چنا تجلس متابعه لشقيقها…ليست طفله كما يعتقد ولا ساذجه..ترى كما بات يرى الجميع ان شقيقها مهتم بلونا اهتمام غير عادي.
أبتسمت وهي تنظر له، نظراتها كانت متلاعبه موحيه..تقول انها تكشفه.
طارق كان متوتر وقال:
-انا هطلب لها دكتور
تدخل كمال من جديد هو على علم بمدى تهور ابن عنه فقال:
-انا جبت لها دوا
-انت دكتور سنان وبس!
-اه بس ده دور برد يعني هتاخد مسكن وفيتنامين سي وتشرب حاجة سخنه وتنام.
انفعل عليهم عزام..فهل ستتحول الجلسه والعزيمه للحديث عن لونا أم ماذا يعني؟!
خرج صوته الذي حاول صبغه بالود المزيف:
-جرى ايه يا جماعة مش كفايه كده ونبدأ أكل…انا جعان جداً بصراحة يالا ناكل .
ثم خص ولده بنظره حاده محذره اضطرته لان يجلس مرغماً يحاول إخفاء مشاعره.
______سوما العربي______
جلست لونا بغرفتها تقرأ رسائل دكتوره ساره مراراً وتدريباتها النفسيه مع أول قاعدة وهي عدم تسول الاهتمام وانتظاره من الأخرين فالأخر لن يعطيها مادامت هي لا تهتم بنفسها، العالم من حولنا هو انعكاس لنا، الناس تعاملنا بما نرى به أنفسنا.
البشر ومعاملتهم ما هم إلا مرآة داخلية لنا، ان لم تحب نفسها فلن تجد حباً من الناس.
لونا عاشت لسنوات معتقدة انها تحب لونا، مستغربه طاقة الرفض الموجهة لها من الجميع لم تكن تدرك سوى مؤخراً أنها ماكانت تحب حالها.
حب النفس لا يكن فقط من أنني ارى نفسي جميله وطيبه لما يرفضني الناس ولما صديقاتي يغدون بي ولما ولما …
حب الناس بان أسأل نفسي ماذا فعلت لنفسي كي اقول صدقاً أني أحبّها…ماذا فعلت لأصبح سعيده
بالمواجهة الصحية مع النفس وجدت لونا انها لم تكمل تعليمها بسبب ظروف الأسرة و إضطرارهم السفر بعد تعب والدتها، لم تهتم بجمالها الذي يمكن ان يتحسن ويتطور اكثر ممها هي عليه بل كانت تحاول مداراته…تشعر بالعاړ ناحيته لما دره عليها من كره و تخبيص…إنسابت وراء الطوفان المجتمعي وجعلتهم ينتصروا عليها..لجأت لوأد جمالها وأنوثتها بسبب تجريح المجتمع…منذ فترة توقفت عن لبس اجمل القطع ووضع مستحضرات التجميل والتحدث بليونا وعذوبة..لم تفعل سوى مؤخراً ولتثير ڠضب ماهر فقط بعدما اكتشفت انها هكذا تغضبه فبات يروق لها غضبه أحياناً بخلاف ذلك كانت تحاول مدارة أنوثتها الفجة التي لا يمكن مداراتها…فحتى وهي في أشد لحظات عدم الاهتمام بالنفس كانت متهمه بالإثارة.
وبجملة الوقوف مع النفس ومواجتها فقد اكتشفت لونا سر خطېر…لقد عادت للبسها الأنثوي الرقيق والاهتمام بنفسها دون خوف شيئا فشيئاً كالسابق حين دلف ماهر لحياتها وكأنها شعرت فجأة برجود شئ يحميها.
مازالت تتذكر فستانها المتدلع الذي ارتدته حين قدمت معه لبيتهم بأول مرة ، ابتسمت رغماً عنها وهي تتذكر نظراته الجانبيه لها كل دقيقة فتلاشت بسمتها هي تستذكر مكملة لما حاولت فتح حديث معه وصدها بفجاجة…بدايه سوداء وضعت اول حجر في علاقتها معه..أكملها هو بسيل اتهاماته…لم يترك لها فرصه فقد سد كل الفرص واخرهم إجبارها على الزواج منه.
سحبت نفس عميق تعيد على نفسها خطّتها طويلة الامد(حب النفس ورفع الاستحقاق) وخطتها قصيرة الأمد(مواجهة ماهر)
مع الأخذ بنصيحة صديقتها سما متبعه خطة(قلب الطاولة)
ذمت شفتيها بضيق كيف ستواجهه وهو لم يأتي لعندها منذ ذلك اليوم، حسمت أمرها،لونا بالعقليه الجديدة لن تنتظر إن لم يأتيها ستذهب له هي وتخلق الفرصه..لقد قطع عنها عملها وماعادت قادرة على تعلم الجرافيك الذي تحبه..لابد من حل..يجب ان ينتهي ذلك الوضع.
