الحلقة 13
قالت فاتن..خلاص معدش ينفع..انا فرحي كمان اسبوعين
تمنى يحيى أن تكون تلك مجرد مزحه..او ألعوبه أخرجتها من صندوق تساليها ثائرةً فيها لكرامتها..أو لربما هلوسةً التقطتها مخيلتها من ذلك الدور الذي لعبته في مَن كان العلة وراء افتراقهما..
تمنى…و لكن الواقع عارضَ أمنياته..شاهدها تبتعد عنه بخطوات متثاقله..وقف لبرهه عاجزا عن اصدار اي رد فعل..لتلوح له نظرة الانكسار في عينيها..تلك التي طالعته بها وقت القاء خبرها المشؤوم قبل قليل..
تحرك مسرعا..و لحق بها..سارا جنب إلى جنب..قال يحيى من بين أنفاس متقطعه..استنى..مش هنعمل زي كل مره..حد يرمي للتاني كلمه..و نبقى خلاص خلصنا..أنا من حقي أفهم..فرح ايه ده اللي بعد اسبوعين..و امتي و ازاي و قابلتيه فين..و لحقتي تنسينا كده بسرعه..ده انا مفيش يوم مر عليا الا و انتي اول حاجه بصحى افكر فيها وانام قلقان عليها…فهميني ازاي…
تسمرت فاتن في مكانها..و قالت بصوت متحشرج..مش لما افهم انا الاول.. انا مبقتش فاهمه حاجه خلاص…ماما عايزه كده و انا مقدرش اشوفها بتتبهدل و اقف ممدش ايدي ليها..
قال و الڠضب لم يبارح وجهه بعد..يعني ايه..هتتجوزي عشان مامتك عايزه كده..
تململت فاتن محركه قدمها في حركات دائريه..و قالت..اصلها مديونه و كاتبه شيكات على نفسها لناس كتير..و بعدين لو مسددتش هيترفع عليها قواضي و مش بعيد ټتسجن..و انا مش عايزه ماما تتبهدل…
تتبع يحيى تلك الدوائر التي ترسمها بقدمها..و التي تكشف عن مدى توترها…
قال بصوت هادىء ليبعث الطمأنينه إلى نفسها..طب ازاي جوازك هيحل المشكله…؟
توقفت فاتن عن رسم الدوائر..و تصلبت قدماها و جسدها بأكمله..ثم قالت..عشان اللي هاتجوزه وعدها أنه هيسددلها كل المبالغ ديه بس الاول نتجوز…
صعق يحيى قائلا..يعني هتبيعك مقابل انها تنقذ نفسها..امك دي..
قاطعته فاتن پانكسار..يحيى ارجوك.. مفيش داعي..
ليقاطعها بدوره..مفيش داعي لايه بالظبط..اظن الوقت جه عشان تشوفي امك على حقيقتها..الام التي تبيع بنتها متستاهلش اصلا لقب ام..و انتي مستلسمه كده ليه..هتضيعي حياتك عشان واحده ضيعت حياتها بارادتها..اوعي تكدبي على نفسك يا فاتن..امك دي عمرها ما كانت الام التي تستاهل تضحي بحياتك كلها عشانها..اوعي تفتكري اني مكنتش حاسس بيكي..في كل موقف بتيجي فيه سيرتها كنت بشوف الالم مالي عينكي..انا فاهم يا فاتن.. فاهم اوي مش زي ما قولتي عالمسرح…
أمسكت فاتن بعنقها ضاغطه عليه بشده لتمنع صدور شهقاتها…
ثم قالت بعد أن تمكنت من السيطره على انفعالها..اللي ايده فالميه يا يحيى…
ضحك يحيى بمراره..بس انتي كده هتفضل ايدك فالڼار على طول يا فاتن..
فاتن بحسره..بس دي امي..مقدرش اتخلى عنها فعز ما هي محتاجاني..
رفع يحيى رأسه إلى السماء..طالبا العون من الله..قال بعد أن عنّت له فكره..طب ايه رأيك لو جه حد تاني و ساعد مامتك..و بكده مش هتضطري تتجوزي….
بتر كلماته..ليعود و يسأل بنبره مشتعله بالغيره..صحيح..مين بقى الفارس الهمام اللي هينقذ مامتك و ياخدك كادو لخدماته الجليله…
ردت فاتن بأسى..منتج المسلسل..و ارجوك بلاش الاسلوب ده..انا فيا اللي مكفيني..
قال يحيى بتصميم..انا عايز اقابل والدتك..يا ريت تحدديلي معاد معاها و بسرعه..
