الفصل الثامن و الثلاثون ( والاخير ):
انشغلا فارس و نهله بالتحضيرات للمعرض خلال الاسبوعين و انشغلت نغم و ندى بالتحضيرات للخطوبه.. بقى موضوع المعرض مفاجأة لم يخبرا احدا بها.
انهوا الصور و الرسم و اختاروا ما قررا عرضه و بدءا تجهيز المعرض الذى استأجراه.
اما ادهم فقد وافق احد الناشرين على نشر احدى رواياته و انشغل فى هذا الامر بالأضافه إلى عمله.
بعد اسبوعين كانت حفلة الخطوبة الرائعه و التى كانت فيها نغم و ندى احلى عرائس و اعجب الجميع بهما و بالحفله و سعد الجميع بهما و خصوصا ان هذا قرب بينهم اكثر و اكثر.
بعد اسبوع من الخطبه كان افتتاح المعرض. قضيا نهله و فارس اليوم كاملا فى التحضيرات و بعثوا بكروت دعوه لكل معارفهم بما فيهم اهل بيتهم و كانت مفاجأه تشوق الجميع لها.
حضر الجميع فى المساء لمكان المعرض و استقبلهما نهله و فارس, تفاجأ الجميع بالفكره المبتكره فكان كل منظر يصوره فارس بعدسته بأسلوبه الخاص و ترسمه نهله برؤيتها الخاصه.. اعجب به كل من حضره من نقاد و صحفين لدرجة انهم طلبوا منهما عمل لقاءات صحفيه و ندوات معهما. كان يوما ناجحا جدا.
بعد عودتهم للمنزل جلسوا جميعا يتحدثون سويا.
حازم: بجد متخيلتش ان المفاجأه اللى بتحضرولها تبقى بالحجم دا.
نغم: المعرض فعلا رائع.
ندى: مفاجأه تجنن بجد.
فارس: و لسه فى مفاجأة تانيه بس لنهله.
نهله: ايه هى دى؟
فارس: خليكوا هنا ثوانى.
صعد مسرعا إلى غرفته ثم عاد و معه اللابتوب الخاص به. جلس و هو يشغل جهازه.
فارس: طبعا فاكره لما كنت بصورك فيديو من اول ما ابتديتى تشتغلى فى الجنينه و لحد ما وصلت للشكل الرائع اللى بهرنا كلنا و بيبهر اى حد يزورنا.
نهله: ايوا.
فارس: و كنتى بتسألينى دايما ليه مهتم اعمل كدا.
حازم: متخلصنا يا ابنى و تفهمنا فى ايه.
فارس: انا كنت بعمل لنهله حاجه زى تليفزيون الواقع كدا.
نغم: ازاى يعنى؟
فارس: كنت بصورها و كل ما اصور فيديو ارفعه عندى على الفيسبوك من اول ما كانت الجنينه ملهاش منظر لحد ما وصلت للشكل اللى هى عليه دا.. كانوا اصحابى و كل معارفى بيتابعوا فيديوهاتها على طول و كانوا منبهريين باللى هى عملته لدرجة انى لما كنت بتاخر فى انى انزل فيديو كانوا بيقعدوا يبعتولى يسألونى عن الفيديوهات و لما شافوا النتيجه انبهروا.
حازم: يعنى افهم من كدا ان حضرتك كنت بتصور مراتى و هى بتشتغل فى الارض و تحط الفيديوهات على النت لأمة لا اله الا الله كلها تتفرج عليها.
فارس: و ايه المشكله يا حازم؟
حازم: انت عبيط.. ايه هو اللى ايه المشكله؟
فارس: اولا التركيز مكنش على نهله التركيز كان على الارض و هى مظهرتش الا قليل اوى و صوتها كان هو بس اللى ظاهر لما كنت بخليها تشرح بتعمل ايه.
حازم: برضه مش مرتاح لكدا.
