رواية حب تحت الرمال فاتن ويحيي الفصل 7 بقلم Fallen Angel

رواية حب تحت الرمال فاتن ويحيي

الحلقة 7

صډمه
ندم يحيى على تصرفه المتهور مع فاتن..أولا لقد تسرع في طلب الارتباط بها..صحيح أنها حركت بداخله مشاعر قويه و لكن كان عليه أن يتريث قبل أن يصارحها..و ثانيا وجب عليه أن يكون أكثر صبرا و مقدرة على احتوائها..نظرا لصغر سنها و قلة خبرتها في الحياه عموما..

قطع عليه حبل أفكاره..سؤال صديقه مالك..ايه يا يحيى..سرحان في ايه..

طرقع يحيى أصابعه و أجاب بتردد..مش عارف أقلك ايه..

ابتسم مالك قائلا..مش عارف تقولي ايه..اوعى تكون الحكايه تتعلق بالچنس الناعم..

عقد يحيى حاجبيه مفكرا ثم أجاب..مش عارف..

قاطعه مالك مداعبا..هو انت كل شويه هتقولي مش عارف..انجز..هي مين و فين و ليه و امتى و ازاي..

ابتسم يحيى..قولي الاول..هو السن بيفرق فالحاجات دي..

سأل مالك..ليه هي عندها كام سنه..؟

أجاب يحيى..أنا بتكلم بشكل عام..

قاطعه مالك منزعجا..هو انت مش بتثق فيا و لا ايه..بلاش اللف و الدوران..أصلك مفضوح اوي و باين انك وقعت وقعه جامده..

تنهد يحيى..ليقول مالك..هي ايه المشكله فسنها..اكبر منك..

يحيى..لا العكس..أنا حاسس إنها لسه طفله..

مالك..طفله ازاي..كام سنه يعني..

يحيى..اعتقد سبعتاشر تمناشر سنه يمكن..

مالك..هي صغيره فعلا..بس عادي يعني فرق السن ما بينكو مش كبير هما خمس سنين بالكتير..

أومأ يحيى..ليعود مالك بالسؤال..ايه لسه في مشاكل تاني..

يحيى بضيق..أنا عكيت الدنيا خالص…

مالك..لا دي الحكايه محتاجه قعده و تفكير قوم بينا نروح ميدنايت..

أومأ يحيى ثانيه..و خرج برفقة صديقه إلى مقهى ميدنايت..عل الحديث معه يخفف قليلا من الضيق الذي يجثم على صدره..

وفي المقهى..وضع مالك قهوته على المنضده بعد أن رشف القليل منها وقال..ها احكيلي..عكيت الدنيا ازاي؟

مط يحيى مرفقيه إلى الامام و قال غير راغب في ابداء الكثير من التفاصيل..ابدا اعجبت ببنت..بس هي مختلفه عني فكل حاجه..و اهلها متحررين بزياده و هي كمان..بس معرفش ليه قلبي اتعلق بيها بصوره مكنتش اتوقعها و بالسرعه دي..و لئيت نفسي بعرض اني اتقدملها بس حسيت اني اتسرعت..

ليقول مالك..فعلا انت اتسرعت..بس هي اسمها ايه.

يحيى بعصبيه..هيفرق معاك اسمها فايه..

مالك بعد تنهيده طويله و محاولا اغاظة يحيى..بلاش اسمها..طب ممكن أعرف لون عينيها ايه !

يحيى..أنا الحق عليا اللي حكتلك..و نهض من مقعده عازما على المغادره..ليوقفه مالك قائلا من بين ضحكاته..اعد يا بني..بهزر..

جلس يحيى بعد محايلات عديده من مالك..الذي بادر بالحديث..لو عايز الحق..انت اتسرعت فعلا..و معتقدش ان اللي انت فيه ده حب..

يحيى..ايوه أنا عارف إني اتسرعت..بس أنا فعلا شكلي حبيتها بجد.

