رواية خان غانم الفصل السادس بقلم سوما العربي

روايةخان غانم

لكن صوت العم جميل نفض جسديهما سوياً بړعب يدركا وضعهما .

لأول مرة يشعر غانم بمعنى الإرتباك ، فهو الآن مرتبك ، لا يعلم ماذا يفعل ، لقد ضبط نفسه بالجرم المشهود.

لكنه خرج ، خرج قبلما يتهور ، لو نظر لها نظره واحده لتهور بالتأكيد.

أغلق الباب بقوه خلفه و سقطتت حلا على الفراش من خلفها لا تستطيع إلتقاط أنفاسها .

تضع يدها على شعرها موضع يده ثم قربت معصمها من أنفها ټشتم رائحته التى تعلقت بيدها ثم تبتسم بهدوء.

لتستفق على حالها ، تدرك ما تفعله و توبخ نفسها بقوه : إيه ده ، إيه إلي بتعمليه ده ؟ نسيتي نفسك يا حلا ؟ 

تنهدت بضيق ثم وقفت لتخرج من تلك الغرفة .

في المطبخ 

دلفت لتجد كرم جالس على كرسيه يحاول تقطيع الخضار .

أول ما رأها قال: حلا ؟ كنتي فين ؟ كان في حكومة هنا من شويه و بيسألوا عليكي.

نظرت له ببعض الضيق ثم قالت: بجد ؟ و بعدين ؟

هز كتفيه ببساطة و قال : بس .

حلا : هو ايه اللي بس ما طلعتش ليه قولت لهم إني هنا ؟

كرم : أبويا نبه عليا ما أطلعش .

صمتت حلا ، بل صدمت قليلاً و قالت : بجد ؟ ابوك نبه عليك فما خرجتش ، لا براڤو عليك، ايه يا ابني الشهامة و المروة دي .

كرم : أنتي بتتريقي عليا مش كده ؟ بس أعمل إيه ؟ ابويا هو إلي أمر ، ما تزعليش مني و النبي.

نظرت له بجانب عينها و لم تجيب و هو بدأ يلح عليها كي تسامحه وهي لا تسمعه بالأساس ، بالها مع تلك اللحظة الساحرة التي جمعت بينها وبين غانم .

و هو كذلك ، فقد وقف في غرفة مكتبه يرتدي قميصه تحت أعين العم جميل الذي ينظر له بإسنتكار مردداً : إيه إلي قعلك قميصك كده ؟

لم يجيب ، لم يجد إجابة ، تركيزه و فكره مازلا معها .

و حينما يأس جميل من الحصول على رد قال: طب حضر نفسك ، صلاح في الطريق على أول الخان و زمانه داخل علينا دلوقتي ، ألبس هدومك .

وقف غانم يغلق أزرار قميصه و على جانب فمه توجد إبتسامة بسيطة ، زادت و هو يبصر شعيرات بنيه طويله عالقه بين أصابعه .

فابتسم، أبتسامة واضحه أثارت الريبة لدى جميل فقال متعمداً : قررتها و لا لسه ؟ البت دي لا يمكن تكون خدامة ، ما شوفتش أمها لابسه فستان و شنطه ده مش منظر ناس على أد حالها ابداً .

تذكر غانم و أبعد عيناه عن شعرها ثم قال : اخدت بالي ، و مش هسيبها ، هعرف يعني هعرف ما تقلقش ، مش أنت ركبت الكاميرا إلي قولت لك عليها.

أبتسم جميل و قال بتأكيد : أيوه يا ولدي .

غانم : يبقى خلاص ، أنا عارف أنا هعمل ايه .

خرج جميل لاستقبال صلاح بينما بقى غانم يتظر لشعرات حلا التي بين أصابعه و يتذكر لحظتهما معاً ثم يبتسم بحب لتقع عيناه على صورة سلوى الموضوع على مكتبه .

شعر بخطأ فيما يفعله ، و نفض خصلات شعر حلا على الأرض و وقف يعدل من صورة سلوى ثم توقف ليستقبل صلاح الذي دلف بإبتسامة واسعه يردد : غانم باشا ، ليك واحشة يا كبير.

