الحلقة 20
مَنْ مِنا لم يقف يوما بين المطرقه و السندان..بين خيارين أحلاهما مُر..فإما تنصاع ليلى لرغبة والديها و تسطر تعاستها بيدها و تكسب رضاهما..أو تختار ممارسه أدنى حقوقها في الحياه..باختيار مَن سيكون شريك حياتها و أبا لأولادها..ذلك الذي ستتبع قلبه وحكمته و ستشعر دوما بالأمان جواره..حتى لو اختار أن يَسْلُكَ دَرب البحر مَسْجُوراً…
ارتجفت ليلى حين رؤيتها اسم كِنان يُزين شاشة الهاتف الخاص بديما..لتحثها الأخيره على الاجابه..
ديما..كلميه..مش هتخسري حاجه..مش هتخسري اد اللي ناويه بايدك تخسريه…
نظرت ليلى إلى ابنة خالتها التي لم تكمل عامها السادس عشر..و احتارت من أين جلبت كل تلك القوه وذلك الادراك بما هو حق لها و بما هو واجب عليها..
قالت ليلى غير عابئه برنين الهاتف..انتي ازاي قويه كده ؟
تمعنت ديما في سؤالها للحظات..ثم قالت..عشان انا عندي اب..عرفني ايه حقوقي..و ايه واجباتي..ايه اللي ليا و اللي عليا..عشان كل قرار عندنا لازم يكون بالتفاهم..انتي عارفه يمكن عشان انا بنتهم الوحيده اللي اتولدت بعد شوق سنين..يمكن عشان كده اهلي حسوا بقيمة الضنا غالي اد ايه..مش زي باقي الناس بتخلف زي الارانب من غير ما تفهم ان الولاد دول ليهم حقوق على اباهاتهم..و لو الحقوق دي اتهضمت يبقوا عاقين لولادهم…
ثم أضافت..هتردي و لا ارد انا…؟
أمسكت ليلى الهاتف بأنامل ترتجف..ضغطت رد..ليأتيها صوت كِنان..ديما..طمنيني ايه الاخبار…؟
ليلى بخفوت..كِنان.. انا مش مصدقه انك هنا
هتف كِنان بفرح..ليلى..ياااه اخيرا سمعت صوتك..ليلى ارجوكي تسمعي كلام ديما..ومتضيعيش وقت…
ليلى..انا خايفه اوي يا كِنان..
كِنان..متخافيش ابدا و انا جنبك..انا رتبت كل حاجه..متقلقيش..
ليلى ببكاء..و بابا وماما و اخواتي..هافضحهم يا كِنان..هافضحهم بهروبي دلوقتي…
كِنان..مسيرهم مع الوقت ينسوا و يسامحوا..بس انتي لو كملتي فالجوازه دي عمرك ما هتنسي يا ليلى..
ليلى..انت مش فاهم..لو انا هربت دلوقتي..محدش هينسى ده هيبقى عار ليهم طول العمر..
كِنان..يعني ايه يا ليلى..هتسلمي للامر الواقع..طب انا هسألك سؤال و تجاوبيني بمنتهى الصراحه..
صمتت ليلى..ليستأنف كِنان..بناتك..هتربيهم زي ما انتي عايزه..زي ما كنتي بتحكيلي عايزه بناتك تكون فحياء فاطمه و قوة اسماء..و حكمه ستنا عايشه..هيحصل ده..و لا هيتكتب عليهم نفس اللي حصلك و يعيشوا نفس القهر اللي انتي فيه دلوقتي..قوليلي تقدري ساعتها تتحملي العاراللي صنعتيه بنفسك و اللي هيشيلوا همه باقم عمرهم زيك…
ليلى..حرام عليك يا كِنان..
كِنان..حرام عليكي نفسك..
ألقت ليلى بالهاتف مذعوره حين سماعها طرقات عنيفه على الباب..لتسرع ديما باغلاق هاتفها بعد أن أخبرت كِنان بأنها ستعاود الاتصال به قريبا…
تنهدت ديما..انا هاشوف مين
فتحت ديما الباب لتفاجأ بتميم..قالت ديما..خير
تميم..كل خير..بعد اذنك انا عايز اتكلم مع عروستي..
نظرت ديما بطرف عينيها الى ليلى المنهاره بالبكاء: مش وقته..ليلى محتاجه تجهز عشان هنروح الكوافير دلوقت..عن اذنك…
تميم بعد أن حاولت ديما اغلاق الباب..حيلك حيلك..شايفاني خيال مآته..قلت أنا عايز اكلم عروستي يبقى هاكلم عروستي..و انتي خودي سكه متخليش اعصابي تفلت مني..
جففت ليلى دموعها بسرعه..ثم نهضت باتجاه الباب..خير يا تميم..عايز ايه السعادي ؟
تميم..حاجه خاصه..معلش يا انسه ديما تتفضلي من هنا..ها ؟
نظرت ديما باتجاه ليلى..التي أشارت لها بالانصراف الآن..لتجنب ردة فعل خطيبها المتهوره..
