رواية الغريبة نهله وحازم الفصل 34

رواية الغريبة

الفصل الرابع و الثلاثون:

نغم لم تكن تعرف أى مسرحيه تعرض فى المسرح القومى و ما اذا كان الميعاد الذى اخترعته صحيح او لا, فأتصلت بالمسرح و تأكدت من ان بالفعل هناك مسرحية تعرض لحسن حظها و أرسلت احد موظفى الشركه ليحجز لهما تذكرتين, و فى ميعاد انتهاء العمل مر عليها فارس.

فارس: ها جاهزه؟

نغم: اه جاهزه.. يالا.

تحركا و ذهبا ليتناولا الغذاء سويا.

نغم: ها احكيلى عملت ايه لما سيبتنى فى المكتب؟

فارس: يعنى هعمل ايه خرجت اكمل شغلى.

نغم: كان وراك ايه يعنى؟

فارس: قعدت اتفق مع البنات هيعملوا ايه.. بصراحه جروب ممتاز جدا و ساعدونى اوى.

نغم ( بغيظ ): انا بفكر اغيرهم.

فارس: لا اوعى دول ممتازين و اتعودت عليهم و بقينا اصحاب.

نغم ( بعصبيه ): طيب ممكن نتغدى بقى.

فارس: اوكى هتاكلى ايه؟

نغم: اطلبلنا المينيو الاول.

فارس: طيب انتى متعصبه كدا لو مش طايقه تخرجى معايا للدرجه دى روحى انتى و انا هروح الحفله.

نغم: ايوا هتموت انت و تروح الحفله عشان تهيص فى وسط البنات.

فارس: و دا يضايقك فأيه؟

نغم: مش مضايقنى و لا حاجه.. و على العموم انا مقولتش انى متضايقه من خروجنا لكن انت بقى لو مش عاوز تبقى معايا و حابب تروح مع البنات الحلوين اللى هتموت عليهم روح.

فارس ( يغمز لها ): لا يا قمر هو فى احلى منك برضه.

خجلت نغم و احمرت وجنتيها و تمنت لو ان فارس يعنى كلامه و لكنها لم تستطع ان تعرف ما اذا كان يعنى ما يقول ام يمزح كعادته. فصمتت و لم تقل شيئا.

فارس: ايه ساكته ليه؟

نغم: مفيش بس مش عجبانى تريقتك.

فارس: و مين قالك انى بتريق!

نغم: مبتتريقش؟

فارس: لا طبعا.

نغم: يعنى شايفنى حلوه؟

فارس: و مين الحمار اللى يقول غير كدا.

نغم: هههههههههههههه دا المفروض ان دى طريقتك فى انك تعاكسنى.

فارس: ههههههههههههههه ايه معجبتكيش.

نغم: طيب و بتعاكسنى ليه؟

فارس: كدا مزاجى.

نغم: اهاااااااااا مزاجك.. طيب و افرض ان انا مليش مزاج.

فارس: لا ليكى و انا عارف.

نغم: متاخدش الم فى نفسك.

فارس: اوكى خلاص هقوم اروح للبنات احسن هما مبسوطين بيا و انا واخد الم فى نفسى.

و هم بأن يقف فمسكت يده مسرعة و شدته ليجلس.

فارس: هههههههههههههههه مجنونه و الله و ضحكت عليكى.

نغم: ازاى؟

فارس ( ضاحكا ): انتى فاكره انى ممكن اقوم قبل ما اتغدى.

نغم ( بعصبيه ): سخيف.

ضحك فارس عليها فهو يشعر بما تكنه له من مشاعر فيتعمد اغاظتها لتظهر مشاعرها بوضوح.

بعدما غادر حازم ليحضر والدته حدثت نهله والدتها فى التليفون.

نهله: ازيك يا ماما؟ و خالتو عامله ايه؟

فاتن: الحمد لله يا حبيبتى احنا كويسين.. طمنينى عليكى انتى عامله ايه و حازم عامل ايه؟

نهله: الحمد لله احنا كويسين و حازم راح يجيب مامته دلوقتى.

فاتن: هى ثريا جايه النهارده.

نهله: ايوا زمانها وصلت.

