نظر له و قال : أنا و سلوى اتطلقنا ، و أنتي دلوقتي مراتي و فرحنا بعد أسبوع ، هتفضلي في البيت هنا لحد الفرح و بعدها هنروح على بيتي التاني سواء عبجك او مش عاجبك إنتي خلاص بقيتي مراتي.
أملى عليها أوامره و خرج من الغرفة نهائياً و هي جلست على طرف الفراش مده طويلة صامته تنظر على الباب الذي خرج منه و أغلقه خلفه تحاول فقط الإستيعاب.
لم تشعر كم من الوقت مر عليها و هي شاردة تماماً حتى أستمعت لصوت جلبة قادمة من أسفل.
إلتقى حاجبيها و هي تزمهما مستغربة تسأل بقلق: الصوت ده انا عارفاه كويس.
انتفضت من فوق الفراش كمن لدغها عقرب و هي تصرخ : أمي … ده صوت ماما .
خرجت من غرفتها سريعاً تهبط الدرج بتعجل حتى اتضحت لها الرؤية.
و فطنت سبب العراك ، فقد وقفت وفاء مقابل والدتها و هي تشيح لها بكلتها ذراعيها في الهواء مرددة: إزاي تيجي كده من غير ميعاد ؟ هو دخول بيت غانم بيه الكبير بالساهل كده ؟أنتي فاكرة نفسك فين ؟
فردت عليها سميحة بصوت سهتان به الكثير من الكيد : فاكرة نفسي في بيت بنتي يا حبيبتي.
أبتسمت جلا بظفر بينما هتفت وفاء: نعم ؟ ده إنتي بجحة بقا .
سميحة: لمي لسانك يا ست أنتي ، أنا لحد دلوقتي مش عايزه أغلط فيكي لاجل خاطر جوز بنتي بس.
زاد إشتعال وفاء ، سميحة تحشر كلمة بيت ابنتها و زوج إبنتها حشراً في كل جملة بعدما علمت أنها تضايق نظيرتها و تشعل غيظها .
و بالفعل هتفت وفاء و هي ترغب بنهش لحم سميحة: و أيه إلي جايبك هنا ، مش كفاية بنتك الي فضلت تتدحلب لابن أخويا لحد ما جابت رجله ، جايه إنتي كمان عايزه تركبي على الليلة عشان ينوبك من الحب جانب ؟
تصنعت سميحة الازدراء و قالت : إيه ده إيه ده ؟ إزاي بنت غانم بيه الكبير بتقول كده ؟ لأ مش معقول ، مش تنفقي ملافظك يا ست إنتي ، و تعملي حساب أن بنتي البريئة دي ممكن تسمعك و تلقط منك كلمة كده و لا كده ؟
نظرت وفاء خلفها لترى حلا التي تبتسم لها بتشفي فرحلت و هي تسب و ټلعن الدقيقة التي دخلت عليهم البيت .
بينما تقدمت حلا من سميحة التي بصقت خلف وفاء تقول : أعوذ بالله ؟ إيه الست دي ؟ عمتو الحرباية أوي.
إلتفت سميحة ثم ابتسمت لابنتها التي أصبحت أمامها فانشرح صدرها و فتحت لها أحضانها تردد : مبروك يا أحلى عروسة.
لم تتقدم حلا لأحضان أمها المفتوحة بل رفعت لها حاجبها الأيمن و بقت تناظرها بصمت ، فحمحمت سميحة تردد : أحمم، أنا ماقولتش حاجة ، هو إلي جرجرني في الكلام.
فقالت حلا من بين أسنانها : تقومي تقولي كده ؟ يقول عليا إيه ؟ واقعة ؟ إنتي أمي أنتي ؟
حمحمت سميحة و هي تشعر بتهور تصرفها فقالت بلهفة : ده انا عشان أمك عملت كده ؟ عريس لقطة و بنتي بټموت فيه ارفضه؟ أطيره يعني من أيدي ؟
فهتفت حلا بغيظ : لأ ما تطيريهوش بس ما تقري على كل حاجه كده ؟ أمال فين كيد الستات ؟ ده أنتي من شوية كنتي هتجيبي لعمته ذبحة صدرية بردودك ؟
هزت سميحة رأسها بغيظ تردد : هو إلي خبيث و مش سهل ، فضل يلعب عليا بالكلام ، قال إيه خاېف لا يكون الجواز باطل عشان مش موافقة و مش عارف إيه خلى الكلام يتدردب من لساني و قولت كل حاجة … زي ما يكون جاي و ف نيته يقررني و يعرف كل حاجه.
زمت حلا شفتيها بضيق تردد : و أهو عرف ياختي.
سميحة: أعملي حسابك أنا قاعدة معاكي لحد الفرح ،اه ، و هبات معاكي في نفس الأوضة ، الواد ده ما يتضمنش … تعالي بقا وريني أوضتك فين ؟
مشت معها حلا و هي لا تعرف لأي غرفها تقودها هل لغرفتها القديمة حين كانت تعمل هنا خادمة أم لغرفة غانم بالطابق العلوي ؟
_________________
جلس على أحد الكراسي الخشبيه و لأمامه منضدة صغيرة ، يدون فيها و يراجع أرقام الحسابات.