فاتن..ليه..؟
يحيى..من غير ليه..انا ضروري جدا اقابلها…
ابتسمت ليلى سعيده لاجل كِنان..فصحفته على الفيس زاخره بالصور الحديثه و التي التقطها خلال ممارسته لوظيفته الجديده كمراسل لقناة الحقيقه في فلسطين..تابعت نقرها على باقي الصور لتقف متأمله احداها بقلق بالغ، حيث يقف كِنان على احدى الحواجز المَلئى بالجنود الاسرائيلين و التي تُنصب في العاده بين مفترقات الطرق لتفتيش المواطنين الفلسطينين من قبل أولئك الجنود..و خلف كِنان كانت تقف مجموعه من الفلسطينين معظهم سيدات و اطفال و رجال كبار فالسن..و بحدسها الصحفي استنتجت ما يفعله كِنان و هو توثيق الظلم و الاهانه التي يتعرض لها الفلسطينيون على يد المتغرطسين الصهاينه…
ابتسمت و لكن بفخر هذه المره و نحت القلق جانبا..فكِنان و كما حَلُم دوما..انطلق ليحقق طموحاته و يحدث فرقا في العالم..و تذكرت حديثهما ذات مره..عندما أخبرها بأننا سنعيش حياتنا مره واحده فقط..فاذا عشناها وفق قناعاتنا ستكون المره كافيه..و لن نبكي بحسره على ما كان باماكننا ان نحققه و نحن على فراش المۏت.
انهت مشاهدة الصور..ثم ظلت متردده لبضع ثوان..هل تقرا رسالته الاخيره ام تحتفظ بها دون قراءه كالرسائل التي بعثها سابقا او بالاحرى يوميا..فمنذ وصوله الى مقر عمله في فلسطين ما انفك يبعث لها برسائل لم تعرف محتواها و لم تجرؤ على قرائتها…
انتهت حيرتها حين دلفت والدتها الى الغرفه لتخبرها بحضور تميم..و بضرورة خروجها لملاقاته..
حذفت الرساله دون قراءتها..معيدة اياها الى ذلك العالم الافتراضي بضغطة زر Delete، و تمنت لو ان الحياه الحقيقه ملئى بازرار الDelete..لتحذف تميم من حياتها..ثم تعود و تحذفه من ذكرياتها..لتعود مجددا و تضغط زر التأكيد بعدم السماح له بالعوده مجددا…
و على شرفة شقتهم المتواضعه..وجدته جالسا على احد المقاعد..ابتسم بتشفى عندما رآها قادمه..دلفت ليلى و حيته قائلا..ازيك يا تميم..؟
تميم..بخير يا بنت عمي..بخير..
اتخذت ليلى مقعدا بعيدا عنه و سألت..ها ايه الجديد..؟
طرقع تميم أصابعه و قال..الجديد بقى اني قررت ان شاء الله لما نتجوز نعد ويا اهلي..لان بصراحه يا بنت عمي انا معنديش ثقه فيكي نهائي و لازم تكونلي عيون تبلغني اللي بتعمليه فغيابي…
تلقت ليلى نبأه بلامبالاه ازعجتها هي شخصيا..الهذا الحد وصل بها الاستسلام..تجلس متفرجه على حياتها بلا حول و لا قوه…
تنفست بعمق محاولة طرد صورة كِنان على ذلك الحاجز من ذاكرتها..و لكن تأثيرها كان اقوى من كل ازرار الDelete، لتقول دون أن تفكر في كلماتها..انت ازاي هتضيع حياتك مع واحده انت متاكد مليوون فالميه مش بتحبك..ليه تعمل كده فنفسك..ليه متتجوزش واحده مستعده تسعدك..ليه مصمم عالجوازه دي ليه تضيع عمري و عمرك…
ضحك تميم بسخريه ضاربا كفا بكف..اضيع عمري..و الله انتي نكته..متقلقيش عليا يا وزه..انا مصمم اتجوزك عشان اطلع البلا الازرق على جتتك..و لا انتي فاكره نفسك هتبقى الهانم.. لا انتي للخلفه و خدمة امي..اما مزاجي فليه اعتبارات تانيه..بس متقلقيش هلاقي برده اللي يحبوني و يسعدوني ده البنات على افا مين يشيل..ال هضيع عمر ال..
قالت ليلى بحسره..انت مش خاېف اقول كلامك ده لبابا…
ابتسم تميم قائلا..مشكلتك يا بنت عمي..انك مش عارفه ابوكي كويس و لا فاهمه تقالدينا و عادتنا اللي مترسخه فقلب ابوكي قبل عقله..و اديكي بقالك سنين بتتعاركي وياه على جوزنا..جبتي نتيجه..طبعا لا..لان عمي شارب سلو بلدنا و يوم ما فكر يغلط و يخرج عن العادات ديه ابويا اضطر يدخل و كان الډم هيبقى للركب لولا ان ابوكي فاق قبل فوات الاوان..عشان كده لا يمكن ابوكي يزعل اخوه الكبير و الا هايبقى في حوار تاني خالص اكبر من مجرد جوازه ما تمتش..
لم تفهم ليلى مقصده الحقيقي..بل اثارت كلماته في نفسها تساؤلات كثيره..سألت بفضول..تقصد ايه بالغلطه اللي عملها ابويا…؟
ارتبك تميم..و أجاب بفتور..هو احنا هنقلب فالدفاتر القديمه..سيبك و قوليلي انتي بتستحمي كام يوم فالاسبوع..اصل الوالده وصتني مخصوص اسألك عشان ننظم المواعيد و ميحصلش احراج..
