الفصل الثانى و الثلاثون:
وصلا نهله و حازم إلى الجناح الذى حجزه لهما فارس, و انبهرا بذوقه و جماله.
نهله: واو بجد فارس ذوقه تحفه.
حازم: اه فارس شاطر فى الحاجات دى اوى.. بس احنا هنقضيها فرجه على الاوضه.
نهله ( مبتسمه ): ايوا عاوزه اتفرج عليها كويس مش هقعد فيها يومين و لازم اتعود عليها.
حازم: اه يا حبيبتى يومين مش سنتين يعنى مش لازم تتعودى عليها هى المهم تتعودى عليا انا.
ضحكت نهله على تعليقه قائله: طيب تعالى نشوف البلكونه.
جذبها حازم اليه و نظر لها بعتاب قائلا: هنبقى نتفرج عليها بعدين بدل ما تبردى.
نهله: ابرد ليه الجو حلو.. تعالى بس.
حازم: نهله بطلى الحركات دى.
نهله: حركات ايه بس مش فاهمه.
حازم: يعنى دا مش وقت فرجه على الاوضه و البلكونه.
نهله: عاوزه اتفرج.
حازم: ما انا هفرجك بس على الشنطه بتاعتنا عشان نغير هدومنا.
نهله (متصنعه عدم الفهم): اه صحيح خلينا نتفرج هما حاطينلنا ايه فى الشنطه.
فتحا الشنطه ففوجئا بأن معظمها ملابس للنوم لهما معا.
نهله ( بصدمه ): ايه الحاجات دى كلها امال فين لبس الخروج.
حازم: ما هما حاطين اهه لكل واحد فينا طقمين خروج كفايه هو احنا هنروح فين يعنى.
نهله: ليه هو احنا مش هنتفسح.
حازم: هما يومين هنقضيهم فى الفسح يعنى !
نهله: اه انت هتحبسنى من اولها.
حازم: يا ربى ايه حظى دا.. فى عريس بيقعد يتخانق يوم فرحه.. هى مامتك مفهمتكيش الليله دى بيحصل فيها ايه؟
نهله: ايه اللى دخل ماما فى حوارنا دلوقتى؟
حازم: نهله يا حبيبتى ربنا يهديكى قومى البسيلك قميص نوم من اللى فى الشنطه دول دلوقتى.
نهله: لا انا متعوده انام و انا لابسه بيجامه.
كانت نهله تشعر بخجل كبير فتعمدت ان تتصنع عدم الفهم و تحاول الا تجعله يتصرف بطريقه تثير خجلها.
شعر حازم بالغضب من تصرفاتها فلم يرد عليها و جلس صامتا.
نهله: انت زعلت منى؟
حازم: و هزعل منك ليه يعنى؟
نهله: مش عارفه بس شكلك زعلان.. فى حد يزعل من عروسته فى ليلة فرحهم.
حازم: و فى عروسه تعمل كدا فى ليلة فرحها.
نهله: انا معملتلكش حاجه انت اللى عصبى.
حازم: انا مش عصبى و لا حاجه بس اتفضلى البسى قميص نوم من اللى فى الشنطه بدل ما انقى انا واحد بمزاجى و اقوم البسهولك بنفسى.
كان حازم يتكلم بنبره جديه مما جعلها تشعر بأنه لا يمزح فأختارت قميص نوم طويل و روب و توجهت إلى الحمام لتغير ملابسها بدون اعتراض.
ضحك حازم لتصرفها فقد نجحت خطته فى ان يثنيها عن تصرفاتها التى تحاول بها اثناءه عما ينوى فعله.
خرجت ترتدى قميص النوم الابيض الطويل و الروب, كانت قمه فى الرقه و الانوثه مما حرك مشاعره بقوه فاقترب منها و نظراته تلتهمها واضعا يديه حول ذراعيها, حاولت ابعاد نفسها عنه بدلع.
نهله: ابعد يا حازم انا زعلانه منك.
حازم ( و هو ينظر لها بشغف ): ليه بس يا روحى و انا عملتلك ايه؟
نهله: كلمتنى بعصبيه.