فقد بدأ بتدارك أخطائه الفادحة ، لم يكن عليه أن يعطي كل هذه الثقة لأي شخص مهما بلغت صفته عنده ، فماذا جنى من ثقته في جميل غير الكذب و التدليس و الخېانة .
شرد يفكر بغيظ في كل تلك السنوات التي مرأت و جميل لجواره يخدعه و يسمم أذنه باشياء غير حقيقية تجاه أشخاص كثيرون.
يحقد على والده و يعشق والدته سراً بل و يسرقه و هو كالأبله تمرؤ عليه في كل مره .
و ما يثير غيظه أنه بكل مره كان يستخدم حيل واهية للهرب مما فعل و هو كالأبله يصدقها بكل مرة.
و لم يكلف خاطرة ولو لمرة عن طريق الصدفة حتى لأن يبحث خلف القصة .
تنهد وهو يردد : على رأيك يا جدي المال السايب يعلم السړقة.
إلتف حوله منتبهاً و هو يرى أسطول سيارات صلاح عيسى يشق التراب الناعم فيصنع عاصفة ترابية خلفه.
و ترجل صلاح بعصبية شديدة من سيارته بينما تململ غانم في جلسته يردد : يا فتاح يا عليم ، أصطبحنا على الصبح بقا .
وقف أمامه صلاح يقول : سمعتك على فكره .
وقف غانم بعند و رد بنديه : أنا قاصد على فكره ، خير بقا ، عايز ايه.
زم صلاح شفتيه بضيق و ظل ينظر بكل اتجاه متأفافاً ثم قال بغيظ شديد : للأسف بعد ما فضلت أدور وسط كل الناس الكتير الي حواليا و إلي كلهم بيحبوني مالقتش نفسي غير رجلي جيباني لعندك يا ژبالة.
غانم : عايز ايه يعني؟
حمحم صلاح ثم قال: هو أنت صحيح اتجوزت ؟
رفع غانم إحدى حاجبيه و قال: ده أنت مراقبني بقا .
تلفت صلاح حوله ثم أقترب من غانم و سأل: عملتها إزاي دي ؟
غانم: هي إيه إلي عملتها إزاي؟
تنهد صلاح بحيرة و ضيق فجعد غانم ما بين حاجبيه و سأل بصدق : مالك ياد فيك إيه كده ؟
رفع صلاح رأسه له يقول: أنا ممكن أستلف منك المدام .
إحتد عليه غانم و هتف: أنت اټجننت ما تلم نفسك .
تدارك صلاح الموقف و قال : أنا أقصد.. إن يعني… عايزها تيجي تتكلم مع مراتي بما إن سنهم زي بعض يمكن هي تعرف تفهمها و تفهمني أعمل ايه ؟
أتسعت عينا غانم و سأل پصدمة : مراتك مين ؟ هو مش أنت مطلق من سنة و أزيد ؟!
هز صلاح رأسه مؤيداً فسأل غانم: أمال مراتك مين اللي بتتكلم عنها؟ و كمان من سن حلا ؟ و بعدين حلا هتفهم منها إيه ؟ و إيه إلي أنت محتاج تفهمه .
أربتك صلاح ، كان يشعر بالحرج ، لطالما تربى على أن البوح بالمشاعر ليس من شيم الرجال.
فحسه غانم على الحديث مردداً: ما تقول يا أبني في ايه ؟
تنهد صلاح و قال : دي قصة طويلة أوي ، طلاقي من مراتي قصة و جوازتي ب”ريم” قصة تانيه أكبر و أنا دلوقتي الوقت مش في صالحي و كمان أمها جت البيت و بعتت تجيب كل قرايبنا.
غانم: إيه ؟ ايه كل ده هي في إيه ؟
سحب صلاح نفس عميق مثقل بالهموم ثم بدأ يسرد عليه تفاصيل قصته و غانم يستمع متعجباً.
إلى أن انتهى و غانم مصډوم يردد : كل ده ؟ و بعدين ليه كدة أشمعنى مراتك الأولانية كنت كريم معاها للدرجة دي و مع الجديدة منتهى الأنانية إلي في الدنيا !
( أحداث قصة صلاح و ريم ضمن أحداث رواية جوري و ثلاث نجوم تقدروا تبقوا تقروها)
نظر صلاح أرضاً لا يسعه البوح ففطن غانم الإجابة من قلة الحيلة البادية على ملامح صلاح فتنهد بتعب ثم ربط على كتف صلاح مردداً: طب أهدى ، أهدى و كل حاجه ليها حل.
________________
عاد في المساء و صعد لغرفته مثقل بالهموم خصوصاً كلما تذكر مأساة صاحبه…. أبتسم و هو يناديه في سره بذلك اللقب فهو و بعد كل ما حدث حينما فتش حوله لم يجد لديه صاحب غيره كما حدث مع صلاح بالضبط و جاء لعنده يشكيه همه .
