رواية سجناء الجزيرة كاملة وحصرية للكاتبة أسماء حميدة الفصل 24_25

Prewedding

بعد أن وصل “چاسم” إلى منزله ورآها تجلس عابسة آلامه قلبه كثيراً.

واضعاً باقة الورود من يده جانباً على أقرب مقعد وتوجه إليها بهدوء، راكعاً أرضاً أمامها محاولاً مراضاتها، وهي للحقيقه لم تبخل عليه بحبها وحنانها.

وبعد أن تسائلت عمَّ به، اعتدل يجلس بين ساقيها كم هو علئ الأرض، يلقي برأسه إلى الوراء، مسنداً إياها إلى فخذيها، مغمض العينين.

فأجابها بمراوغة ولكنه صادقاً بمشاعره نحوها، وهو لازال يغمض عينيه:

-أنا إنسان غبي، ومعدوم الإحساس، ولا أستحق دمعة واحدة من عينيك الساحرتين تلك.

“چيسيكا” بجفاء مصطنع:

-أعرف ذلك.

أرجع رأسه للوراء، وهو يفرج أهدابه، ناظراً إليها بحاجب مرفوع يلوي شفتيه بغضبٍ طفولي.

فأشاحت بوجهها عنه، تخفي فرحتها؛ لحرصه على مراضاتها، فهذا هو “چاسمها” المراعي الحنون، ورأت أنه لا ضرر من بعض الدلال حتى لا يكرر فعلته مرةً أخرى.

عندما تهربت بنظراتها منه، مد كفيه يقبض على راحتيها يقربهما إلى شفتيه، يلثم كل واحدة على حدى، ثم جذبهما يثبتهما على صدره، أدى ذلك إلى إمالة جسدها إليه، فأصبح وجهها قريباً إلى وجهه بوضع معكوس.

نظر بعمق إلى بحر عينيها، قائلاً بندم حقيقي:

-أعتذر إذا انفعلت عليكِ، اعذريني “چيسي”، حدثت مشكلة بيني وبين صاحب المحل الذي اشتريت منه أروع فستان لأجمل أميرة، الأميرة “چيسي”.

أتُقَبِله وتنهي تلك المشكلة أم تسوق بدلالها حتى يُقْبِل هو على فعلها، لا ستُعْمِل مبدأ يتمنعن وهن الراغبات.

“چيسي” مبدية عدم الاهتمام:

-لن تغريني هديتك.

“چاسم” وهو يعض على شفتيه بوقاحة:

-أتتلككين؟! من أتى على سيرة الإغراء الآن أيتها المنحرفة؟!

لم تستطع منع حالها من الابتسام، قائلة:

-وقح.

-منحرفة.

قالها مكوباً جانبي رأسها، يقربها إليه، وهو يلتقط شفاهها السفلية بين خاصته، يقبلها برقةٍ وعذوبة، أذاب بها كل ذرة حزن سكنت بداخلها منذ أن أغضبها.

ولكن لازال يشعر بالذنب، فهو لم يراضيها كما يجب أن يكون.

أفرج عن حصار شفتيها يستدير بجسده إليها، فأصبحت جالسةً على مقعدها. وهو جالسٌ أمامها على الأرض بأقدام متربعة، ومن ثم جذبها؛ لتجلس على ساقيه بزاوية.

دنى يقبل وجنتها المقابلة لوجهه، وهو يلف ذراعيه محيطاً خصرها، يشدها إليه، مسنداً رأسه إلى كتفها.

التفتت برأسها إليه، عندما لمحت باقة الورود بلونها البنفسجي المحبب إليها، قائلة:

-“چاسم”.

رفع رأسه ليقابل عينيها الجميلتين ذات الأهداب الكثيفة، وتلك الشفاه التوتية الممتلئة بإغراء، قائلاً بصوت متحشرجٍ بإثارة:

-قلبه.

أطرقت رأسها وقد ضاعت منها الكلمات بعد رده الذي أسر قلبها.

فمد يده يدير رأسها إليها، وهو يناظرها بولهٍ:

-كل ما فيكِ يأسرني، عينيكِ، خدودكِ عندما يشوبها الخجل مثل حالهما الآن، تلك الشفاه الوردية عندما تنطق بحروف اسمي، أعشقكِ “چيسي”، بل أهيم بك عشقاً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top