قال تميم بعد مغادرة ديما..اشطه كده هنقدر ناخد راحتنا…
ليلى..من فضلك تختصر..انا ورايا تحضيرات كتير..عايز ايه ؟
تميم دافعا ليلى الى داخل الغرفه..خليني ادخل الاول طيب..
ليلى بصريخ..ايه اللي عملته ده يا حيوان
اغلق تميم الباب بالمفتاح..ثم قال بغضب..كده بتغلطي عليا فيوم فرحنا..كده يا متربيه..
ليلى بذعر..اسفه..والله غصب عني..بس انت اصلك زقتني جامد..
تميم بغل..اسفه..هاصرفها منين دي..و انا اللي جاي اقولك كلمتين حلوين..تشتميني..ده جزاتي..
ليلى..قولتلك اسفه كان…
لم تكمل ليلى حديثها..فقد تلقت صفعه قويه من تميم على وجهها..لتشهق ببكاء..
تميم..يااااه من زمان و نفسي اديكي القلم ده..من زمان و انا مكبود من كبرك وتعاليكي عليا و استحقارك لكل حاجه بقولها او بعملها…بس دلوقتي خلاص مش هتقدري تفتحي بؤك بنص كلمه..كلها كام ساعه واوريكي قيمتك بجد يا بنت عمي…
جلست ليلى على السرير..فلم تعد قدماها تحملان ثقلها و ثقل قلبها المتعب..تمعنت في الواقف يهذر بغضب قِبالتها..مفكره هل أخطأت في حقه..هل قامت فعلا بتفريغ شحنة غضبها من اجبار أهلها على هذه الزيجه تجاهه..و آذت مشاعره دون أن تقصد..و لكن ما الذي يجبره على اتمام زيجته بفتاه يعلم كل العلم بانها تبغضه..أي نوع من الرجال هو..ألا يحمل و لو ذره من الكرامه..
قالت ليلى بصدق: انا اسفه يا تميم..انت عندك حق..انا فعلا غلطت فحقك كتير…
كانت تريد أن تؤثر عليه..ان تستنجد بالرجل الشهم بداخله..هذا إن وجد..ان تعطيه الفرصه لتحرير نفسه من قتامة الغضب الذي يعتمر بصدره..ليدع الانتقام جانبا..كانت محاوله أخيره للافلات من هذه الزيجه..
قال تميم..اهو مش باخد منك غير الكلام..
ليلى بأمل..طب عايزني اعمل ايه..فهمني ارجوك عشان..
قاطعها مقبلا اياها بعنف..و ضاما جسدها الضيئل لتلتصق به مكرهه..
حاولت ليلى ابعاده عنها..تميم سبني..هاصوت و الم عليك الناس..سيبني يا بني ادم…
تميم بعد أن ابتعد عنها..مسيرك يا ملوخيه تيجي تحت المخرطه..هانت يا بنت عمي..هانت..
خرج تميم..لتسرع ليلى بالاتصال بديما..تعالي عندي بسرعه اوام…
أغلقت الهاتف..مرتابه من قرارها..و لكن الى متي ستخدع روحها بأن بامكانها التأقلم معه..لقد عنفها مرات عده في غضون الدقائق الماضيه..بدايه من دفعها بشده داخل الغرفه..ثم صفعها..حتى حينما أراد أن يعبر عن مشاعره تجاهها استخدم العنف و فرض القوه..دون أن يمهد لها أو يستثير عواطفها بكلمات رقيقه كما يفعل أي عريس تجاه من ستُزف اليه بعد سويعات..
حينما دلفت ديما الى الغرفه..كانت ليلى ترتجف و بشده..قالت ديما..انتي بردانه يا ليلى
ليلى بضعف..انا مرعوووبه مرعوووبه من اللي هاعمله
ديما غير مصدقه..انت خلاص قررتي تهربي مع كِنان ؟
ليلى..ايوه..مش قادره اكمل..انا بخاف منه جدا..و مش عارفه هاعيش معه ازاي تحت سقف واحد..
ديما بحسره..ربنا يهديلك اهلك..اسمعي اجمدي مينفعش كده..لازم تكوني اد القرار اللي اخدتيه..مش عايزين كل حاجه تبوظ فاخر ثانيه…
ليلى..حاضر..حاضر..طب احنا هنعمل ايه دلوقتي…؟
ديما..احنا هنروح للست اللي هتزبطك..و بعد كده هاوزع ماما و خالتي وسط الستات..و تزوغي انتي عالحمام اياه..تغيري هدومك و هاكون مستنياكي بره..اول اما اكلمك تخرجي ،واوعي تخرجي قبل مكالمتي..فاهمه يا ليلى..
