رواية خان غانم الفصل 12 بقلم سوما العربي

روايةخان غانم

الفصل الثاني عشر

وقفت بتوتر شديد ، تشعر بالړصاص المنطلق من أعين غانم مصوب ناحيتها.

حاولت تجاهل الأمر و هي تقتنص الفرصه مرددة على الفور لجميل: هتصل بيه حالاً .

ثم ركضت للخارج مهرولة و قد أتسعت عينا غانم پصدمة و تهور مردداً: تتصل بيه ؟

ثم صړخ بأعلى صوته : حلااااااا .

ترك جميل و خرج خلفها مندفعاً يناديها بصوت هز أرجاء البيت .

وقفت في غرفتها ترتعش و هي تستمع لصوته العاصف يناديها بقوة و ڠضب .

دفش الباب بقدمه و دلف لعندها ، وقفت كهرة مبللة ترتجف و هي تردد پخوف تام : في إيه ؟

أقترب منها بخفة فهد ينظر لها بأعين ملتهبة و كعادته قبض بيدة على ذراعها يغرز أظافره في لحمها ثم يهزها هزاً و هو يردد بغل شديد : مين ده و تعرفيه منين … إنطقي .

نظر ليدها التي تحمل الهاتف و زاد الڠضب المكنون في صدره و قال : كنتي هتكلميه … معاه رقمك و معاكي رقمه مش كده ، أنتي أيامك الجايه كلها سواااد .. فاهمه .. سواد … هاتي الزفت ده.

أبعدت الهاتف تواريه خلف ظهرها و هي تردد : مش هديك حاجة ، هو في أيه ؟

غانم : فاكراني باخد رأيك ، هاتي الزفت ده بقولك .

حاولت نفضه عنها پغضب شديد و هي تردد: في ايه ، أنت هتتهجم عليا ، هو أنت مستعبدني .. إبعد عنني .

قالت الأخيرة بصوت أمترج فيه الكره مع الڠضب و الإعياء الشديد علاوة على الذعر البادي عليها بوضوح .

فكان في صراع مابين غيرته و بين خوفه عليها فقال : عايزاني أسيبك يبقى تنطقي.. مين ده و يعرفك منين .

فصړخت پقهر: ده خطيب صاحبتي… أبعد عني بقا .

أخيراً توقف و تمكن من إلتقاط أنفاسه و قد لانت كفه على ذراعها ثم قال بصوت جاهد على أن يخرج هادئ : أمال بتقولي هتكلميه ليه ؟

ألتفت تجلس على طرف الفراش ، ثم نظرت له بضيق شديد أصبحت ترى كل أيامها به …. أنه يضيق عليها الخناق يومياً .

فسأل مجدداً: ما تردي .

رفعت عيناها له و سألت بتعب : طب و بعدين… أنا تعبت .

غانم بإستهجان : بعدين أيه ؟ مش فاهم قصدك.

تنهدت تمسح على وجهها بكفها و هي تذكر نفسها للمرة الألف أنها من سلكت طريق غانم و أختارته بنفسها لذا عليها أن تتحمل .

كان يراقبها عن كثب ، يرغب في الحصول على أجوبة لكل أسئلته لكنها تنهدت و حاولت التحدث بهدوء مرددة: ده عادل خطيب دعاء صاحبتي إلي جابت لي الشغل هنا فأنا كنت حابة أرد لها الخدمة مش أكتر خصوصاً إنه ساب شغله و الشغل عندك أكبر حاجة ممكن أعملها عشان أبقى رديت الخدمة بخدمة زيها و أحسن خصوصاً إني ماحبش يبقى حد مشيلني جميلة … أكيد مش هتكسفني معاهم مش كده ؟

نظر لها بصمت تام ثم قال: لأ مش هكسفك .

أقترب منها حتى جلس لجوارها على طرف الفراش يقول : حقك عليا أنا اتعصبت عليكي و أنتي تعبانه بس إنتي إلي عليكي حاجات بتحضري شياطيني ، ما كنتي تقولي من الأول خصوصاً يعني لو هو تبع صاحبتك إلي جابتك تشتغلي هنا .. دي خدمتها دي دين في رقبتي أنا مش رقبتك أنتي.

نظرت لها بإستنكار فهز رأسه مؤكداً : أيوه لأنها السبب في إني أشوف و أقرب من أجمل بنت في الدنيا دي كلها .

