رواية خان غانم (الفصل 19 الى الفصل الاخير ) بقلم سوما العربي

روايةخان غانم

نظر له و قال : أنا و سلوى اتطلقنا ، و أنتي دلوقتي مراتي و فرحنا بعد أسبوع ، هتفضلي في البيت هنا لحد الفرح و بعدها هنروح على بيتي التاني سواء عبجك او مش عاجبك إنتي خلاص بقيتي مراتي.

أملى عليها أوامره و خرج من الغرفة نهائياً و هي جلست على طرف الفراش مده طويلة صامته تنظر على الباب الذي خرج منه و أغلقه خلفه تحاول فقط الإستيعاب.

لم تشعر كم من الوقت مر عليها و هي شاردة تماماً حتى أستمعت لصوت جلبة قادمة من أسفل.

إلتقى حاجبيها و هي تزمهما مستغربة تسأل بقلق: الصوت ده انا عارفاه كويس.

انتفضت من فوق الفراش كمن لدغها عقرب و هي تصرخ : أمي … ده صوت ماما .

خرجت من غرفتها سريعاً تهبط الدرج بتعجل حتى اتضحت لها الرؤية.

و فطنت سبب العراك ، فقد وقفت وفاء مقابل والدتها و هي تشيح لها بكلتها ذراعيها في الهواء مرددة: إزاي تيجي كده من غير ميعاد ؟ هو دخول بيت غانم بيه الكبير بالساهل كده ؟أنتي فاكرة نفسك فين ؟ 

فردت عليها سميحة بصوت سهتان به الكثير من الكيد : فاكرة نفسي في بيت بنتي يا حبيبتي.

أبتسمت جلا بظفر بينما هتفت وفاء: نعم ؟ ده إنتي بجحة بقا .

سميحة: لمي لسانك يا ست أنتي ، أنا لحد دلوقتي مش عايزه أغلط فيكي لاجل خاطر جوز بنتي بس.

زاد إشتعال وفاء ، سميحة تحشر كلمة بيت ابنتها و زوج إبنتها حشراً في كل جملة بعدما علمت أنها تضايق نظيرتها و تشعل غيظها .

و بالفعل هتفت وفاء و هي ترغب بنهش لحم سميحة: و أيه إلي جايبك هنا ، مش كفاية بنتك الي فضلت تتدحلب لابن أخويا لحد ما جابت رجله ، جايه إنتي كمان عايزه تركبي على الليلة عشان ينوبك من الحب جانب ؟

تصنعت سميحة الازدراء و قالت : إيه ده إيه ده ؟ إزاي بنت غانم بيه الكبير بتقول كده ؟ لأ مش معقول ، مش تنفقي ملافظك يا ست إنتي ، و تعملي حساب أن بنتي البريئة دي ممكن تسمعك و تلقط منك كلمة كده و لا كده ؟

نظرت وفاء خلفها لترى حلا التي تبتسم لها بتشفي فرحلت و هي تسب و ټلعن الدقيقة التي دخلت عليهم البيت .

بينما تقدمت حلا من سميحة التي بصقت خلف وفاء تقول : أعوذ بالله ؟ إيه الست دي ؟ عمتو الحرباية أوي.

إلتفت سميحة ثم ابتسمت لابنتها التي أصبحت أمامها فانشرح صدرها و فتحت لها أحضانها تردد : مبروك يا أحلى عروسة.

لم تتقدم حلا لأحضان أمها المفتوحة بل رفعت لها حاجبها الأيمن و بقت تناظرها بصمت ، فحمحمت سميحة تردد : أحمم، أنا ماقولتش حاجة ، هو إلي جرجرني في الكلام.

فقالت حلا من بين أسنانها : تقومي تقولي كده ؟ يقول عليا إيه ؟ واقعة ؟ إنتي أمي أنتي ؟

حمحمت سميحة و هي تشعر بتهور تصرفها فقالت بلهفة : ده انا عشان أمك عملت كده ؟ عريس لقطة و بنتي بټموت فيه ارفضه؟ أطيره يعني من أيدي ؟

فهتفت حلا بغيظ : لأ ما تطيريهوش بس ما تقري على كل حاجه كده ؟ أمال فين كيد الستات ؟ ده أنتي من شوية كنتي هتجيبي لعمته ذبحة صدرية بردودك ؟

هزت سميحة رأسها بغيظ تردد : هو إلي خبيث و مش سهل ، فضل يلعب عليا بالكلام ، قال إيه خاېف لا يكون الجواز باطل عشان مش موافقة و مش عارف إيه خلى الكلام يتدردب من لساني و قولت كل حاجة … زي ما يكون جاي و ف نيته يقررني و يعرف كل حاجه.

زمت حلا شفتيها بضيق تردد : و أهو عرف ياختي.