ضحك بشكل هستيري ثم اضاف..اصلها بتغير على ابويا لحد دلوقت..و مش عايزاه يلمحلك ضفر يعني انتي ست العارفين بقى عرايس جداد وكل شويه هيلزمنا الحموم…
نهضت ليلى من مقعدها ناظره له بتقزز و قالت..انا قايمه اصلي و صدقني من قلبي هادعيلك…
شعرت ديما بالخجل الشديد من نفسها..فلتوها عادت من المشفى بعد زيارة طويله لأبيها..و الذي أخبره الأطباء بأن بامكانه الخروج من المشفى غدا و العوده لممارسة حياته بشكل طبيعي..ليقرر اباها السفر خلال يومين و العوده لعمله..مما أثار الحزن لديها..بدلا من ان تفرح لسلامة والدها..فقريبا ستغادر و تترك لؤي..و لن تراه مجددا..ربما لسنين اذا ما سمحت ظروف عمل والدها بالسفر وا لحضور لمصر مره أخرى..
عدا عن شعورها بالخزي من نفسها..سيطر التوتر على كل ثنايا جسدها..ستترك لؤي محاطا بكل تلك الجميلات و اللاتي يشاركنه في ذلك المسلسل..حتى و ان انتهى منه..بالتأكيد ستلوح له فرصه أخرى و ربما دور أكبر..فلقد أخبرها بحماس المخرج الشديد تجاه موهبته ووعده بدور أكبر قريبا ليدخل في مصاف النجوم الشباب..عليها أن تتحرك سريعا من أجل تغيير صورتها المحفوره في جدران عقله..فحتى الان لم يغير نظرته تجاهها..بالنسبه له هي تلك الطفله السمينه محبة الاكل والتسالي…
خرجت من الغرفه و اتجهت إلى غرفة المعيشه حيث تجتمع العائله..حيّت الجالسين و اتخذت مقعدا لتتفرج بدورها معهم على نشرة الأخبار…
راقبت لؤي و الذي ما انفك يعبث في هاتفه..لتستحضر تلك الفكره و التي جَبُنت عن تنفيذها سابقا..
لكن اليوم لا وقت للتردد.. عليها أن تثبت نفسها و جدارتها بحبه..كما فعلت قدوتها في احد المسلسلات الاجنبيه..
أمسكت بهاتفها..ليدلف يحيى إلى البيت محييا الجميع بابتسامه باهته….
سألت خديجه..يحيى..احضرلك الاكل يا ضنايا…؟
يحيى..متشكر يا ست الكل..انا هاخد دش الاول و بعدين ابقى اشوف اي حاجه و اكلها متتعبيش نفسك..
اتجه يحيى إلى غرفته..و عاودت ديما العبث في هاتفها..باحثه عن تلك الصوره التي التقطتها حين ارتدت البيبي دول الخاص بليلى..و الذي يظهر مفاتنها بشكل ڤاضح..
بعد بحث استغرق ثوان..وجدتها لتقوم على الفور و دون أي لحظة تفكير بارسالها إلى هاتف لؤي..
و الان حان وقت الانتظار و التلذذ بردة فعل لؤي…
انتظرت دقيقه..تلتها دقيقه أخرى..و لم يصدر هاتف لؤي أي صوت يدل على وصول تلك الصوره إلى هاتفه..والذي ما زال ممسكا به يتطلع ربما الى احد المواقع الاكترونيه…
التقطت هاتفها لتتأكد إن كانت قامت فعلا بارسال الصوره..أظهر هاتفها بأن الصوره قد تم ارسالها فعلا..و لكن…
شهقت ديما ړعبا..و اسرعت عاديه في اتجاه غرفة اولاد خالتها…
لم تطرق الباب..فيحيى بالتأكيد ما زال في الحمام..و لحسن حظها وجدت سترته ملقاه على السرير..أمسكت بها باحثة عن هاتفه…
ليقول لؤي الواقف بالباب..فيه ايه..مالك قمتي مفزوعه كده.. و بعدين بتفتشي جاكت يحيى ليه…؟
وقفت ديما تبحلق فيه عاجزه عن النطق..ليقول لؤي..الله مالك يا بنتي ما تنطقي…؟
ألقت الستره على السرير مره أخرى..و قالت..مفيش…
لاحظ لؤي قبضتها الشديده على هاتفها..دقق النظر ثم قال..الله.. مش ده موبايل يحيى….؟
ارتبكت ديما و قالت..اصل….
ابتسم لؤي..اصل ايه يا مفعوصه..عايزه تكلمي مين..و بعدين مش انا من يومين شحنتلك..لحقتي تخلصي رصيدك..عموما سيبك من يحيى..خودي موبايلي اهو..