وبينما هي تفكر في كيفية الخلاص انفتح باب الغرفة ودلف لعندها بهيئته الضخمة بعيناه القلق يحاول مداراته وسأل بصوت جامد وأنف عاليه:
-انتي تعبانه؟
جاوبت دون النظر له:
-لأ.
سأل پحده فهي تقول لا مستهينه وهو يأكله القلق عليها:
-ازاي چنا قالت إنك تعبانه..عندك ايه؟
صوته كان جامد..شديد يحاول عدم إظهار اي ميل او قلق رغم ان وجوده الان بغرفتها لاهو اكبر ميل وقلق، طريقته في المكابرة جعلتها تضحك داخلياً عليه لكنها لم تنسى ما فعله وقاله لذا ردت بجمود:
-مش عندي.
-أنا مش جاي أناقشك..قومي البسي حاجه وتعالي نروح للدكتور…عشر دقايق وألاقيكي تحت.
التف مغادراً دون النظر لها لتناديه:
-ماهر.
وقف مكانه فقالت:
-انا عايزه موبايلي.
صك أسنانه پغضب والتف يقول پحده:
-ده انتي بجحه بجاحه..لا تكوني فاكره إن ألأيام هتخليني انسى عملتك السوده…عايزه الموبايل عشان تعرفي تكلمي من عليه رجاله مش كده.
ذهبت كل تمارينها النفسيه مع الريح وهي تسمع منه اتهاماته البشعه من جديد فاندفعت ترد:
-عملتي السودة؟! وانت عملتك ايه بمبي؟! لما راجل يقف قدام راجل تاني ويطلب منه ايد البنت الي المفروض انها مراته وهو عارف والراجل ده يسكت خالص يبقى يتقال عليه ايه؟! يبقى راجل أصلاً!
اندفع لعندها وهم كي ېعنفها مجدداً يردد:
-أنا راجل ڠصب عنك، وانتي زودتيها قوي…انا مش هفضل متحملك كده كتير.. انا لو مش راجل فهيبقى عشان سيبتك عايشه بعد عملتك وخېانتك ليا.
نفضت يده عنها وصړخت فيه:
-خېانة ايه وخېانة مين؟ أنا عملت ايه اصلا؟!
كانت واعيه…خير وسيلة للدفاع الھجوم لذا عمدت لقلب الطاولة تهتف:
-هو مش الموبايل معاك؟ ماتفتحه كده وتشوف…افتح.
بنفاذ صبر اخرج هاتفها من جيب سرواله يفتحه كما طلبت وذهب لمحادثتها معه يسمعها تقول:
-شوف الشات الي بيني وبينه…هو الي بادي بالكلام وكان كلام عادي انا ردي عليه كان على الأد وقفلت كمان يومها تاني مره هو كان بيتصل بيا كتير وانا ماكنتش برد عليه فماقدرش يتحمل وجالي لحد الشغل وانا بردو مادتهوش مجال للكلام فرجع يقولي الكلام الي ماقدرش يقوله في الشات.
كان يسمع حديثها ويعيد قراءة المحادثه المختصره بالفعل للمرة العاشرة كلامها صحيح لكنه مازال عند رأيه وصړخ فيها يردد:
-مجرد ردك عليه أصلا خېانه يا هانم يا محترمه..تردي عليه بتاع إيه اصلا.
-وماردش ليه مش المفروض اني مش متجوزة..لو كان فتح الكلام مع چنا كان هيبقى ردها خېانة لحد؟
-كانت هترد بذوق وتقفل الكلام وبس
-وانت شايف في الشات مني كلام غير كده
-بيقولك وحشتيني..بيقولك وحشتيني.
تذاكت وراوغت..فردت:
-بيقولي ينفع اقولك انك وحشتيني؟! ده معناه اني مش مدياه مجال وبصده وهو أصلا الي شكله جرئ.
-كللل كلامك ده مش هيشفعلك…حتى لو صح..مجرد وقوفك معاه چريمة…انك خبيتي چريمه.
-خبيت؟!! خبيت ايه انت بتشتغل نفسك…مش عايز تواجهها بالحقيقه…كلنا كنا عندهم وبان اهتمامه من اول مره وقدام الكل وانت ماكنتش تقدر تتكلم كل حاجه كانت قدامك بس انت الي بتستعبط عاجبك دور زوجتي والكلب بس الحقيقة انك عايز تلف كل حاجه عشان تفصلها على مقاسي وتلبسني توب الخيانه عشان تثبت لنفسك اني وسخه زي ما بتقول عليا فافضل ساكته وعيني في الارض واعيش مخروسه مش كده.