حازم: و انا اقدر برضه.
نهله: اه قدرت.
حازم: خلاص هصالحك.
و اقترب منها و قبلها برقه على خدها ثم بدأ ينزل لرقبتها و يقربها اليه اكثر ليحكم ذراعيه حولها. حاولت نهله الابتعاد لشعورها الكبير بالخجل و لكنه لم يسمح لها, فخطرت لها فكرة.
نهله ( هامسه ): حازم انا جعانه.
حازم: احنا لسه واكلين فى الفرح قبل ما نيجى.
نهله: لا انا مكلتش كويس و جعت, لو سمحت خليهم يطلعولنا عشاء.
حازم: نهله انتى بتستهبلى و انتى عارفه كدا كويس.
نهله: لا انا جعانه فعلا لانى طول اليوم مكلتش حاجه خالص و فى الفرح مكلتش كتير.
قبلها حازم على جبهتها برقه و ابتسم لها.
حازم ( مبتسما بحنان ): رغم انى عارف انها حجه بس حاضر لما اشوف اخرتها معاكى.
ابتسمت له نهله, فرفع سماعة الهاتف و طلب لهما العشاء ثم عاد لها. اخذها و جلسا على كنبة بالغرفه و ضمها اليه.
حازم ( و هو يستنشق رائحتها): البيرفيوم اللى انتى حاطاه يجنن.. خلينى اشمه كويس.
و بدأ يقترب منها و يقبل وجهها ثم ينزلها لرقبتها, فرفعت رأسه برقه و نظرت فى عينيه.
نهله: حازم انا مكسوفه اوى.
حازم ( مبتسما لها بحنان ): يا قلبى انتى.
ضمها اليه بقوه قائلا: حبيبتى مفيش حاجه تكسفك انا جوزك و حقى و حقك اننا نعمل كل حاجه تخلينا مبسوطين و اى تجاوب منك معايا ما يسيئلكيش ابدا بالعكس دا معناه ان انتى كمان بتحبينى.. متفكريش فى اى حاجه و سيبى نفسك تتجاوبى معايا من غير ما تحطى قيود لنفسك.
نهله: بس انا خايفه اوى و سمعت من بنات كتير حاجات خوفتنى اوى.
قبل حازم رأسها و ابتسم لها.
حازم: متخافيش من اى حاجه و كل دول بنات بيبقوا بيألفوا و خلاص و كل واحده بتفتى بحاجه.. انتى تفتكرى انى ممكن اعمل حاجه تضايقك.
نهله ( مبتسمه بإطمئنان ): لا.
فى هذا الوقت سمعوا طرقات على الباب الخارجى للجناح فأغلق حازم باب الغرفه عليها و ذهب ليفتح الباب الخارجى للشخص الذى احضر الطعام ثم عاد اليها.
حازم: حبيبتى الأكل وصل.. يالا عشان تاكلى.
نهله ( بخجل ): حازم عاوزه اقولك حاجه.
فأقترب منها و جلس إلى جوارها.
حازم: ايه يا قلب حازم؟
نهله: انا كلت جامد فى الفرح و مش قادره اكل تانى.
حازم: هههههههههههههههههه عارف يا هبله و شوفت انك كلتى كويس و واثق انك مش جعانه و انها حجه.
ابتسمت بخجل فضمها اليه بقوه.
حازم: متجوز طفله صغيره.
ضربته نهله بخفه.
حازم: اااه هههههههههههه.. بس بموت فيها.
ابتسمت له نهله برقه.
حازم: لا انا مش هقدر استحمل الابتسامه الحلوه دى.. اتحملى بقى نتيجة اللى بتعمليه فيا دى.
قبلها بقوه و شغف و تجاوبت معه فحملها إلى سريرهما ليقضيا معا ليلة ستبقى فى ذاكرتهما دائما.. ليلتهما الاولى كزوج و زوجه.
استيقظت نهله مبكرا كعادتها و لكن حازم كان لا يزال نائما.. نظرت له بحب و اخذت تتأمل ملامحه ثم غادرت الفراش و ذهبت لتأخذ حماما ساخنا.