تقدم لؤي لاعطائها هاتفه..لتتراجع ديما على الفور..قائله..لا بس موبايل يحيى احسن…
صوب لؤي نحوها نظرة مشككه..ثم قال..هي ايه الحكايه .؟
ليدلف يحيى إلى الغرفه بعد ان أنهى حمامه السريع و دون ان يلاحظ وجود ديما..نظرا لانشغاله بتجفيف شعره
نهر اخيه قائلا..مالك..صوتك عالي ليه يا لؤي..بتخانق الحيطان و لا ايه نظامك
شعرت ديما بالحرج الشديد نظرا لحال يحيى..فلقد خرج لتوه من الحمام و لم يكن يرتدي سوى منشفه الحمام على وسطه..ألقت هاتف يحيى أرضا..و ركضت بسرعه إلى خارج الغرفه…
تطلع الاثنان في اثرها..ليسأل يحيى..عملتلها ايه المرادي..؟
رفع لؤي كتفيه و قال..و الله و لا حاجه..قامت مفزوعه و لحقتها لئتها بتفتش في جاكتتك و بعدين شكلها كانت عايزه الموبايل بتاعك قولتلها تقدر تتكلم من موبايلي مرضيتش…
صمت لؤي ثم استدرك شيئا ما قائلا..بس هي قامت مفزوعه ليه
التقط هاتف يحيى من الارض..و قال بعد أن رأى الشاشه تضيء معلنه وصول ملف جديد..حد بعتلك صوره يا كابتن
فتح يحيى ملف الصوره ،و خلفه لؤي الذي اعتراه الفضول بعد موقف ديما الغير مفهوم..ليشاهدا بأعين غير مصدقه صورة ديما في قميص للنوم ڤاضح جدا…
بقيا لثوان يحدقان في تلك الصوره محاولان أن يجدا تفسيرا ما..ليقول يحيى بحرج..شكلها بعتتها غلط..
قال لؤي پغضب..انا هاروح اكسر دماغها العبيطه دي..
يحيى بهدوء..سيبك منها..و انا هاكلم ليلى و توصيها تبقى تاخد بالها بعد كده…
أومأ لؤي موافقا أخيه في الظاهر فقط..خرج من الغرفه و اتجه باحثا عنها.. وجدها جالسه على احد المقاعد في الشرفه..حاول السيطره على غضبه والذي تداخلت به مشاعر أخرى..لم يعتقد قط أنها موجوده تجاه ابنة خالته..و لكنه انزعج و بشده من وقوع تلك الصوره تحت ناظري أخيه..أهي الغيره على ديما..نحى تلك الفكره من رأسه..فلِمَ يغار عليها…؟
دلف إلى الشرفه..محاولا تلقينها درسا دون الافصاح عن مشاعره..فقال بسخريه محاولا اغاظتها..كمان طلعتي عبيطه و مش بتفهمي فالموبايلات..صحيح انك عيله بجد…
فغرت ديما فاهها..و شعرت بالخزي الشديد..فبدلا من تحسين صورتها في نظره..أضافت الغباء لتزيد الطين بله..هذا عدا عن موقفها المحرج جدا مع يحيى..قالت بعد أن استدركت غباءها..و يحيى شاف الصوره ؟
أومأ لؤي..اها..ثم أضاف بلهجه غاضبه..اوعي تكوني قاصده تبعتيهاله..ده انا كنت امۏتك….
صمتت ديما..منذهله من تغير مزاجه..عاد ليقول..انطقي كنتي بعتهاله مخصوص
عضت ديما على شفتها السفلى..لتضيف واحد إلى واحد..لتحصل على بصيص أمل في طريقها المظلم نحو قلب لؤي..ربما إن ظن أنها معجبه بيحيى ستتحرك بداخله مشاعر الغيره كما هو واضح أمامها..و بالتأكيد سيدفعه ذلك الى الافصاح عن مشاعره تجاهها خوفا من ضياعها من يديه…
ابتسمت ببرود و قالت..و افرض..انت مالك
ركل لؤي المنضده القابعه أمامها..شاعرا بالخيبه و أحاسيس أخرى لم يُعرها اهتماما الان..فلقد خسر من ظنها نصيره الوحيد ضد يحيى..فعلى ما يبدو أنها من أكبر معجبينه و تلك الصوره خير دليل..
قال لؤي محاولا اخفاء مشاعره الحقيقيه و رد القلم الذي صوبته إلى قلبه..ابدا..بس انا قلبي عليكي..شوفي الحاجات دي بتلبسها البنات الموزز..اللي جسمها مانيكان مش الدباديب اللي زيك..
شعرت ديما بالاهانه الشديده..قالت مقاطعه اياه..عموما اللي يهمني رأي يحيى..مش رأي حد فاشل زيك..
