الفصل السابع و العشرون:
عادا نهله و فارس من مشوارهما و كان حازم فى استقبالهما و بمجرد دخول نهله لف ذراعه حول كتفها و قربها منه.
حازم: وحشتينى يا قلبى.. اتبسطتى؟
نهله: اه اتبسطت اوى المكان يجنن و اتسلينا اوى.
حازم: كويس يا حبيبتى الحمد لله انك اتبسطتى.
وقف فارس فاتحا ذراعيه.
حازم: انت واقف كدا ليه يا ابنى؟
فارس: مستني دورى.
حازم: دورك فى ايه؟
فارس: مش احنا كنا مسافرين و انت بتستقبلنا فى المطار.
رماه حازم بعلبة صغيره كانت قريبه منه فتفاداها فارس و ضحك بقوه على اخيه.
حازم: بجد مفيش اسخف من كدا.
فارس: يا زومه ما هو انت اللى عاملى فيها سيد العاطفى بصراحه.
ضحكت نهله على تعليق فارس.
حازم: عجبك كلامه اوى؟
نهله: ههههههه هو بيحاول يغيظك, غيظه انت بقى و متتغاظش.
حازم: لا انا هعرف اغيظه اكتر.
و ضمها اليه بقوه محكما ذراعيه حولها ثم قبل رأسها.
فارس: يا رب اوعدنا.
و تركهما و صعد إلى غرفته ليرتاح قليلا.
نهله: حازم خلى بالك من تصرفاتك قدامهم علشان دا بيكسفنى اكتر.
حازم: و ايه اللى بيكسفك انا جوزك.
نهله: لا لسه مبقتش جوزى.
حازم ( بخبث ): و الله انا مستعد و حالا.
نهله ( بدلع ): بعينك.
و جرت منه و صعدت مسرعه إلى غرفتها و أغلقت بابها, فصعد خلفها و اخذ يترك بابها. فتحت له و لكن سدت الباب بذراعيها و لم تسمح له بالدخول.
نهله ( مبتسمه بدلع ): عاوز ايه؟
حازم ( متفحصا وجهها بحب ): عاوز ادخل.
نهله: ليه؟
حازم : عادى يعنى ما كلهم بيدخلوا يقعدوا معاكى هنا.
نهله ( مبتسمه ) : ايوا بس انا مش هدخلك.
حازم: و ليه بقى؟
نهله: كدا.. انا حره.
حازم: بس انا عاوز ادخل.
نهله: تؤ.
حازم: طيب مش انتى وعدتينى تورينى الرسومات بتاعتك.
نهله: طيب انزل و انا هجيبهم و انزلك.
حازم: لا عاوز ادخل اشوفهم.
نهله: ممممم.. طيب هدخلك بس هسيب الباب مفتوح.
حازم: نعم! و دا ليه بقى ان شاء الله.
نهله: هو كدا.. دا شرطى.. قولت ايه؟
حازم: ماشى يا مستبده.
ضحكت و ادخلته تاركه الباب مفتوحا, فدخل و جلس على طرف الفراش حتى تحضر له الرسومات التى ستريه اياها.
جمعت الاسكيتشات التى تحوى رسومتها و لم تحضر الرسومات التى رسمتها مع فارس ثم جلست بجانبه و بدأت تريه اياهم.
نهله: دى جنينة بيتنا فى المنصوره.
حازم ( متأملا الصوره ): اها عرفتها و فاكر المكان دا.. حلوه اوى.. مكنتش اعرف ان رسمك حلو كدا.
نهله: امال انت فاكر ايه.. بص دى كمان.
حازم: دى الارض بتاعتك مش كدا؟
نهله: اها.
حازم: حلو اوى المكان اللى انتى راسماه و الزاويه اللى راسمه منها.
نهله: طيب شوف دى لما اشوف هتعرفها و لا لا؟
حازم: دى الشجره بتاعتك اللى وريتيهالى.
نهله: برافو عليك.
حازم: انا عمرى ما انسى حاجه انتى قولتيهالى ابدا.
نهله: و دى رسمتها و انا فى ثانوى.
كانت لوحه لشاب وسيم يجلس بجوار شجره يقرأ كتاب و المطر يتساقط عليه.
حازم: مين دا؟
نهله: دا جارنا.
حازم: طيب و ايه اللى خلاكى ترسميه؟
نهله: عادى يعنى.
حازم: و هو كان قاعد كدا بثقه بيقرأ و المطر نازل عليه.