سميحة: أعملي حسابك أنا قاعدة معاكي لحد الفرح ،اه ، و هبات معاكي في نفس الأوضة ، الواد ده ما يتضمنش … تعالي بقا وريني أوضتك فين ؟

مشت معها حلا و هي لا تعرف لأي غرفها تقودها هل لغرفتها القديمة حين كانت تعمل هنا خادمة أم لغرفة غانم بالطابق العلوي ؟

_________________

جلس على أحد الكراسي الخشبيه و لأمامه منضدة صغيرة ، يدون فيها و يراجع أرقام الحسابات.

فقد بدأ بتدارك أخطائه الفادحة ، لم يكن عليه أن يعطي كل هذه الثقة لأي شخص مهما بلغت صفته عنده ، فماذا جنى من ثقته في جميل غير الكذب و التدليس و الخېانة .

شرد يفكر بغيظ في كل تلك السنوات التي مرأت و جميل لجواره يخدعه و يسمم أذنه باشياء غير حقيقية تجاه أشخاص كثيرون.

يحقد على والده و يعشق والدته سراً بل و يسرقه و هو كالأبله تمرؤ عليه في كل مره .

و ما يثير غيظه أنه بكل مره كان يستخدم حيل واهية للهرب مما فعل و هو كالأبله يصدقها بكل مرة.

و لم يكلف خاطرة ولو لمرة عن طريق الصدفة حتى لأن يبحث خلف القصة .

تنهد وهو يردد : على رأيك يا جدي المال السايب يعلم السړقة.

إلتف حوله منتبهاً و هو يرى أسطول سيارات صلاح عيسى يشق التراب الناعم فيصنع عاصفة ترابية خلفه.

و ترجل صلاح بعصبية شديدة من سيارته بينما تململ غانم في جلسته يردد : يا فتاح يا عليم ، أصطبحنا على الصبح بقا .

وقف أمامه صلاح يقول : سمعتك على فكره .

وقف غانم بعند و رد بنديه : أنا قاصد على فكره ، خير بقا ، عايز ايه.

زم صلاح شفتيه بضيق و ظل ينظر بكل اتجاه متأفافاً ثم قال بغيظ شديد : للأسف بعد ما فضلت أدور وسط كل الناس الكتير الي حواليا و إلي كلهم بيحبوني مالقتش نفسي غير رجلي جيباني لعندك يا ژبالة.

غانم : عايز ايه يعني؟

حمحم صلاح ثم قال: هو أنت صحيح اتجوزت ؟

رفع غانم إحدى حاجبيه و قال: ده أنت مراقبني بقا .

تلفت صلاح حوله ثم أقترب من غانم و سأل: عملتها إزاي دي ؟

غانم: هي إيه إلي عملتها إزاي؟

تنهد صلاح بحيرة و ضيق فجعد غانم ما بين حاجبيه و سأل بصدق : مالك ياد فيك إيه كده ؟

رفع صلاح رأسه له يقول: أنا ممكن أستلف منك المدام .

إحتد عليه غانم و هتف: أنت اټجننت ما تلم نفسك .

تدارك صلاح الموقف و قال : أنا أقصد.. إن يعني… عايزها تيجي تتكلم مع مراتي بما إن سنهم زي بعض يمكن هي تعرف تفهمها و تفهمني أعمل ايه ؟

أتسعت عينا غانم و سأل پصدمة : مراتك مين ؟ هو مش أنت مطلق من سنة و أزيد ؟!

هز صلاح رأسه مؤيداً فسأل غانم: أمال مراتك مين اللي بتتكلم عنها؟ و كمان من سن حلا ؟ و بعدين حلا هتفهم منها إيه ؟ و إيه إلي أنت محتاج تفهمه .

أربتك صلاح ، كان يشعر بالحرج ، لطالما تربى على أن البوح بالمشاعر ليس من شيم الرجال.

فحسه غانم على الحديث مردداً: ما تقول يا أبني في ايه ؟

تنهد صلاح و قال : دي قصة طويلة أوي ، طلاقي من مراتي قصة و جوازتي ب”ريم” قصة تانيه أكبر و أنا دلوقتي الوقت مش في صالحي و كمان أمها جت البيت و بعتت تجيب كل قرايبنا.

غانم: إيه ؟ ايه كل ده هي في إيه ؟

سحب صلاح نفس عميق مثقل بالهموم ثم بدأ يسرد عليه تفاصيل قصته و غانم يستمع متعجباً.

إلى أن انتهى و غانم مصډوم يردد : كل ده ؟ و بعدين ليه كدة أشمعنى مراتك الأولانية كنت كريم معاها للدرجة دي و مع الجديدة منتهى الأنانية إلي في الدنيا !

( أحداث قصة صلاح و ريم ضمن أحداث رواية جوري و ثلاث نجوم تقدروا تبقوا تقروها)

نظر صلاح أرضاً لا يسعه البوح ففطن غانم الإجابة من قلة الحيلة البادية على ملامح صلاح فتنهد بتعب ثم ربط على كتف صلاح مردداً: طب أهدى ، أهدى و كل حاجه ليها حل.

________________

عاد في المساء و صعد لغرفته مثقل بالهموم خصوصاً كلما تذكر مأساة صاحبه…. أبتسم و هو يناديه في سره بذلك اللقب فهو و بعد كل ما حدث حينما فتش حوله لم يجد لديه صاحب غيره كما حدث مع صلاح بالضبط و جاء لعنده يشكيه همه .