أومأت ليلى..و استعدت للانصراف مع ديما ووالدتيهما الى السيده التي ستتولى القيام بزينتها لهذه الليله…
كان كِنان يقبع بسيارته على الطريق العام المؤدي لتلك البلده الصغيره..حيث سيقام حفل زفاف ليلى قريبا..و تآكله القلق حين أقر بذلك في نفسه..فيبدو أنها استسلمت للضعف..
قطع عليه حبل أفكاره رنين هاتفه..ليجد اسم فاتن..
تمتم..مش وقته..احتمال كبير ديما تكلمني دلوقت..
الغى المكالمه..عازما على محادثة أخته في اقرب فرصه..كما وعد نفسه بأنه سيقف بجوارها..و لكن ليس الآن..في خضم مفترق الطرق هذا…
كان محقا..فلتوه تلقى اتصالا من ديما..أجاب بلهفه..ها ايه الاخبار..؟
ديما..خليك مستعد..احنا دلوقتي هنروح الكوافير..و لو كل حاجه مشيت زي ما انا راسمه ليلى هتكون عندك بعد ساعتين..
كِنان بقلق..طب خلي بالك..ممكن تديني اكلمها…
ديما..معلش..مش هتقدر تتكلم دلوقتي..
كِنان..طيب سلميلي عليها اوي..و قوليلها متخفش..ها يا ديما ارجوكي تطمنيها انا عمري ما هاتخلى عنها
ديما..اوك..و سلام دلوقتي..
اسند كِنان راسه على مقود السياره..متمتما بكل أنواع الدعاء التي يحفظها..راجيا من الله أن يقف بجواره..و يخلص ليلى من تلك الزيجه بالاكراه..
عاد أنس من قسم الشرطه و كل ذره في جسده تأن من شدة الألم..دلف الى حجرته دون أن يحيي والديه..رتمى على السرير..ناقما بشده على سوء حظه و على مدعية الشرف..هي و اختها الثريه المدلله..
اغمض عينيه..متوعدا..يوما ما ستنال عقابها على ما اقترفت بحقه..تمتم بحنق..و الايام دوَل يا فاتن..الايام دوَل…مسيري هاردلك القلم
خرجت ديما من غرفة ليلى..لتستدعي والدتها و خالتها ليذهبا مع ليلى الى خبيرة التزيين..عدت بسرعه كبيره و حين وصولها الى السلم..أتاها صوته مناديا..ديما..استني يا ديما…
التفتت ديما لترى لؤي..يهرع باتجاهها..قال حين اصبح مواجها لها..ازيك
ديما بحنق..كويسه اوي..
فلقد تجنبها لؤي منذ عودتها الى مصر..و لم يكلف خاطره حتى بالاطمئنان على أحوالها..
لؤي بتردد..انا..
ديما مقاطعه..معلش انا لازم انزل و ادور على ماما و خالتو عشان هنروح الكوافير دلوقتي…
فغر لؤي فاهه..ثم قال..و هتخرجي كده ؟؟؟
ديما ساخره..لا كدهون..
لؤي بحنق..مش عشان فرح و هيصه يبقى تقلعي حجابك..غطي شعرك احسن و ربنا..
توقف جازا على اسنانه بغضب..لتقول ديما محاولة التخلص منه..هو انت فاكرني هاخرج من غير طرحه..ده بس هنا… عشان مفيش رجاله
لؤي بغضب..و انا ابقى ايه..مش راجل و لازم متبينيش شعرك اودامي..
ديما مرتبكه..هي طالبه خناق معاك و لا ايه ؟
ديما
كانت تلك راويه والدتها..تنتظر اسفل السلم
قالت ديما..جايه اهو..
نزلت اول درجه..ليقول لؤي امرا..شعرك
تاففت ديما واضعه الطرحه على راسها و قالت بحنق..اهو..ارتحت
و عدت الدرجات بسرعه كبيره..فما زال امامها مهمة توصيل ليلى لكِنان…
أصرت سلوى على حضور حفل زفاف شقيقة يحيى..و الذي قام بدعوتها هي و شيرين الى الحفل المرتقب اليوم..لتتفق مع شيرين على الذهاب الى بلدة يحيى بسيارتها سويا..
قالت شيرين بامتعاض..و الله شكلنا هنتوه فالحته المقطوعه دي..
سلوى..اللي يسأل ميتهش يا شيري..بمناسبة الاسئله..انا كان نفسي اعرف انتي جبتي صور اللي اسمها فاتن ازاي..قصدي صور اختها وهما توأم و لا ايه الحكايه..؟
شيرين..معرفش اذا كانوا توأم..بس أنس عدل الصور بتاعة اختها و بقت شبهها بالمللي…
هتفت سلوى..أنس..و دخله ايه في الموضوع..؟
شيرين..هو اللي جابلي الصور..و عدلها عالفوتوشوب لما عرف ان يحيى مصمم يرتبط بالبنت دي..