لقد علم كلاهما نقطة الضعف لدى الآخر..و بكل سهوله و دون تردد استلا سكينتهما ووجها لبعضهما الطعنه القاتله..و للحظات اشتبكت نظراتهما الجريحه في لقاء أبكم..حرص فيه كلاهما على إخفاء مشاعره الحقيقه..فديما قابلته بنظره متحديه..فما عاد رأيه يهم بعد الآن..أما لؤي أنزل ستارة اللامبالاه على عينيه..محاولا إخفاء تأثير تلك الكلمه في نفسه…
أشاح كلاهما بنظره في نفس الوقت..و كأنهما اعلنا و بصمت ان لحظة الفراق قد حانت…
ابتسم لؤي بمراره..فلقد خسر مؤيدته الوحيده..و لكن المضحك المحزن انها أيدته أيضا في اعلان لحظة الوداع…
شعرت شيرين بمدى صدق المقوله بأن الحب كما يجلب السعاده فإنه يحمل في طياته ألما كبيرا..لقد كان من الصعب عليها اليوم الجلوس و مشاهده مالك يتودد إلى سلوى بتلك الطريقه التي تفضح مشاعره القويه تجاهها..لم تستطع المكوث دقيقه أخرى..حملت حقيبتها و همت بالمغادره..
قال مالك بنبره متفاجئه..ايه يا شيري انتي مروحه ؟؟؟
ابتسمت شيرين و انتعش الامل بداخلها..فقد لاحظها اخيرا..قالت..ايوه..الوقت اتأخر و مضطره اروح..
نظر مالك بضيق وقال..طب احنا فضلنا يدوب عشر دقايق و نخلص..استني كمان شويه..بلاش سلوى تروح لوحدها فالوقت المتأخر ده…
عادت لتجلس و قد انطفأ الأمل بداخلها..قال أنس الملاحظ لتصرفاتها..ما قلتلك حلها عندي…
قالت شيرين و كأنها تبرر مجاراتها له فالحديث..عندك حق..سلوى مش بتحبه..يبقى حرام اوي يعلق نفسه بيها بالشكل ده..بجد حرام..ليه كلنا لازم نتعذب كده..انا و سلوى و مالك..ايه الحكمه فكده..ليه اللي بنحبهم مش بيحسوا بينا..ليه مش فاهمه ليه…
قال أنس..شوفي انا عمالي بمخمخ في حاجه كده و لو قدرت اسبكها هنطلع كلنا بمصلحه جامده..
نظرت شيرين تجاهه بقلق و سألت..انت ناوي على ايه بالظبط ؟
أجاب انس..لما اسبك الحكايه..هاكلمك و انتي حره لو حابه انفذ هانفذ بس طبعا كله بتمنه..و انا هاضطر اجل حاجات ضروري اعملها..بس عشان خاطرك تتأجل و بدال ما بقى انا المستفيد الوحيد..كمان انتي تزيحي انتيمتك من طريق حبيبك و برده كمان هي الاوخرى نفضيلها الطريق لقلب يحيى..وكله كله كسبان و ربنا..بس انتي جمدي قلبك كده..التكتيك ده محتاج قلب أسد مش قطه يا قطه…
لم يفصح أنس عن ما أطلق عليه تكتيك و لكن في قرارة نفسها أيقنت بأنه بالتأكيد سيتبع طريقا ملتويا..و لكن عدا النقود التي سيحصل عليها منها..ما هي مصلحته تحديدا…
همت بالسؤال و لكنه أوقفها بعد أن استطاع قراءة مقصدها دون كلمات..مستأليش حاجه دلوقتي..فكري انتي مستعده تروحي للاخر عشان تنولي اللي عايزاه و لا مش اد المخاطره و هتنخي بسهوله..فكري و كلميني و ياريت بسرعه..اصل اخوكي مزنوق اوووي…
ابتلعت شيرين ريقها قلقه من نفسها التي بدأت تسول لها بالموافقه على خطته ايا كانت..فكل شيء جائز في الحب و الحړب كما يقولون…أو هكذا بررت ضعفها
في صباح اليوم التالي حضّرت ديما حقيبتها..و ودعت ليلى متنميه لها التوفيق في حياتها..و سرا دعت لها بأن يزيح الله غمة تميم عنها و إلى الأبد..سلمت على زوج خالتها و احتضنت خالتها التي أوصتها بنفسها خيرا .
حضر يحيى و الذي سيرافقها حيث الفندق الذي يقطن فيه حاليا والديها بعد خروج أبيها من المشفى..
قال يحيى..مش يلا بينا…
ترددت ديما لثوان..ظنا منها بأن لؤي سيخرج لوداعها..و لكن يبدو أن ستارة النهايه على ما كان بينهما..أيّا كان تعريفه..قد أُسدلت و إلى الأبد…
ابتسمت نصف ابتسامه و قالت..اها انا جاهزه..و اسفه هاتعبك معايا…
فرك يحيى جبينه و قال..تعب ايه بس..ده احنا هنفقتدك جدا..
