الفصل 37
بعد قليل حضر لمكتبها.
فارس: خير يا نغم كنتى عاوزانى فى حاجه؟
نغم: ايوا بدل ما انت قاعد مع البنات بره و بتهزر و تضحك تعالى ظبط معايا الشغل.
فارس: ما احنا مظبطين كل حاجه.. و بعدين اللى بعمله دلوقتى اهم.
نغم ( بتريقه ): و ايه بقى اللى انت بتعمله؟
فارس: بكسر اى حاجز بينى و بين البنات عشان يرتاحولى و يتعاملوا معايا من غير ما يبقوا متنشنين.
حاولت نغم ان تكظم غيظها و قبل ان ترد عليه قاطعها رنين هاتف مكتبها.
نغم: الو.. مين دا؟ .. خلاص على العموم حوليلى المكالمه.. الو.. معلش مش عارفه حاضرتك.. تامر مين؟ .. ااااااه تامر.. سورى بس اصلى مش متعوده على الصوت و استغربت انك بتكلمنى هنا.. هههههههه ايوا صح انت مش معاك رقم الموبايل.. كويس ان جه على بالك تعمل كدا و تتصل بالشركه.. اه احنا فعلا امبارح كنا مشغولين اوى.. مش عارفه و الله .. طيب خليك معايا فارس قدامى هسأله.
نغم ( موجهة كلامها لفارس ): تامر بيسأل ايه نظامك النهارده هتقدر تقابله فى النادى؟
فارس ( بعصبيه ): طيب و مكلمنيش يسألنى ليه؟
نغم: عشان عازمنا احنا الاتنين فقال يكلمنى انا عشان انت امبارح كسفته.
فارس: و انتى ايه رأيك؟
نغم: انا عن نفسى هقابله عشان محتاجه اغير جو و بقالى كتير مرحتش النادى.
فارس: معلش انا مش هقدر اجى معاكم عشان انتى عارفه خارج انا و نهله و بعد كدا هنروح نسهر انا و البنات كنت ناوى اعزمك معانا بس خلاص طالما وحشك النادى.
شعرت نغم بغيظ و تمنت لو انها لم تقل له انها ستوافق على عزومة تامر و لكن موقفها اصبح سئ.
نغم ( لتامر على الهاتف ): فارس بيعتذر يا تامر مش هيقدر ييجى.. اه انا هاجى زى ما سمعت.. اوكى نتقابل الساعه 5.. اه طبعا بلعب راكيت.. خلاص اتفقنا.. باى.
فارس: راكيت كمان.
نغم ( بعند ): اه.
فى الخامسه مر فارس على نهله و ذهبا سويا للرسم و ذهبت نغم بعد ان بدلت ملابسها لتقابل تامر فى النادى.
تناولت ندى الغذاء مع حازم و والدته و بعد ذلك قررت ان تفاتحه فى موضوعها مع ادهم عندما دخل مكتبه ليراجع بعد الاوراق. طرقت الباب و دخلت.
ندى: حازم لو فاضى شويه عاوزه اتكلم معاك.
حازم: اكيد يا ندوش تعالى احنا بقالنا كتير مقعدناش نتكلم سوا.
ابتسمت ندى و دخلت لتجلس مقابلة له.
حازم: اتفضلى يا ستى كلى اذان صاغيه.
ندى: عاوزه اتكلم معاك بس مش عارفه ابدأ ازاى.
حازم ( مبتسما ): ابدأى بأى طريقه يا ندى.. ايه دخلة المسلسلات دى.
ندى ( مبتسمه ): لا مسلسلات و لا حاجه بس مكسوفه شويه.
حازم: مكسوفه؟؟ اها.. يبقى الموضوع فى عريس.. صح؟
ندى ( بخجل ): اه.
حازم: ادهم؟
ندى ( بإندهاش ): عرفت منين؟
حازم: ههههههههههه باين عليكى و عليه.
ندى: ههههههههههه يعنى كنت ملاحظ و بتستهبل.
حازم: يعنى احرجك! و بعدين انا واثق فيكى و فى عقلك.. و فى نفس الوقت كنت عاوز اعرف هيتصرف ازاى.. و بينى و بينك دا اللى خلانى افكر اعرض عليه الشغل.
ندى: بس هو طلع يستاهل الشغل دا.
حازم: اه طبعا.. هو اثبت كفاءته.
ندى: طيب هو بقاله اسبوع بيقولى انه عاوز يتكلم معاك بشكل رسمى عشان يبقى فى خطوبه و تبقى كل حاجه واضحه للكل.
حازم: طيب و ايه المشكله يشرف فى اى وقت.
ندى: انا عارفه ظروفك اليومين دول و مش عاوزه اشغلك اكتر.
