رواية الغريبة نهله وحازم الفصل السابع 7

رواية الغريبة

الفصل السابع:

كان فارس مازال يلعب مع بيتسى و يتحدث مع نهله.

فارس: احكيلى بقى ملكيش اى مواهب؟ يعنى مبتحبيش حاجه غير الزراعه؟

نهله: برسم.

فارس ( بدهشه ) : واو.. طيب بترسمى ايه؟

نهله: بحب ارسم الطبيعه.. يعنى المناظر اللى بتستهوينى.

فارس: واضح انك مجنونه بالطبيعه.

نهله: اه تقدر تقول كدا.

فارس: طيب معاكى حاجه من رسوماتك.

نهله: اه.. ثوانى اجيبلك اللوحات بتاعتى اوريهالك.

و ذهبت لإحضارها ثم عادت إليه مع بعض اللوحات.

نظر فارس للوحات بإعجاب. 

فارس: دا انتى طلعتى فنانه جامده بجد.. شاركتى فى مسابقات او معارض؟

نهله: هههههههههه مش للدرجه دى يا عم.

فارس: لا بجد انتى موهوبه جدا و لوحاتك فيها احساس عالى و روح.

نهله: دى هوايه بعتبرها متنفس ليا مش اكتر.

فارس: حلو بس برضو لازم تستفيدى منها و الناس تشوفها و تعرف موهبتك. لو تحبى ممكن نعمل معرض انا و انتى.

نهله: و مال الاخراج بالمعارض.

فارس: يا بنتى انا دارس اخراج و تصوير, سيبك من العالم التايهه اللى تحت دول مش فاهمين حاجه و موراهمش غير كلمة الصايع بتاع الاخراج. بصى انا بصور مناظر طبيعيه و اماكن اثريه برؤيتى انا و بعملها تأثيرات, ممكن نحاول انا و انتى ناخد نفس الاماكن و كل واحد يطلعها بطريقته, يعنى نختار مكان و انا اصوره و انتى ترسميه كل واحد من وجهة نظره و نكرر دا فى اماكن كتير و نجمع كل دا فى معرض واحد.

نهله: مش عارفه بصراحه افكر.. انا كفايه عليا موضوع الشغل دلوقتى.

فارس: لما تتفرجى على الصور بتاعتى هتشوفى ان طريقتنا قريبه من بعض و ممكن نعمل سوا معرض يبهر الناس. 

نهله: خلاص ورينى صورك و نفكر سوا.

فارس: هجمعلك مجموعه كدا و افرجك عليها بكره ان شاء الله.

نهله: خلاص.. اتفقنا.

فى هذه اللحظه دخلت عليهم ندى فقد كان باب غرفة نهله مفتوح.

ندى: مساء الخير يا حلوين.

فارس: اهلا بست الكل العاقله الكامله.. اهى دى بقى الرايقه بتاعتنا.

ندى: يا حظك الرائع يا ندى وقعتى تحت ايد من لا يرحم.

كانت نهله تضحك عليهما و على طريقة حوارهما.

فارس: اصل انا و ندى تقدرى تقولى خلف خلاف.

نهله: ازاى يعنى.

فارس: هى الرزانه و العقل و الهدوء و انا الجنان.

ندى: طيب يالا يا خفيف ورينا تيكت القميص بتاعك عشان عاوزين نقعد نحكى شويه.

فارس: دا انا بطرد بقى.. اطردت من أوضتك يا كبير و انت قاعد و معترضتش.

نهله: ههههههههه ندى حاجزه من الصبح و بعدين انا و انت عندنا مشاريع كبيره و هنتكلم كتير.

فارس: طيب اخلع انا بقى.. انا اصلا خارج مع اصحابى نشهيص.

ضحكت كلا من ندى و نهله و خرج فارس.

ندى: مشاريع ايه دى اللى بينكم؟

نهله: دى فكره طقت فى دماغ فارس كدا.. سيبك انت من الكلام دا و تعالى احكيلى عن عمتى شويه.. نفسى اسمع عنها منك.. ماما بتحبها و دايما بتكلمنى عنها و بتقولى ان هى الوحيده اللى كانت بتحبها و كانت واقفه جنبها هى و بابا.

ندى: اصبرى اخليهم يعملولنا كبايتين شاى كدا عشان نعرف نرغى براحتنا.

نهله ( مبتسمه ) : اوكى.

احضرت الخادمه الشاى و جلست الفتاتان فى بلكونة غرفة نهله تتحدثان.

ندى: عاوزه تعرفى ايه بالظبط.

نهله: كل حاجه.

ندى: انا هحكيلك اللى ماما حكيتهولى لأنى بصراحه مش فاكره اى حاجه بنفسى.

نهله: اوكى.

