الفصل الثالث عشر:
استيقظت نهله مبكرا كعادتها او كعادة بيتسى اذا جاز القول* و بدأت و لأول مره تفتح الدولاب لتنتقى ماذا ستلبس و تفكر مرارا و تكرارا كعادة كل البنات. بعد تفكير قررت ان تلبس فستان بلا اكمام ابيض به زهور صغيره بنفسجية اللون و ترتدى فوقه برولو بكم طويل بنفس لون الوردات الموجوده بالفستان و حضرت باليرينا بيضاء اللون و شنطه بنفس اللون.
اخذت حماما و ارتدت ملابسها و مشطت شعرها الذى تركته مفرودا فقد صارت تحب شكله. وضعت العدسات اللاصقه و نظرت لنفسها فى المرأه فوجدت فتاة جميله لم تعتد ان تراها كل صباح* تمنت لو تضع القليل من الميك اب المناسب للصباح و لكنها لا تمتلك اى من مستحضرات التجميل لأنها لم تفكر يوما فى استخدامها. فتحدثت لنفسها قائله: فى ايه يا بنتى زعلانه اوى عشان هتخرجى يوم من غير ميك اب* ما انتى عمرك اصلا ما حطيتى ميك اب قبل كدا و بعدين احمدى ربنا دلوقتى شكل بنت بدل ما كنتى زى الولد قبل كدا و لا خلاص كنتى فى جره و طلعتى لبره. اصبرى يوم و لا اتنين مش هيحصل حاجه. و بكره ندى هتروح معاكى و تجيبلك ميك اب و تتعودى هتحطيه ازاى.
و قررت ان تأخذ احدى النظارات الشمسيه التى اشترتها مع فارس و هى تحضر العدسات و النظاره الطبيه. نظرت نهله إلى الساعه فكانت الثامنه. ضحكت على نفسها فهذه هى المرة الأولى التى تقضى فيها ساعه تهتم بمظهرها.
نظلت إلى ردهة الفيلا فوجدت حازم يجلس يشرب قهوه* اقتربت منه.
نهله: صباح الخير.
حازم ( مبتسما ) : صباح النور.
نظر لها فوجدها غايه فى الرقه و الجمال امامه و نظر اليها نظرة اعجاب. و استطرد قائلا: صحيتى من بدرى؟
نهله: من ساعة تقريبا. احنا هنروح البنك امتى؟
حازم: احنا قدامنا ساعه تقريبا على ما البنك يفتح. بس طالما احنا الاتنين صاحيين و جاهزين ايه رأيك نروح نفطر فى اى مكان و بعدين نروح على البنك!
نهله: مفيش مشكله بس فارس و ندى زمانهم هيقوموا عشان يفطروا دلوقتى فكنا نفطر معاهم.
حازم: ندى مصحيتش لسه و بعدين غالبا بتتأخر شويه و فارس لو محدش صحاه ممكن يفضل نايم للمغرب.
نهله: ههههههههههه مش للدرجه دى حرام عليك. امبارح صحى من بدرى.
حازم: دا بس عشان انتى صحيتيه.
نهله: طيب هنفطر فين؟
حازم: فى كوفى شوب حلو ممكن نفطر فيه.
نهله: اوكى.
غادرا الفيلا و توجها إلى الكوفى شوب. طلبا 2 كرواسون و شاى.
حازم: ايه اخبار الشغل فى الجنينه؟
نهله: كويس اوى.. زرعت الورود اللى عاوزاها و كمان الشجيرات اللى جيبناها بس طبعا هتاخد وقت طويل على ما تشوفها شجر كبير.
حازم: و فارس بيساعدك؟
نهله: اه بيحاول دايما يساعدنى.
حازم: طيب كويس.. انا شايف انك قربتى من فارس و ندى.
نهله: اه فارس و ندى طيبين أوى و بيحبونى و انا حبيتهم اوى.