سلوى باستغراب..بقى انس خايف على يحيى..مش اولى يخاف على نفسه..
شيرين..احنا مالنا..اهي خادت الشر و راحت..
أكملت سلوى الطريق..لحين دلوفهن الى البلد..هناك اخرجت هاتفها واجرت مكالمه هاتفيه مع يحيى..
يحيى..الو…….
سلوى..ازيك يا يحيى..انا وشيرين وصلنا بس مش عارفين البيت فين..
يحيى..طب قوليلي انتو فين بالظبط و هاجي اخدكو
اغلقت سلوى الهاتف بعدما اخبرت يحيى بمكانهما..ليأتي بعد ربع ساعه محييا..ازيكم يا بشمهندسات.
سلوى..الحمد لله و الف مبروك ربنا يتمملها على خير..
يحيى..الله يبارك فيكم..و تفضلوا معايا انا هاوصلكم للبيت…
شيرين بعد ان لاحظت الوجوم على محياه..مالك يا يحيى..شكلك مدايق او حاجه..؟
يحيى..ها..
سلوى..لا ده الحكايه فيها إن..في ايه .؟
يحيى..يعني انا كان نفسي اسالك انتي جبتي صور فاتن دي منين..؟
شيرين باندفاع..انس هو اللي ورانا الصور..؟
يحيى بامتعاض..الحكايه فيها أنس..يبقى احتمال..
شيرين مقاطعه..احتمال ايه..انا و سلوى شفناها بعينا و انت مسافر جت الشركه لانس و دخلوا المكتب و وقفلوا على نفسهم لاخر النهار كمان..
يحيى مصدوما..الكلام ده صحيح يا سلوى ؟
سلوى..آآآآ
لكزت شيرين سلوى بجانبها..و قالت..طبعا صحيح..امال انا هاكدب يعني..
يحيى..ارجوكي يا سلوى تجاوبي على سؤالي..شفتي فاتن مع انس زي ما قالت…؟
همست شيرين لسلوى..ده شكله بيراجع نفسه..و هيرجع يتورط تاني معاها..لاجل ربنا انقذيه من الوحله دي….
سلوى باستسلام خوفا على يحيى..ايوه..زي ما قالت شيرين بالظبط
أوصلهما ثم أسرع في خطواته راغبا بالانفراد بنفسه..فلقد امضى الايام الماضيه يقلب في الاحداث الاخيره..محاولا أن ينتزع فاتن من عقله اولا..فالمعطيات أمامه كانت تدل على سوء سلوكها من حديثها الملتهب مع اخيه الى صورها الفاضحه..ناهيك عن ذهابها الى تلك الشقه المشبوهه و اشتراكها ربما في كمين مع الشرطه هناك..و لكن لِمَ اختاروها هي بالذات..لربما كانت لديه صله مع مَن تم القبض عليهم..و لكن بقي هامس يخبره بأن هناك خطأ ما..شيء غير منطقي..لتأتي كلمات شيرين و تأكيد سلوى لتكون القشه التي قسمت ظهر البعير..فما مصلحتهما في الكذب عليه..خاصه سلوى..لقد عهد دوما منها الصراحه و الوضوح التام..
و حتى ان أجيبت كل تساؤلاته..ما الفائده..لقد خانته مع أخيه..لن يستطيع أن يغفر لها ذلك..لن يغيب عقله و يُكذّب والده..و الذي و بشكل غير مسبوق دعم كلام لؤي..مما يعني أن لؤي صادق تماما
أما أنس..فمن المستحيل بعد اليوم أن يبقى على شراكته معه..ليس بعد أن طعنه بخنجر قاتل..لقد علم مدى تعلقه بفاتن..لو كان صديقا حقيقيا لما تلاعب معها من وراء ظهره..
ابتسم ساخرا..و تمتم..يعني كانت مقضايها مع لؤي و انس و يا ترى مين كمان ؟
ثم هز رأسه نافيا.. مش معقول..بجد مش معقول..بس خلاص مقدرش ادخل فالدوامه دي تاني..مقدرش اكدب كل الناس دي و اصدقها..مقدرش..ربنا يهديها..ويهديني..واقدر انساها واريح نفسي من الحيره دي
أوصل زميليته..ثم توجه الى الحمام الخارجي..عازما على انعاش نفسه ببعض الماء..فالان عليه أن يقف في فرح ليلى مدعيا السعاده…
كانت ديما مختبئه خلف الأشجار تترقب انتهاء ليلى من تغيير ملابسها..حين رأت يحيى قادما باتجاه الحمام الخلفي..ليجن جنونها..و احتارت كيف تمنعه من دلوف الحمام…
هرعت مسرعه من خلف الأشجار..تصرخ..يحيى..يحيى..
التفت يحيى الى مصدر الصوت..لتستمر ديما في الاستغاثه..يحيى..رجلي..مش قادره..