مالك..لا لا حب ايه..هي بالعربي كده و بصراحه يعني عجبتك..تقدر تقول دخلت دماغك بس مش أكتر.

صمت يحيى ليكمل مالك..يعني حسب كلامك هي فري اوي..و مش شبهك فأي حاجه..ايه اللي هيخليك تحبها و تبقى عاوز ترتبط بيها و في المده القليله دي….

يحيى..ما احنا لما نتعرف على بعض هاقدر اخليها تتغير خصوصا انها لسه صغيره و معندهاش تجارب..و معندهاش حد قدوه ينصحها و لا يبينلها الصح مالغلط.

مالك..يبقى على بركة الله..خد وقتك و اتعرف عليها زي ما هي اقترحت و لو شفت انك تقدر تكمل معاها..ساعتها يا سيدي روح اتقدم و اطلبها رسمي.

يحيى بتردد..بس انا بحب كل حاجه تكون فالنور و مش حابب انها تعمل حاجه من ورا اهلها بسببي..و بعدين ما انت عارف انا مليش فجو الارتباط ده.

مالك..مين قالك انها هتخبي على اهلها..واضح من كلامك انها من عيله متحرره..و بعدين تعال هنا هتتقدملها دلوقتي ازاي اصلا..هو انت تقدر على تكاليف الخطوبه و اللازي منه..

يحيى..معاك حق..ازاي مفكرتش فالحاجات دي قبل كده..

ضحك مالك..عشان مفتون بالبنت دي..فلغيت عقلك تماما.

نظر يحيى لصديقه متعجبا كيف أجاد اختيار تلك الكلمه المقاربه لاسم فاتنته و في نفس الوقت تصف حالته بدقه..بالفعل هو مفتون بجارته الصغيره فاتن.

قال مالك..طب معلش بقى انا مضطر امشي عشان هاروح بابا من المستشفى…

فلقد اجرى والده عمليه بسيطه الاسبوع الماضي..

قال يحيى..طب انا جاي معاك و بالمره اطمن على الحاج..

مالك بحرج..انا هاروحه البيت..وانت عارف الحاج محرج عليا اجيب صحابي البيت و لا انت ناسي..

فلمالك خمس اخوات شقيقات، ابتسم يحيى متذكرا أول زياره لبيت مالك..حين توافدت شقيقاته لتفحص صديق اخيهن الأكبر و الذي و لاول مره يحضره الى البيت..و كانت المره الأخيره..فلقد أخبره مالك على استحياء بأن والده تكدر بشده من زيارته و ذلك خوفا على اخواته..حينها تفهم يحيى الموقف..فوالده ايضا جعل من المحرمات احضاره هو و اخيه اي صديق للبيت ما عدا كِنان و الذي كان استثناء بسبب حاجة لؤي لمساعدته في الدراسه بعد فشل الاخير لمرتين متتاليتين في الثانويه العامه..و من يومها لم تطأ قدمي يحيى بيت مالك و لا العكس…

ابتسم يحيى متعجبا كيف جمعه القدر بصديق يشبهه من كل النواحي الماديه و الاجتماعيه..و مع ذلك آثر عدم ذكر معلومات محدده عن فاتن فلربما لم يوفقا معا…

يحيى..طب سلملي عليه جدا

مالك..الله يسلمك…



دلف عبدالرحمن إلى غرفة ابنته ليلى و الڠضب يكسو ملامحه الجاده..قال موجها حديثه لديما..خالتك عايزاكي فالمطبخ..

ديما بصوت خفيض..أنا هاروحلها حالا..

أغلق عبدالرحمن الباب خلفها پعنف..حينها ارتعدت مفاصل ليلى..بالتأكيد تميم أخبره عن رسائل كنان..

تراجعت ليلى إلى الخلف مذعوره..بابا من فضلك تسمعني..

