رواية الغريبة نهله وحازم الفصل الخامس عشر 15

رواية الغريبة

الفصل الخامس عشر:

عادت ندى إلى غرفتها لتتحدث مع ادهم. فتحت اللابتوب و وضعت السماعات و بدأت الحديث معه.

ندى: معلش يا ادهم اتاخرت عليك.

ادهم: و لا يهمك.. استناكى.

ابتسمت ندى و ارسلت له على الماسنجر وجه مبتسم.

ندى: قريت الشعر اللى بعتهولى* اسلوبك رائع و احساسك بيوصل للقلب. مشاعرك الصادقه بتوصل للقارئ فبيحس انك بتكتب عنه.

ادهم: محدش قالى الكلام دا غيرك قبل كدا.

ندى: يبقى مبيفهموش.

ادهم: ههههههههههههههههه لا هما مش كلهم قمر زيك و حساسين زيك.

ندى: انا بتكلم جد.

ادهم: و انا و الله بتكلم جد.

ندى: طيب حاولت تعرض رواياتك على ناشر.

ادهم: حاولت بس للأسف الموضوع محتاج يكون ليا معارف عشان يسهلولى انى اقابل الناشر.

ندى: دى بسيطه.

ادهم: ازاى يعنى؟

ندى: انا اعرف ناس ممكن يعرفوك على ناشريين. بس اللى اهم من دا انت مسجل كتاباتك فى الشهر الxxxxى.

ادهم: لا.

ندى: بس كدا ممكن لو اى ناشر او ناقد معندوش ضمير و قراهم و عجبوه يسرقهم.

ادهم: مش للدرجه دى يعنى.

ندى: للدرجه دى و نص كمان متستقلش بنفسك.

ادهم: مش شايف انى كاتب حاجه عبقريه للدرجه دى. و مش هروح اسجلهم مخصوص يعنى و اقف فى زحمه و طوابير و اصلا عمر ما حد هيعبرنى و ينشرهم.

ندى: لا اول حاجه هنعملها هنروح نسجلهم فى الشهر الxxxxى.

ادهم: طيب و ال ” ن ” بتاعت الجمع دى معناها انك بتفكرى تيجى معايا.

ندى ( بخجل ): يعنى لو دا ميضايقكش.

ادهم: يضايقنى.. ال يضايقنى ال.. دا يوم المنى.

ندى: هههههههههههههههه

ادهم: و الله ما سمعت فى حياتى احلى من الضحكه دى.

ندى ( بعتاب ) : ادهم.. انا مش واحده من اللى بيجروا وراك فى الجامعه.

ادهم: انا عمرى ما شوفتك كدا.. انتى متجريش ورا حد ابدا.. انتى اللى ينول رضاكى تبقى امه دعياله.

ندى: هههههههههههههههههه* كاتب ودى شغلتك الكلام.

ادهم: عمرى ما قولت او كتبت حاجه مش حاسسها. اسألى قلبك و شوفى هيقولك انى صادق و لا لا… ها سألتيه؟

ندى: هههههههههههههه ايوا.

ادهم: و قالك ايه؟

ندى: مردش خالص.

ادهم: طيب بعد أذنك دقيقه.

ندى ( بإستغراب ) : اتفضل.

عاد ادهم بعد حوالى 5 دقائق.

ادهم: معايا.

ندى: ايوا.

ادهم: اسف انى اتأخرت عليكى.

ندى: لا عادى مفيش مشكله.

ادهم: اصلى كتبت حاجه دلوقتى هبعتهالك و عاوزك تقريها و تقوليلى رأيك فيها.

ندى: ايوا كدا سيبك من الهزار و خلينا ندخل فى الجد.

ادهم: بالظبط هو دا الجد.