فاتن: طيب يا حبيبتى خلى بالك منها عشان الست دى مش سهله و اول ما تعرف انتى مين الله اعلم هتتصرف معاكى ازاى.

نهله: نفسى اعرف كلكم قلقانين منها ليه؟ هتعملى ايه يعنى؟ انا هعاملها كويس و انا فى حالى و هى فى حالها.

فاتن: ثريا عمرها مبتبقى فى حالها و انتى بالذات مش هتسيبك فى حالك.

نهله: ليه يعنى؟

فى هذا الوقت دق باب غرفة نهله.

نهله: ثوانى يا ماما عشان فى حد بيخبط على الباب.

فاتن: طيب يا حبيبتى براحتك.

قامت نهله لتفتح فوجدت ندى على الباب.

نهله: اهلا ندوش انتوا جيتوا؟

ندى: انا بس اللى جيت نغم و فارس مجوش. هو حازم مش موجود؟

نهله: لا راح يجيب مامته.

ندى: طيب انتى بتعملى حاجه و لا هتنزلى تتغدى معايا؟

نهله: كنت بكلم ماما استنينى ثوانى هقفل معاها.

ندى: اوكى سلميلى عليها.

انهت نهله مكالمتها مع والدتها و عادت لندى.

نهله: بصى حازم و مامته اكيد على وصول لو مش جعانه اوى خلينا نستناهم عشان ميصحش ييجوا يتغدوا لوحدهم.

ندى: خلاص هشرب عصير و نستناهم.

و نزلا لينتظراهما فى الاسفل و يدردشا قليلا.

نهله: فارس و نغم مجوش ليه وراهم شغل؟

ندى: لا قالوا هيخرجوا سوا.

نهله: دا ايه التطور دا نغم و فارس يخرجوا مع بعض من غير قوات فصل؟

ندى: هههههههههه و الله اللى باين ان بقالهم فتره منسجمين مع بعض.

نهله: هههههههههههه انا كمان ملاحظه كدا.. شكل غلاستهم على بعض دى بيخبوا بيها حاجه.

ندى ( مبتسمه ): فعلا.

نهله: على العموم هما لايقين على بعض و مجانين زى بعض.

فى هذا الوقت فتح باب الفيلا و دخل حازم و معه والدته, شعرت نهله بقلق و خوف بمجرد ان رأت والدته لا تعرف سببه و لكن ربما يكون كلام حازم و والدتها الذى جعلها ترهب مقابلة هذه السيده. توجهت ندى و نهله اليهما ليرحبا بها و اخذ حازم يعرفها عليهما.

حازم: ماما دى ندى فاكراها.

ثريا: اه فاكراها كبرتى يا ندى و زى ما انتى حلوه و زى القمر.

ندى ( و هى تسلم عليها ): ميرسى يا طنط , حضرتك كمان حلوه زى ما انتى.

ثريا ( بسعاده لهذا الاطراء ): ميرسى يا حبيبتى كلك ذوق.

اقترب حازم من نهله و وضع ذراعه حول كتفها لم تعرف نهله هل تصرف هكذا لأنه افتقدها ام اراد ان يحميها من امه التى اخذت تنظر لها نظرات ناريه.

حازم: و القمر دى بقى تبقى نهله مراتى.

ثريا ( بطريقه رسميه ): اهلا.

نهله: اهلا بيكى.. نورتى.

ثريا: ميرسى.

نظر لها حازم بعتاب قائلا: مش يالا ندخل عشان نقعد.

وشوشت نهله حازم قائله: روحوا انتوا و انا هخليهم يحضروا الغداء اكيد مامتك جعانه.

حازم: ماشى يا قلبى.

و بعد دقائق عادت لتدعوهم لطاولة الغذاء.

ثريا: امال فارس فين؟

نهله ( مبتسمة لها بأدب ): فارس خرج هو و نغم.

ثريا ( متجاهله نهله و موجهه كلامها لحازم ): هى مش نغم دى بنت عمك اللى كانت عايشه فى امريكا؟

حازم: ايوا بس رجعت.

ثريا: ااااه.. و هو كل واحد فيكم بقى واخدله بنت عم.