شعر حازم بغصه من كلامها و لم يعرف لما ضايقه كثيرا عدم ذكر اسمه ضمن القريبين اليها* فقد حاول بكل الطرق ان يساعدها.
حازم: كويس.
اكتفى بهذا الرد و بدأ فى تناول فطوره.
كان من وقت لأخر ينظر لوجهها الذى أسره ببرائته و جماله* فرغم خلوه من أى مساحيق تجميل به جاذبيه كبيره.
حازم: فى بكره عندى مقابله مع تاجر قماش مهم فى السوق و بحاول انه يوردلنا انواع معينه من القماش. انا عارف ان المفروض شغلك فى الشركه هيبدأ بعد اسبوع بس لو تحبى تيجى معايا المقابله بكره بليل كتدريب ليكى اعتقد ان دى هتبقى حاجه مقيده ليكى.
نهله: اه طبعا يا ريت. انا دايما بحب فى الشغل الجانب العملى اكتر من الشرح النظرى و كدا هفهم الشغل اكتر.
حازم: خلاص اتفقنا.
نهله: يااااه نسيت.. انا متفقه مع ندى انى خارجه معاها.
حازم ( محدثا نفسه ) : هو انا كل ما قولها حاجه هتقولى فارس او ندى* ايه المشكله يعنى متأجل معاها.
نهله: حازم معلش بس هتكسف اعتذرلها.
حازم: دا شغل و ندى مخها كبير و هتقدر و ممكن انا اللى اقولها لو تحبى.
نهله: لا خلاص انا هحاول اعتذرلها بس يا ريت لما نقعد النهارده بليل تفهمنى بالظبط ايه اللى عاوزين اننا نعمله بكره* ايه نوع القماشات اللى احنا عاوزينها من التاجر دا و ايه اسعارها فى السوق و جودتها. يعنى عاوزه لما اقعد معاكم ابقى فاهمه كل حاجه.
حازم ( بإعجاب ) : اكيد و كويس اهتمامك بالشغل دا.
نهله: انا بحب ابقى فاهمه انا بعمل ايه* و اكيد مش هيبقى حلو فى حقنا و لا فى حق الشركه ان لو حد وجهلى كلام مبقاش قادره ارد لأنى مش فاهمه.
حازم ( مبتسما ) : صح. خلاص بليل هعرفك كل حاجه ان شاء الله. بس دلوقتى ياللا بقى بينا نقوم عشان نروح البنك قبل ما يبقى زحمه عشان نخلص بسرعه زى ما انتى عاوزه.
نهله: أوكى.
انهيا مشوارهما فى البنك و عادا إلى الفيلا كانت الساعه الحادية عشر* كان الجميع مازال نائما* صعدت إلى غرفة فارس و طرقت الباب. فتح فارس و هو يفتح عيونه بصعوبه.
نهله: انت سهرت امبارح و لا ايه؟
فارس: يعنى مش اوى نمت بعد الفجر.
نهله: ههههههههه هو كدا مش اوى. طيب انا هروح اغير هدومى و انزل الجنينه حصلنى على تحت بس افطر الاول.
فارس: اوكى.
ذهبت إلى غرفتها و ارتدت أحد الأطقم الرياضيه التى اشترتها مع فارس لتكون مريحة لها و هى تعمل فى الأرض.
نزلت لتجد فارس قد انهى فطاره و يشرب اخر رشفه من كوب الشاى.
نهله: انا جاهزه ياللا.
فارس: ياللا.
انهيت نهله العمل فى الحديقه و فارس صور كل لحظه لها فى الحديقه كعادته ثم رجعا إلى الفيلا.
فارس: بصى بقى الساعه 1 دلوقتى يعنى انا ممكن اطلع اناملى ساعتين و انتى كمان ريحى انتى رحتى البنك و بعدين اشتغلتى فى الجنينه فأكيد تعبتى ارتاحى انتى كمان و ننزل على الغداء نتغدى معاهم و بعدين نمشى على 4 كدا نروح مشوارنا.