عدا باتجاهها..يسأل بقلق..ديما انتي كويسه ؟؟
ديما لاهثه..رجلي بتوجعني شويه..شكلها اتلوت و لا حاجه..
يحيى..طب اسندي عليا و هاوصلك البيت..
ديما..متشكره اوي يا يحيى..هاتعبك معايا…
يحيى..لا مفيش تعب و لا حاجه .
سارت ديما ملاصقه ليحيى..و الذي قام بايصالها الى با ب المنزل..حيث تعلو اصوات الزغاريد و الهرج من الداخل..لتقول ديما..انت هتروح فين دلوقت ؟؟
يحيى..ليه عايزه حاجه ؟؟
ديما..اصل..
ابتسم يحيى..اصل ايه..قولي متتكسفيش انا زي بابا..تحبي اجبلك دكتور ؟
ضحكت ديما على دعابته و قالت..لا رجلي كويسه دلوقتي بس اصلي جعانه و هاموت على حته شكولاته..متقدرش تجبلي اي حته ان شاء الله من ام نص جنيه دي..
ابتسم يحيى..حالا..عشر دقايق و هيكون عندك كل الانواع اللي بتحبيها…
تنهدت ديما حين تأكدها من مغادرته بعيدا عن المنزل..و انطلقت حيث ليلى منتظره بالحمام..
ديما..استني ،واخده فوشك كده ورايحه فين
استدارت ديما..حين سماعها صوته..فتحت فاهها ثم أغلقته
لؤي بحرج..ديما..انا كنت عايز….
صمت مترددا..
ديما في نفسها..هو ده وقته..انجز..البت هتخلل فالحمام..
لؤي بتلعثم..انتي عملتيلي بلوك عندك عالفيس ولا..
صمت ثانيه..لتتأفف ديما..بعد كل ما جرى بينهما و بعد اهانته المستمره لها..لم يفرق معه سوى حذفه من الفيس..بالتأكيد لا يهم سوى كرامته…
قالت ديما بجفاء محاوله التخلص منه..و غير عابئه بالطريقه..اه..اصلي مبحبش يكون عندي ناس فاشله
شاهدت امتقاع وجهه..لتشعر بتأنيب الضمير..و لكن لا وقت للانغماس في حبه لذاته الان..عليها مساعدة ليلى و بسرعه قبل أن تكتشف غيابها النسوه…
لؤي بغضب..انا الحق عليا اللي عملتلك قيمه اصلا..
استدار على عقبيه مغادرا بخيبه..لتسرع ديما لمعاونة ليلى..غير عابئه بدقات قلبها المتسارعه في لومها على جرح لؤي مره اخرى بتلك الطريقه…و لكنها تمتمت..يستاهل..اه..انا مش هاعيده تاني
طلبت رقم ليلى بعد تأكدها من خلو الفناء من الموجودين..فلقد توجه الرجال الى الصوان المنصوب لاحتفالهم بالقرب من ملعب البلده..اما النساء فتوافدن من الباب الرئيسي للسمر و الغناء في المنزل..
خرجت ليلى تتلفت يمينا و يسارا..مطمئنه بعض الشيء حين ملاحظتها لبدء الليل في اسدال عتمته..
قالت ديما الواقفه بجوار الباب..امان يا بنتي..يلا خليني اوصلك..
سارتا جنبا الى جنب بسرعه تسابقان الريح..ليلى بخوف..انا مرعوووبه
ديما..ومين سمعك..انا هموووت مالرعب..
ليلى..يخربيتك..ايش حال لو مكنتيش انتي اللي طلعتيها فدماغي
توقفت ديما عن السير..لتسأل بجديه..ليلى..من فضلك..لو هتكملي يبقى ياريت تكوني واضحه معايا..انا السبب فقرارك و لا انتي اخدتيه و انتي متأكده ان ده هو القرار الصح بالنسبالك..؟
هزت ليلى رأسها نافيه..لا يا ديما مش انتي السبب..انا اللي كنت محتاجه زقه.. حد يفوقني..يرجعني تاني اصدق فاحلامي و حياتي اللي رسمتها فخيالي و انها ممكن جدا تكون حقيقه..انا مش هاقدر اوفيكي حقك و اشكرك كفايه..
ديما مداعبه..انتي هتقوليلي..ده انتي لازم تعمليلي تمثال..واول بنت ضروري تسميها ديما و لو خلفتك كلها اولاد برده يعني ممكن تسمي حد فيهم ديم على وزن تيّم مثلا..
ابتسمت ليلى قائله..يخرب عقلك..انا تقريبا كنت نسيت ازاي اضحك..
ديما بجديه..طب يلا بلاش نضيع وقت..زمانه كِنان مستنيكي على نار…
امسكت ليلى بكتفي ديما مانعه اياها من التقدم..وقالت..ديما مش هاوصيكي..ياريت تحنني قلبهم عليا..وتحاولي على اد ما تقدري تخليهم يسامحوني..
