الحلقة الثانية عشر
هل سمعت يوماً عن تمام الذوبان…تلك كانت هي حالته
ماهر ذائب في جسد فتاته وحبيبته….لونا.
ماهر قد أخذ كل الحظ من اسمه وكان له منه نصيب فقد كان ماهر بالفعل…وتجلت المهاره بصناعته الفرصه وليس فقط في إستغلالها.
لم يكن ليتركها وأقسم على أن يأخذ كل مايريده منها..حرارته تعدت الستون…واخيراً حبيته بين يديه وسيجعلها زوجته في الحال.
ماهر لم يكن خام ولا بكراً…كانت له تجارب سابقه…لم تكن كثيرة لكنه خبير….وبخبرته علم أن للونا حلاوة ولذة لايوجد لهما مثيل.
ضړب الډم في عروقه وطفحت بمعدته الفراشات معها..القرب من لونا چحيم واعر هو اكثر من مستلذ فيه.
يلتقم شقتيها في قبلات ذائبة وأنفاسه سخينة يهمس لها بحرارة:
-ماتخافيش يا روحي.
لكنها كانت لاتزال تهز رأسها رافضه وهو غير مكتوث بالرفض مستمر في تقبيلها يبتلع صړختها الضعيفة من بين قبلاته.
دارت به الدنيا….وفرقعت داخله مفرقعات ناريه من الفرحه..يشعر انه على أعلى قمه في العالم يشعر بالهواء يحمله من السعاده…بداخله ثورات من المشاعر كلها متداخله تفقده صوابه..لقد امتلك لونا.
لم يزد عليها وقرر تأجيل متعته الكاملة الان،قبل جبهتها بأنفاس لاهثه يردد:
-مبروك يا روحي.
اعتدل بجوارها يضمها لجسده العاړي بحب كبير،ممتن..السعاده طافحه على وجهه…وأسبل جفناه بفرحه غمرته ونشوه تملكته ولم يكد ان يغلقهما الا وفتحهما على صوت بكائها الذي صدر فجأة.
انتفض منتصباً يلتف لها يقلبها بين يديه متسائلاً:
-لونا…حبيبي…مالك…انا ۏجعتك؟! حاسه بأيه..لونا.
لكنها كانت تبكي….وكلما بكت زاد رعبه وهمس پخوف واضح:
-لونا…ماتوقعيش قلبي ..قوليلي ياروحي فيكي ايه؟! طب نروح لدكتور؟!
هزت رأسها نفياً وهي لازالت تبكي…سكاكين حادة وشرحت صدره وقد فهم عليها…هي نادمه وحزينه على إمتلاكه لها.
وضع يده على فمه يدرك وقوعه بالكارثه…حبيبته لا تحبه ولا تتقبله.
مسح على وجهه لثواني ثم أزاح يده من على وجهه وأعتدل لجوارها يضمها له عنوة ثم قال:
-طب تعالي في حضڼي وأهدي.
جسدها كان متشنج رافض ضمته..مسح على جسدها بكفه يهدهدها بحنان بالغ وهو لا يتوقف عن الحديث:
-أنا بحبك يالونا…كان لازم تعرفي ان كل حاجة وليها أخر وانا ماكنتش هفضل ماسك نفسي عنك كتير.
زادت حدة بكائها يهتز جسدها وتحاول منع يده من المسح على جسمها لمنع منعها ويستمر فيما كان يفعل قائلاً:
-حد يعيط في لحظة زي دي…دي أحلى لحظة في حياتي كلها.. طب ايه يرضيكي وانا أعمله؟ والله الي هتقولي عليه دلوقتي هعمله.
سكنت لثواني …توقف بكائها ورفعت وجهها الأبيض المشرئب بالحمرة تنظر له ليقول:
-عايزه فلوسك من عمك هجيبها لك بكرة لو عايزه..عايزاني أعلن جوازنا هعلنه مع ان كله عارف يعني مش فاضل غير بابا وجدي وعمي و ولادهم…أنا بحبك وشاريكي يا لونا وهعملك كل الي انتي عايزاه بس خليكي معايا …نفسي أشوف فرحتك على اي حاجة بتحصل بينا..قولي ايه الي عايزاه وانا هعمله.
