رواية سيطرة ناعمة الحلقة 16 بقلم سوما العربي

رواية سيطرة ناعمة

انتهوا من الطعام وخرج بها من غرفة والدته بعدما نامت يسألها:

-تيجي معايا الشغل؟

اتسعت عيناها تسأله :

-بجد؟؟

اومأ مؤكداً:

-أممم

-بس انت قولت لي ماخرجش من.. قاطعها مبتسماً:

-غيرت رأيي…لما لاقيتك سمعتي كلامي وغيرتي الفستان ولمېتي شعرك وبقيتي هاديه وكمان فكيتي وبدأتي تظهري شخصيتك الحقيقية وتضحكي وتهزري..وتعملي مقاالب هااا.

قالها مشيراً ناحيه غرفة جيلان لتدرك انه قد فهم عليها ليكمل:

-كده هقدر انا كمان أعاملك بهدوء وبحنيه وماطلعش جناني عليكي…هممم هتيجي معايا ولا اغير كلامي.

-لا لا هاجي…هاجي بسرعه.

خرجت معه سريعاً وذهبا للعمل ثم تركها تذهب لقصم التصميمات يتابعها من بعيد وهي تعمل بشغف وسعاده.

كانت إبتسامته واسعه وصدره منشرح وهو يخرج من مقر الشركه مقرراً الذهاب للمشفى ومتابعة حالة جده ريثما نتتهي لونته مما تفعله.

وكاد ان يتحرك بسيارته لولا تلك الدراجة البخارية التي اعترضت طريقه تقف في المنتصف وترجل من عليها قائدها يقف أمام ماهر قائلاً:

-ايه يا باشا كل ده…بوابات وأمن وحراسات..ده انت طلعت هايلمان بقا وانا مش عارف..كل ما اجي لك اقابلك يقولك عندك معاد سابق وتفتيشات وحورات تقولش داخل ألبيت الأبيض.

نزع ماهر نظارته وسأله:

-أنت مين يالا

ضحك الاخر ببذاءة يردد:

-هههأأ..لحقت تنساني يا باشا..ده الدوكش حبيبك..ولا مفكرني انور الاهطل هسكت من كلمتين هددته بيهم.

اتسعت عينا ماهر…كيف تناسى أمره وامر مافعله يومها فيما أكمل الدوكش:

-انا لاقيتك غيبت وقولت عدولي ايه فاكرني هفيه مش هعرف أوصلك 

زم ماهر شفتيه بضيق وسأله :

-أخلص عايز ايه

-تحيني يا باشا..توريني ورقك الحلو..اللا الماده شاحه والمكنه جايبه زيت.

-عايز كام؟

لمعت عينا الدوكش لم يكن يعتقد ان يمر معه الأمر بتلك السلاسه..يبدو ان الأمر حساس وهام بالنسبه له ليهتف بعدم تدارك:

-عشرين باكو

-موافق

اتسعت عيناه أكثر پصدمه ليتهور مردداً:

-دلوقتي

-الي معايا ١٥ سيبلي رقم كاش ليك وانا احولك الباقي بس لو لمحت طيفك حوليا او حوالين حد يخصني تاني فانت مش عارف أنا ممكن أعمل إيه ؟!

-أوامر يا باشويه..بس لايمني على الفلوس.

دلف للمشفى وهو مهموم حزين …وجد كمال يجلس على باب غرفة جده فسأله:

-ايه الأخبار 

-أخد الدوا ونام تاني …مالك؟!

-مشكلة…مشكله كبيره انا عملتها ..لو لونا عرفتها هتبقى كارثه.

-ليه؟؟ هو في كارثه تانيه بعد ما جبرتها تتجوزك بالطريقه دي.

ارتمى على المقعد من خلفه يردد:

-مش بعدها لا…قبلها

-هببت ايه يخربيتك.

لم يستطع ماهر رفع عيناه والنظر لكمال الذي فهم وسأله:

-ماتقول يابني.

-مش وقته…مش قادر اتكلم دلوقتي…و..

قاطعه دخول فاخر الذي ردد :

-أهلاً اهلا بابن اخويا حبيبي وفخر الوراقين كلهم.

نكس كمال رأسه أرضاً من أفعال والده لفت انتباه ماهر الذي نظر له ثم لعمه وعلم أن بعد تلك المقدمة مصېبه كبيرة فسأل:

-في إيه 

ليجيبه كمال:

-جدك كان فايق من شويه..وانت اول واحد نطق اسمه 

اړتعب ماهر ليكمل فاخر:

-بس ريحلي بالك خالص..عمك حبيبك سوى الحكاية.

-بمعنى؟!

جاوب فاخر بلا مبالاه:

-قولت لجدك ان الي انت قولته كان مجرد كلام وانك كنت عايز تطلب أيدها منه مش اكتر…

اندفع ماهر يقترب من عمه يضرب مردداً:

-مين سمحلك تقول كده.

فهتف فاخر:

-الزم حدك يا ماهر واعرف انك بتكلم عمك…جرى ايه يا بيه مش عاجبك كمان…انا الحق عليا اني بلم من وراك..بدل ماكل حاجه كانت تبوظ…صحة جدك الي ما صدقنا تتحسن وعلاقتنا وشغلنا الي كانوا هيتدمروا…تعالى اتفضل شوف معايا.