نفث عبدالرحمن بفروغ صبر..اسمع ايه..سفالتك و قلة أدبك..الظاهر إني معرفتش اربي كويس..

ليلى..ده كداب..و انا خلاص مش عايزه اكمل معاه يا بابا..

عبدالرحمن پغضب..هتكملي و رجلك فوق رقبتك..مش كفايه بعد اللي شافه و لسه مستعد يتجوزك.

ليلى پغضب مماثل..شاف ايه المتخلف ده..

قاطعها عبدالرحمن..مش عايز رغي كتير..و من هنا لغاية اما تروحي بيته مفيش خروج الا وقت الامتحانات..و موبايلك مش هيرجعلك الا لو خطيبك وافق..

ليلى بحرقه..يا بابا أرجوك تسمعني….

عبدالرحمن..انتي اللي من هنا و رايح تسمعي و تنفذي و بدون نقاش..فاهمه !

ليلى برجاء..لا يا بابا أنا بني ادمه و ليا كيان و عقل افكر بيه و اكيد ليا رأي و لازم حضرتك تسمعني..

عبدالرحمن..ما انا كنت فاكر كده لكن للاسف خيبتي املي و ثقتي فيكي.

تحركت ليلى خطوتين للامام لتواجه والدها قائلة..بابا أرجوك متغصبنيش أعمل حاجه تزعلك مني….

قاطعها عبدالرحمن ضاغطا على مرفقها بشده..انتي هتهدديني..يا خسارة تعبنا انا و امك فيكي..

ثم اضاف..لو سمعت بس كلمه منه انك مزعلاه فحاجه..الكليه دي مش هخليكي تعتبيها تاني لا فامتحانات و لا غيره…انتي فاهمه

ليلى..فاهمه يا بابا فاهمه

ثم غادر غرفتها كما أتى غاضبا و بشده..



تسللت أشعة الشمس لغرفة نوف معلنة صباحا جديدا..تمطت نوف في فراشها متذكرة أن عليها اليوم الاستعداد لاستقبال ضيوف والدها القادمين من لندن..حيث سيأتي صديق والدها منذ الطفوله سالم عبدالعزيز و برفقته زوجته جيداء و ابنه الأكبر تركي.

بعد أن أنهت روتينها الصباحي..اتجهت إلى المطبخ لإعطاء التعليمات للخدم لتهييء الغرف التي سيقيم فيها الضيوف..و التأكد من إعداد طعام كاف لهم..فزوجة أبيها و فور علمها بقدومهم أصرت على السفر لتمضية بعض الوقت لدى أهلها..لتريح نفسها من عبء الضيافه..تنهدت نوف متحسرة على أبيها..و حظه السيء مع زوجاته..سواء والدتها أو زوجته الحاليه حصه..و لكنها سرعان ما ابتسمت لدى تلقيها رساله من أنس..قرأتها و أسرعت إلى غرفتها..فكما اعتادت منه..أراد أن تكون أول ما تقع عليه عيناه هذا الصباح.

فتحت حاسوبها و شغلت الكاميرا..صباح الخير أنوسي..

أنس متثائبا..صباح الحب و الجمال يا أحلى نوف..

لاحظت نوف كدمه سوداء على عينه اليمنى لتسأل بقلق..وش صايرلك..؟

أنس..واحد ابن حرام اټهجم على بيتنا و هددنا بالسلاح و لما حاولت أمنعه اعتدى عليا بس ربنا ستر.

شهقت نوف و قالت مفزوعه..ده كان ممكن يقتلك و تروح فيها و هو اټهجم عبيتكو ليه..

قاطعها أنس..أصله جاي يسرق..و للأسف خاد الفلوس اللي استلفتها منك..

نوف..فداهيه الفلوس المهم إنك بخير.

أنس..فداهيه ايه بس..دي فلوس ناس و لازم توصلهم فمعاد محدد و الا هاقع فورطه.

نوف بلهفه..و لا يهمك أنا هحاول ابعتلك غيرهم..بس أطلب من بابا الاول..