ارسل لها ادهم ملف فتحته لتجد فيه هذه الكلمات:

ظهرت لى فجأة 

كنجمة فى السماء ظهرت بغتة

انارت ليلى الطويل المظلم 

امحت كل عذابى المؤلم

اسرت قلبى و احلامى

بكلمات كتبتها فى لقاء الكترونى

هل يعقل ان اقع فى الحب فى يومين

هل تصدق انى عشقتها من حديث يومين

قابلتها فى عصر السرعه

فلم على قلبى ان ينتظر مدة

اجبنى يا قلبى هل وجدت لك قلب حبيب

و هل وجدت لى الرفيق القريب

هى تفهمنى كما لم يفهمنى احد

تساعدنى كما لم يساعدنى احد

عشقتها بيومين

نعم عشقتها

فهل ستقبل عشقى

سأضع قلبى بين يديها 

و لها القرار

اما تقبله او ترفضه

و تتركه كطفل شرد و ضل الطريق

ارؤفى بحالى يا جميلتى

و سلمى لى قلبك و خذى قلبى بين اضلاعك

اوعدكى ان ارعى قلبك و الا افرط فى حبك

لا تخافى من عجلتى

فلا اريد ان تمضى لحظة دون ان اقول احبك

فتكون كسنوات ضاعت من عمرنا.

قرأت ندى كلماته و دمعت عيونها من الفرحه* فهو يشعر بما تشعر به ففى يومين شعرت انها وجدت رفيق روحها من يفهمها و يشعر بها و لكن هل تسلمه مشاعرها بهذه السهوله* هل تعترف انها تبادله المشاعر* فهى فتاة عاقله لم تنجرف يوما وراء مشاعرها بهذه السرعه الجنونيه* تخاف ان يكون ما بينهما وهم و قرار متسرع ينتهى سريعا كما بدأ سريعا.

قطع عليها افكارها صوت ادهم.

ادهم: كل دا بتقرى.

ندى: لا خلصت.

ادهم: و ساكته ليه؟

ندى: مش عارفه اقول ايه.

ادهم: كلامى ضايقك.

ندى: لا بس معرفش خوفت ليه.

ادهم: احساسك مختلف عن احساسى.

ندى: السرعه هى اللى مخوفانى.

ادهم: ليه؟

ندى: الحاجه اللى بتبتدى بسرعه بتنتهى بنفس السرعه.

ادهم: فى ايدنا نخليها تستمر.

ندى: مش عارفه.. ايه اللى مخليك واثق؟

ادهم: لأنى اول مره احس باللى انا حاسه معاكى.

ندى: بس ملحقناش.

ادهم: المشاعر ملهاش كتالوج لازم تمشى عليه و القلب ملوش قوانين تحكمه.

ندى: خايفه و محتاجه افكر.

ادهم: و انا مش مستعجلك خدى وقتك.

ندى: خلينا نشوف الايام مخبيالنا ايه.

ادهم: كل خير ان شاء الله* بس انتى افتحى الطريق لقلبك.

ندى: ان شاء الله.

ظلا يتحدثا طوال الليل حتى طلع النهار. كانت الساعه السابعه و النصف عندما مرت نهله بجوار غرفة ندى و سمعت صوتها تتحدث. طرقت الباب فسمحت لها ندى بالدخول.

نهله: يا نهار ابيض انتى كل دا لسه بتتكلمى مع ادهم و منمتيش.

ندى: خدنا الكلام شويه.

نهله: شوية ايه دا انتوا بقالكم اكتر من 8 ساعات. شيلى السماعه دى خلى البيه يسمعنى و شغليلى الكاميرا.

نفذت ندى طلب نهله.

نهله: انت يا بيه.

ادهم: يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم.

نهله: افتح الكام خلينى اشوف وشك.

فتح ادهم الكاميرا* و نظر لندى و ابتسم كأنه لم يرى نهله.

ادهم: عاوزه ايه يا هادمة اللذات و مفرقة الجماعات.

نهله: قاعد ترغيلى طول الليل و منمتش.

ادهم: و انتى مالك هو انتى كنتى مسئوله عنى؟

نهله: لا يا ظريف بس انت مسئول عن الارض بتاعتى. و بعدين مش حرام عليك مسهر البنت طول الليل جنبك انت و قصصك.

ادهم: بالنسبه لأرضك فانا اصلا مليش دعوه بيها انا مهندس و فناااااااااااااان افهميها بقى و بعدين عم محمد متولى كل حاجه و انا بس براجع الحسابات اخر الليل. و بالنسبه للبنت فهى مبسوطه اطلعى منها انتى يا رخمه.