صمتت محاوله السيطره على دموعها..ارجوكي يا ديما..ارجوكي..و خلي بالك من ماما..انا خايفه ليجرالها حاجه..انا خايفه عليها اووووي
ديما بدموع هي الاخرى..متقلقيش..انا دايما هدافع عنك..و مش هيجي الاكل خير ،انتي مش بتاخدي حاجه مش من حقك..انتي بدافعي عن ابسط حقوقك و عمرربنا ما يرضي بالظلم يا حببتي..و مسيرهم يا ليلى هينسوا ويسامحوا..انا متأكده
ليلى..مفتكرش يا ديما مفتكرش، خلي بالك من ماما اووووي..قوليلها ازاي انا بحبها جدا..بس كان نفسي تفهمني و تقف جنبي..كان نفسي معملش كده بس مقداميش حل تاني..
ديما بتأثر..اوعدك يا ليلى..كل يوم هاكلمها و اطمن عليها وهاطمنك لغاية اما ربنا يفرجها..ادعي يا ليلى ربنا كبير و قادر فثانيه يحنن قلبهم عليكي..
جففت ليلى دموعها..و اكملت طريقها مع ديما باتجاه الشارع العام…
من مسافة عدة أمتار..لمحته يقف بجوار احدى السيارات..لتقول ديما..اهو كِنان مستنيكي..بسرعه يا ليلى..انا دلوقتي لازم ارجع قبل ما حد ياخد باله…
احتضنتها ليلى بشده..خلي بالك من نفسك..و طمنيني اول ما توصلي البيت..لو مكلمتنيش هارجع تاني..ضروري تطمنيني انك وصلتي..
ديما..حاضر..متقلقيش احنا هنا فالبلد و الناس جدعه وطيبه محناش فشيكاغو عشان تقلقي..كلها عشر دقايق و هاوصل البيت
ليلى..برده ضروري تطمنيني عليكي..
ديما..عنيا..و انتي خلي بالك من نفسك..واول ما توصلي فلسطين كلميني ضروري..
ليلى بدهشه..فلسطين، هو كِنان هياخدني معاه فلسطين…
ديما..ها.. مش وقته الكلا م ده، كِنان هيفهمك هتعملوا ايه..دلوقتي يلا..
ليلى..طيب..لا اله الا الله
ديما..محمد رسول الله..محمد رسول الله..
سألت فضيلة..والدة تميم..مالها العروسه عوقت كده ليه .؟
خديجه..ياباي عليكي..عروسه و بتظبط روحها..بس انا اهو طالعه اجيبها..
فضيله..ايوه الستات كلهم هاتك يالوك لوك عايزين يشوفوا مين اللي ربنا اراد تبقى مرات ابني تميم اللي كل بنات البلد هتموت نفسها عليه..
لوت خديجه شفتيها..ربنا يحميه يا ام تميم..عن اذنك بقى هاجيب ليلى تسلم عالمعازيم..
تسارعت دقات قلبه حين رؤيته لليلى تهرول مسرعه في اتجاهه..ضبط أعصابه و انتظر ريثما تخرج من حدود تلك البلده..فلا داعي للاستعجال و افساد خطته..
و في غضون دقائق كانت تلهث على مقربه منه..ليقول كِنان بهمس..ليلى..انا مش مصدق..
ليلى بأنفاس متقطعه..مش وقت تسبيل الله لا يسئيك..احنا هنعمل ايه دلوقتي…؟
ابتسم كِنان بالرغم من صعوبة الموقف..كل خير..دلوقتي هنركب و نبعد عن هنا لغاية اما الامور تستقر..
ليلى بقلق..طب يلا شغل العربيه..مستني ايه..
كِنان بحب..عايز املي عنيا منك..
قاطعته ليلى..يا نهار اسود..ده زمانهم بيدورا عليا..
كِنان..ايوه ايوه اتفضلي اركبي..
فتح لها الباب..لتدلف مسرعه في المقعد الامامي..و ليتقدم كِنان جالسا خلف مقود السياره..
كِنان بعد أن قام بتشغيل السياره..متقلقيش يا ليلى..انا عامل حسابي على كل حاجه..
ليلى بعد أن اجتازا حدود البلده..ها احنا رايحين فين دلوقتي
كِنان باضطراب..احنا دلوقتي هنكمل طريقنا لغاية المطار..
هتفت ليلى..مطار..احنا رايحين فين بالظبط..؟
كِنان..هنركب طياره العريش..انا حجزت التذاكر..و من العريش هناخد عربيه لغاية اما نوصل رفح…و بعدين هندخل فلسطين..مطرح ما شغلي دلوقت..في قطاع غزه..
