رواية الغريبة الفصل التاسع والعشرون 29

رواية الغريبة

الفصل التاسع و العشرون:

كانا نهله و حازم يجلسان ملتصقان على كرسى واحد فى الصالون, فهو كان يحاول ان يستمد قوته منها و هى كانت تشعر انها تود لو تستطيع ان تحمل عنه همه و خوفه من فقدان اخيه. كانا ملتصقين و متشابكى الايدى.

حازم: تفتكرى فعلا هيهدأ شويه و هيقدر يتفهم الموقف.

نهله ( مبتسمة لتطمئنه ): زى ما انت زعلان عشانه هو كمان مش قادر يزعلك, انا واثقه من دا.

حازم: انتى شايفه انى غلطت.

نهله: لا يا حبيبى انت مفيش فى ايدك حاجه و اكيد فارس لما يهدا هيفهم دا, بس اديله وقته.

سند رأسه على رأسها و ظلا هكذا و كل منهما شارد فى الموقف المشحون بينه و بين اخيه.

بعد قليل دخل فارس مع نغم, لاحظ منظر اخيه و شعر بمدى حزنه فحاول ان يخفف الجو المشحون.

فارس: ايه يا زومه انت حاجز تذكره واحده و لا ايه.

انتبه حازم من شروده على كلمات فارس.

حازم: مش فاهم قصدك ايه؟

فارس: يعنى حاجز كرسى واحد ليك و للمدام.

ابتسم له حازم بدون غضب هذه المره فقد فهم ان هذه كانت وسيلة اخيه لينهى ما بينهما من توتر.

ضحكت نغم على كلام فارس و ابتسمت نهله بخجل و حاولت النهوض لتجلس على كرسى اخر لكن حازم جذبها و قربها منه.

حازم: رايحه فين.. خليكى دا متغاظ مننا.

فارس: ليه يعنى ما انا ممكن اخد نغم دلوقتى و نقعد على كرسى واحد كأننا بنلعب الكراسى الموسيقيه.

نظرت له نغم بإستغراب و عيونها مفتوحه بشده.

حازم: يا واد انت اهبل, خد بالك من كلامك.

ضحك فارس و اقترب من حازم قائلا: ماشى يا كبير.

حازم: خلاص هديت.

هز رأسه بالموافقه قائلا: و الست الوالده جايه امتى ان شاء الله.

حازم: ممكن تيجى كمان يومين لو حجزتلها على طول بس اهم حاجه تكون انت رجعت فى الكلام اللى انت قولته.

فارس: متخافش مش هسمحلها تفرقنا عن بعض.

ثم نظر لنغم و ابتسم فأبتسمت له.

نهله: الحمد لله انك عقلت لأن اخوك كان هيتجنن.

فارس: مش اخويا بس على فكره, انا لو مشيت كلكم تتجننوا انتوا بس اللى مش عارفين قيمتى.

ضحك الجميع على كلامه و ربت اخيه على كتفه.

انهت ندى مشوارها و أوصلها ادهم إلى الفيلا و جلسا فى السياره يتحدثا قليلا قبل ان تدخل.

ادهم: ميرسى يا حبيبتى بجد المشوار بتاع النهارده دا كان مهم جدا ليا.

ندى: خلاص احنا مفيش بيننا الكلام دا, يا رب ان شاء الله الناقد يعجبه كتابك و الناشر يوافق ينشرهولك.

ادهم: يا رب ان شاء الله. انا واثق ان وشك هيكون حلو عليا فى الموضوع دا زى ما هو حلو عليا على طول.

ندى ( مبتسمه ): ان شاء الله.

ادهم: انتى هتنامى على طول و لا سهرانه شويه.

ندى: يمكن اسهر شويه بس مش كتير.

ادهم: لو هتسهرى شويه ابقى ادخلى على الماسنجر شويه قبل ما تنامى.

ندى ( مبتسمه ): حاضر.

ادهم: هتوحشينى و مش عاوز اسيبك.

ندى: و انت كمان هتوحشنى بس لازم ادخل عشان اتأخرت.

ادهم: عارف و مخنوق انى مش قادر اعمل حاجه.

ندى: هنتكلم على النت لما تروح.

ادهم: مش كفايه.

ابتسمت له ندى قائله: باى و نتقابل على الماسنجر.

ادهم: باى يا حبيبتى مش هتأخر عليكى ان شاء الله.

ندى: ان شاء الله.

اخذ يتابعها بعيون مليئة بالحب و هى تدخل الفيلا و يتمنى لو تصبح له فى اقرب وقت و لا يفترق عنها ابدا.