نهله: طيب بس قبل ما تنام خد الأدوات بتاعت الرسم بتاعتى حطها عندك فى العربيه قبل ما حد يصحى و يشوفونا و احنا خارجين بالحاجه و يقولوا علينا هبل.
فارس: ههههههه طيب هاتيهم و احنا هنخلى حاجتك على طول فى العربيه عشان ميغلسوش عليكى* اما انا فهما واخدين على ان الكاميرا معايا.
نزلت نهله لتناول الغداء كما اتفقت مع فارس لتجد الجميع على طاولة الغذاء عدا ندى.
نهله: هى ندى مش موجوده.
نغم: لسه مصحيتش.
نهله: لحد دلوقتى* لتكون تعبانه و لا حاجه لا قدر الله.
فارس: لا متخافيش انا لحد ما نمت كانت لسه سهرانه. معرفش ايه اللى سهرها كل دا بس نور أوضتها كان منور.
حازم: اقعدى كلى و هى وقت ما هتصحى هتنزل على طول.
اثناء تناولهم للغداء نزلت ندى و كان يبدو عليها الارهاق. جلست بجوار نهله.
نهله: ايه يا بنتى* فارس بيقولى لحد ما نام كنتى سهرانه. ايه اللى سهرك جامد كدا* صاحيه شكلك تعبان.
ندى ( همست لنهله ): كله من ابن خالتك.
نهله ( باستغراب ): ادهم؟
ندى: ايوا سهرت اقرأ روايته.
نهله: ههههههههههههههه تستاهلى. فى حد يسمع كلام ادهم.
ندى: اشمعنى يعنى؟
نهله: اصله هياكل دماغك بشعره و رواياته.
ندى: يا ريت دا اسلوبه فى الكتابه يجنن.
نهله: هههههههههههههه خلاص استحملى بقى.
حازم: ما تضحكونا معاكم بتضحكوا على ايه؟
ندى: لا يا حزوم مفيش دى نهله بتتريق عليا عشان صاحيه متأخر انت عارف بقى هى نشيطه ازاى.
حازم: ما هو دا الصح معرفش بتعرفوا تناموا للعصر ازاى.
فارس ( يقلد كبار السن ) : شباب طايش عاوز تربيه.
ضحك الجميع عليه.
حازم: نهله.. قولتى لندى ان بكره هتحضرى معايا عشاء العمل مع تاجر القماش؟
نهله: هو انا لحقت اقول حاجه.
ندى: طيب و ايه المشكله ليه تقولى.
حازم: اصلها مكسوفه تقولك عشان كدا هتضطر تأجل مشوارها معاكى.
ندى: و ايه المشكله فى كدا.. و لا يهمك حبيبتى لو تحبى ممكن انا اروح اجيبلك الحاجه مش لازم تكونى معايا.
نغم: حاجه ايه اللى عاوزين تجيبوها.
ندى: نهله عاوزه تجيب ميك اب.
نغم: هههههههههههه و هتحطى ميك اب كمان* دا ايه التطور دا كله!
نهله: و انتى مالك؟
فارس: ههههههههههههههههههههههه بجد جامده ههههههههههههههههههه. يعنى بصراحه توقعت تكبسيها بأى طريقه غير دى* يعنى قولت ممكن تقوليلها و محطش ليه مثلا او تعملى نفسك مسمعتيهاش لكن رديتى بمختصر الكلام. فعلا خير الكلام ما قل و دل.
لم يستطع حازم التحكم فى رد فعله كالعاده و لكن انفجر فى الضحك مع اخيه ثم تبعتهما ندى.
قامت نغم منفعله و لم تكمل طعامها.
ندى احست بالذنب للمشاركه فى الضحك.
ندى: فارس زودتها يعنى كان كفايه رد نهله عليها وقفها عند حدها مكنش المفروض نتدخل بينهم.
