رواية سجناء الجزيرة كاملة وحصرية للكاتبة أسماء حميدة الفصل 24_25

Prewedding

تلك المرة هي من كوبت وجهه تقبل ثغره برغبةٍ جامحة، وهي تعتدل، تلف ساقيها حول خصره تجذبه إليها.

تنهيدة شوق، ورجفة جسد، وهيام روح، وعشق ووله، هذا ما به الآن، حتى وإن قامت الدنيا تُقعِدها نظرة من عينيها، ولكن لابد وأن يتحرك الآن.

غمزة نالتها أدت إلى انتفاضت جسدها بين ذراعيه، وهي تشهق بتفاجئ، بعد أن استكانت بأحضانه تعقد ذراعيها حول عنقه، تتكأ برأسها على كتفه، وها قد ابتعدت بضجر وهي تضربه بقبضتها على كتفه، يعلم أنها لا تحب تلك الحركة، تصيبها بالدغدغة ويقشعر لها بدنها، قائلة:

-مقيت.

-خمولة، ماذا!! لقد وجدت أنك ستغفين، وقد رتبت لك سهرة الأحلام، أغلط هكذا؟!

ابتسمت قائلة:

-صغيري لا يخطئ أبداً، فقط لا تفعلها مجدداً.

قالت الأخيرة وهي تشير بسبابتها كعلامة تحذير.

ولكنه شرد بذكرها لقب صغيري، تُرى إذا كانت على علم بما يعانيه الآن كانت ستبقى على حالتها تلك؟!
بالطبع لا.

وكزته بخفة عندما لاحظت شروده قائلة:

-إلى أين ذهبت “چاسم”؟!

أجابها بعد أن انتبه لحديثها قائلاً ببسمةٍ تلوح على ثغره، ولكنه أسبل أهدابه يداري نظرات عينيه التي يشوبها الحزن، قائلاً:

-أين سأذهب ووجهتي بأحضاني؟! هيا قومي؛ لتبدلي ثيابك وترتدين الفستان الذي أحضرته لك، حتماً سيزيد روعة حينما ترتديه.

قبلة خاطفة طبعتها على وجنته، وهي تهب واقفةً تصفق بحماس، قائلة:

-ثوانٍ وسأكون جاهزة.

“چاسم” بمجارة:

-كلكن تقلن هكذا.

“چيسيكا” متخصرة، تسأله بغيرة:

-كلكن!! مَن؟!

“چاسم” وقد لمح شرارة الغيرة بعينيها، قائلاً:

-أعني النساء.

“چيسيكا” وهي على وشك الفتك به:

-وماذا أدراك؟!

“چاسم”:

  • أنا أدرى الناس، فأمامي امرأة بنساء العالم أجمع.

دعوني أعقب حقاً شابوه “چاسم”.

بعد ما يقرب الخمسون دقيقة يقف أسفل الدرج، ينظر إلى ساعة يده بضجر، فلم يستغرق إبداء كامل حلته عشر دقائق، وقد قام قبل ارتداء ملابسه بحجز طاولة لفردين بمطعمهما المفضل.

وها هو يقف بانتظارها عندما استمع لصوت وقع حذائها ذو الكعب العالي يقترب أعلى الدرج.

فقد أتت على ما يبدو بذكر تقديراً وهمي للوقت الذي يلزمها!! ثوانٍ على ما يعتقد!!

ومر الآن ثلاثة آلاف ثانية، أي هراء هذا!!
لا وكانت أيضاً ستفتعل مشكلة عندما رد عليها ساخراً!!
تباً للثواني من أجل كل النساء، بل سحقاً لمرايا العالم بأكمله.

رفع رأسه إليها ينتوي زجرها، ولكن ما إن وقع بصره على تلك الهيئة الملائكية ذو اللمحة الأنثوية المهلكة، لم يكن منه سوى أنه أفغر فاه ببلاهة، يهيم بها شاخصاً وقد أسرت عينيه بِطلَّتها الساحرة.

والذي قرر أن يثور أطلق صافرة إعجاب، تلاه بوصف نابي أختتمه بجرأة، قائلاً بلهجته العربية:

-فالِكة.

أم التي كادت أن تتعثر؛ فنظراته تتآكل كل إنش بجسدها بتفحصٍ ماجن، ولكن بعد جملته الأخيرة توقفت قبل نهاية مسيرها بدرجتين، تعقد حاجبيها بعدم فهم، تتسائل بفضول:

-“چيه” ما معنى ما قولته الآن؟! لم أفهم عليك.

“چاسم”:

-ماذا أقول؟! وقد ملكتِ القلب عنوة، وتردد صدى صوتكِ بمسامعي غنوة، وأذهبتِ عقلاً كان بالمثل قدوة.

ومن ثم تقدم منها يجتاز الدرجتين بإحدى ساقيه، والأخرى راكعة على أول درجة، ينحني ملتقطاً راحتها بيده مقبل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top