خرجت و كان لايزال نائما فوقفت تشاهد منظر النيل من شباك حجرتهما و سرحت معه, بعد قليل شعرت بذراعى حازم تلتفا حول خصرها من خلفها و يميل ليطبع قبلة على خدها فاراحت رأسها على كتفه.
حازم: صباح الورد يا قلبى.
نهله: صباح الخير يا حبيبى.
حازم: انتى صحيتى من بدرى؟
نهله: من نص ساعه تقريبا.
حازم: طيب و مصحتينيش ليه؟
نهله: عشان اسيبك ترتاح.
حازم: انا راحتى انى ابقى معاكى.
التصقت به اكثر و ظهرها ما زال له و تنظر للنيل.
نهله: ربنا ميحرمنيش منك.
حازم: و لا يحرمنى منك يا عمرى.. ايه يا روحى بتفضفضى للنيل برضه؟
نهله: اها.
حازم: بتقوليله ايه؟
نهله ( بدلع ): دا سر.
ادارها اليه ليصبحا متواجهين و عيونهما تنظران لبعض.
حازم: سر على حبيبك؟
نهله: كنت بحكيله عنك.
حازم: و قولتيله ايه؟
نهله: قولتله انك احن انسان عليا فى الدنيا و ان امبارح كان احلى يوم فى عمرى.
كان تلميحها لليلتهما امس كفيلا بأن يثير مشاعر كثيره داخل حازم فنظر لها برغبة كبيره و قبلها بشغف قائلا: طيب ما تيجى نعيد ليلة امبارح.
نهله ( بدلع ): تؤ.
حازم: كمان تؤ.. لا كدا كتير على اعصابى.
ضحكت نهله بدلع.
حازم: لا كدا متلوميش بقى غير نفسك.
و استمتعا بأوقات عشق جميله معا.
توجهوا ندى و نغم و فارس لمتابعة العمل فى فترة غياب نهله و حازم.
دخل ادهم مكتب ندى و كانت تتحدث على الهاتف.
ندى: خلاص اتفقنا يبقى هشوفك بكره ان شاء الله.. باى.
ادهم ( بعصبيه ): دا مين دا بقى اللى هتشوفيه بكره ان شاء الله.
ندى: مالك يا ادهم انت عاوز تتخانق و خلاص و لا ايه؟
ادهم: لا بس عاوز افهم.
ندى: دا صديق قديم ليا.
ادهم: يا سلام.. و انا بقى ايه كيس جوافه؟
ندى: ايه يا ادهم الطريقه دى.. انا هشوفه فى النادى لأنه رجع من السفر بقاله اكتر من شهر و مشفتهوش و هشوفه مع اصحابى كلهم هنبقى بنات و شباب هنتقابل فى النادى.
ادهم: و لما انتم كتير اشمعنى هو اللى بيكلمك.
ندى: لأن انا الوحيده اللى مشوفتهوش من ساعة ما رجع لأنى كنت مشغوله.
ادهم: هو متجوز او خاطب او مرتبط؟
ندى: مش متجوز و لا خاطب بس معرفش اذا كان مرتبط ببنت و لا لا.
سكت ادهم و بدا عليه الغضب.
ادهم: طيب انا هاجى معاكى.
ندى: عاوز تيجى تعالى بس هعرفك عليهم على انك زميلى فى الشغل مش اكتر.
ادهم ( بعصبيه ): و دا ليه؟
ندى: عشان مبقاش محرجه منهم.. و بعدين دا يضايقك فى ايه.
ادهم: لا طبعا يضايقنى لأنه ممكن يدى فرصه لاى حد انه يفكر فيكى كأكتر من صديقه.
ندى: حتى لو دا حصل ايه المشكله ما هو انا اكيد مش هتجاوب مع الشخص اللى يفكر كدا.
ادهم: كدا مش هينفع لما حازم يخلص اجازته انا ليا كلام تانى معاه.
ندى: و حازم ماله بقى.. هتشتكيله منى و تخليه يعرف اننا بنحب بعض.
ادهم: لا هخطبك منه عشان كل حاجه تبقى رسمى و الكل يعرف و احنا الاتنين نرتاح.