شعرت نهله و كأن احد سكب مياه بارده فوق رأسها.. نظر لها حازم و شعر بما تشعر به.

حازم: مش ناكل احسن يا ماما.

ثريا: مالك بتتكلم معايا كدا ليه هو انا كنت قولت ايه يعنى.. على العموم نغم بنت مثقفه و كلاسى.

فهمت نهله مقصدها و لكنها تصنعت عدم الفهم و جلست فى هدوء لتتناول طعامها.

انتهوا من تناول الغذاء و طلبت السيده ثريا ان تذهب لغرفتها كى تستريح قليلا.. اخذتها ندى للغرفه التى جهزوها لها بالدور الأرضى كى تكون بعيده عن غرفهم بالأعلى.

كانا حازم و نهله بمفردهما و طلب منها ان يخرجا إلى الحديقه, بمجرد خروجهما و ابتعادهما عن باب الفيلا التفت حازم اليها و ضمها اليه.

حازم: انا اسف يا حبيبتى.

نهله: على ايه؟

حازم: لانى مقدرتش اسكتها و اوقفها عند حدها.

نهله: انا فاهمه و متضايقش نفسك.

حازم: انتى اللى متضايقيش.. انا عارف ان وجودها معانا مش هيبقى سهل.

نهله: متحملش هم حاجه بس انا هحاول اتجنبها على اد ما اقدر.

حازم: براحتك يا حبيبتى دا حقك.

قبل رأسها و اخذ يحرك يده على ظهرها لكى تهدأ. كان حازم يشعر بالتعاطف معها و الغضب من والدته ولكنه حاول ان يجعل الموقف يمر حتى لا تعند و تتعمد مضايقتها.

حازم: ها هنعمل ايه دلوقتى؟

نهله: تعالى نقعد مع ندوش عشان متزهقش لوحدها.

حازم: طيب يا حبيبتى يالا.

شاهدا نغم و فارس المسرحيه و خرجا سعيدين منها و خاصة ان فارس استمتع بالإخراج و اكتشف ان احد المساعدين فى اخراجها هو تامر احد زملائه فى كورس الاخراج و الذى انتظره ليعرب له عن اعجابه بالمسرحيه و بالفعل قابله و اخذ يتحدث معه.

تامر: فروس بجد اتبسطت لما كلمتنى و قولتلى انك موجود فى المسرح.

فارس: ايه يا ابنى الشغل الجامد اللى انتوا عاملينه دا؟

تامر: بجد عجبك؟

فارس: جدا.

تامر: طيب ايه مش هتعرفنا بالأنسه؟

فارس: اه صحيح.. دى نغم بنت عمى.

تامر ( بنظرة اعجاب ): طيب و اللى عنده بنات عم زى القمر كدا يخبيهم عن اصحابه.. اهلا نغم.

نغم ( بخجل ): اهلا بيك.

فارس: ايه يا عم تامر ما تلم الدور.

تامر: هههههههه انت عارفنى بحب الجمال و مقدرش اشوفه و اسكت و معبرش عن اعجابى.

فارس ( بغيظ ): اه عارف.

تامر: طيب احنا هنفضل كدا كتير.. ايه رأيكم اعزمكم على العشاء و نكمل كلامنا براحتنا!

فارس: و الله يا ريت بس احنا مستعجلين.

شعرت نغم بغضب فارس من طريقة تامر معها و فرحت بذلك فقررت ان تحاول اغاظته.

نغم: و ايه المشكله يا فارس.. احنا كدا و لا كدا كنا هنروح نتعشى ممكن تامر ييجى معانا و منطولش برضه.

تامر: زى الفل انا دا مناسب ليا اوى.

فارس ( بغيظ ): طيب يالا.

وصلوا لمطعم جميل فيه فرقه تعزف موسيقى هادئه و كان الجو رائعا.

تامر: انتى دراستك ايه يا نغم؟

نغم: انا فاشون ديزاينر.

تامر: مجال رائع بس دراسته بره افضل.

نغم: انا درست فى امريكا لانى كنت عايشه هناك من صغرى و لسه راجعه من كام شهر.

تامر: كنتى فى ولاية ايه؟

نغم: كنت فى نيويورك.