نهله : انا رخمه يا ادهم؟

ادهم: ايوا و زودتيها و اطلعى من دماغى.

نهله ( موجهة كلامها لندى ): و انتى مبسوطه.

نظرت ندى لأدهم و ابتسمت بخجل.

نهله: لا كدا يبقى اطلع منها فعلا.. شكرا يا استاذ ادهم.. انا اتسندت على حيطه مايله.

ادهم: العفو.. شوفيلك بقى حيطه معدوله عشان انا زهقت منك و من الارض بتاعتك.

نهله: ماشى يا ادهم.

شعر ان نهله تضايقت فعلا و اصبح الموضوع جد.

ادهم: نهول متزعليش انتى عارفه انى مليش فى موضوع الارض دا و اتخنقت انتى ادرى واحده بظروفى.. انا ميرضينيش زعلك بس و الله ارضك فى ايد امينه و انا بتابع معاهم على طول.. و انتى عارفه ان عم محمد احسن منى ميت مره.. و حياتى عندك متزعليش.

نهله: انا مش زعلانه عشان الارض.. بس انت شايف بتكلمنى ازاى.. احنا مش مع بعض دلوقتى عشان نقضيها غلاسه على بعض و انت عارف انك اخويا و مليش غيرك.

ندى: يا سلام يعنى عشان تحسسيه بالذنب تبيعينا احنا.

نهله: ههههههههههههههههه لا بس بتدلع عليه شويه. اصله حساس حبتين و لما بيزعل حد ضميره بيأنبه.. عارفه هو رغم انه بيغلس عليا على طول و بيناقر فيا بس مفيش لا اطيب و لا اصدق من قلبه.

ادهم ( و هو ينظر لندى) : سامعه.

خجلت ندى و احمر وجهها. فضحكت نهله و غمزت لأدهم. فهى تشعر بما يدور بين ندى و أدهم.

نهله: طيب ياللا انا هسيبكم دلوقتى عشان فارس زمانه مستنينى عشان نشتغل فى الجنينه* و انتوا كفايه رغى و ادخلوا ناموا.

تركتهم نهله و خرجت من الغرفه.

ادهم: احسن حاجه عملتها نهله انها خلتك تشغلى الكام.

ضحكت ندى بخجل: طيب مش كفايه كلام بقى و ننام عشان سهرنا اوى.

ادهم: امرك يا قمر.

ندى: تصبح على خير.

ادهم: و انتى بخير و سعاده.

مر اليومان التاليان على نفس الوتيره كانت نهله تعمل فى الحديقه صباحا ثم تذهب مع فارس للرسم و التصوير ثم تعود لتدرس بعض الاعمال مع حازم. و كانا ادهم و ندى يواصلا حديثهما على الماسنجر ليلا و حتى شروق الشمس يوميا. و كل يوم تتوطد علاقتهما عن اليوم الذى يسبقه.

فى الليلة التى تسبق أول نهار عمل فى الشركه* كانت نهله تجلس مع فارس فى الحديقه.

فارس: كدا انا خلصت تصوير و اعتقد ان انتى كمان الملامح الاساسيه للوحه بقت واضحه عندك و تقدرى تكمليها من خيالك.

نهله: اه خلاص فاضلها رطوش بسيطه و بعض الالوان اللى عاوزه ادخلها بس خلاص مش محتاجه اروح هناك تانى ممكن اكمل هنا فى البيت.

فارس: طيب كويس اوى. انا كمان هبتدى بقى اشوف ايه الصور اللى هختارها و اعمل عليها التأثيرات و اجهزها.

نهله: فى مكان جديد فى بالك؟

فارس: ايوا هنبتدى نروحه من الاسبوع الجاى ان شاء الله.

نهله: ان شاء الله.

فارس: انا هطلع اوضتى بقى اشتغل فى الصور و اقعد على الفيسبوك شويه. انتى مش طالعه؟

نهله: لا اطلع انت انا هقعد هنا شويه.