فارس: خلاص يا حازم الهدف من الفيديوهات دى حققناه و ممكن احذفها دلوقتى.
حازم: و ايه الهدف بقى يا عبقرى؟
فارس: الهدف ان نهله بقت مشهوره جدا فى مجالها دا و ان ناس كتير اوى من معارفى بيطلبوا منها ان هى تشرف على تنظيم و تصميم الجناين بتاعت بيوتهم و الفيلل بتاعتهم و دى حاجه هى بتحبها و ممكن اعملها سايت خاص بيها و من خلاله الناس تعرفها اكتر.
نهله ( بفرحه ): بجد؟ دى حاجه عمرى ما كنت احلم بيها.
حازم: ايوا يا جماعه فعلا دى حاجه كويسه بس ايه ضمننا ان الناس اللى تروحلهم دول يبقى موثوق فيهم و محدش يضايقها.
فارس: لأن دول هيكونوا عائلات معروفه و موثوق فيهم و هى كمان هيبقى ليها تيم هو اللى هيشتغل هى هيبقى دورها اشرافى.
نهله: حازم بجد دى فرصه تجنن.
حازم ( مبتسما لها ): و ماله نجرب بس يبقى ناس موثوق فيهم.. بس هتقدرى على الشغل دا و شغلك فى الشركه.
نهله: ايوا متخافش عليا.
بارك لها الجميع و كانت فى قمة سعادتها.
مرت الشهور التاليه بهدوء و سعاده على الجميع و لم يعكر صفو حياتهم اى شئ حتى انتهت السنه التى حددها جدهم و جاء يوم اللقاء مع الاستاذ طارق المحامى.
طارق: اهلا بيكم.. انا ملاحظ ان الاوضاع مختلفه عن لما اتقابلنا اول مره.
حازم: كتير.
طارق: بصراحه انا كنت خايف متقدروش تكملوا السنه سوا.. و خصوصا مدام نهله.
ابتسمت نهله له.
طارق: على العموم دلوقتى و بعد ما اتحقق شرط جدكم كدا كل املاكه هتتقسم عليكم بالعدل و حسب الشرع و كل واحد هياخد نصيبه و هيبقى حر فى التصرف فيه.. و اللى حابب انه يستمر فى شغله فى الشركه هو حر و اللى حابب يشتغل شغل تانى فهو برضه حر.
حازم: شكرا يا استاذ طارق احنا تعبناك اوى معانا.
طارق: مفيش تعب دا شغلى و جدكم كان صديقى بس فاضل حاجه اخيره.
حازم: خير.
طارق: فى رساله تانيه لمدام نهله من جدها.
نهله ( بإستغراب ): رساله تانيه.
طارق: ايوا.. اتفضلى.
و ناولها ظرف يحوى رساله من جدها.
غادر الجميع مكتب المحامى و عادوا إلى الفيلا حيث كان ادهم فى انتظارهم.
جلس الجميع و فتحت نهله الرساله و قرأتها بصمت فى البدايه و كانت دموعها تسقط رغما عنها, ثم قرأتها مرة اخرى بصوت عالٍ للجميع.
” حبيبتى نهله
اتمنى انك تقدرى تكملى السنه و توصلك الرساله دى منى.. انا عارف انى قصرت معاكى طول ما انا عايش.. و ضميرى أنبنى اوى قبل ما اموت و فكرت كتير ازاى اقدر اعوضك عن قسوتى معاكى و مع مامتك و باباكى و حسيت ان التعويض الوحيد هو انى اجمعك مع ولاد عمامك و عمتك و ارجعك لحضن عيلتك.. فى اول رساله منى طلبت منك تسامحينى.. يا ريت تكونى قدرتى فعلا تسامحينى و تنسى اللى فات.
بحبك
جدك”
اقترب منها حازم و ضمها إليه بحنان, قائلا: سامحتيه.
هزت رأسها بالموافقه و دموعها تتساقط.