ثم اقترب منها هامسا..خصوصا الواد لؤي..بس يلا ربنا بيحبك و هتخلصي منه و من رخامته…
ابتسمت ديما اثر كلماته..و نحت حرجها منه بسبب تلك الصوره و سألت بصوت خفيض..بجد ؟
أومأ يحيى برأسه..غير مدرك لمدى تأثرها بكلماته..ثم أضاف..ايوه..ده سألني مېت مره امتى هاوصلك
حمل حقيبتها و فتح الباب..لتسأل ديما بعد أن أصبحا خارج الشقه..احم.. طب ليه مصحيش يودعني…؟
نظر لها يحيى بحيره..لتقول ديما بتوتر..اقصد يعني هو دايما اللي كان بيوصلني..انت على طول مشغول..ووراك حاجات مهمه..ثم أضافت بمرح لتخفي حرجها..مش فاضي تشتغل الشوفير بتاعي زيه…
قطع عليها استرسالها في الحديث..ظهور لؤي بالباب…
قال لؤي بقنط..طب كويس اني عرفت مقامي عندك..شوفير و فاشل و ايه كمان…
قالت ديما و قد تذكرت كلماته القاتله لها البارحه..مقصدش بس يحيى اكيد وراه مسئوليات اكبر منك بكتييييير
تدخل يحيى قائلا..صلوا عالنبي يا جماعه..وانت يا لؤي ديما خلاص هتسافر بكره..مفيش داعي لاي زعل بينكو..أضاف يحيى مازحا بعد أن لاحظ مدى التوتر بينهما..يلا يا ولاد كل واحد يعتذر للتاني و يا دار مدخلك شړ..
بقى الاثنان مسمران يحدق كل منهما للاخر بعناد واضح، ليقول يحيى..ها هنفضل عالحال ده كتير..
قال لؤي بحنق..لا ازاي..حقك عليا يا ديما..و ابقى خودي بالك من روحك ودراستك وعايزينك الزياره الجايه تظبطي نفسك كده عشان تقدري تبعتي صور عِدله لمعجبينك..
قال يحيى پغضب..الظاهر مفيش فايده فيك..يلا بينا يا ديما…
تبعته ديما بعيون دامعه و تبعتهما نظرات لؤي الحانقه عليها و على أخيه….غير عابئا بصوت ضميره..
استيقظت نوف شاعره بالارهاق الشديد من ليلة امس حيث تم زفافها على تركي..و لكن تحاملت على نفسها و نهصت من الفراش لتستعد لسفرهم اليوم لقضاء شهر العسل في مصر كما وعدها زوجها المحب..
ابتسمت و دلفت إلى الحمام..لتجد رساله على المرآه من تركي..يخبرها فيها بأنه يحبها و سوف يعود قريبا بعد أن يقوم بدفع الحساب للفندق…
شعرت بالغبطه الشديده..و تساءلت كيف يوما أحبت رجلا غيره..وعند هذه الفكره شعرت بالقلق الشديد..فالرساله الأخيره من أنس كانت توحي بتلميحات مقلقه..ولكن ستتفاءل خيرا..بالتأكيد رسائله كانت وسيله لينفث عن غضبه ليس الا..و مع الوقت سينساها..كما تناسته هي في خضم فرحتها بمعاملة تركي الحانيه معها..أنهت حمامها و فتحت الخزانه لتختار ملابسا مريحه للسفر..
بعد أن قام بتوصيل ديما إلى وجهتها..هاتف فاتن..و التي ردت عليه فالحال..
يحيى..ها كلمتي مامتك..؟
فاتن بتردد..اصل..لو حابب تكلمها يبقى دلوقتي..لانها عندها تصوير كمان ساعه..
يحيى..و مالك قلقانه كده ليه..؟
فاتن..اسمع..تعال دلوقتي و بسرعه..و سوري انا مقلتلهاش انك عايزها فموضوع..مش عارفه بقى..اتصرف انت بمعرفتك…
تأفف يحيى..حاضر..انا طالع فالاسانسير ثوان واكون عندكو…
و بعد ثوان..دق جرس الباب..فتحت فاتن قائله..انا هاديها خبر دلوقتي..اتفضل فالصاله عبال ما اقولها
أومأ يحيى تابعا فاتن حيث أشارت إليه بالجلوس…
دلفت فاتن إلى غرفة والدتها..و التي كانت تتزين من أجل المغادره بعد دقائق..
سألت انجي..مين ؟؟؟
قالت فاتن بتوتر..ده يحيى..جاي مخصوص عشان يتكلم معاكي..
ضحكت انجي بسخريه..و ده عايز ايه..مش انتو خلاص فركشتو..
تململت فاتن..لتصرخ انجي پغضب..هو انتي رجعتيله يا حيلة امك
فاتن..ماما..وطي صوتك..يحيى فالصاله..
انجي پغضب..عايز ايه انطقي….
فاتن پذعر..معرفش… و ربنا ما اعرف
سددت انجي نظره حانقه باتجاهها و خرجت لملاقاة يحيى و تبعتها فاتن لتدلفا الصاله سويا…
انجي..اهلا و سهلا بجارنا الكريم..فاتن قالتلي عايزني فموضوع ها..خير..؟
نهض يحيى من مقعده قائلا..اتفضلي حضرتك عشان نقدر نتكلم..
جلست انجي بتأفف..و جلس يحيى قائلا..انا جاي اطلب ايد الانسه فاتن..