فارس: احسن عشان تتعلم متتدخلش فى اللى ملهاش فيه.
نهله: نفسى اعرف بتعمل معايا كدا ليه بتضطرنى اخرج عن شعورى معاها.
فارس: بتغير منك.
نهله: منى انا؟
فارس: و انتى مستقليه بنفسك ليه. انتى اذكى و احلى منها.
نهله: طيب اذكى ممكن اصدقك فيها لكن احلى ازاى بقى؟
فارس: لا طبعا انتى احلى منها. حتى اسألى ندى و حازم.
حازم: خلاص يا فارس متولعهاش بينهم و قوموا روحوا مشواركم.
اخذت نهله رد حازم على انه اعتراف بأنه يرى نغم احلى منها و رده جعلها تشعر بحزن كبير و شعرت انها مهما اهتمت بنفسها لن يروها جميله.
خرجت مع فارس حيث اخذها إلى مكان جميل على النيل ملئ بالخضره و الاشجار على النيل مباشرة و الشمس كانت تنعكس على سطح مياه النيل ثم بدأت الشمس تغرب و كأنها تنزل فى احضان مياه النيل كان ظل الشمس على مياه النيل و هى تغرب يعطى اشكال بدأت نهله تخيلها كما اوحي لها خيالها كما قام فارس بإلتقاط الكثير من الصور.
عند حلول الليل جمعا اشيائهما*
فارس: هتحتاجى تيجى اد ايه تانى؟
نهله: يعنى ممكن مرتين كمان. انا رسمت جزء كبير و ممكن مرتين كمان اخلص الحاجات الاساسيه و الباقى ابقى اكمله فى البيت.
فارس: طيب كويس. هتعلمى ايه بكره فى السهره مع حازم؟
نهله: هعمل ايه يعنى؟
فارس: هتلبسى من لبس السواريه اللى جبناه و اكيد هتلبسى كعب عالى.
نهله: ااااااااايه؟
فارس: اه طبعا.. هههههههههههههه انتى رايحه سهره هتلبسى كوتشى يعنى و لا ايه؟
نهله: طيب اعمل ايه؟ انا مش بحب الكعب و مش بعرف امشى فيه.
فارس: مقدامكيش غير انك تلبسيه النهارده و بكره طول اليوم و انتى فى الفيلا لحد ما تتعودى عليه عشان بكره تعرفى تلبسيه. و متخافيش انتى معظم الوقت هتبقى قاعده* يعنى يا اما فى العربيه يا اما قاعده فى المطعم.
نهله: خلاص هحاول.
فارس: و هنخلى ندى تحطلك الميك اب.
نهله: اوكى.
عادا إلى المنزل و جلست نهله مع حازم ليشرح لها كل شئ له علاقة بعمل الغد. تركته سريعا لتصعد لفارس و ندى ليدرباها على لبس الاحذيه عالية الكعب.
مرت على غرفة ندى فوجدتها جالسة على اللابتوب تقرأ شئ.
نهله: بتعملى ايه؟
ندى: بقرأ روايه ادهم بعتهالى.
نهله: ييييييييييييييي على ادهم.
ندى: حرام عليكى دى روياته جميله.
نهله: طيب مش هتعلمينى انتى و فارس البس الجزمه اللى بكعب؟
ندى: دى حاجه مش محتاجه تعليم بصى روحى البسى جزمه بكعب من اللى جيبتوهم امبارح و هاتى فارس و تعالوا.
نهله: اوكى.
ذهبت إلى غرفتها و لبست احد الاحذيه عالية الكعب و ذهبت بصعوبه به إلى غرفة فارس و اخذته و ذهبا لندى.
سهر الثلاثه سويا يضحكون و يمزحون و ظلت نهله تحاول التحرك بهذا الحذاء فى ارجاء حجرة ندى و كانا فارس و ندى يساعداها و يضحكون جميعهم على المواقف التى تتعرض لها نهله و هى تحاول التحرك بالكعب العالى.