حازم: يا سلام و لو مش هنشغل عشان هنشغل عشان مين هو انا عندى كام ندوش.
ندى ( و الدموع بدأت تتجمع بعيونها ): و انا من بعد موت ماما و انت اخويا و ابويا و كل حاجه و على طول كنت واقف جنبى.
حازم: يبقى ملهاش لازمه الدموع دى و اتبسطى و يالا روحى كلمى ادهم و قوليله انى مستنيه وقت ما يحب.
ندى: ههههههههههه لا لو قولتله كدا هتلاقيه جاى دلوقتى.
حازم: ههههههههههه و ايه المشكله لو حابب ييجى النهارده اهلا و سهلا بيه هو مش غريب.
فرحت ندى و استأذنت منه و جرت لتحدث ادهم الذى طار فرحا و قال لها انه سيحضر لمقابلة حازم بعد ساعتين.
عادا نهله و فارس إلى المنزل فلم يكن سيذهب لأى مكان و لكن قال ذلك فقط لإغاظت نغم, وجدا ادهم فى المكتب مع حازم و ندى. دخلا المكتب مستغربين من الوضع.
فارس: ايه اجتماع القمه دا.. و احنا مش مدعوين ليه؟
حازم: و الله الاجتماع حصل فجأه كدا و مكناش عرفين فملحقناش نبعت لحضرتك دعوه.
نهله: مش تعرفنى يا ادهم انك جاى مكنتش خرجت و كنت استنيتك.
حازم: ما هو مش جاى عشانك.
نهله: امال جاى ليه؟
ادهم: كلك ذوق يا بنت خالتى.
حازم: ههههههههه ادهم جاى عشان يطلب ايد ندى.
نهله ( بفرحه ): اخيرا.
و حضنت ندى و باركت لها.
حازم: طيب مش تعرفى رأيى الأول و لا بتباركى كدا على طول.
فارس: و انا بقى رجل كرسى متاخدوش رأيى.
نهله: ليه و انت و لا هو هتلاقوا زى ابن خالتى فين ان شاء الله.
ضحكا على كلامها و خاصة انها كانت تدافع عن ادهم بطريقة جديه.
حازم: خلاص يا ستى اهدى.. ان شاء الله خطوبتهم بعد اسبوعين.
فارس: مبروك يا ندوش.. مبروك يا ادهم.
استأذن ادهم لينصرف و خرجت ندى لتودعه.. و خرج البقيه للخارج حيث تجلس ثريا تريد ان تعرف ماذا يحدث.
ثريا: خير كنت سامعه صوت ضحككم عالى.
حازم: ادهم كان بيطلب ايد ندى و انا وافقت فكنا فرحانين.
ثريا: و مين ادهم دا؟
نهله: ابن خالتى.
ثريا ( بتأفف و تعالى ): ابن خالتك يتجوز ندى؟
فارس: و فيها ايه يعنى؟
ثريا ( متجاهلة سؤال فارس ): لا واضح ان فاتن زى ما خططت لنفسها كويس خططت لعيلتها كلها.
نهله ( بعصبيه و غضب ): قصدك ايه؟ و ليه بتجيبى سيرة ماما؟
كان ادهم قد غادر عندما سمعت ندى الاصوات تعلو فى الداخل و لمحت نغم تدخل من مدخل الفيلا و اقتربت لتندهش من الاصوات العاليه, فأقتربت من ندى بقلق.
نغم: ندى انتى واقفه كدا ليه و ليه فى دوشه جوا؟
ندى: واقفه كدا عشان كان ادهم هنا بيطلب ايدى من حازم و كان ماشى.
نغم ( بفرح ): ها و حازم قاله ايه؟
ندى ( مبتسمه ): الخطوبه بعد اسبوعين ان شاء الله.
نغم ( بسعاده ): مبروك يا حبيبتى و عشان كدا فى دوشه جوا.
ندى: لا الدوشه اللى جوا شكلها خناقه.. تقريبا طنط ثريا قررت تبوظلى فرحتى.
نغم: طيب تعالى ندخل نشوف فى ايه.
دخلا ليسمعا ثريا تقول: مامتك عرفت توقع باباكى زمان و بعد كدا انتى وقعتى ابنى و دلوقتى ابن خالتك بيلف على ندى.
حازم ( بعصبيه ): ماما ايه اللى بتقوليه دا؟
نهله: انتى ليه بتكرهى ماما كدا.. و ليه بتتكلمى عننا بالطريقه دى.
فارس: ما تردى عليها يا مدام ثريا.
ثريا: هرد اقول ايه.. هى اللى عملت مشاكل فى العيله و فرقت العيله كلها عن بعضها و كانت السبب فى ان جدك يطرد ابوكى.
فارس: بس دا مش صحيح.
