لكن صوت العم جميل نفض جسديهما سوياً بړعب يدركا وضعهما .
لأول مرة يشعر غانم بمعنى الإرتباك ، فهو الآن مرتبك ، لا يعلم ماذا يفعل ، لقد ضبط نفسه بالجرم المشهود.
لكنه خرج ، خرج قبلما يتهور ، لو نظر لها نظره واحده لتهور بالتأكيد.
أغلق الباب بقوه خلفه و سقطتت حلا على الفراش من خلفها لا تستطيع إلتقاط أنفاسها .
تضع يدها على شعرها موضع يده ثم قربت معصمها من أنفها ټشتم رائحته التى تعلقت بيدها ثم تبتسم بهدوء.
لتستفق على حالها ، تدرك ما تفعله و توبخ نفسها بقوه : إيه ده ، إيه إلي بتعمليه ده ؟ نسيتي نفسك يا حلا ؟
تنهدت بضيق ثم وقفت لتخرج من تلك الغرفة .
في المطبخ
دلفت لتجد كرم جالس على كرسيه يحاول تقطيع الخضار .
أول ما رأها قال: حلا ؟ كنتي فين ؟ كان في حكومة هنا من شويه و بيسألوا عليكي.
نظرت له ببعض الضيق ثم قالت: بجد ؟ و بعدين ؟
هز كتفيه ببساطة و قال : بس .
حلا : هو ايه اللي بس ما طلعتش ليه قولت لهم إني هنا ؟
كرم : أبويا نبه عليا ما أطلعش .
صمتت حلا ، بل صدمت قليلاً و قالت : بجد ؟ ابوك نبه عليك فما خرجتش ، لا براڤو عليك، ايه يا ابني الشهامة و المروة دي .
كرم : أنتي بتتريقي عليا مش كده ؟ بس أعمل إيه ؟ ابويا هو إلي أمر ، ما تزعليش مني و النبي.
نظرت له بجانب عينها و لم تجيب و هو بدأ يلح عليها كي تسامحه وهي لا تسمعه بالأساس ، بالها مع تلك اللحظة الساحرة التي جمعت بينها وبين غانم .
و هو كذلك ، فقد وقف في غرفة مكتبه يرتدي قميصه تحت أعين العم جميل الذي ينظر له بإسنتكار مردداً : إيه إلي قعلك قميصك كده ؟
لم يجيب ، لم يجد إجابة ، تركيزه و فكره مازلا معها .
و حينما يأس جميل من الحصول على رد قال: طب حضر نفسك ، صلاح في الطريق على أول الخان و زمانه داخل علينا دلوقتي ، ألبس هدومك .
وقف غانم يغلق أزرار قميصه و على جانب فمه توجد إبتسامة بسيطة ، زادت و هو يبصر شعيرات بنيه طويله عالقه بين أصابعه .
فابتسم، أبتسامة واضحه أثارت الريبة لدى جميل فقال متعمداً : قررتها و لا لسه ؟ البت دي لا يمكن تكون خدامة ، ما شوفتش أمها لابسه فستان و شنطه ده مش منظر ناس على أد حالها ابداً .
تذكر غانم و أبعد عيناه عن شعرها ثم قال : اخدت بالي ، و مش هسيبها ، هعرف يعني هعرف ما تقلقش ، مش أنت ركبت الكاميرا إلي قولت لك عليها.
أبتسم جميل و قال بتأكيد : أيوه يا ولدي .
غانم : يبقى خلاص ، أنا عارف أنا هعمل ايه .
خرج جميل لاستقبال صلاح بينما بقى غانم يتظر لشعرات حلا التي بين أصابعه و يتذكر لحظتهما معاً ثم يبتسم بحب لتقع عيناه على صورة سلوى الموضوع على مكتبه .
شعر بخطأ فيما يفعله ، و نفض خصلات شعر حلا على الأرض و وقف يعدل من صورة سلوى ثم توقف ليستقبل صلاح الذي دلف بإبتسامة واسعه يردد : غانم باشا ، ليك واحشة يا كبير.
أبتسم له غانم نفس الابتسامه ثم قال: أنت أكتر ، تشرب إيه ، قهوة مظبوط مش كده .