قاطعته انجي..فاتن مخطوبه وفرحها بعد اسبوعين..اسفه جيت متأخر اوووي
قال يحيى ببرود..لو تقصدي عالصفقه اللي عملتيها فانا مستعد اسددلك الديون و الشيكات اللي عليكي..و كمان نقدر نوكل محامي شاطر و هو ينظملك الدفع بطريقه قانونيه و يتفاهم مع الديّانه..
قالت فاتن بدهشه..منين يا يحيى..؟
ضحكت انجي بسخريه..هو انت حيلتك اللضا..قومي يا بني شوف اللي وراك و متعطلنيش اكتر من كده..
قال يحيى بحنق..يا ريت حضرتك تتكلمي باسلوب احسن من كده…
انجي..و كمان هتعلميني اتكلم ازاي يا جربوع انت..
نهض يحيى من مقعده قائلا..عموما انا هاعمل خاطر لفاتن ومش هارد عليكي..
انجي باستهزاء: لا والله كتر خيرك..
فاتن..ماما ارجوكي..ميصحش كده
يحيى پغضب..مفيش داعي يا فاتن..انا ماشي و هاكلمك بعدين…
خرج يحيى..لتقول فاتن..انتي ايه مشكلتك..الفلوس..ووعدك يحيى يدفعهالك..ليه تعامليه بالطريقه دي..؟
صړخت انجي پغضب..انتي اتهطلتي فنافوخك..فلوس منين اللي هيدفعها دي..هو اي حد يقولك بؤين حمضانين تقومي مصدقاه..يا خيبتك التقيله يا انجي..يا بت ادردحي شويه..
قالت فاتن مختبره والدتها..طب افرضي افرضي كلامه صحيح..يبقى مشكلتك اتحلت و انا كمان مش هاضطر اتجوز اللي اسمه خميس ده
حتى و ان امتلك يحيى مالا وفيرا..لم تكن فاتن لتوافق على تسديده ديون والدتها..و لكن أرادت بنقاشها ذاك أن تضع النقاط على الحروف بالنسبه لبعض الشكوك التي اقلقتها تجاه والدتها..فأثناء تصوير المسلسل وعدتها بأن يكون الأخير و بأنها ستسدد جميع ديونها حال حصولها على اجر فيلمها الحالي..و لكن كل شيء تغير بعد انتهاء المسلسل..لتبوح لها انجي بأخبار جديده عن ديونها المزعومه…
قالت انجي بحنق..هتتجوزيه و رجلك فوق رقبتك..ده هو الوحيد اللي لسه مستعد ينتجلي..
قالت فاتن پغضب..يعني مش حكايه ديون و فلوس و شيكات..انتي بس خاېفه لنجوميتك تنتهي و عايزاني انا ادفع التمن عشان تفضلي عايشه فالمجد والشهره بتوعك..
قالت انجي بازدراء..مش عاجباكي الشهره والمجد..دول اللي دخلوكي احسن مدارس و لبسوكي احسن لبس..ده انتي الوحيده فولادي اللي اتنازلت و قررت اربيكي..عارفه يعني ايه صوري تتنشر و معايا بنت شحطه ادك..عارفه يعني اسمع بوداني الناس بتتكلم اني عجزت و بقت عندي بنت عروسه..و مع ذلك اتحملت و مرضتش ارميكي..لان ابوكي لا يمكن كان يتحمل مسئوليتك و لقتني باجي على نفسي و اقول ما اربيها يمكن تنفعني بعدين..و دلوقتي دي جزاتي..جزات معروفي معاكي..عايزاني ادفن بالحيا…
ثم أضافت انجي بتأفف..ده كل اللي يهمك نفسك و بس.. انا فين.. فين تقديرك لتضحياتي اللي عملتها عشانك…
قالت فاتن..انا اسفه مقدرش اضيع حياتي مع واحد زي خميس..اطلبي اي حاجه تانيه لكن ده مستحيل..مستحيل ارتبط بيه بس عشان المجد و الشهره بتوعك..و صدقيني دوام الحال من المحال..و قبلك فنانات كتير ملو الدنيا شهره و صيت و دلوقتي محدش بيسمع عنهم حاجه..ارضي بنصيبك يا ماما..ارضي باللي ربنا كتبهولنا..و انا والله مستعده اديي عنيا ليكي بس جواز من الراجل ده مش هاقدر..مش هاقدر
قالت انجي بحزم..اقسم بالله لو ما اتجوزتيه لكون طارداكي بره البيت و ابقى وريني هينفعك ازاي سي يحيى بتاعك..
قالت فاتن پانكسار..و انا قلتلك رايي و مصممه على قراري…
قالت انجي..يبقى خلاص..لمي هلاهيلك و تفضلي بره بيتي..
فاتن..ماما ارجوكي..
قاطعتها انجي..انهارده ارجع ملاقيش اثر ليكي فالبيت ده انتي فاهمه..
