين

-ايلين عمر برا عايز يقابلك

قالها اخويا فأخدت نفس عميق ومسحت دموعي وانا بقوله:
-عن اذنكم

خرجت كان واقف علي باب الشقه،باين الضيق علي ملامحه واول ما وقفت قدامه همس بعصبيه:
-انا مش منبه عليكي مليون مرة متنزليش تقعدي هنا

اخدت نفس عميق ورديت بحزن:
-ممكن تهدي من فضلك
-لا مش ههدي انتِ مبتسمعيش الكلام و…..

-انس سافر النهارده الصبح رجع علي روسيا

رد بفرحه مقدرش يخفيها
-بجد؟؟

فرحته مريحتنيش
رفعت حاجبي ورديت بأستغراب:
-مالك فرحت اوي كده!

-هه لا مش فرحان ولا حاجه بس هو سافر كده فجأة!!

هزيت راسي بحزن:
-ايوه
-من غير وداع من غير اسباب؟!
-ايوه

رد بلا مبالاه:
-يالا ربنا يسهله الحال المهم هنعمل خطوبتنا امتي؟

رديت بضيق:
-انت شايف أن ده وقته ياعمر
-اومال وقته أمتي
-يعني لما الأمور تهدي شويه
رد بعصبية:
-امور ايه اللي تهدي واحد كان مسافر بقاله سنين جه قعد هنا شويه وسافر تاني ايه الموضوع في كده مش فاهم!!

-انه سافر فجأة؟
-هنعمل ايه يعني ما هو اللي قرر هنقعد نعيط!

-عمر انت بتكلمني كده ليه؟
-ولا حاجه يا ايلين انا ماشي سلام
-عمر استني عمرررر!

لكنه تجاهلني ومشي
قفلت الباب وسندت ظهري عليه وانا ببص قدامي بشرود وحيرة وتشتت!!


بعد مرور أسبوع

-ها يا ايلين ياتري الوقت يسمح نتكلم في خطوبتنا ولا لسه زعلانه علي استاذ انس؟؟

سألني “عمر” واحنا قاعدين نتغدا في مطعم فسيبت الأكل ورفعت عيوني وانا بسأله بحيره:
-عمر انت ليه بتكره انس

رد بكُره:
-مغرور وشايف نفسه علينا ده غير أنه متسلط ورفضني لما اتقدمتلك بالرغم أن مش من حقه

-ايوه وانا حكيتلك انا عملت فيه ايه وقولتله ايه
انا مسكتش قولتله من حقي اختار واقرر اللي يناسبني

اخد نفس عميق ومسك ايدي وقال برقه:
-عارف ياحبيبتي بس بجد أنتِ لو مكاني هتتضايقي
اي واحد مكاني هيتضايق وهيغير عليكي منه
مهما كان ده مش اخوكي ده مجرد ابن عمك!

-انا فاهمه ياعمر ومقدرة والله بس هو فعلاً انس شخص طيب جدا والله واللي اكتشفته أن كل اللي كان بيعمله كان خوف علينا مش اكتر

حاول يغير الموضوع وقال:
-انسي انسي مش هو خلاص سافر وراح لحاله المهم هنعمل الخطوبه أمتي؟!

-انت حابب تكون أمتي؟
-يعني ايه رأيك لو الاسبوع اللي جاي

رديت بذهول:
-علي طول كده؟

-وايه المشكلة انا اصلا عايز اعمل شبكة وكتب كتاب
-كتب كتاب!

رد بابتسامه سخرية:
-ايلين ياحبيبتي أنتِ مستغربه ليه
انا وأنتِ عارفين بعض من زمان يعني مش محتاجين نتعرف وبعدين ايوه كتب كتاب انا حابب تكوني مراتي في اقرب وقت علشان بحبك وعايز كل حاجه معاكي متبقاش فيها حُرمانيه

ابتسمت ورديت برقة:
-عمر انا بحبك

باس باطن ايدي برقه وقالي بهمس:
-وانا كمان اوي


يوم كتب الكتاب

جهزت زي اي بنت بتحلم باليوم ده،كُنا متفقين نعمله في البيت،عزمنا اهلنا واصحابنا،لبست دريس ابيض بسيط وحطيت ميك اب رقيق جداً،كل شيئ كان بيرفكت اليوم ده،كل شيئ كان جميل،الكل كان مبسوط ماعدا ماما،مكنتش قادره افهم سبب زعلها مع أن عمر ابن اختها!