دخلت ندى إلى الفيلا لتجدهم مجتمعين.

ندى: مساء الخير.

الجميع: مساء النور.

ندى: خير شكلكم ميطمنش قاعدين كدا ليه.

فارس: تعالى يا ندوش لما اقولك اصل احنا جايلنا ضيف قريب.

ندى: ضيف مين؟

فارس ( بتريقه ): مامى.

ندى: مامتك.

فارس: اه مدام ثريا افتكرت ان هى سابت اطفال من حوالى 20 سنه و انها لازم ترجع تعيش معاهم.

ندى: انا مش فاهمه حاجه.

نغم: تعالى معايا انا هفهمك.

و اخذتها و صعدا إلى الأعلى لتحكى لها ما حدث فى غيابها.

فارس: انا هخرج شويه.

نهله: هتروح فين بس دلوقتى.

فارس: هتمشى شويه مش هطول متقلقوش.

حازم: طيب خلى بالك من نفسك.

فارس: هههههه متخافش عليا مش هتخطف.

ابتسم له حازم. ثم غادر فارس و ترك حازم و نهله جالسين معا.

نهله: ارتحت شويه؟

حازم ( مبتسما ): اه الحمد لله.. على الاقل اطمنت انه مش هيسيب البيت لكن اللى مضايقنى انى عارف اد ايه هو مخنوق و متضايق دلوقتى.

نهله: طبيعى بس مع الوقت هيعتاد على الفكره.. و مين عارف يمكن علاقتهم ببعض تبقى كويسه.

حازم: معتقدش بس المهم ميبقاش فى مشاكل بينهم.

نهله: ان شاء الله.

حازم: انا اسف عارف انى عكننت عليكى جامد النهارده بسبب الموضوع دا.

نهله: متقولش الكلام العبيط دا.

ابتسم و ضمها اليه و قبل جبينها.

حازم: الحمد لله انك جنبى.

ابتسمت له و اراحت رأسها على كتفه و قبلت كتفه برقه. ظلا هكذا لفتره و كلاهما مرتاح و سعيد بقربه من الاخر.

نهله: انا لازم اطلع انام.

حازم: خليكى نايمه كدا زى ما انتى.

نهله: تؤ مينفعش عشان كدا هنتعب.

حازم ( مبتسم ): طيب يالا اوصلك لأوضتك.

نهله ( مبتسم ): برضه؟

هز رأسه موافقا و صعدا سويا لغرفتها. دخلا الغرفه و اغلق الباب خلفه. نظرت له بعتاب فإبتسم لها بترجى فأبتسمت و لم تعترض.

حازم: يالا روحى غيرى هدومك و تعالى عشان تنامى.

ارتدت ملابس النوم و دخلت سريرها, فأقترب منها و جلس إلى جوارها.

حازم: حبيبتى.

نهله ( مبتسمه ): نعم.

حازم: انتى واثقه من حبك ليا؟

نهله: طبعا.

حازم: و عارفه اد ايه انا بحبك؟

نهله ( مبتسمه بحب ): اكيد.

حازم: طيب ايه اللى يمنع اننا نخلى جوازنا حقيقى فى اقرب وقت.

نهله: صدقنى يا حازم مش عارفه بس كل حاجه جت بسرعه فحاسه انى خايفه بس مش عارفه ليه.

حازم: لو بقينا مع بعض على طول مش هتحسى بخوف.

نهله ( متصنعه القلق ): بس فى مشكله.

حازم: ايه هى؟

نهله: انا مش بحب الافراح و انت عاوز تعمل فرح كبير.

حازم ( مبتسما ): هى دى المشكله.. انا لو عاوز اعمل دا فعشان انتى تتبسطى لكن لو انتى مش عاوزه فمش مهم بالعكس انا احسنلى لان الفرح هياخد وقت عشان نحضرله لكن لو مفيش فرح يبقى خلاص.

نهله: ايه اللى خلاص؟

حازم ( بضحكه خبيثه ): ممكن نفعل جوازنا من النهارده.

نهله: لا لا انت فهمت ايه.. انا اقصد اننا نعمل حاجه على الضيق يعنى سهره كدا و لا حاجه نتجمع فيها كلنا.

حازم ( مبتسما ): معلش هنضطر نستنى يوم زياده. نعمل السهره بكره و نتجمع كلنا.

نهله ( مبتسمه ): لا طبعا مش هلحق اجهز نفسى.

حازم: هتجهزى ايه.. أوضة النوم هجيبها فى يوم واحد و اكتر من كدا مش محتاجين.

نهله ( بخجل ): بس انا مش جاهزه و محتاجه اجيب حاجات ليا.

