وصلت تجر اقدامها جراً تسير في حيها القديم ولم تواتيها الجرئة كي تدلف لبيتها وبيت والدها وانما تحركت باتجاه بيت صديقتها وهي تعلم انها قد لا تجدها وقد تحدث سيناريوهات كثيرة بخلاف مقابلة سما لكنها لا تعرف غيرها ولا تملك خيارات لذا توكلت وأستمرت في السير حتى وصلت لباب شقة سما وبدأت تدق الجرس تتمنى الا يفتح لها الباب محمود زوج سما.
تنهدت بإرتياح وهي ترى الباب يفتح ومن خلفه سما فأرتمت على الفور في أحضانها تبكي، اتسعت عينا سما بړعب تسأل:
-في ايه يابت مالك؟
-هقولك..بس..مش عارفة هينفع ولا لأ هو محمود هنا؟
-لا بايت في الشغل تعالي أدخلي.
مسحت سما دموعها وتقدمت مع لونا تساندها وهي تسألها :
-ايه الي حصل؟
-انتي كنتي فين يا سما كلمتك كتير الأيام الي فاتت وماكنتش عارفه اوصلك ودايما تليفونك مغلق.
ارتبكت ملامح سما وحاولت التجلد تقول:
-مش عارفه اقولك ايه يا لوناً انا حصل معايا كارثه كنت بحاول استوعبها حاجة ولا في الأفلام
قلقلت لونا عليها كثيراً وسألت:
-ايه الي حصلك؟
-هبقى احكي لك بس لما افهم أصلا…لكن…خلينا فيكي …انتي مالك وايه الي حصل معاكي.
أجهشت لونا في البكاء وهي تبدأ تقص على مسامع سما ما جرى لها
_______سوما العربي_________
تحرك مغادراً ليذهب لها حيث تركها في مكتبه لا يعلم كيف سيتصرف ولكن عليهم ان يتفقا
دلف بسرعه داخل للشركة ومن ثم تحرك لمكتبه يفتح الباب وكله شوق وتعب يريد ان يرتمي في أحضانها ولو قليلاً…لكن تسمرت قدميه في الأرض وهو يرى مكتبه خالياً منها.
نادى سكرتيرته يسألها عنها لتخبره انها ام تراها منذ فتره وقد انشغلت بعملها.
خرج ليبحث عنها بكل الأرجاء وبداخله صوت قلق يدك قلبه دكاً.
سأل الجميع عنها والكل يخبره انهم لم يروها الى ان وصل لقسم الجرافيك والتصميمات وسأل طلعت عنها الذي قال:
-هي جت هنا من ساعه وكانت عايزه تكمل شغلها بس انا بلغتها بالي أمرت بيه بس واضح انها ماكنتش تعرف.
أسبل جفناه بتعب يمسح على وجهه فبالتأكيد قد تضايقت من منعه لها لان تعمل فيما تحب .
ذهب لغرفة مكتبه بخطى مثقلة يسأل اين هي وقد تركت حقيبتها وهاتفها وكل شيء.
أرتمى على الكرسي بتعب يفكر الى ان هاتف الأمن وطلب منهم البحث عنها.
حاول التجلد والتماسك لكنه لم يستطع و وقف من مكانه منتفضاً وذهب ليبحث عنها معهم بذاته.
وقف ېصرخ پغضب بعد فترة من البحث:
-يعني ايه مش لاقينها…شنطتها هنا وتليفونها هتكون راحت فين؟!!
ثم هتف پحده:
-راجعولي الكاميرات بسرعه .
__________سوما العربي______
انتفضت سما من مكانها وهي ټضرب صدرها بعويل:
-انتي بتقولي ايه؟! الي بتقوليه ده حصل بجد؟
نكست لونا رأسها أرضاً وجاوبت:
-حصل
لطمت سما على جدها تصرخ:
-دي مصېبة والي حصل معاكي ده إسمه إغتصاااااااب.
اتسعت عينا لونا…انه كذلك…ذلك لهو الوصف الصحيح لما عاشته وكانت تبحث عن مسمى له…وسما أعطها الجوال لتجهش في بكاء مرير من جديد وهي تردد:
-هو ده الي حسيت بيه…انا مش عايزه ارجع له تاني يا سما …نفسي أخلص منه نفسي
جلست سما لجوارها تضمها لأحضانها مرددة:
-كل ده حصل معاكي وعشتيه لوحدك يا لونا؟ الواطي…استفرد بيكي..الجبان.
-مش عارفه اعمل ايه ولا اروح فين انا حتى مااستجرتش اروح البيت خۏفت من عمي وجيت عليكي هنا بس عارفه مش هينفع اقعد كتير..
قاطعتها سما تخبرها:
-هو اصلا مش هيسيبك لا هنا ولا في اي مكان مش هيسيبك يا لونا وهيجيبك.
-طب اعمل ايه؟
فكرت سما بحيرة الى ان قالت:
-معاكي فلوس؟مش بتقولي اخد فلوسك من عمك
-فلوسي ومهري اشتري بيهم شركة اخشاب وهو الي ماسك فيها كل حاجة
لتصرخ سما:
-أاااه ياناري….ده تتنح…وجبان .