أنس..لا لا مفيش داعي..أنا هادبر أموري..

نوف..هادبرها ازاي يعني

أنس..مش عارف..بس مش معقول هارجع تاني استلف منك.

نوف بعتاب..انت مش قلت امبارح اننا واحد و مفيش فرق بينا..يبقى خلاص فلوسي هي فلوسك..

أنس..معاكي حق..و ربنا يقدرني و اردهوملك يا أحلى ما في حياتي..

تنهدت نوف..ليستغل أنس الفرصه..الليله كانت صعبه اوي عليا..ممكن نوف حبيبتي توريني حاجه حلوه تخفف عني..

نوف بحب..من عيوني حاضر..

أنس..طب يلا..

نوف..يلا ايه..

أنس..انتي نسيتي اللي اتفقنا عليه امبارح..

نوف..اه..بس مش عارفه..حتى لو مش حرام أنا بتكسف جدا..

أنس بضيق..براحتك..و الحمد لله اني عرفت غلاوتي عندك..و اد ايه بتثقي فيا..

نوف بحزن..أرجوك متزعلش..انا مقدرش على زعلك، ده انت الحاجه الوحيده الحلوه فحياتي.

أنس بامتعاض..ما هو باين..

نوف..يعني حبي مش هيبان الا بالحاجات دي.

أنس محاولا اقناعها :طبعا..انا عايز احس انه مفيش فرق بينا..عايز احس انك بتثقي فيا..عايز احس اننا قريبين من بعض و مفيش بينا رسميات..و مش عايز اضطر ابص لواحده غيرك..عايزك زي ما انتي ماليه قلبي و كياني كمان تملي عيني و معملش حاجه حرام و اعد ابص على دي و دي..انتي مش عارفه البنات عندنا بيعملوا البدع فنفسهم و انا مش عايز اضعف و اخون ثقتك فيا.

نوف..انا بس..

أنس پغضب..تاني بس..ده انا بشتغل ليل نهار عشانك..مش حاسس بطعم حاجه عشانك..وانتي بتبخلي عليا بالحاجه البسيطه دي..ليه مش عايزه تريحيني..حرام عليكي..

نوف..طب انا مش هقدر فيس تو فيس كده..بجد صعب عليا..

أنس بلهفه..يبقى خلاص ابعتيلي صوره و شويه شويه هتاخدي عليا و مش هتتكسفي..

أومأت نوف قائله..بس يعني مش هتفكر فيا بطريقه وحشه..

قاطعها أنس..اوعي تكملي كلامك..احسن بجد هتزعليني..

ابتسمت نوف..و بعد عدة دقائق ابتسم أنس لدى تلقيه صورة نوف المتجرده من ملابسها المحتشمه و مرتديه قطعتي الملابس الداخليه فقط، و ابتسم أكثر عند انهائه المحادثه..فلقد وقعت في يده و تبقى فقط بعض الرتوش لاتمام الاحكام على هذه الفريسه..نهض من مقعده و اتجه إلى الحمام ليغسل الماكياج الذي وضعه على عينه لاتقان الدور.



ابتلع يحيى ريقه و تقدم إلى ناصية الشارع حيث تقف منتظره الباص..و عندما أصبح خلفها تماما..تنحنح قائلا :صباح الخير.

استدارت و ألقت عليه نظره..ثم عادت تنظر للامام دون أن ترد تحيته.

تقدم يحيى قليلا ليقف بجوارها..فاتن متعمليش زي العيال..احنا محتاجين نتكلم.

جزت فاتن على أسنانها..محاولة اظهار عدم المبالاه به كما نصحتها والدتها..و لكن رغما عنها لم تستطع السيطره على أعصابها..فقالت بغيظ..اهو أنا كل تصرفاتي زي العيال..شوفلك حد كبير و روح كلمه.