كانت صامته تماماً ولم تجيب، توقف بكائها فقط ،نطر عليها نظرة شموليه تفتكه بسحرها،وضعهما بالأساس كان مهلك وهما بأحضان بعضهما دون ساتر، مال على أذنها يخبرها مايشعر وما تفعله به دون مجهود منها، كلماته كانت صادقه يحسها بالفعل أخبرها عن مدى أنوثتها التي ذوبته بل سحقته تماماً ثم توقفت شفيته عن الحديث وابتدأ حديث أخر أكثر حرارة وسخونه.
ذوبها هو ايضاً كما ذوبته وهي تسمع حديثه وترى بعيناه مدى ولهه وتولته بها..فتراخى جسدها من بعد التشنج وبدأ يميل عليها شيئاً فشيئاً يريد المزيد منها لكنها اطلقت آاهه عالية مټألمة أنذرته.
ففصل قبلته بصعوبه ونظر لها يهمس متسائلاً:
-موجوعه ؟ صح؟
بللت شفتيها بتوتر ليعيد خصلات شعرها خلف أذنها يطالعها بإبتسامة سعيدة يتخللها الفخر والانتصار ثم قال:
-ثواني يا حبيبي.
حاول بسرعه إرتداء شورت قطني يستر جزعه السفلي ثم ازاح مفرش السرير من على جسده وأستقام يدلف للمرحاض ولم يغيب بالداخل فقد خرج بعد ثواني ليحملها بين ذراعيه وهي تشهق متفاجئة:
-هتعمل أيه يا ماهر؟
توقف لحظتها وقد تشكلت على ثغره إبتسامة حلوة ثم قبل جبينها يردد:
-أحلى ماهر بسمعها منك يا لونا.
طالعته بتيه فيما تحرك هو باتجاه المرحاض تشعر بجسدها العاړي ينزل للمياه الدافئة وماهر لجوارها يساعدها:
-المايه الدافيه هتفك كل التشنجات دي يا روح ماهر.
رفعت أنظارها له وبعيناها غابات من التيه وتساؤلات تكفي ليوم يبعثون، طالع عيناها وتنهد بدفء ثم أردف:
-بلاش تتوهي كده وتخافي…مش عايز اشوف الخۏف في عيونك..لما جدي يرجع هفاتحه في موضوعنا وبعدها بابا وعمي ولا تحبي أجمعهم كلهم وأقولهم؟
-مش عارفة…مش عارفة.
قالتها بتعب حقيقي لتهتز عيناه ويسأل وهو يضع الماء الدافيء فوق جسدها:
-أنتي مشكلتك الحقيقية فيا انا اصلا، اني ماهر مش كده؟
صمتت وبصمتها أعطته الجواب ليهمس:
-كنت عارف.
رفعت له عيناها من جديد لترى بهم حزن عظيم فأصابها الإشفاق لذا قالت:
-خلاص قول لجدّك الأول وهو يقول لعمك وباباك بلاش تولع البيت حريقه مره واحده.
تهللت ملامحه وكاد ان يتحدث لكنها همست:
-بس…وخطوبتك؟!
-هلغيها…انا ماكنتش عايزها أصلا
ضحكت ساخره:
-ايه جبروك؟!
-انا ماحدش يقدر يجبرني على حاجة، بس انا فعلاً مش موافق وأول مرة أشوف حد بيعمل كده هما تقريباً طلبوني للجواز.
ضحكت رغم ألمها ليبتسم هو الأخر متسائلاً:
-بقيتي أحسن شويه؟
شعرت بالحرج من سؤاله وكل ما تشعر به جديد عليها،هزت رأسها بخجل أضحكه ليقول:
-طيب تعالي ألبسك.
ماهر ورغم عيوبه التي تجعله شخص غير مبلوع بالنسبة لها إلا انه كان حنووون، يمتلك حنان فياض مغلف ومزوق بكياسته وهيبته علاوة على وسامته…فهي وهي تقف بين يديه يساعدها كي تنهض من حوض الأستحمام يزيح عنها الصابون كانت تنظر له بتيه شديد لكنها انتبهت ما ان هم بلمسها وانتفضت رافضه ازاحة ما يستر عوراتها عنه تقول:
-لا بلاش…أطلع وهكمل أنا.
ليهمس برفق:
-بس أنا حابب أساعدك وعايز أريحك.
-لا لا.. كده تمام.
زم شفتيه بإبتسامة متفهمه ثم قال:
-تمام..هستناكي برا لو إحتاجتيني ناديلي.