تامر: انا قعدت سنتين فى واشنطن و سنه فى نيويورك.

نغم: كنت بتدرس؟

تامر: دراسه و فسح انتى فاهمه بقى.

نغم: هههههههههه اها طبعا.

كان فارس على اعصابه.

تامر: ايه يا فروس ساكت ليه؟

فارس: بسمعكم.

اخذا يتحدثان كثيرا عن امريكا و كانت مشاركة فارس فى الحوار تكاد تكون معدومه.

و بعد تناول العشاء بدأت الفرقه عزف موسيقى Shall we dance.

نغم: واااااو بعشق انى ارقص عليها salsa.

تامر: طيب يالا.

نغم: انت بتعرف ترقص salsa 

تامر: اه طبعا.

هب فارس واقفا بعصبيه قائلا: معلش يا تامر مفيش وقت احنا لازم نمشى على طول.. يالا يا نغم.

قامت نغم و لم تناقشه لأنه كان عصبى لدرجه كبيره و سلما على تامر و توجها لسيارتهما.

نغم: انت قمت بسرعه كدا ليه؟ مش انت مش عاوز تروح و مامتك لسه صاحيه؟

فارس: انتى ليكى عين تتكلمى كمان؟

نغم: فى ايه؟ انت بتتكلم كدا ليه؟

فارس: يعنى عاوزانى اتكلم ازاى و حضرتك كنتى هتقومى ترقصى مع البيه؟

نغم ( متعمده اغاظته ): و انت ايه اللى يضايقك فى دا؟

فارس: اكيد لازم اتضايق لأنى مش طرطور معاكى يا هانم.

نغم: ايه الطريقه اللى بتكلمنى بيها دى؟

فارس: طبعا لازم متعجبكيش طريقتى بعد ما سمعتى طريقة الملزق.

نغم: قصدك مين؟ تامر؟

فارس ( مقلدا اياها ): ايوا تامر.

نغم: انا مش قادره افهم سبب لعصبيتك دى.

فارس: خلاص طالما مش فاهمه نقطينا بسكاتك لحد ما نروح.

و ظلا صامتين حتى وصلا إلى الفيلا. كان الجميع يجلسون يشاهدون التلفاز فى الردهه.

فدخلت نغم قبله و توجهت للجميع.

نغم: مساء الخير.

الجميع: مساء النور.

نغم: اهلا يا طنط. حمدلله على سلامتك.

ثريا: اهلا نغم.. ازيك؟

نغم: الحمد لله.. عن اذنكم هطلع أوضتى عشان تعبانه شويه.

ثم دخل فارس بعدما ركن سيارته و كانت نغم قد صعدت.

فارس: مساء الخير.

الجميع: مساء النور يا فارس.

ثريا: ازيك يا فارس؟

فارس: اهلا مدام ثريا.

ثريا: فى حد يكلم امه كدا.

فارس: اكيد لا بس لما تبقى امه بجد.

حازم ( بعتاب ): فارس مش وقته الكلام دا.

فارس: فعلا مش وقته لأنى تعبان و عاوز انام.. تصبحوا على خير.

الجميع: و انت من اهله.

صعد فارس و ظهر الحزن الشديد على السيده ثريا مما جعل نهله تتعاطف معها رغم ما بينهما من سوء تفاهم, فندهت ندى و صعدا ليتحدثا مع نغم و تركاها مع حازم.

ثريا: يعنى عاجباك طريقة اخوك معايا؟

حازم: معلش اصبرى عليه.

ثريا: هو ناسى انى امه.. دا مش متربى.

حازم ( بعصبيه ): لا فارس متربى كويس اوى, بس متلوميهوش على حاجه انتى عارفه كويس ان انتى السبب فيها.

ثريا: انت كمان هتعمل زيه.

حازم: دى حقيقه و كلنا عارفينها كويس فياريت تحاولى تكسبيه مش تنتقديه لو يهمك ان علاقتك بيه تبقى كويسه.. انا مضطر اطلع لأن مراتى مستنيانى.

ثريا: اطلع عشان الهانم متستناش.

حازم: ما انا طالع.. تصبحى على خير.

ثريا: و انت من اهله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top