ليلى بذعر..انت بتقول ايه…. انا مكنتش فاكره كده
كِنان..امال يعني هتفضلي هنا..اكيد اهلك هيعتروا فيكي..بعد ما لؤي عرف..مش هاقدر اخبيكي عندي .
هتفت ليلى..هو لؤي عرف..انت حكتله..؟
كِنان..طبعا لا..بس معرفش هو عرف ازاي..عموما انا كنت عامل احتياطي فاكره لما طلبت منك اوراقك وجواز السفر..كان عندي احساس ان الحكايه مش هتكون بالساهل..
أسندت ليلى راسها على المقعد..ثم سألت..و انا هادخل فلسطين بصفتي ايه..؟
تنحنح كِنان..بصفتك مراسله صحفيه في قناة الحقيقه..المدير ففلسطين ابوفراس كان متعاطف معايا جدا وهو اللي ساعدني ازبط اوراقك..
تنهدت ليلى ثم قالت بريبه..و هاعد هناك مع مين..خالتي وجوزها لسه فمصر…
كِنان..ده اللي ساعدتني فيه ديما..كلمت صحابهم هناك..وامنتلك سكن مع طالبات..لغاية اما خالتك ترجع و ونكتب كتابنا..
ليلى..احنا هنتجوز ازاي و انا بعيد عن اهلي..
كِنان..ديما وعدتني هاتكلم باباها و هو هيكون وكيلك يا ليلى..
ليلى..انا دماغي هتنفجر..انا مكنتش عامله حسابي لحاجه ابدا..كان كل همي ازاي اخلص من تميم..
كِنان..معلش يا ليلى..لازم تصبري و تتحملي و اوعدك بكره هيكون احسن بكتير..بس هي الاحلام كده..لازم نتحمل الشوك عشان نقدر نوصلها…و متشيلش هم حاجه و انا معاكي..
ابتسمت ليلى..بالرغم من عدم استيعابها لما قاله من خطط وتحركات..الا أنها أغمضت عينيها شاعره بالأمان جواره..نعم..تستطيع أن تعبر البحر مسجورا طالما كِنان بقربها..
دلفت ديما الى المنزل..لتجلس بين مجموعه من النساء الملتفات لمشاهده احدى الفتيات و التي ترقص ببراعه..و عندما رفعت نظرها للأعلى..شاهدت خالتها خديجه تهرول الدرجات باحثه بين الحضور…
تلاقت عيناهما..لتشير خديجه اليها بالحضور، نهضت من مقعدها بتوتر..و اتجهت حيث تقف خالتها..
سألت خديجه بصوت يخنقه الهرج و المرج الدائر حولهم..ليلى مش فالاوضه..هي فين .؟
ديما مصطنعه الدهشه..انا سيباها هناك بقالي نص ساعه..قالتلي هترتاح شويه و هتنزل هنا..
خديجه بقلق..لا مش فالاوضه..طب خلينا ندور عليها يمكن فالاوض التانيه..
عز على ديما خداع خالتها..و لكن ما باليد حيله..انهتا البحث في جميع الغرف..و لم يعثرا عليها..
لتقول خديجه..طب ما تكلميها تشوفي غطست فانهي نصيبه..
ارتبكت ديما..ولكنها مضطره أن تكمل الخطه..فتحت هاتفها ثم شهقت..لتسأل خديجه بفزع..مالك ؟
ديما..دي ليلى بعتالي مسج..بتقول انها قررت مش هتتجوز تميم و دلوقتي مشيت مع واحده من صحابها..
خديجه تلطم: يا نهارد اسود..يا نهار اسود..فين ابوها..كلمي ابوها..كلمي يحيى..كلميهم يجوا يلحقوها قبل ما نتفضح..
ديما..حاضر يا خالتو..حاضر..
أمن المعقول أن تتلاحق المصائب دفعه واحده..فكر يحيى المترع بالقلق اثر اختفاء ليلى المفاجىء..والذي أحدث بلبله كبيره في بلدتهم الصغيره..
حاول محادثتها مرارا و لكن هاتفها مغلق..لم تبق منها سوى تلك الرساله التي تركت على هاتف ديما..أو لا يعني هذا الكثير..لِمَ لم تلجأ اليه..أكان بعيدا عنها بتلك الصوره..أخافت من مصارحته..لقد انشغل عنها بمن لا تستحق وقته..و الآن ضاعت ليلى و..
اخترق مجلس الرجال احد الفلاحين قائلا..تميم بيه..تميم بيه..
رد تميم و الغضب يتملك منه..عترتوا عليها..
الفلاح لاهثا..للاسف لا يا بيه..بس في حد شاف بنت خارجه مالبلد بتجري و ركبت مع راجل و كأنه كان واقف يستناها..
تميم بغضب جم..انت متأكد ؟
الفلاح..ايوه..الراجل ده كان راكن عربيته طول اليوم عالطريق..و عالمغرب كده شافوا بنت بتركب معاه..