-أنا مش عايزة اشوفه تاني ده امرهم اشتغل في البوفيه يا سما…بالليل يتسلى على جسمي والصبح يرميني في البوفيه اخدم على الموظفين بتوعه…انتي متخيلة ؟!
-انتي حلك واحد مافيش غيره
-الحقيني بيه؟
-تسافري وتسيبي البلد بكل الي فيها …اصلا كان لازم تعملي كده من زمان…بس محتاجين وقت وفلوس.
-صح أسافر وابدأ من جديد بعيد عن عمي والكلام الي مطلعه عليا وبعيد عن ماهر …انا عايزه كده بس ازاي …انا مش معايا فلوس.
سكنت سما لثواني تفكر لكن قاطعها صوت جرس الباب .
تحركت لتفتح الباب و وقفت متخبطة وهي تطالع ذلك الرجل الوسيم الماثل أمامها لتسأله:
-أفندم؟
-أنا ماهر…لونا عندك أكيد.
صكت أسنانها بغل منه وكادت ان تصرخ في وجهه تنعته بأقذر الالفاط لكنها بثانيه واحدة تراجعت وابتسمت في وجهه وهتفت مرحبة:
-ماهر بيه ابن خال لونا…أهلا اهلاً وسهلاً.
رفع ماهر حاجبه الأيسر..إبن خال لونا؟!! أيعني ذلك ان لونا لم تخبرها بزواجهم؟؟
ابتسم لها بتخبط ثم قال:
-لا ماعلش مستعجل…ممكن تنادي لونا؟
-طبعاً طبعاً
قك رفعت صوتها:
-لونا…لونا..تعالي يالا ماهر ابن خالك هنا عشان تروحي معاه.
تجعدت جبهة لونا مفكرة(أروح معاه؟!)
لاحظتها سما فتقدم منها بالداخل تساندها كي تقف وتغمزها خفية:
-يالا يا حبيتي شكله مستجعل …..ثم همست في أذنها (هبعتلك رساله شوفيها وامسحيها)
فتحركت لونا معها وذهبت لماهر تخرج معه من المنزل.
طوال الطريق كانت صامته تماماً وماهر لا يعرف كيف يحدثها الى ان تنهد وحاول فتح حديث معها يخبرها:
-على فكرة أنا قولت لجدي
لفت رأسها تنظر له فقال:
-أتصدم ووقع من طوله وأخدته على المستشفى.
شهقت بړعب غير مصدقه:
-ايه؟!!!
-وهو دلوقتي في العناية المركزه وعشان كدة اتأخرت عليكي…انتي كنتي فين صحيح وليه سايبه شنطتك والفلوس؟!
كادت ان تتحدث لولا رسالة وصلتها على هاتفها واخذت تقرأها وقد أخذت منها وقتاً لينتبه ماهر عليها ويسأل:
-مش بتردي ليه؟! وايه الرساله دي؟
-هاه؟ولا حاجه…لو سمحت روحني بسرعه عايزه انام تعبانه
تنهد بتعب يقول:
-انا كمان تعبان جداً محتاجك تاخديني في حضنك وانااااام.
نظرت له بجانب عينها ولم تجيب عليه.
بعد مدة وصلا للبيت فترجلت من السيارة وتحركت باتجاه غرفتها وكاد أن يتبعها لولا جنا التي أوقفته تسأله عن جدها.
أنهى حديثه مع جنا وذهب لغرفتها بشوق ولهفه ليصدم بأنها قد أغلقت الباب عليها من الداخل…فأخذ يدق الباب پغضب:
-لونا…أفتحي ايه لعب العيال ده؟
لكنها لم تجيب عليه وظلت جالسة على فراشها ببرود وهو بالخارج يدق ويدق ويدق بعصبيه شديدة
_______سوما العربي_______
صباح يوم جديد خرجت بصحبة جنا التي طلبت منها مراراً أن تذهب معها لزيارة جدهم
دلفت للداخل لتتفاجأ بوجود أسرة أبو العينين جميعا قد أتوا لزيارة نسيبهم محمد الوراقي.
=صباح الخير.
قالتها جنا ليلتفوا لها جميعاً وتتسع عينا طارق وهو يطالع لونا الجميلة يفصلها بعيناه تفصيلاً وهي ترتدي جيب مع كنزة صيفية مخططة بالأبيض والأحمر وتجمع شعرها بسوار أبيض فكانت بديعه مشرقه.
لتسوقه أقدامه لعندها مسحوراً يجيب عليها هي:
-صباح الجمال.
قالها بتوله وتيه تسببت في ضحك والدته عليه وكذلك والده المصډوم من ابنه الذي بات يتصرف مع الفتيات بغرابه .
لتقف لونا محرجه من تصرفاته خصوصاً بوجود خالها فاخر الذي لمعت بعيناه المصلحه وشقيقه عزام الغاضب فعلى مايبدو ان تلك الحقيره قد خطفت العريس الذي تمناه لأبنته الوحيده.
فينا اكمل طارق:
-مبسوط اني شوفتك مره تانيه.
=ايه الي بيحصل هنا بالظبط؟!!!
قالها ماهر الذي دلف للتو على ذلك المشهد الرومانسي الخاطف للأنفاس……
يتبع