ضحك حازم لخجلها قائلا: برضه كل حاجه تقدرى تجيبيها فى يوم.

نهله: هههههههههه انت مجنون.. طبعا مش هلحق.

حازم: بصى بقى اخر كلام عندى.. بكره هننزل ننقى الأوضه اللى تعجبك و انا هتصرف و اخليهم يجيبوهالنا فى نفس اليوم.. و بعد كدا نروح تشترى الحاجات اللى انتى عاوزاها كلها و بعد بكره نعمل السهره اللى قولتى عليها.

نهله: مش هنلحق.

حازم: هنلحق.

نهله: بس انت مش هتيجى معايا و انا بجيب حاجتى.

حازم: ليه بقى؟

نهله: مش هينفع هتكسف.

حازم: انا جوزك.

نهله: برضه.

حازم: خلاص مش هدخل معاكى اى محل هتدخليه و هستناكى بره لحد ما تنقى اللى انتى عاوزاه براحتك من غير ما تتكسفى و بعدين تخرجيلى.. تمام كدا.

نهله ( بإبتسامة رضا ): تمام.

حازم: ايه دا يعنى بجد انتى موافقه ان بعد بكره يبقى جوازنا رسمى.

نهله: سؤالك دا هيقلقنى و يخلينى ارجع فى كلامى.

حازم: هههههههههههه لا يا قلبى متقلقيش من حاجه. 

ابتسمت له نهله فضمها اليه بقوه.

حازم: نهله انا كان نفسى نعمل شهر عسل.

وضعت يدها على فمه لتسكته.

نهله: انا فاهمه الظروف و عارفه انك مينفعش تسيب مامتك و فارس مع بعض اول ما ترجع و لسه فى مشاكل جامده بينهم.

حازم: يعنى مش هتبقى زعلانه.

نهله ( مبتسمه ): لا مش هزعل انا اهم حاجه عندى انك جنبى, و شهر العسل يتعمل بعدين و لا انت ناوى تاكله عليا.

حازم : هههههههه لا طبعا يا قلبى.. اول ما الظروف تتظبط نسافر اى مكان انتى عاوزاه و نقضى احلى اجازه لوحدنا بعيد عن الكل انا و انتى و بس.

نهله: ان شاء الله يا حبيبى.

حازم: يالا بقى افردى جسمك كويس عشان انيمك.

نهله: لا انت روح نام و انا هنام لواحدى.

حازم: لا هنيمك بنفسى و فى حضنى.

نهله: لا يا حازم كدا مينفعش.. كلها يومين اصبرهم عشان متخليش شكلى وحش.

حازم: نهله متضايقنيش انا هنيمك و اخرج على طول متخافيش.

نهله ( مبتسمه ): هو انت فاكرنى بيبى مش هعرف انام لواحدى.

حازم: لا يا روحى مش كدا بس انا عاوز اطمن انك نمتى و انتى مبسوطه و مرتاحه.. عاوز انيمك فى حضنى.

نامت فى السرير فأحكم الغطاء عليها و اخذ يلعب بخصلات شعرها و يقرأ لها اشعار نزار قبانى.

شعرت بسعاده كبيره و قاومت النوم لفتره طويله حتى تشعر بوجوده بجانبها و تستمتع بصوته يقرأ عليها ابيات الشعر الرومانسيه الجميله حتى استسلمت للنوم رغما عنها. 

نظر إليها بسعاده و قبلها و خرج.

نزل حازم فوجد فارس يدخل من باب الفيلا.

حازم: عامل ايه دلوقتى؟

فارس: الحمد لله.

حازم: يعنى هديت شويه؟

فارس: اه.

حازم: انا محطوط فى موقف صعب اعذرنى.

فارس: انا فاهم و حاسس بيك بس مش عاوزها تستغل طيبة قلبك.

حازم: متخفش انا مش عبيط بس فى الاخر هى امنا.

فارس: هى نسيت دا من زمان.

حازم: حتى لو هى نسيت احنا مش المفروض ننسى عشان ربنا هيحاسبنا عليها فى يوم من الايام.

فارس: و هيحاسبها هى كمان.

حازم: اكيد بس انا اللى يهمنى انا و انت, اما هى فربنا يسامحها بقى.. اللى عاوزك تبقى واثق منه انى مش هسمحلها تعكر علينا صفو حياتنا ابدا.. خلي ثقتك فى دا كبيره.. خلينا بس نجرب يمكن تكون ندمت و اتغيرت.

فارس: يا ريت اكون متفاءل زيك.

حازم: حاول.

ابتسم له فارس و ضمه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top