هزت رأسها موافقة فخرج من المرحاض وعلى شفتيه إبتسامة سعيدة جدا يخلخل أصابعه في خصلاته الكثيفة لا تسعه الغرفه من السعاده يدرك لقد صار هو ولونته زوج وزوجه…تقافزت دقات قلبه وهو يقترب من الفراش الشاهد على تمام زواجهم.
يجلس على طرفه مبصراً قطرات الډماء المبقعه على ملائة سريرها…مد أصابعه يتحسسها بسعاده وبداخلة شعور لا يوصف وكأنه قد حصل على أثمن شيء في الدنيا.
تزامناً مع خروج لونا من المرحاض تسير ببطء تراه يتحسس البقعه الحمراء لتهتز داخلياً خصوصاً وهي ترى تلك الفرحة الباديه على ملامحه بقوة.
طالعها بمزيج من الحب والفخر والتملك يبتسم لها…نظرته كانت وكأنه يشكرها على ما أهدته إياه.
ثم وقف من فوره يبدل ملائة السرير يضمها لصدره ويغمض عيناه ومن بعدها يتقدم منها يساعدها لتتسطح على الفراش …ثواني وانضم لها يجذبها لأحضانه بصمت تام..فقط صوت تنهيداته الحارة تتحدث عن ثوران مشاعره وما يشعر به.
تشعر به يعتصرها بين ذراعيه يطبعها على جسده أزيد واقوى مردداً:
-يا أحلى يوم في عمري.
لم تجيب…لا صد ولا رد..وهو لا يرحم بل ابعدها لثانيه عن أحضانه مردداً:
-ردي عليا بأي حاجه طيب.
أسبلت جفناها بتعب ليتنهد بقلة حيلة ومالبث أن تبسم بأمل قائلاً:
-طيب ايه رأيك نروح لماما…تعالي.
قالها بحماس ثم وقف وساعدها لتقف هي الاخرى ببطء شديد، أوقفها بين يديه يضع فوقها فستان قطني مريح ثم أجلسها بهدوء قائلاً:
-أستنيني دقيقه وجاي.
-رايح فين؟
ابتسم يعتقدها لا ترغب في الإبتعاد عنها ليجيب:
-هاخد دش في دقيقة وجاي.
شاهدته يدلف لمرحاض غرفتها فسألت:
-هنا
-اه.
رد ببساطة ثم دلف للداخل يغلق الباب لتجلس هي على الفراش وحيده تفكر فيما جرى والى اين هي ذاهبه وهل ماهر جيد ويحبها كما يزعم؟! هل تسلم لتلك الحياه وتتأقلم على كونه زوجها؟ هل ما صار هو الصحيح لها والأفضل…سحبت نفس عميق تتذكر وعده بأن ان يجلب لها حقها من عمها ويعرف الباقي من عائلته على حقيقة زواجهم.
تنهدت تفكر هل من ال…..لكنه قطع عليها وصلة التفكير..لم يتأخر بالداخل ..لم يكن ليتركها كثيراً وحدها تتعمق في التفكير وربما ټندم..سيقفز لها حتى بعقلها يجلس فيه.
خرج على عجاله يقول وهو يتقدم من مرأة زينتها:
-خلصت.
رأته يلتقط فرشاة شعرها يمشط به خصلات شعره المبللة فهتفت:
-أنت بتعمل ايه دي فرش شعري.
نظر لها من خلال المرآة وهو يردد:
-حاجتك حاجتي خلاص..ولا ايه؟!
صمتت تنظر له وعقلها يشرد متذكره ذلك اليوم الذي طلبا فيه چنا منها ان تصنع له طبق اللازانيا الذي يعشقه وقد أعدته بود قاصده التقرب منه كشقيق وكيف عاد يومها وهو ……
قاطع ذاكرتها يقصها …كلما غامت عيناها أدرك انها شردت منه بعيداً تصل عند ردات فعله المتعجرفة عليها فقربه منها يضمها له ثم قبل وجنتها المنتفخه قائلاً:
-حبيبي سرحان في ايه؟
-ولا حاجة
-طب يالا نروح لماما نلحقها قبل ما تنام.
جذبها برفق فخرجت معه ودلفا لغرفة والدته يبتسم بخفه وهو يسحب لونا معه مردداً:
-مساء الفل على ست الكل.