دلف لغرفته يفتح الباب مبتسماً و هو يعد نفسه بأن ينعمها بأحضان حبيبته طوال الليل.

لكن بهت وجهه و صدم و هو يرى الفراش خالي تماماً كأنه لم يمس.

برم المنزل كله و لم يجدها حتى قاده عقله لأن من الممكن تلك غبية قد ذهبت لغرفتها القديمة.

فذهب و قد كان كما توقع.

دلف للداخل و هو يتنهد بتعب شديد و عزم على النوم لجوارها .

لكن صدم و أتسعت عيناه و هو يدرك أن لا هذا ما لم يتوقعه ، فوالدتها كانت تنام لجوارها على السرير .

أحمر وجهه من الڠضب ، هذا ما لم يحسب له حساب حين دعاها للإقامة عندهم حتى موعد الفرح.

فخرج من الغرفه كلها و هو يسب و يلعن لسانه و عقله الذان أشارا عليه بتلك الفكرة الغبية.

و ذهب لغرفتة بعصبية شديدة يحاول النوم و لم يستطع.

بعد مرور فترة طويلة جداً كانت طوالها حلا مشغولة في ترتيب بيت أحلامه و لكن على ذوقها و كذلك العرس 

إلى أن أنتهى كل شيء و كان يوم العرس.

أرتدت حلا فستان يصلح لأميرة أنيقة ، طلتها كانت ناعمة بها لمسة شرقية فتنته كمثل اليوم الذي رأها فيها و أحتضنها من ظهرها.

طوال الحفل كان مبتسم و طيف تلك اللحظة يكتنفه حتى الآن فقد كانت أول شرارة و هو لا يعلم حتى باتت الآن بين يديه زوجته .

وقفت لجواره بجمال ساحر مشرف ، تصلح لأن تكن زوجة غانم صفوان ، تستقبل معه التهاني من الأهل والأصدقاء.

و بداخلها غصه حاولت مدارتها لكن لم تخفى على غانم الذي مال على أذنها يسأل : إيه يا حبيبي مالك ؟

أسبلت جفناها تجاهد تلك الدمعة الحاړقة و جاوبت بصوت متحشرج : مالي؟ مش شايف … الفرح كله تبعك ، أنا ماليش حد هنا يعرفني غير أمي و دعاء صاحبتي و خطيبها ، لا أهل و لا عيلة .

ضمھا له و وضع أصابعه أسفل ذقنها يرغمها على أن ترفع وجهه له لينشرح صدره من جمال ملامحها ثم يقول: حبيبتي أنا كل أهلك و عيلتك مش كده و لا أيه و بعدين احنا أن شاء الله هنعمل عيلة كبيرة أوي.

نظرت له و كأنها تذكرت شئ مهم على ما يبدو قد نسته تماماً و سألت بقلق: تفتكر ؟

لم يسعفه الوقت أو المكان لتدارك ما بدر لذهنها من قلق فقد إلتف مرحباً بصديقه صلاح و…

نظر لجواره لتلك الفتاة الجميلة التي تمشي على إستحياء و كأنها لم تود أو ترغب في القدوم معه .

فقال لحلا : دي شكلها كده مرات صلاح إلي حكيت لك عنها .

نظرت حلا حيث ينظر غانم لتنسى قليلاً ما تفكر به و قد أقلقها و هي تنظر لتلك الجميلة ذات العيون الزرقاء ، جعدت ما بين حاجبيها بضيق ، تلك الفتاة على ما يبدو مجبرة غير مرتاحة.

نظرت لغانم و قالت: البت شكلها مش مرتاحة قول لصاحبك يعتقها لوجه الله.

همس لها غانم : مش وقته دلوقتي ، تعالي نسلم عليهم.

و أخيراً أنتهى الحفل و ذهبا لبيت الأحلام بعدما ترك غانم البيت لعمته ربما تشبع و عادت سميحة لحيها القديم 

دلف للداخل يفتح الباب مردداً: برجلك اليمين يا زبدتي .

تقدمت بتوجس تردد : مين دي اللي زبدتك؟

بدأ بخلع معطفه يلقيه أرضا بعشوائية ، ثم يفكك رابطة عنقه و هو يردد : أنت يا سمن بلدي يا زبده فلاحي .

اتسعت عيناها بړعب و هي تردد: أنت هتعمل إيه يخربيتك ؟

غانم: هعمل إلي نفسي أعمله من يوم ما شوفتك في المطبخ ، فاكرة يا زبدتي .

صړخت بړعب و هي تراه يتقدم لعندها: لأ مش فاكره.

ھجم عليها بغباء يردد : يبقى أفكرك .

صړخت مجدداً بړعب و هي تراه قد تجرد من ثيابه و بقى بملابسه الداخلية يركض خلفها كمن يركض خلف الفروج تردد : لأ مش عايزه أفتكر ، يا خرااااباااااااي …..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top