توقف الباص لتستقله على الفور و تبعها يحيى متخذا مقعدا بجوارها..و قال بعد أن استمرت في التحديق في النافذه متجاهله وجوده..مش انتي وعدتيني تديني فرصه..

الټفت لتنظر إليه بعيون دامعه..انا بعمل بالظبط زي ما طلبت مني..ثم أضافت مقلده صوته..ارجوكي تنسي اللي قولته الساعات اللي فاتت..ثم أكملت..و اديني نسيت.

عادت فاتن تنظر من خلال النافذه..لاعنة دموعها التي أبت أن تبقى في مكانها..فنزلت منسابه ببطء على وجنتيها..مسحتها بسرعه و حاولت استحضار كلمات والدتها التي حثتها على البقاء قويه لامباليه.

دموعها أصابته في مقټل..فللمره الثانيه يشاهدها تبكي و بسببه..لم يستطع كبح مشاعره و التريث كما خطط البارحه..ليقول بلهفة العاشق النادم..فاتن أنا آسف..أرجوكي بلاش دموع..انتي مش عارفه منظرك ده بيعمل فيا ايه..

قاطعته فاتن..خلاص خلاص و بعدين وطي صوتك انت عايز تفرج الناس علينا..

تتبع يحيى نظرات فاتن القلقه..ليلاحظ الشاب الواقف على مقربه منهم..و الناظر بتركيز شديد في اتجاههم..او بالأحرى في اتجاه فاتن..أشار ناحيته هاتفا..بص ادامك يا أخينا..

ارتبك الشاب المرتدي زي أحد المدارس الخاصه و أشاح بنظره بعيدا عنهم..ليعود يحيى محاولا تبرير موقفه و لكنه توقف حينما لاحظ الجينز الذي ترتديه فاتن و الممزق من موضع ركبتيها..و پغضب..ايه اللي انتي لابساه ده..

فغرت فاتن فاهها مندهشه من تبدل مزاجه..فقبل قليل كان يستعطفها أن تسامحه..و الآن غاضب منها و بشده..رفعت كتفيها بلامبالاه قائله..انت هتعمل زي ماما..و بعدين انت مالك..لبسي ميخصكش فحاجه.

أخذ يحيى نفسا عميقا محاولا السيطره على غضبه..بس أنا عايزه يخصني..

سألت فاتن بعدم فهم..هو ايه ده !

ابتسم يحيى و قال..لبسك هدومك مذاكرتك عيلتك انتي و كل حاجه تخصك..عايزها تخصني أنا كمان..

ابتسمت فاتن رغما عنها و لكنها استدركت نفسها..فقالت..اه و بعد شويه تغير رأيك..لا يا عم خلينا جيران و بس.

قال يحيى على الفور..و أنا موافق..

ارتبكت فاتن و شعرت بالخيبه من إجابته..قالت محاوله إخفاء تكدرها..عظيم..

يحيى مرواغا..طب طالما احنا جيران ممكن بقى اطلب منك طلب صغير جدا خالص.

أومأت فاتن..ليقول يحيى..أنا مش عايزنا نبقى جيران زي أي جيران..

ابتسمت فاتن..فزوره دي يعني..

ابتسم يحيى بدوره..شوفي أنا حاسس إننا تسرعنا جدا..توقف عن الكلام..ثم أكمل..أقصد يعني فطلبي منك إننا نرتبط و احنا لسه مش فاهمين بعض كويس..

صمت متنهدا..لتقول فاتن..أنا فهمت خلاص..و مش زعلانه..انت اكتشتفت إني عيله و مفيش فيا مواصفات البنت اللي بتتمنى ترتبط فيها عاد…

قاطعها يحيى قائلا بلهفه..بالعكس انتي فيكي كل حاجه أنا بتمناها..

ابتلعت فاتن ريقها و أشاحت بوجهها خجلى من تصريحه.