-ايه يابنتي عمر اتأخر ليه؟

سألتني صاحبتي فرديت بتوتر وانا برن:
مش عارفه التلفون مقفول!

دخلت ماما وقالت بغيظ:
-المأذون جه برا فين عمر يا ايلين ؟

رديت وانا علي وشك العياط:
-مش عارفة بقاله ساعه الفون بتاعه مقفول انا قلقانه عليه اوي

-استني هروح اسأل خالتك عليه يمكن تعرف رقم حد من أصحابه

-طب استني هاجي معاكي

خرجنا كان “عمر” وصل جريت عليه بلهفه وانا خلاص علي وشك الأنهيار

-عمر اتأخرت كده ليه قلقت عليك

كان لابس لبس عادي،قميص وبنطلون،مش حالق دقنه
شعره عشوائي وده اللي خلاني استغرب!

ازاي مش لابس بدلته،فين اصحابه،فين عيله باباه،هو ليه شكله عامل كده،ليه مكسور،ليه مبيردش اصلا عليا

-عمر رد عليا في ايه اتأخرت ليه حصل حاجه؟!

غمض عيونه لحظة،ضغط علي بوقه بعدها رد بهمس وهو حاطط وشه في الأرض:
-انا اسف يا ايلين بس انا مش عايز اكمل

رديت ببلاهة وأنا مش مستوعبة:
-مش عايز تكمل ايه مش فاهمه حاجه؟

بلع ريقه ورد بنفس الهمس:
-مش عايز أكمل في علاقتنا

ضحكت بنفس البلاهة وانا ببص حوليا وبقوله:
-انت بتهرج صح؟
عمر بطل جنان الناس ممكن تصدق بجد
النهارده كتب كتابنا يابني!

-بس انا مبهزرش انا اسف غصب عني مش بأيدي فعلاً
ربنا يعوضك خير هتلاقي الاحسن مني انا متأكد

قال جملته ومشي!
مشي وسابني
حاولت استوعب،حاولت افوق
يمكن ده حلم أو كابوس سخيف واكيد هفوق منه
كنت مستنياه يلف،يرجعلي،يضحك،يلمس ايدي
يقولي ده مقلب
لكن محصلش

كل العيون متوجهة ناحية عيوني
جوا عيونهم مليون سؤال بيوجع
في صمت مريب في المكان
لكن لغة عيونهم و نظرات الشك اللي شوفتها
كانت اقوي واقسي من اي كلمه تتقال بالفعل!

اتوترت،توهت،دقات قلبي كنت سمعاها،اطرافي اتجمدت
رجلي اتسمرت في الأرض

كان احساس بشع
احساس متمنهوش لأي بنت

حسيت بدوار مفاجئ
غمضت عيوني
استسلمت للضياع،الغرق،الموت
لكن قبل اخر نفس حسيت بأيد بتحاوطني قبل ما جسمي يوصل للأرض،من غير ما ارفع راسي،من غير ما اشوف اللي لحقني،عرفته من ريحة البرفيوم المميزة اللي راششها

مسكت في قميصه وانا بهمس بوجع:
-انس

ضمني بكل قوته وهو بيهمس بنبرة كلها قلق:
-متخافيش انا هنا مش هسيبك

أشد اشيائي حبا

إيمان_شلبي

جميع الفصول كاملة من هنا

رواية اشد اشيائي حبا (ايلين وانس) الفصل الاخير بقلم ايمان شلبي

بمجرد كتابة الفصل الثالث سيتم نشره على الفور، تابعونا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top