تميم :سامع يا عمي..سامعين يا ولاد عمي..الهانم المصونه هربت مع واحد..مش زي ما بتقول راحت عند صاحبتها..دي تستاهل قطع رقبتها و لا انا غلطان…
عبدالرحمن بغضب..دي تستاهل الشنق في ميدان عام لو الكلام ده صحيح..
يحيى..بابا..ان جاءكم فاسق بنبأ…
لؤي هامسا ليحيى..كِنان…
يحيى..نعم ؟
لؤي ساحبا اخيه من ذراعه و مخبرا اياه بما عرفه من علاقة ليلى به…
يحيى..ليه كده يا ليلى..ليه
جلس يحيى على اقرب مقعد..غير قادر على الوقوف على قدميه..شاهد الغضب ينفر صارخا من وجه ابيه مع كل كلمه ينطقها الشهود على ذلك الشاب و الزاعمين بمغادره ليلى معه..ليتعالي صراخ و توعد ابيه مع كل تشجيع يصدر عن تميم..ثم شاهد بعينين وجلتين انقضاض لؤي على تميم مسددا له لكمه تلو الأخرى..
لم يفهم سبب تكدر لؤي من تميم لحد التهجم عليه..فلقد فقد جميع حواسه..كان يرى أفواها يبدو أنها تتحدث..و لكن اذانه رفضت أن توصل تلك القماءه إلى مسمعيه..
ليقتدم منه عبدالرحمن ناهرا..يحيى..يحيى..مش شايف الفاشل ده بيعمل ايه..ما تحوشه عن ابن عمك…
اخترقت كلمة فاشل مسامع يحيى..لتعيده أخيرا إلى الصراع الدائر حوله..و هنا تكمن العله في هذه الكلمه..في أسلوب والده و صرامته..في تعنت عقليته..لو أنه أعطى مساحه من الحريه أو الرأي في تربية أبنائه لما كانت اختارت طريق الهروب..
هب يحيى واقفا من مقعده..لا ليمنع لؤي كما طلب والده..بل ليشترك معه في تسديد اللكمات لمن تفوه لتوه بالأباطيل عن أخته..محاولا تلويث سمعتها و انقاذ نفسه من الموقف المحرج الذي ورطته فيه بهروبها المفاجىء ليلة زفافهما..
قد تضعنا الحياه في مواقف عده..تستدعي اتخاذ القرارات المصيريه..لكن لا تكمن الصعوبه في اتخاذ القرار بحد ذاته..بل فيما بعد..في كيفية التعايش مع تلك القرارات…
قررت ليلى الهرب مع كِنان..لكنها لم تعِ فعلا توابع قرارها هذا..و مع صعودها الطائره المتجهه بهم إلى مطار العريش..بدأت تنجلي لها الصوره القادمه..لقد قررت أن تحيا مع الشخص الذي اختارته بملء ارادتها..بَيْد أن حياتها ستكون خاليه من أولئك الذين لم يكن لها الفضل في اختيار أي منهم..بل كانوا هبة الله لها ،
لقد تخلت عن الصدر الحنون..و الأخ الشغوف المساند..و الأخ المشاكس..و الأب…توقفت أفكارها عن وصفه..فما زال قلبها متحجرا من ارغامه لها على اختيار هذا الطريق الوعر..أن تتخلى عن كل أحبتها من أجل انقاذ نفسها من تلك الحفره التي صنعها بيديه..
نظرت لكِنان الجالس بجوارها في مقعد الطائره..و ابتسمت محتاره..هل سيكون قربه كافيا..هل سيعوضها عن حنان والدتها..و كرم أخيها الأكبر..و دماثة أخيها الأصغر…كانت متيقنه قبل قليل..عندما لم تُقيم خسائرها بشكل جيد..و لكن ما الخيار الآخر..أن ترثي روحها الضائعه كل ليله بجوار تميم…
ابتسم كِنان بدوره..قارئا كل اشارات الحيره في عيني من ارتاءها شريكه عمره..ليصوب لها نظره تخبرها بأنه سيكون كل ما تمنت و أكثر..و يوما ما ستعود المياه لتتدفق من منابعها..يوما ما ستعود إلى كنف أهلها غير نادمه على اتخاذها هذا القرار…
لم يستطع عبدالرحمن رضوان..أن يبحث عن أعذار لابنته..ليس بعد أن جلبت له العار..لقد أقسم لتوه أمام أخيه و ابن أخيه ببذل كل ما في سعته لجلبها حيه..ليتقصوا منها أمام الملء..فلن يكفي لغسل شرفهم سوا ازهاق روحها كما دارت العاده في بلدهم مع كل من سولت لها نفسها تلطيخ سمعة عائلتها و شرفها…
لقد اتخذ قراره..و لن يتراجع..لا امام دموع زوجته… أو عصيان ابنائه..
يتبع…
تحت الرمال
كاملة من هنا