ادهم: احنا هنقلبها حزن و لا ايه.. مش هتباركولى؟
ندى: على ايه؟
ادهم: الروايه نجحت و حققت مبيعات كبيره و قرروا ينشرولى روايه تانيه و ديوان شعر كمان.
الجميع ( بفرحه ): مبروك.
حازم: بس اكيد دا مش معناه انك تسيب شغلك فى الشركه.
ادهم: اكيد لا.. انا هبقى صاحب بيت و اسره.
ثم غمز لندى التى ابتسمت بخجل.
حازم: طيب دلوقتى و بعد ما عدت السنه و كل واحد هياخد نصيبه من ميراث جدو لازم تحددوا ناويين على ايه.
ندى: انا هفضل فى الشركه زى ما انا لأن دا شغلى من الاول.
حازم: و انتى يا نغم؟
نغم: انا مرتاحه فى الشركه و هحاول على فترات اعمل عروض ازياء خاصه بيا.
حازم: و فارس بيه؟
فارس: لا.. انا عن نفسى هخلع.. انا ما صدقت اخلص يا عم.. انا فنان ههتم بفنى اخرج و اصور و اعمل معارض و كدا يعنى.
حازم: هههههههه ماشى يا فنان.. و الفنانه التانيه؟
قال ذلك و ضمها اكثر اليه مداعبا بيده انفها.
نهله: انا كمان زى فارس.. انا مليش فى شغل الشركات.. انا هركز اكتر فى تصميم الجناين بتاعت الفيلل و البيوت و فى كمان شركات عرضت عليا انظم و اصمم الجناين فيها.. و اديك اطمنت ان الموضوع مفيش منه قلق.
حازم: تمام.. يبقى كل واحد اختار اللى يريحه.
ادهم: فاضل الجزء الاهم.
حازم: جزء ايه؟
ادهم: الجواز عشان حمضت خلاص.
ضحك الجميع عليه.
حازم: وقت ما تتفقوا نعمل الفرح.. هتعملوه سوا برضه زى الخطوبه.
ندى: اها انا و نغم متفقين على كل حاجه.
فارس: متفقين كدا من نفسكم.. افرضوا انى رجعت فى كلامى هتدبسونى و تخلونى اتجوز بالعافيه.
نغم ( بتوعد ): ليه و هو انت رجعت فى كلامك؟
فارس ( و هو يغمز لها ): و انا اقدر برضه يا برنسيس.
نغم ( مبتسمه ): بحسب.
ادهم: خلاص كمان شهر كويس؟
فارس: تمام.
حازم: يبقى مبروك.
ادهم: بس انا و ندى هناخد بيت بره.
حازم: ليه يا ادهم ما الفيلا كبيره و كلنا هنبقى مع بعض.
ادهم: معلش عشان اكون مرتاح.
حازم: و انت يا ندوش موافقه؟
ندى ( مبتسمه ): اه موافقه.
حازم: خلاص يبقى على خيرة الله.
فارس: متفقناش على شهر العسل.
حازم: انا عن نفسى محتاج اعمل شهر عسل لأن الاولانى راح عليا.
ندى: انا اتفقت مع ادهم اننا نروح ايطاليا.
حازم: و انتى يا نهوله تحبى تروحى فين؟
نهله: انا حابه اروح تركيا تانى لأن ليها ذكريات حلوه عندى.
حازم ( مداعبا اياها ): بس تسمعى الكلام المره دى مش عاوزين تعب.
ابتسمت لها فربت على ظهرها بحنان.
حازم: و المجانين ناويين على ايه؟
فارس: ها يا نغم؟
نغم: انا عاوزه فرنسا عشان نفسى اروح ديزنى لاند اللى فيها انا شوفت بتاعت امريكا بس نفسى اروح بتاعت فرنسا.
فارس: قشطه.. خلينا نلعب و نهيص بقى.. و الله انتى اللى فاهمه دامغى.
حازم: ههههههههههههه و الله انتوا الاتنين لاسعين.
النهاية