توتر جسدها إثر قربه منها كما يحدث دائما ، حاولت رسم إبتسامة على شفتيها ثم سألت : يعني أكلمه ؟

نظر لها بتحذير قال : تكلميها.. تكلميها هي و هي تبقى تقوله.

هزت رأسها مستجيبه بحذر ليقول : كلميها و قولي لها إني مستنيه بكره و هيتعين على طول من غير أي أنترفيو عشانك.

أبتسمت له بتوتر و قد خانتها مشاعرها ، سعيدة جداً بما يقوله تحضتنها نظراته التي تلاحظها فهو يكاد يلتهمها بعيناه .

و رددت : شكراً.

أبتسم لها بسماجة ثم قال ليصدمها بدون اي مقدمات: حلا فين بطاقتك ، و إنتي أسمك إيه بالكامل .. أنا لحد دلوقتي مش عارف عنك أي حاجة .

كانت عيناه متسعة من سيل الأسئلة المخفية جداً بالنسبة لها و التي تذكرها لتوه و سألها دفعة واحدة .

لا تعرف بماذا تجيب في الوقت الذي قد حانت منه نظرة لجيدها الطويل و سأل بضيق : و فين السلسلة إلي جبتها لك … مش قولت لك ما تشيليهاش من رقبتك .

وقفت مبتعدة عنه و هي تقرر قلب الطاولة فصړخت فيه : أيوه… السلسلة إلي جبتها لي صدقة مش كده .

وقف أمامها يسأل مستغرباً : صدقة أيه ؟ هو حد بيطلع دهب صدقة ؟ أنتي بتفكري ازاي يا حلا ؟

زاغت عيناها في المكان ، تتذكر حديث سلوى لتتأكد .. كل شيء كان مقصود … أغمضت عينيها تطبق عليهما و هي تذكر نفسها بأن سلوى يحق لها فهي زوجة تحافظ على زوجها .

نادها غانم يلفت أنتباهها : حلا .. حلا.. روحتي فين.

فجاوبت مقررة أنهاء أي حديث بينهما ليخرج من عندها : و لا حاجة.. و شكراً انك وافقت تعين عادل.

أبتسم لها و قال: أيوه بس انا واطي أوي و مش بعمل أي حاجة كده بلوشي .

نظرت له خائڤة مترقبة و هو ملاحظ لكل ذلك فأكمل مبتسماً : غيري عشان هنخرج سوا .

هزت رأسها برفض قاطع و قالت : إيه ؟ نخرج ؟ لأ.. لأ مش هينفع.. شكراً.

غانم : شكراً ؟ لأ العفو بس أنا مش بستأذنك .. إنتي هتغيري دلوقتي و تخرجي معايا ، يالا ده أنا حتى لسه ما عينتش خطيب صاحبتك و أنا سهل أوي أرجع في كلامي .

نظرت له مبهوته ليهز رأسه مؤكداً: أيوة .. ما أنا مش بس واطي لأ و زودي عليها إني ماليش كلمة .

قرص خدها و هو يغمز بعينه مردداً: مستنيكي بره .. أوعي تتأخري عليا .

جلس في سيارته ينتظرها فتقدم منه الحارس الجديد الذي تسلم العمل عوضاً عن عزام و سأل: خارج يا باشا ؟ نحضر العربيات ؟

هز غانم رأسه و قال: لأ خليكوا أنتو هنا ، أنا هخرج النهاردة لوحدي .

ليعترض الحارس مستغرباً: بس يا باشا دي عمرها ما حصلت و..

قاطعه غانم يسكته : ششش .. أسمع الكلام و…

صمت بإنسحار تام و هو يبصرها تخرج من باب البيت بفستان رقيق و بسيط من اللون الأسود منقوش بورود بيضاء تضع وشاح عريض من الصوف حول رقبتها و تتقدم منه بهدوء تام

فقال للحارس: روح على مكانك و افتح البوابات ، يالا .

نفذ الحارس الأمر و هو ظل يتابعها بسعادة غمرت صدره و قلبه يلاحظ ترددها في التقدم لعندها .

لكنها فعلت و فتحت باب السيارة تنظر له فقال ساخراً: ايه العتبة عالية عليكي ؟ أجي أشيلك ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top