صلاح: كده .
نظر غانم لجميل و قال : قولهم يعملوا لنا قهوه و يجبوها هنا .
فهم جميل على الفور و ذهب يطلب القهوة ثم عاد ينضم لهما .
بعد دقائق دق الباب و دلفت حلا عيناها على الصينيه التي تحملها تتعمد عدم النظر لغانم ، لا تريد بعدما حدث.
لكن غانم عيناه عليها ، يراقب كل شيء بها بمشاعر متناقضه تتحارب داخله ، حرب يحاول إخمادها يذكر نفسه بحقيقتها .
لينته پغضب على صوت صلاح الذي ردد : بسم الله ماشاءالله ، إيه الجمال ده ؟
نظر له غانم پحده بينما قدم جميل من الخارج يقول : غانم بيه ، عايزينك دقيقه.
وقف غانم ليخرج مع جميل و قال دون النظر لها : حطي القهوه و روحي.
هزت رأسها و لم يعجبها حديثه ، حديثه مهين على عكس تلك اللحظة التي عايشاها سوياً لتعلم أنه يذكرها بوضعها ، غصة مريرة تعلقت في حلقها و حاولت إبتلاعها و هي تضع القهوة تسرع كي تنتهي و تغادر .
و ما أن فعلت و همت لتغادر حتى وجدت كف أحدها يوضع على ذراعها يمنعها من التحرك ثم سأل : أسمك إيه ؟
وقفت بأعين متسعة مصدومه من فعلته تحت أعين غانم الذي يتابع كل ما يحدث عبر شاشة جهاز الاب توب خاصته و قد تحفزت كل خلاياه ما أن لمس صلاح يدها و جميل من خلفه يراقب كل ذلك و تعمد التدخل بالحديث فقال : شوف ماسكها إزاي ، معلوم ماهم موانسين مع بعض.
لكن في نفس اللحظة أنتبه غانم على حلا التي نفضت يد صلاح عنها فقال جميل: خبيثة البت ، خاېفه لا تتكشف .
فصړخ غانم : شغلي الصوت .
فنفذ جميل على مضض ليسمع كلاهما ما يحدث .
في غرفة مكتب غانم
صړخت حلا: أوعى أيدك دي .
فرفع صلاح يداه عالياً كعلامة للإستسلام و قال : خلاص أهو ، أنا بس كنت عايز اعرف أسمك.
حلا : مالكش فيه و اوعي كده عشان سادد عليا الطريق .
صلاح: بالراحة بس ، أنتي طلقك حامي كده ليه ؟
كټفت حلا ذراعيها حول صدرها و هي تحتضن الصينيه و قالت : أهو أنا طبعي كده.
فألتسم صلاح بإعجاب مردداً: تعجبيني .
حلا: طب اوعي بقا.
صلاح: إيه بس ، لو خاېفه من غانم هوجد لك شغل عندي .
قرب يده من شعرها و قال : حرام غانم يتمتع بالجمال ده لوحده ، أنتي تيجي معايا و ماحدش يشوفك غيري .
إلى هنا و لم يتحمل غانم ، هب من مكانه پغضب ، ڼار ټحرق صدره و جميل خلفه يحاول إيقافه لكنه لم يتوقف .
دفع باب المكتب و نادى عليها : حلا ، تعالي هنا .
تقدمت حلا سريعاً له كأنه حماية لها ، شبك يده بيدها و سحبها للخارج.
أوقفها يطمئن عليها مردداً: إنتي كويسه ؟
هزت رأسها إيجاباً و قالت : ايوه ، بس سيبني أمشي .
جاوبها بنفس متهدج : و تسبني ؟
ردت بقوة : أيوه .
اقترب منها مردداً: بس انا مش عايزك تمشي يا حلا .
رفعت أنظارها لعيناه ، تبحث فيهما عن شئ معين ، و قد وجدته لتبتسم و هو كذلك.
ليصدح صوت جميل للبواب من الخارج مردداً : أفتح الباب يا ولا عربية الست سلوى وصلت….
يا ترى أيه توقعكم للي جاي؟