تتبع يحيى حركتها و هي تفرك يديها بقلق..ليعود و يلاحظ بنطالها الممزق..تأفف ممسكا بحقيبتها وواضعا إياها على ركبتيها..حينها عادت تنظر له متسائله..ليقول..كده أحسن..و مش عايزك تلبسي البتاع ده تاني..

ضحكت فاتن..البتاع اللي مش عاجبك ده آخر صيحه و ماركه غاليه كمان..

ضحكتها أسرته..و لكن حديثها سرعان ما أعاد الضيق إلى صدره..فمن الواضح أنها معتاده على نمط حياه معين..و بامكانياته الحاليه ربما لن يستطيع أن يكفل لها نفس المستوى من الرفاهيه.

لاحظت فاتن تغير مزاجه للمره المليون فقالت..على فكره انت مودي اوي..

ابتسم يحيى..و دي حاجه كويسه و لا وحشه.

وضعت فاتن سبابتها على شفتيها مدعيه التفكير..امممممم مش متأكده.

يحيى..يعني دي حاجه تحبي أغيرها و لا عادي ممكن تتعايشي معاها..

ضحكت فاتن برقه و قالت محاولة استفزازه..انت بتقول كلام غريب اوي..اتعايش معاها ليه يعني..احنا جست جيران..مودي مش مودي دي حاجه متخصنيش.

فطن يحيى لمحاولتها..فقال بجديه..لا احنا مش جست جيران..بس أنا عارف إني اتسرعت لما طلبت إننا نرتبط..و ده عشانك انتي..أنا حاسس إني فاجئتك بمشاعري و انتي مقدرتيش تستوعبيها او تستوعبي..

صمت محاولا انتقاء مفرداته..ثم أكمل..أقصد يعني انتي لسه صغيره و معندكيش خبره تخليكي قادره تستوعبي يعني ايه ترتبطي بشخص اللي هيكون شريك حياتك..عشان كده أنا وافقت قبل شويه على طلبك إننا نفضل جيران و بس..لكن الحقيقه أنا بس كنت بطاوعك عشان تاخدي وقت و تتأقلمي من غير ما أضغط عليكي..

حاولت فاتن تذكر ما نصحتها به والدتها..و لكن كل تلك الدروس تبخرت تماما من عقلها أمام حديثه الصريح و لهفته الواضحه في نبرته و نظراته لها.

ابتسمت فاتن بحرج..ليتشجع يحيى..بصي..أنا عندي فكره كويسه جدا و هتوضحلك ازاي تعرفي لو انتي فعلا مقتنعه بيا و تقدري تكملي بقية عمرك معايا..

سأل يحيى بعد أن التزمت الصمت..ايه مش عايزه تعرفيها..

قالت فاتن دون تفكير..لا ده أنا ھموت و أعرفها..

ضحك يحيى..بعد الشړ عليكي..شوفي كل واحد فينا هيقول للتاني ايه اللي مبدئيا معترض عليه فشكله و شخصه.

سألت فاتن..طب اتفضل ابتدي انت الاول..

قال يحيى..بصراحه لبسك..

أرجعت فاتن شعرها خلف أذنيها و قالت بحرج..عشان بلبس زي الولاد..مش بنوته يعني..

يحيى..ولاد ايه بس..!

قاطعته فاتن..أصل ماما دايما تقولي كده و إني لازم ألبس فساتين و حاجات تبين إني بنوته.

توقف الباص لتقول فاتن بخيبه..يي وصلنا..

تأفف يحيى بدوره..هو احنا مش اتفقنا إنك هتحولي لكليه تانيه.

أومأت فاتن..ليقول..خلاص خلينا ننزل نشوف الاجراءات و بالمره نكمل كلامنا.

نظرت له فاتن بتردد..لكن انت عندك شغل..

قاطعها يحيى..الشغل ده مش مهم بالنسبالي..و يلا بينا كده هتتأخري..