خرجت انجي لمقصدها تاركه فاتن في حيره من أمرها..بالتأكيد كانت تلك لحظة ڠضب من والدتها و حين عودتها سيتصالحان كما يفعلان دوما…
أمسكت فاتن بهاتفها لتحادث يحيى و تطيب خاطره بعد معاملة والدتها الجافه…
أجابها فور تلقيه المكالمه..كويس انك طلبتيني..كنت لسه هاكلمك حالا..
فاتن..انا اسفه يا يحيى..بس هي ماما كده..مش بتفكر الا بالفلوس و الشهره و بتقيم عالناس على الاساس ده..بس عايزك تعرف ان انا مش هي..و لا يمكن كنت اقبل انك تسدد الديون اللي عليها..لا يمكن استغلك بالشكل ده..
قاطعها يحيى..انا عارف انك مش شبهها فاي حاجه..يمكن بس ملامحكو شبه بعض، لكن اللي جوه غير يا فاتن…غير اوي..و بعدين انا لسه عند كلمتي و مش هسيبك تضيعي نفسك..
قالت فاتن..مفيش داعي للكلام ده..انا خلاص مش هاتجوز اللي اسمه خميس ده..تصور ماما كدبت عليا و مكنش فيه ديون و لا حاجه و لا كنت مضطره امثل فالمسلسل كمان..كل همها كان ازاي تقنعه يفضل ينتجلها عشان تحافظ على الشهره و النجوميه بتاعتها..
لعڼ يحيى پغضب..ثم قال..انا كان عندي احساس كده بردو
قاطعته فاتن..بس انت كنت هتجبلها فلوس منين يعني ؟؟
قال يحيى..الشركه الكوريه عملت منحه للشركه بتاعتنا كمساعده لينا في بداية الطريق..
هتفت فاتن غير مصدقه..يعني كنت هضيع شركتك و حلمك عشاني..انا مش عارفه اقولك ايه يا يحيى..بجد انا ربنا بيحبني اوي انه بعتلي حد زيك..
قال يحيى..حلمي مش هيكون له معني وانتي مش معايا يا فاتن..مفيش حاجه هيكون ليها طعم من غيرك..
ابتسمت فاتن محرجه من افصاحه عن مشاعره و قالت بتلعثم..طب مش هاعطلك اكتر من كده كفايه امبارح
ابتسم يحيى قائلا و قد شعر بخجلها..طب خلي بالك من نفسك…لا اله الا الله
فاتن..محمد رسول الله…
أرادت فاتن السهر و انتظار والدتها لتتمكن من مصالحتها..بعد النقاش الحاد بينهما هذا الصباح..و لكن نظرا لارهاق فاتن..فضلت النوم و تأجيل ذلك لصباح الغد…
كانت تغط في نوم عميق..حين أستفاقت على صوت والدتها الغاضب..انتي لسه هنا..قومي..قومي يلا بره بيتي…شدت عنها الغطاء و أمسكتها من ذراعها..يلا قومي روحي لحبيب القلب اللي بعتي أمك عشانه..
بعد دقيقه من استيعاب فاتن لما يحدث حولها..قالت..ماما..اهدي الله يخليكي الساعه تيجي 2 الفجر..
جذبتها انجي بكل قوتها..لتنهض فاتن من الفراش..قالت انجي..يلا بره.. بره بيتي..
فاتن بتوسل..انا اسفه يا ماما..بس ارجوكي تهدي…
انجي بتصميم..مش اهدى الا ما تخرجي بره البيت..عشان تشوفي المرمطه و الذل على اصولهم..و ساعتها تتمني ترجعي عندي و لو خدامه..
فاتن بضيق..هو انا عملت ايه لده كله..حرام عليكي..هو انا عدوتك
انجي..ايوه..عدوتي ،عندك كل حاجه..كل حاجه مش عندي..الشباب و الجمال و الجسم و الرجاله اللي هتتهوس عليكي و ياريتك حاسه بالنعمه اللي انتي فيها و بتحاولي تستغليها و تستفيدي منها..لا بس اعده فوشي تخليني اتحسر على نفسي..اخرجي بره منيش طايقه اشوف خِلقتك…
جدبتها انجي..ساحبة اياها حيث باب الشقه..فتحت الباب..و دفعتها للخارج قائله..ابقى خليه ينفعك..
أغلقت انجي الباب..وسط ذهول فاتن من تصرف والدتها..صحيح أنهن اختلفن كثيرا في السابق و لكن لم يصل الأمر لهذا الحد ابدا..
دقت فاتن الجرس..لتفتح والدتها قائله..انت مبتفهميش..خلاص رجلك عمرها ما هتعتب البيت ده..انتي فاهمه..
قالت فاتن بتوسل..ماما ارجوكي..احنا داخلين الفجر..هاروح فين دلوقت..
انجي..في ستين داهيه…
فاتن..طب خليني اغير هدومي..طيب…
أغلقت انجي الباب غير عابئه بتوسلات ابنتها…
أسندت فاتن رأسها على الباب مفجوعه و لا تدري كيف ستتصرف…
يتبع…
رواية حب تحت الرمال فاتن ويحيي الفصل 13 بقلم Fallen Angel