جلست نهله وحيدة تفكر فيما حدث معها خلال هذا الاسبوع و كيف تغيرت فى هذه الايام القليله و تقبلت هذا المكان الجديد و عائلة لم تعرفها من قبل.

بعد قليل اقترب حازم منها و جلس إلى جوارها.

حازم: قاعده لوحدك ليه؟

نهله: بفكر.

حازم: قلقانه من بكره؟

نهله: شويه.

حازم: متقلقيش من حاجه.. انتى دلوقتى فاهمه كل حاجه عن الشغل تقريبا.. و انا هبقى جنبك على طول.

ابتسمت له نهله.

حازم: بكره ان شاء الله هنمشى من هنا الساعه 8 و هتيجى معايا بعربيتى.

نهله: اوكى.

حازم: فى حاجه تانيه مضايقاكى. ليه مش بتشاركى حد فى مشاعرك.

نهله: مش انا بس انت كمان زيى.

حازم: انا بس اتعودت مشيلش حد همى و محسسهمش انى ببقى ضعيف احيانا عشان بيعتمدوا عليا دايما.

نهله: بس انا معتمدتش عليك طول حياتى* و كمان متعوده انى اشيل الهم.

حازم: عاوزانى اقولك ايه؟

نهله: اى حاجه.. يعنى ندى و فارس بيحكولى دايما عن نفسهم لكن انت لا.

حازم: اسألينى و انا اوعدك انى اجاوبك على اى حاجه تسأليها.

نهله: طيب انا بصراحه مفيش حاجه معينه فى دماغى بس خلينى اسألك على حاجه انت قولتهالى.

حازم: ايه هى؟

نهله: مين البنت اللى بتفكرك بيها اغنية كلمات؟

نظر لها حازم و عيونه كلها ألم ثم نظر للأرض. تخيلت انه لن يرد عليها و لكن بعد ثوان بدأ يتحدث.

حازم: بنت زميلتى كانت فى كورال الجامعه. كانت دايما بتغنى الاغنيه دى* مره كنت مع اصحابى و هما كانوا فى فريق المسرح بس يعرفوها و بيحبوا صوتها اوى فخدونى معاهم اسمع بروفه ليها. خدتنى بصوتها من اول ما سمعتها و هى بتغنى بإحساس خطفت قلبى. عرفونى اصحابى عليها و علاقتنا ببعض اتوطدت مع الايام و حبيتها بجنان و برومانسيه رهيبه. لما بفتكر اللى كنت بحاول اعملهولها و مفاجأتى ليها دايما بحس انى كنت اهبل. 

نهله: طيب و هى حبتك؟

حازم: كانت بتقول ان هى كمان بتحبنى.

نهله: بتقول يعنى مش حقيقى؟

حازم: اكيد لأنها فجأه اتخطبت لواحد صاحبى.

نهله: من غير اى مقدمات.

حازم: قعدت اسبوع متجيش الجامعه و لا ترد على تليفوناتى و اصحابها بيتهربوا منى بأى حجه و لما رجعت كان فى ايدها دبله و شوكولا بتوزعها و لما سألت على العريس عرفت انه واحد صاحبى.

نهله: الاتنين اندل من بعض.

نظر لها حازم و ابتسم.

نهله: لسه بتحبها؟

حازم: لا طبعا.

نهله: بس لسه بتسمع الاغنيه اللى كانت بتغنيها و لسه بتفكرك بيها.

حازم: بتفكرنى بأنى كنت اهبل و انى لازم مسلمش قلبى لأى واحده بسهوله. طيب و انتى؟

نهله: أنا ايه؟

حازم: حبيتى قبل كدا؟

نهله: هههههههه حبيت حب مراهقه فى المدرسه بس دايما كان بيبقى من طرف واحد تقدر تقول مكنش حد بيشوفنى و لا حد كان بيحس بوجودى.

حازم: عُمي و هما الخسرانين.

ابتسمت له نهله بإمتنان.

حازم: ياللا قومى نامى و ارتاحى عشان تصحى بكره مفوقه* و ان شاء الله تبقى بدايه جميله.

نهله ( مبتسمه ) : ان شاء الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top