دلف لغرفته يفتح الباب مبتسماً و هو يعد نفسه بأن ينعمها بأحضان حبيبته طوال الليل.
لكن بهت وجهه و صدم و هو يرى الفراش خالي تماماً كأنه لم يمس.
برم المنزل كله و لم يجدها حتى قاده عقله لأن من الممكن تلك غبية قد ذهبت لغرفتها القديمة.
فذهب و قد كان كما توقع.
دلف للداخل و هو يتنهد بتعب شديد و عزم على النوم لجوارها .
لكن صدم و أتسعت عيناه و هو يدرك أن لا هذا ما لم يتوقعه ، فوالدتها كانت تنام لجوارها على السرير .
أحمر وجهه من الڠضب ، هذا ما لم يحسب له حساب حين دعاها للإقامة عندهم حتى موعد الفرح.
فخرج من الغرفه كلها و هو يسب و يلعن لسانه و عقله الذان أشارا عليه بتلك الفكرة الغبية.
و ذهب لغرفتة بعصبية شديدة يحاول النوم و لم يستطع.
بعد مرور فترة طويلة جداً كانت طوالها حلا مشغولة في ترتيب بيت أحلامه و لكن على ذوقها و كذلك العرس
إلى أن أنتهى كل شيء و كان يوم العرس.
أرتدت حلا فستان يصلح لأميرة أنيقة ، طلتها كانت ناعمة بها لمسة شرقية فتنته كمثل اليوم الذي رأها فيها و أحتضنها من ظهرها.
طوال الحفل كان مبتسم و طيف تلك اللحظة يكتنفه حتى الآن فقد كانت أول شرارة و هو لا يعلم حتى باتت الآن بين يديه زوجته .
وقفت لجواره بجمال ساحر مشرف ، تصلح لأن تكن زوجة غانم صفوان ، تستقبل معه التهاني من الأهل والأصدقاء.
و بداخلها غصه حاولت مدارتها لكن لم تخفى على غانم الذي مال على أذنها يسأل : إيه يا حبيبي مالك ؟
أسبلت جفناها تجاهد تلك الدمعة الحاړقة و جاوبت بصوت متحشرج : مالي؟ مش شايف … الفرح كله تبعك ، أنا ماليش حد هنا يعرفني غير أمي و دعاء صاحبتي و خطيبها ، لا أهل و لا عيلة .
ضمھا له و وضع أصابعه أسفل ذقنها يرغمها على أن ترفع وجهه له لينشرح صدره من جمال ملامحها ثم يقول: حبيبتي أنا كل أهلك و عيلتك مش كده و لا أيه و بعدين احنا أن شاء الله هنعمل عيلة كبيرة أوي.
نظرت له و كأنها تذكرت شئ مهم على ما يبدو قد نسته تماماً و سألت بقلق: تفتكر ؟
لم يسعفه الوقت أو المكان لتدارك ما بدر لذهنها من قلق فقد إلتف مرحباً بصديقه صلاح و…
نظر لجواره لتلك الفتاة الجميلة التي تمشي على إستحياء و كأنها لم تود أو ترغب في القدوم معه .
فقال لحلا : دي شكلها كده مرات صلاح إلي حكيت لك عنها .
نظرت حلا حيث ينظر غانم لتنسى قليلاً ما تفكر به و قد أقلقها و هي تنظر لتلك الجميلة ذات العيون الزرقاء ، جعدت ما بين حاجبيها بضيق ، تلك الفتاة على ما يبدو مجبرة غير مرتاحة.
نظرت لغانم و قالت: البت شكلها مش مرتاحة قول لصاحبك يعتقها لوجه الله.
همس لها غانم : مش وقته دلوقتي ، تعالي نسلم عليهم.
و أخيراً أنتهى الحفل و ذهبا لبيت الأحلام بعدما ترك غانم البيت لعمته ربما تشبع و عادت سميحة لحيها القديم
دلف للداخل يفتح الباب مردداً: برجلك اليمين يا زبدتي .
تقدمت بتوجس تردد : مين دي اللي زبدتك؟
بدأ بخلع معطفه يلقيه أرضا بعشوائية ، ثم يفكك رابطة عنقه و هو يردد : أنت يا سمن بلدي يا زبده فلاحي .
اتسعت عيناها بړعب و هي تردد: أنت هتعمل إيه يخربيتك ؟
غانم: هعمل إلي نفسي أعمله من يوم ما شوفتك في المطبخ ، فاكرة يا زبدتي .
صړخت بړعب و هي تراه يتقدم لعندها: لأ مش فاكره.
ھجم عليها بغباء يردد : يبقى أفكرك .
صړخت مجدداً بړعب و هي تراه قد تجرد من ثيابه و بقى بملابسه الداخلية يركض خلفها كمن يركض خلف الفروج تردد : لأ مش عايزه أفتكر ، يا خرااااباااااااي …..