نهله: لا الدنيا مكنتش بتمطر.
حازم: امال ايه المطر اللى انتى راسماه دا.
نهله: دى دموعى رسمتها فى صورة مطر.
حازم: دموعك؟ طيب و ليه كنتى بتبكى؟
نهله: خلاص يا حازم هو انت لازم تسأل على كل حاجه.
حازم: طبعا لما الاقى مراتى راسمه واحد تحت المطر و تقولى المطر دا دموعها لازم افهم.
نهله: ايوا بس دا كان قبل ما ابقى مراتك و كنت صغيره.
حازم ( محاولا السيطره على غضبه ): افهم برضه.. لو سمحتى فهمينى عشان انا خلاص هطق.
نهله: اوعدنى انك متتضايقش لأن دى كانت حاجه هبله.
حازم: اوعدك هحاول.
نهله: دا جارنا كان اكبر منى ب 3 سنين و كان طالب فى حقوق, كل البنات اللى فى المدرسه تقريبا كانوا معجبات بيه و كنت انا كمان معجبه بيه و كنت كل يوم بعد المدرسه اقف من بعيد ابص عليه و هو قاعد يقرأ, اوقات كتير كان بيشوفنى بس عمره ما اهتم بيا و لا بصلى حتى, عمره ما اتعامل معايا على انى بنت و دا كان بيجرحنى اوى. كان لبسى و النظاره مخلينه يعاملنى بتعالى. كنت مجروحه عشان كدا.
سكت حازم و لم يرد.
نهله: زعلت منى؟
حازم: لا.
نهله: لا زعلت بس انا عمرى ما حبيته هو بس كان عاجبنى و كان نفسى يبصلى زى ما بيبص لكل البنات و بيكلمهم مكنتش عاوزه احس انى اقل من بقيت البنات, و مع الوقت كرهته و احتقرته لما بقيت اسمع اد ايه هو مش كويس.
حازم: انا مش زعلان منك يا حبيبتى بس متضايق انك حسيتى بكدا فى يوم من الايام و لو وقع تحت ايدى دلوقتى مضمنش هعمل فيه ايه.
نهله ( مبتسمه بحب ): يا ريتك كنت جنبى من زمان.
ضمها اليه و قبل رأسها.
دخل فارس فى هذه اللحظه.
فارس: احم.. احم.
حازم: هو انت يا ابنى بتحس بينا.
فارس: هههههههه لا و الله المره دى انا برئ. ادهم جه و كنت جاى اعرف نهله.
نهله: و الله.. طيب يالا يا حازم ننزل نسلم عليه.. هما ندى و نغم رجعوا و لا لسه؟
فارس: لا لسه.
حازم: طيب يالا ننزله عشان ميستناش لوحده كتير.
نزلوا لاستقبال ادهم و الترحيب به, و تناقش معه حازم عن كل الترتيبات و التجهيزات لعمله, و بعد حوالى الساعه وصلتا ندى و نغم.
كانت ندى قد غيرت من قصة شعرها بالإضافه إلى صبغ بعض الخصلات مما غير من شكلها و جعلها اكثر جمالا و جاذبيه, عندما رأها ادهم ابتسم بإعجاب و همس لها و هو يسلم عليها: مساء الورد يا احلى ورده.. اعتبر ان الجمال دا كله عشانى.
ابتسمت ندى بخجل و لم ترد حتى لا تلفت الانتباه لهما, و جلست بجوار فارس.
فارس: ندوش حلو اللى انتى عاملاه فى شعرك دا.
نهله: اه يا ندى بجد شكلك يجنن.
حازم: طالما البنات جم يبقى نقدر نتعشى بقى.
قام الجميع لتناول العشاء و بعد العشاء اقترح فارس عليهم ان يلعبوا لعبة الصراحه فجلسوا جميعا على الارض و وضعوا زجاجه فى المنتصف و بدأوا اللعب. كانا حازم و نهله يجلسان ملتصقان ببعضهما و متشابكا الايدى و بجوارهما ندى ثم فارس ثم نغم ثم ادهم.
فارس: زوومه يا حبيبى كدا مش هينفع نلعب لازم تبعد عن المدام شويه لأن كدا مش هيبقى باين السؤال لمين فيكم.
تحركت نهله مبتعده عن حازم.
حازم: كويس كدا يا ظريف.
فارس: قشطه يا معلم.
و بدأت اللعبه بسؤال من نغم لنهله.