سحبه عنوة يوقفه عن الفاصل الزجاجي يقول:

-اتفضل شوف جدك مرمي وعايش على الأجهزة من ورا عمايلك…

مال على اذنه يهمس مهدداً:

-لو عاندت زي عوايدك وعملت فيها عشر رجالة في بعض واعلنت جوازك من البت دي انا كمان هعلن عن رفع قضية الحجر واهو اطول الي أقدر عليه بقا طالما نويت تخربها على الكل.

سكن ماهر بعجز وضيّق ليبتعد عنه فاخر مردداً:

-برافو عليك..هو ده ماهر الوراقي الي طول عمره بيحسبها حسبة عقل…عايزك بقا تجمد وتجهز عشان خطوبتك من جميلة مش عايزين نأجلها زي ما ابوك بيقول…همم..

_________سوما العربي_______

جلس مع صديقه في أحد الأندية الليلية والهم يسيطر عليه متجلي على ملامحه …اقترب منه يهمس له:

-خد أشرب الكاس ده

-مش عايز يا علاء مش عايز

-مالك بس يا ماهر…روق كده وكل حاجة هتتحل 

-عماله تتعقد مافيش حاجة بتتحل وانا تعبت.

إقتربت منهما أحدى الفتيات تردد:

-أووه ماهر…مش ممكن أخيراً ظهرت.

وضعت يدها تميل عليه تنوي إغوائه ليبعدها پحده:

-إتجننتي ولا ايه؟

اتسعت عيناها پصدمه…فهتف:

-هو انا اي حد يقرب مني كده…شكل جرى لمخك حاجة…

تسمرت مكانها پصدمه ليتدخل علاء ويهمس لها:

-ماعلش يا مايا مانتي عارفه ماهر مالوش في كده .

نظرت لهما مايا پغضب ثم تحركت مغادره وجسدها يهتز من الامام والخلف معها لينظر عليها ماهر شذراً فيقول له علاء:

-مابراحه ياعم ..هبيت في البت كده ليه؟

-دي اټجننت في مخها…فاكره ممكن تلمس وتحسس عليا انا نفسي مش حلوه زي باقي الرجاله الي تعرفهم مش أي واحده تقدر تنول شرف انها تلمس ماهر الوراقي.

هز علاء رأسه متفهماً ومدركاً كل خصال صديقه فقدم له كأس نبيذ مردداً:

-طب هتشوف ولا ايه؟!

نظر ماهر للكأس بتردد ثم قال:

-لا لا..مش هشرب بردوا 

يأس علاء منه كعادته وجلس لجواره يحاول معرفه سبب ضيقه إلى ان بدأ يتحدث وهو شارد يردد:

-كلهم بيقولوا اني لأول مره قلبي الي يتحكم فيا واني طول عمري بحسبها بعقلي وجيت عندها وحسبتها بقلبي بس.

ضحك ساخراً ثم أكمل:

-مايعرفوش ان حتى عقلي كان موافق وپيصرخ ويقولي دي فرصه مش هتلاقي زيها تاني…اوعى تضيعها مابتجيش في العمر كتير دي.

ضحك بشدة وهو يتنارل التفاح من الطبق الموضوع امامه مكملاً:

-ده حتى هو الي بدأ يخطط لي ازاي اوقعها واخليها تتجوزني في أسرع وقت….هههه واضح ان انا زي ما قال كمال…وقعت ولا حدش سمى عليا.

جعد علاء مابين حاجبيه ثم سأله:

-خططت وًوقعتها؟! ليه هو انت عملت ايه؟!

نظر له ماهر بتردد ثم صمت بعجز لكن علاء وفضوله لن يتركانه بحاله

_________سوما العربي ___________

اقتربت ساعات العمل في الشركه على الانتهاء وهو منذ أتى بها لم يظهر ولم تراه.

نظرت للهاتف تسمع توالي الرسائل متتابعه من طارق وهي تتعمد عدم الإجابه.

عليها التركيز في ورقه واحده …حديثها مع طارق يشتتها يجب ان تحسم قصتها مع ماهو بلا تشويش من تداخلات أخرى

مرت ساعة أخرى والكل بدأ يرحل وماهر غير موجود وهاتفه مغلق..للحظات انتابها القلق وزاد حين أبصرت طارق بضخامته وعنفوانه يتقدم داخل الشركه بخطى واثقه في نفس اللحظة التي يهاتفها فيها والڠضب متجلي على ملامحه.

كانت كأنها تراه لأول مره وترى ذلك الجانب منه كان يتقدم يبحث عنها بين الغرف وقد احتدمت النيران في عيناه وهو يسمع صوت هاتفها باتصال منه والهاتف بيدها لكن لا تجيب.

استطاع الوصول لها من بين الغرف ليقف أمامها بضخامة جثته و وجهه أحمر يردد:

-بقا أنا..طارق أبو العينين بكلمك مش بتردي عليا؟!!

سقط قلبها بين قدميها واصابها هبوط في ضغط الډم الذي تجمد من هيئته المرعبه يبدو وكأنه مقبل على إرتكاب چريمة شنعاء بها وهي وحدها في مواجهته.

يتبع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top