حازم: خلاص يا فارس.
فارس: لا معلش لازم كل حاجه توضح.
اقتربا ندى و نغم و هما قلقتان مما يرا و يسمعا.
فارس: هتقوليلها بتكرهى مامتها ليه و لا اقول انا.
ثريا: انت بتخرف بتقول ايه؟
فارس: انا مبخرفش.. نهله .. مدام ثريا كانت بتحب عمى اللى هو باباكى.. بس هو حب مامتك و رفض يتجوزها لما جدى حاول يجبره على كدا لأن ابوها كان صاحبه.. و لما معرفوش يجبروا باباكى جدى عرض على بابا انه يتجوزها و هى ساعتها وافقت رغم انها كانت بتحب اخوه.. لما اتجوزوا مامتك و باباكى حاولت تسببلهم مشاكل كتير اوى و حاولت تقوم جدى عليهم و هو كان بيثق فيها لأنها بنت صاحبه و الدنيا كلها وقعت فى بعضها.. يعنى هى كانت سبب كل حاجه حصلتلكم.
شعرت نهله بالصدمه لدرجة توقف معها عقلها تماما عن التفكير و صمتت و لم تنطق بكلمه, اقترب منها حازم و حاول وضع يده حولها لكنها ازاحت يده بعنف.
نهله: عاوزه اروح لماما.
حازم: حاضر بكره هوديكى.
نهله: حالا.
حازم: اهدى يا نهله.
نهله ( بصراخ ): عاوزه اروح لماما حالا.
حازم: طيب هوديكى دلوقتى.
نهله ( دون النظر اليه ): لا هخلى ادهم يودينى.
حازم: قولتلك يا نهله انا هوديكى.
نهله ( بغضب ): انت لا و ابعد عنى خالص.. انت خدعتنى.
صدم حازم من طريقتها و فتح عيونه بدهشه كبيره.
اقترب منه فارس و ربت على كتفه.
فارس: حازم خلاص سيبها تهدى انا هوديها.
حازم: ماشى يا فارس بس خلى بالك منها.
فارس: بس انا مش هرجع على البيت.
حازم ( بدهشه ): ليه؟
فارس: انا قولتلك يا حازم ان الوضع دا مش هينفع و استحملت بس عشان مزعلكش لكن بجد مش مستحمل.
ثم وجه كلامه لنهله: انا هطلع احضر شنطه احط فيها شوية هدوم لو محتاجه تحضرى حاجه جهزيها و ربع ساعه و نتحرك.
نغم: انا جايه معاكم.
نظر الجميع لها بإستغراب.
حازم: ليه انتى كمان يا نغم؟
نغم: معلش يا حازم انا مش هستحمل اقعد فى البيت بعد ما يفضى انا ما صدقت لقيت ناس حواليا.
حازم: انا و ندى موجودين.
نغم: هروح يومين الويك اند و هرجع تانى.. محتاجه اهدى اعصابى.
فارس: خلاص حضرى نفسك انتى كمان.
صعد الجميع للأعلى. و نظر حازم لندى.
حازم: هتفضلى معايا و لا هتمشى انتى كمان.
ندى ( بنظره تعاطف ): لا انا مليش مكان اروحه غير هنا و مقدرش اسيبك.
نظر حازم لوالدته بحزن و غضب, قائلا: ارتحتى يا أمى دلوقتى.
ثريا ( بتلعثم ): اخوك السبب مش انا.
حازم: انتى اللى بتحاولى تستفذى مراتى و تهينيها بأى طريقه و مش قادره تنسى الماضى.
ندى: حازم مش وقت الكلام دا دلوقتى.. اطلع حاول تهدى نهله و تراضيها قبل ما تمشى.
حازم: انا عارف نهله مش هتقبل منى و لا كلمه و هى فى الحاله دى.
ندى: معلش اطلعلها برضه.
صعد حازم لغرفته و دخل ليجدها تجمع بعض ملابسها فى شنطه صغيره و هى شاردة الذهن و دموعها تتساقط رغما عنها. اقترب منها و حاول ان يضمها و لكنها ابتعدت عنه.
حازم: بتعملى ليه معايا كدا.. انا ذنبى ايه.
نهله: انت خبيت عنى كل حاجه.
حازم: كنت فاكر ان مامتك حاكيالك.
نهله: و ليه كنت عاوز تسكت فارس لما جه يحكيلنا.
حازم: لأنى احترمت ان اكيد مامتك عندها اسباب انها تخبى عليكى.
نهله: حازم انا مش قادره اتكلم فى حاجه دلوقتى.
حازم: ماشى يا حبيبتى بس لينا كلام لما ترتاحى.
نهله: اوكى يا حازم.
بعد قليل غادروا نهله و فارس و نغم إلى المنصوره.