ندى: بعد مشكلة جدو مع باباكى و مامتك اللى انتى عارفاها, ماما كانت معارضه تماما موقف جدو و بعد كدا لما مامتك خلفتك شافت ان خلاص كدا الموضوع خلص و المفروض جدو ميعملش مشكله مع خالو, و حاولت تقنعه كتير بس هو كان منشف دماغه. و حتى مكنش بيسمح لماما انها تزوركم و احنا كنا عايشين هنا مع جدو, بعد كدا بابا اتنقل تبع شغله لإسكندريه و سافرنا هناك و دا خلى ماما تقدر تزور خالو و هو يزورها احيانا من ورا جدو.. بعد كدا بابا اتوفى و اضطرينا نرجع نعيش مع جدو.. كنت صغيره لما بابا اتوفى.. و جدو حاول انه يعوضنى عن حنان بابا و كان مدلعنى جامد و عشان معنديش اخوات بقيت بعتبر حازم و فارس اخواتى و هما كمان اعتبرونى اختهم. نغم مكنتش قريبه اوى لينا عشان من زمان خالو محمود مهاجر و على فكره مامتها امريكيه و هما مستقرين بره, بعد وفاة بابا حازم و فارس مامتهم اتجوزت و سافرت مع جوزها المغرب و فضلوا حازم و فارس مع جدو و كانت ماما هى اللى بتراعينا كلنا و كانوا مرتبطين بيها اوى و كنا احنا التلاته اولادها مبتفرقش بيننا, لما اتوفت من سنتين مبقلناش غير جدو. انا عارفه انك مش بتحبيه و ليكى حق تزعلى منه. هو كان عندى جدا و لما بيقول كلمه مبيرجعش فيها لكن كان قلبه طيب اوى و رغم ان احيانا كانت قرراته قاسيه بس انا و حازم و فارس بنحبه اوى. حازم طالعله شويه قلبه طيب بس دماغه ناشفه.. مش لدرجة جدو يعنى بس دماغه ناشفه.. ماما كانت دايما بتكلمنا عنك و بتقولنا انتوا ليكم اخت رابعه و كنا كلنا نفسنا ييجى اليوم اللى نشوفك فيه.

نهله: يمكن انتى و فارس لكن حازم معتقدش.

ندى: بالعكس.. انتى عارفه قبل وفاة جدو حازم حاول يدور و يوصلك انتى و مامتك بس مكنش عارف يوصلك ازاى و مكنش يقدر يفتح الموضوع مع جدو, و لما مات جدو و عرف بوصيته كان مبسوط جدا و قال اخيرا هنلاقى بنت عمنا اللى دايما عمتى كانت بتحكيلنا عنها.. ماما كانت موصيانى اننا لازم نعرفك و نقرب كلنا من بعض. متحكميش على حازم من غير ما تعرفيه كويس لان من زمان و هو اتعود انه يشيل المسئوليه و يتعامل مع موظفين لإن جدو نزله الشركه من و هو لسه فى الجامعه و انا بشوف انه اكتر واحد فينا اتظلم لأنه كان دايما بينفذ لجدو اللى هو عاوزه و عمره ما عمل اللى فى نفسه.

نهله: معقوله شخصيته ضعيفه للدرجه دى.

ندى: هههههههه حازم؟ لا طبعا شخصيته مش ضعيفه بس كان بيحب جدو اوى فكان بيبقى عاوز يرضيه.

لم تجب نهله و اكتفت بهز رأسها.

ندى: جه دورك انتى بقى احكيلى عنك شويه.

نهله: انا حياتى بسيطه اوى.. يعنى بعد وفاة بابا سابلنا البيت اللى احنا فيه و ارض حواليه كانت هى كل حاجه باقيالنا منه كنا بنحس انها حته منه و ان روحه فيها.. انا و ماما اشتغلنا فيها و العمال اللى كان بابا مشغلهم فى الارض كانوا بيساعدونا.. الارض دى هى جنتنا.. اخترت انى ادرس زراعه من حبى فى الارض و بقيت بشرف عليها. مليش غير الارض و ماما اللى سايباها دلوقتى و اكيد انا وحشاها بس رغم كدا شجعتنى انى اجى و قالتلى لازم تعرفى قرايبك.. انتى ملكيش اخوات فلازم تعرفى اهلك.

ندى: مامتك عندها حق.. انا عاوزاكى تفتحيلنا قلبك يا نهله, صدقينى لو دا حصل كلنا هنبقى مبسوطين اوى.

ابتسمت لها نهله, فوقفت ندى و اقتربت منها و ضمتها.

ندى: ياللا كفايه رغى لحد كدا انتى اكيد تعبانه النهارده حاولى تنامى.. تصبحى على خير.

نهله: و انتى من اهله.

خرجت ندى, فذهبت نهله لبيتسى و حملتها و بدأت تحدثها.

نهله: ايه رأيك يا بيتسى فى اللى بيحصل.. ندى شكلها طيبه و هنبقى اصحاب, كمان فارس زى العسل و خدت عليه بسرعه.. حازم بيعاملنى كويس بس بحس انه بيتحكم فى الكل شكله طالع لجده و دا مش مخلينى اتقبله.. على العموم خلينا ننام دلوقتى و هنشوف كل حاجه هتبان الأيام الجايه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top