نغم: نهله قوليلى بصراحه مين اكتر حد دخل قلبك مننا و مين اكتر حد مكنتيش طايقاه اول ما اتعرفتى علينا؟
نهله: اول حد دخل قلبى كان حازم.
و نظرت لحازم مبتسمه ثم استطردت قائله: و عشان كدا كنت دايما بحاول انى اكون غلسه معاه عشان ميبانش دا عليا.
ضغط على يدها و ابتسم لها.
نهله: و اكتر حد مكنش قريب منى كنتى انتى يا نغم بس لأنى مكنتش فاهماكى و كنت حاسه انك بتحاولى تضايقينى بس بعد كدا فهمتك و حبيتك جدا و انتى عارفه دا.
نغم: انا عارفه.
ثم جاء سؤال من ادهم لحازم.
ادهم: حبيت حد قبل نهله؟
حازم: اه كان فى تجربه فى حياتى و نهله عارفه دا.
فارس: ايه يا عم انت عاوز توقعلنا بين جوز الكناريا و لا ايه؟
حازم: و الله لو حضرتك سكتت شويه كل حاجه هتبقى تمام.
فارس: هههههههه ماشى يا كبير انا الحق عليا.
و سأل فارس ندى بعد ذلك.
فارس: ندوش قوليلى حبيتى قبل كدا؟ و لو اه فحبيتى اد ايه؟
ندى: محبتش غير مره واحده.
رفعت عينيها و نظرت لأدهم لتجده يبتسم لها.
نغم وجهت سؤالها لفارس.
نغم: هل فى واحده فى حياتك انت حاسس انها معجبه بيك و انت بتحاول تتجاهلها؟
فارس: لا طبعا.. يا ريت.
ضحك الجميع على تعليقه.
و سألت نهله أدهم: انت فى حالة حب دلوقتى؟
ادهم: احلى حالة حب فى الدنيا.
نظرت نهله لندى و غمزت لها.
ندى: هو انتم هتقضوا اللعبه كلها اسئله فى الحب.
حازم: طبيعى لأن الباقى كله احنا عارفينه عن بعض.. بس انا مضطر استأذن منكم عشان عاوز اتكلم مع نهله فى موضوع.
فارس: خد راحتك يا زومه.
حازم: اتنيل.
و اخذ نهله و خرجا إلى الحديقه.
نغم: كدا اللعبه هتبقى غلسه عشان عددنا قل, تعالوا نطلع نلعب بلاى ستيشن.
ندى: لا انا مليش نفس العب.
نغم: طيب و انت يا فارس.
فارس: طالما بلاى ستيشين فأنا دايس معاكى طبعا.
نغم: و انت يا ادهم؟
ادهم: لا انا عايز اورى لندى حاجات كاتبها عشان هتقابلنى بكتاب تعرفهم.
فارس: طيب يالا يا برنسيس واضح اننا هنقضى السهره سوا.
و صعدا لغرفة فارس للعب البلاى ستيشين.
بقيت ندى مع ادهم و هما سعيدان ان القدر هيئ لهما الفرصه للجلوس سويا بمفردهما لبعض الوقت.
جلسا على الكنبه و بينهما مسافة مناسبه.
ادهم: وحشتينى و نفسى اقوم اخدك فى حضنى دلوقتى.
ندى: انت كمان وحشتنى بس من غير جنان.
ادهم: هههههههههه متخافيش. بجد شكلك النهارده يجنن. كل دا عشانى؟
ندى: امال هيكون عشان مين.. لما شوفت رسالتك الصبح اتبسطت اوى و حسيت انى عاوزه اخلى كل حاجه حلوه و اغير فى شكلى و ابقى احلى.
ادهم: انتى زى القمر على طول.. بس خفى عليا شويه عشان انا خلاص بجد مش قادر استحمل.
ابتسمت ندى بخجل.
ندى: ايه رأيك بكره نروح دار نشر لينا معارف فيها. هنعرض عليهم عمل من اعمالك و نشوف رأيهم ايه.
ادهم: طبعا لو انتى بكره يناسبك.
ندى: اه بكره ان شاء الله عدى عليا الساعه 5 و نروح سوا.
ادهم: طيب ما تخليها قبل كدا.
ندى: ليه؟
ادهم: عاوز اعزمك على الغداء.
ندى: اوكى بس متتعودش على كدا عشان مش عاوزه اتصرف بطريقه تضايق حازم و فارس.
ادهم: حد منهم كلمك فى حاجه؟
ندى: لا بس انا مبحبش اوصل نفسى لأن حد يكلمنى او يعاتبنى على تصرفاتى.