صدمت ندى من كلامه و فرحت كثيرا فلم تتوقع ان تكون نهاية هذا الخلاف اسعد خبر ممكن ان تسمعه.
ادهم: ساكته ليه.. كلامى فى حاجه غلط؟
ندى ( مبتسمه ): بالعكس.
ادهم: يعنى موافقه انى اكلمه و اطلب ايدك منه.
ندى ( بفرح ): اكيد.
ادهم ( و قد بدأ يهدأ ): بس برضه هاجى معاكى بكره.
ندى: تنور.
ابتسم لها ادهم برضا, قائلا: اهى رقتك دى بتنسينى كل حاجه.
و بالفعل ذهب ادهم مع ندى للنادى فى اليوم التالى و تعرف على اصدقائها و احبهم و احبوه و وجد ترحاب كبير منهم تجاهه و عرف انهم زملاء و زميلات ندى من ايام الدراسه و ان جميعهم كالأخوه.
مر اليومان على نهله و حازم بسعاده كبيره و كأنهما حلما جميلا لم يريدا الاستيقاظ منه ثم عادا إلى الفيلا فى المساء ليجدا الجميع فى انتظارهما.
ضما ندى و نغم نهله بفرحه كبيره.
ندى: وحشتينا اوى.
نهله: انتوا كمان وحشتونى اوى.
نغم: اتبسطتى؟
نهله ( نظرت لحازم و ابتسمت ): اوى.
فارس: يا سلام يا كبير واضح انك رفعت راسى.. بصراحه يعنى بعد ” انتظرها ” و الكلام الجامد دا كان لازم تبدع.
نظر له حازم بغيظ قائلا: هو انت مفيش امل تبقى محترم خالص.
فارس: انا قولت ايه يعنى؟
حازم: لا يا حبيبى و لا حاجه.. ربنا ما يحرمك من الهبل.
ضحك الجميع على الاخوين.
فارس: نهوله وشك زى القمر و منور هو الجواز بيحلى اوى كدا.
خجلت نهله و لم تعرف بماذا ترد عليه.
حازم: يا ابنى الكلام دا عيب فى حقك سيبه للبنات.. بس البنات طلعوا اعقل منك.
نغم: قصدك ايه يعنى اننا تافهين و مجانين؟
فارس: استلم بقى اهى البرنسيس هتكلمك عن مكانة المرأه فى المجتمع.
نغم: حتى انت كمان يا فارس؟
فارس: لا يا برنسيس بس اصل انا واخد لقب التافه و المجنون دا من زمان فبقيت بعتبره مدح يعنى مش حاجه وحشه.
ندى: طيب بطلوا نقير فى بعض و تعالوا ندخل نقعد انتوا هتفضلوا موقفينهم كدا على الباب.
جلس الجميع فى الصاله.
حازم: انا مش حابب انكد عليكم بس طبعا انتم عارفين ان ماما جايه بكره.
ندى: و ليه بتقول نكد مفيش نكد و لا حاجه تنور و احنا هنعرف نتعامل معاها.
نهله: و انا رأيى من رأى ندى.. اكيد هنقدر نتأقلم معاها.
حازم: ما هو انا مقصدكوش انتى و ندى.. انتوا الاتنين هتحاولوا تتأقلموا معاها رغم ان الموضوع مش هيبقى سهل زى ما انتوا متخيلين.. بس انا بتكلم عن الاتنين الحلوين بتوعنا.
نغم: انا و فارس.
حازم: هو فى غيركم!
فارس: انا عن نفسى مليش اى تعامل معاها خالص بس لو عملت اى تصرف ملوش لازمه و لا ضايقت اى حد من البنات انا مش هسكتلها.
حازم: ايوا افرد نفسك و اعملى فيها حامى الحمى.
ضحك الجميع على تعليقه.
فارس: انا مش بهزر و بتكلم جد.
نغم: و انا صريحه و مبعرفش اجامل و انتوا عارفين فهحاول اتجنبها على اد ما اقدر.
حازم: مش قولتلكم ان الاتنين دول هما اللى قالقينى.