جلست ديما في المدرج بجوار لؤي مبهوره بالكم الهائل من الطلبه..قالت مستفسره..انت تعرف الناس دي كلها…!

ضحك لؤي..ايه يا بنتي انتي عامله كده ليه..؟

ديما ببراءه..كده ازاي يعني !

لؤي..زي الفلاح اللي نازل المدينه لأول مره..

عبست ديما و قالت..اخص عليك..أنا كنت بهزر..أكيد يعني مش هتعرف الناس دي كلها !

لؤي..طووويب..

ضحكت ديما..طب فين اسمه ايه صاحبك… كِنان..!

لؤي بامتعاض..أولا كِنان خلص كليته..ما انتي عارفه اني عدت الثانويه مرتين..ثانيا انتي مالك و ماله عايزه ايه يعني..

ديما بحرج..لا أبدا..بس كان نفسي أشوفه..

قاطعها لؤي..نعم..نفسك تشوفيه ليه إن شاء الله..

ديما..أصل ليلى دايما بتجيب فسيرته و إنكو صحاب اوي..

نظر لؤي لها بتمعن و قد اعترته شكوك كثيره..سأل محاولا استدراج ديما في الحديث..بتقول عنه ايه بالظبط..؟

أحست ديما و كأنما أفشت لتوها سر ابنة خالتها..حتى و إن كانت ليلي لم تبح لها باسم مَن تحب إلا أنها استنتجت من حديثها المستمر عن كِنان بأنه ربما هو مَن استطاع أن يحرك مشاعرها بالرغم من خطبتها لرجل آخر.

أجابت ديما محاولة تصحيح الموقف..أبدا يعني انتو وهو صحاب وإنه كان بيساعدك فالمذاكره و كده.

ثم أضافت بارتباك..بعد أن أحست بعدم اقتناعه..والله كلام عادي جدا…

ارتباكها عزز الشكوك لدى لؤي..أراد أن يستدرجها لتفصح عن المزيد..و لكن لم تواتيه الفرصه فقد حضر الدكتور طالبا الصمت من الجميع و الانتباه.

و بعد انتهاء المحاضره..وقف لؤي لتبادل الملاحظات و النقاش مع زملائه..أما ديما استأذنت للذهاب إلى الحمام..و حين عودتها وجدت لؤي يتبادل الحديث معطيا ظهره لها..و لكن هذه المره مع فتاتين..ربما زميليته أيضا.

أرادت ديما التقدم و الانضمام لهم..فبالتأكيد لن يعارض وجودها كما فعل قبل قليل عندما تحدث مع زملائه الأولاد..و لكن استوقفها سؤال إحداهن للؤي..و ايه البت اللي جايبها معاك دي..أوعى تكون الجو الجديد..كده هازعل.

ضحك لؤي مجيبا..بقى أنا هابص للتريله دي..حضرتها تبقى بنت خالتي و شبطت فيا عايزه تشوف الكليه.

لم تصدق ديما أذنيها..هل قال فعلا عنها ذلك اللفظ المهين أم فقط هُيء لها.

قالت الفتاه: بس هي اموره ميمنعش..

ضحك لؤي ثم قال :ايه احنا هنفضل نتكلم عنها..أخباركو انتو ايه..

أرادت ديما البكاء و لكن لا لن تقف هنا تبكي و تشعر بالأسى على نفسها..قريبا ستثبت له بأنها ليست كما وصفها..ربما ما زالت صورتها القديمه محفوره في ذاكرته و ملابسها الفضفاضه و التي تصر والدتها على ارتدائها لها هي من تخفي ملامح جسدها الجديد.

وقفت تنتظره ريثما ينهي حديثه..عندما سألها احدهم..ديما..مش كده.

نظرت ديما إلى يمينها و سألت باستغراب..انت عرفت اسمي ازاي!

أجابها..أبدا..سمعت الواد اللي ماشيه معاه بيندهك..و لو عايزه رأيي سيبك منه.