ادهم: و انا بخاف عليكى فوق ما تتخيلى و ميرضينيش دا.. بس انا ببقى عاوز اقعد معاكى لوحدنا و نتكلم براحتنا.
ندى: انا فاهمه بس خلى دا يكون فى الشغل عشان متحطش فى موقف محرج.
ادهم: امرك يا روحى.
ندى: انت ازاى عرفت تيجى النهارده دا انت مسافر الصبح؟
ادهم: مكنتش اقدر ابعد عنك اكتر من كدا.. سافرنا بعد الفجر على طول و حجزت فى اتوبيس الظهر اللى راجع على القاهره.
ندى: اكيد مجهد اوى دلوقتى.
ادهم: لا خالص انا مبسوط انى معاكى.. فى حد يشوف ندوش و يحس بتعب.
ابتسمت بخجل.
ادهم: بحبك و الكسوف دا هيجننى و هيخلينى اتهور.
ندى ( مبتسمه ) : انا كمان بحبك بس بلاش تتهور.
ادهم: ههههههههههههه حاضر يا جميل.
ندى: فين الحاجات اللى كنت عاوز توريهالى.
ادهم: انتى صدقتى بجد.. انا بس كنت بحاول الاقى حجه عشان اعرف اقعد معاكى.
قرب يده ليلمس يدها و لكن حازم و نهله دخلوا فى هذه اللحظه فسحبت ندى يدها بسرعه بعيدا عنه.
وقف ادهم عندما رأهما.
ادهم: انا هستأذن بقى يا جماعه.
نهله: ليه ما انت قاعد معانا.
حازم: خليك شويه مستعجل ليه؟
ادهم: لا معلش يا دوب اروح, و بعدين خلاص جه ميعاد نوم نهله انا عارف.
نهله: ههههههههه لا يا سيدى ممكن اسهر علشانك شويه.
ادهم: هههههههه دا ايه الرضا دا. ربنا يخليكى انا يا دوب امشى.
و سلم على الجميع و ذهب و صعدت ندى لغرفتها مباشرة.
نهله: زى ما قال ادهم انا ميعاد نومى جه خلاص و لازم اطلع انام.
حازم: طيب يالا.
نهله: يالا ايه؟
حازم: هوصلك لأوضتك.
نهله: لا متخفش انا اعرف اوصل لوحدى و مش هتوه.
حازم: لو عندتى هشيلك و اطلع بيكى لفوق.
نهله: لا مش هتعملها.
فهم بأن يحملها.
نهله: خلاص خلاص بلاش فضايح.. تعالى وصلنى.
ضحك و حوطها بذراعه من وسطها و صعد معها إلى باب غرفتها.
نهله: شكرا على التوصيله .. تصبح على خير.
حازم: تصبح على خير ايه.. لسه التوصيله مكملتش.
نهله: ازاى بقى؟
حازم: لازم اوصلك لسريرك.
نهله: لا كدا حلو اوى.
حازم: متعنديش.
فتح الباب و دخلا غرفتها و هم بأن يغلق الباب فأوقفته.
نهله: سيب الباب مفتوح.
حازم: ليه انتى خايفه منى؟
نهله: لا بس قولتلك قبل كدا مش عاوزه حد يفكر بشكل غلط.
حازم ( متنهدا بنفاذ صبر ): طيب حاضر.. يالا ادخلى السرير.
نهله: طيب انا مش هنام كدا لازم اغير هدومى.
حازم: غيريها.
نهله: لما تمشى.
حازم: لا هستناكى ادخلى الحمام غيرى هدومك و بعدين تعالى.
دخلت الحمام بدلت ملابسها و عادت ترتدى بيجامه ساتان بيضاء عليها قلوب حمراء, كانت جميلة جدا و رقيقة بها و خاصة مع شعرها المنسدل على ظهرها.
حازم: اااااااااه يا قلبى.
نهله: مالك؟
حازم: كدا كتير عليا.. انا بشر و ليا طاقة احتمال.
نهله: محدش قالك تدخل الاوضه.
حازم: طيب يالا ادخل السرير عشان اغطيكى.
نهله ( مبتسمه ): كدا هتعود على الدلع.
حازم : انتى لسه مشوفتيش دلع بجد.
دخلت فراشها و غطاها حازم ثم اقترب منها و قبلها بحب هامسا لها: تصبحى على خير.
نهله ( بخجل و هى تدارى عيونها منه ): و انت من اهله.