أبتسم له غانم نفس الابتسامه ثم قال: أنت أكتر ، تشرب إيه ، قهوة مظبوط مش كده .

صلاح: كده .

نظر غانم لجميل و قال : قولهم يعملوا لنا قهوه و يجبوها هنا .

فهم جميل على الفور و ذهب يطلب القهوة ثم عاد ينضم لهما .

بعد دقائق دق الباب و دلفت حلا عيناها على الصينيه التي تحملها تتعمد عدم النظر لغانم ، لا تريد بعدما حدث.

لكن غانم عيناه عليها ، يراقب كل شيء بها بمشاعر متناقضه تتحارب داخله ، حرب يحاول إخمادها يذكر نفسه بحقيقتها .

لينته پغضب على صوت صلاح الذي ردد : بسم الله ماشاءالله ، إيه الجمال ده ؟

نظر له غانم پحده بينما قدم جميل من الخارج يقول : غانم بيه ، عايزينك دقيقه.

وقف غانم ليخرج مع جميل و قال دون النظر لها : حطي القهوه و روحي.

هزت رأسها و لم يعجبها حديثه ، حديثه مهين على عكس تلك اللحظة التي عايشاها سوياً لتعلم أنه يذكرها بوضعها ، غصة مريرة تعلقت في حلقها و حاولت إبتلاعها و هي تضع القهوة تسرع كي تنتهي و تغادر .

و ما أن فعلت و همت لتغادر حتى وجدت كف أحدها يوضع على ذراعها يمنعها من التحرك ثم سأل : أسمك إيه ؟

وقفت بأعين متسعة مصدومه من فعلته تحت أعين غانم الذي يتابع كل ما يحدث عبر شاشة جهاز الاب توب خاصته و قد تحفزت كل خلاياه ما أن لمس صلاح يدها و جميل من خلفه يراقب كل ذلك و تعمد التدخل بالحديث فقال : شوف ماسكها إزاي ، معلوم ماهم موانسين مع بعض.

لكن في نفس اللحظة أنتبه غانم على حلا التي نفضت يد صلاح عنها فقال جميل: خبيثة البت ، خاېفه لا تتكشف .

فصړخ غانم : شغلي الصوت .

فنفذ جميل على مضض ليسمع كلاهما ما يحدث .

في غرفة مكتب غانم 

صړخت حلا: أوعى أيدك دي .

فرفع صلاح يداه عالياً كعلامة للإستسلام و قال : خلاص أهو ، أنا بس كنت عايز اعرف أسمك.

حلا : مالكش فيه و اوعي كده عشان سادد عليا الطريق .

صلاح: بالراحة بس ، أنتي طلقك حامي كده ليه ؟

كټفت حلا ذراعيها حول صدرها و هي تحتضن الصينيه و قالت : أهو أنا طبعي كده.

فألتسم صلاح بإعجاب مردداً: تعجبيني .

حلا: طب اوعي بقا.

صلاح: إيه بس ، لو خاېفه من غانم هوجد لك شغل عندي .

قرب يده من شعرها و قال : حرام غانم يتمتع بالجمال ده لوحده ، أنتي تيجي معايا و ماحدش يشوفك غيري .

إلى هنا و لم يتحمل غانم ، هب من مكانه پغضب ، ڼار ټحرق صدره و جميل خلفه يحاول إيقافه لكنه لم يتوقف .

دفع باب المكتب و نادى عليها : حلا ، تعالي هنا .

تقدمت حلا سريعاً له كأنه حماية لها ، شبك يده بيدها و سحبها للخارج.

أوقفها يطمئن عليها مردداً: إنتي كويسه ؟

هزت رأسها إيجاباً و قالت : ايوه ، بس سيبني أمشي .

جاوبها بنفس متهدج : و تسبني ؟

ردت بقوة : أيوه .

اقترب منها مردداً: بس انا مش عايزك تمشي يا حلا .

رفعت أنظارها لعيناه ، تبحث فيهما عن شئ معين ، و قد وجدته لتبتسم و هو كذلك.

ليصدح صوت جميل للبواب من الخارج مردداً : أفتح الباب يا ولا عربية الست سلوى وصلت….

يا ترى أيه توقعكم للي جاي؟

الفصل التالي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top