سألت ديما باهتمام..انت بتقول كده ليه.

رد عليها..زي ما انتي شايفه البنات حواليه كتير و كل يوم ماشي مع بنت شكل.

ديما بخيبه..انت بتتكلم جد !

أومأ لها..ثم قال..بقولك ايه..عندك فيس.

نظرت ديما له بتردد..انت بتسأل ليه…؟

رد..عشان أضيفك عندي و أثبتلك إن كلامي عنه صحيح.

هزت ديما رأسها بالنفي..لا معلش أنا معرفكش و مش بضيف ولاد عندي.

قال پغضب..ليه هو أنا مشبهش.

توترت ديما و حاولت الابتعاد عنه..لتفاجىء به يضغط على مرفقها بشده..استني انتي رايحه فين

قالت ديما بهلع..سيب ايدي..



قالت هبه للؤي مداعبه..الحق الجو بتاعك بيخونك..

نظر لؤي لها بعدم فهم..لتقول..قريبتك..بص وراك.

استدار لؤي بسرعه..ليعتريه الڠضب الشديد..و فور رؤيته قادما اختفى الشاب و بسرعه.

لؤي پغضب..مين ده اللي كنتي واقفه معاه…؟

ديما بتلعثم..معرفش..

لؤي بحنق..متعرفيش..امال واقفه بترغي معاه كده عادي عندك تكلمي حد متعرفيهوش

ديما..ده هو اللي جه و كلمني..و كنت مدايقه جدا

لؤي..اه ما هو باين

ديما..الله انت محموق كده ليه..ده حتى شكله يعرفك

لؤي..و افرضي يعرفني..ده ميمنعش ان وقفتك و كلامك معاه غلط

ديما..يعني هو يعرفك بجد !

تأفف لؤي..أنا الحق عليا اللي جبتك معايا..اتفضلي يلا هنروح..

ابتسمت ديما من انفعال لؤي..هل يعني هذا انه يشعر بالغيره..تمتمت..يارب يا رب…



فور عودتها…وقفت ديما أمام مرآه الحمام تنظر إلى هيئتها الجديده..فلقد ارتدت البيبي دول الخاص بابنة خالتها ليلى..و الذي أظهرها أكبر بكثير من أعوامها الخمس عشر..التقطت صوره على هاتفها بمظهرها الحالي و ابتسمت..فقريبا جدا سيراها لؤي بشكل مختلف.



قال يحيى بعد ان وصلا المكتب الخاص بتقديم طلبات التحويل من كليه لأخرى..هاتي الورق بتاعك انا هاخش و افهم ايه الاجراءات اللي لازم تعمليها..

قامت فاتن بالعبث بمحتويات حقيبتها مخرجه رزمه من الاوراق..ثم قالت..اهم..بس كده هاتعبك معايا

يحيي بابتسامه..تعبك راحه..

ابتسمت فاتن..ليقول يحيى بمرح..خليني الاول اشوف مجموعك كان عامل ازاي فالثانويه

ضحكت فاتن و قالت..لا ده انا شطوره خالص..

ابتسم يحيى..ثم امسك باحدى الاوراق..لتلاحظ فاتن اختفاء ابتسامته تدريجيا، ليحل مكانها نظره مليئه بالصدمه…

قالت فاتن بمرح..ايه كنت فاكرني فاشله مثلا..لا ده انا كنت دحيحه اووووووووي

نظر لها يحيى ثم قال مصډوما..انتي ازاي تخبي عليا حاجه كده..!

فاتن..اخبي ايه..ما الشهاده ادامك اهيه

يحيى پغضب كبير..اسمك..فاتن ميخائيل اندراوس

ثم أكمل بحرقه..و سايباني آخدك ندوات واكلمك عن الاسدال..وبعدين ازاي توافقي نرتبط اصلا..

تنهد مضيفا پغضب..انتي ايه معندكيش ذرة عقل…!

يتبع…

كاملة من هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top