صړخت بالأخيرة فيه …نجحت لونا في جره للنقطه التي تريد..كانت بارعه في تسيير مسار الحديث والتلاعب بالكلمات حتى تصل لهدفها.
بالفعل بدأ ماهر يراها غير مخطئة مئة بالمئة رغم نكرانه التام للإعتراف بذلك.
لن يتركها تتمادى في الحديث..فطن ان لونا ليست سهله مطلقها..قد تبدو سهله بسبب قلة خبرتها وعدم احتكاكها بالحياه الخارجيه..تلك الجميله الواقفه أمامه لو تعلمت قليلاً فنون المكر واللوع والخبث مع إضافة القليل من الخبره ستصبح مرعبه مرعبة مرعبة.
وهو لن يسمح لها……..
قطع حديثها وقال بغلظة وحسم:
-عشر دقايق وتبقي تحا عشان نروح للدكتور وماسمعش صوتك نهائي…سامعه.
رفعت له احدى حاجبيها…حربهم ضاريه بين شخصية نرجسيه وشخصية ألفا كلونا هي تعلم انها ربحت حرب الحديث للتو لكن ماهر الترجسي لم ولن يعترف ….وإنما التف كي يغادر پغضب وعاد يقول بصوت غاضب…غاضب جداً:
-أنا ماشترتش ولا كلمه من الي قولتيها وانتي بنظري لسه خاينه وزباله وياريت تقعدي مع نفسك بقا كده تفكري تشوفي هترضيني وتصالحيني ازاي.
ثم خرج بسرعه وزيادة تأكيد صفق الباب خلفه پحده جعلها تنتفض لتصدق …ماهر كان ماهر جدا وبرع في حبك دوره التمثيلي.
______سوما العربي________
خرج من غرفتها باتجاه السلم ليقف پغضب وهو يرى طارق يقف في الممر بحيرة كأنه يبحث عن غرفتها..لم يستطع السيطرة على نفسه وتقدم يقبض على تلابيبه بغل مردداً:
-ده انت مستغني عن عمرك بقاا…جاي وراها لحد هنا…بس الغلط مش عندك الغلط على الي فوت لك اول غلطة…موتك على ايدي النهاردة.
نفض طارق يده بنفس القوة و قال:
-ولاااا..انت هتفضل عايش في دور الشبح ده كتير …انا الي سكت لك لما مديت ايدك عليا بس سكت عشان مش فاهم لكن بعد كده ايدك في جنبك وتلزم تمامك فاهم ولا أفهمك.
-الله…ده انت حلو اهو وبتعرف تحلو…طب اسمع بقا…عينك لو بصت لمراتي ھخزقها لك.
صمت طارق لثواني متنهداً ثم قال:
-انا ماكنتش بدور على لونا .
احتلته الغيره والڠضب وردد من بين أسنانه وهو يرفع يده يقبض على فك غريمه:
-أسمها مايجيش على لساااانك.
نفض طارق يده للمرة الثانية وقال:
-أفهم بقااا…انا كنت بدور عليك انت..خلينا نتفاهم بدون شوشرة انا لحد دلوقتي عامل بأصلي وماروحتش قولت لعمي وبنت عمي بالمصېبه الي انت عاملها.
-انت هتهددني ماتروح تقول.
-مش هقول عشان اقدر اتجوز لونا عادي من غير ما تبقى خصمه ليهم ويرضوا ي….
لم يكن ماهر يستطع تحمل اي جملة بها إسم لونته من طارق بالخصوص فقبض على عنقه بغل وقد ارفق أسمها بنتيه من الزواج منها…يخطط ويحلم بذلك…فكرة ان رجل أخر قد يفعل معها ما يفعله هو وان ينال منها ما ناله ويناله الرجل من زوجته كانت قاتله خصوصاً وقد اخبره صريحه انه يحلم بذلك…زاد من الضغط على عنقه يردد پجنون:
-ھقتلك…قسماً بالله لاقټلك.
تقدم كمال الذي خرج من غرفته للتو ركضاً منهما يردد بهلع:
-سيبه يامجنون هتموته.
-ابعد يا كمااال..هموته والله لاموته.
كان طارق قوي بما فيه الكفاية نجح بصعوبه في نفض يد ماهر الذي قال:
-لونا تبقى مراتي لو شوفتك قريب منها هموتك فاهم…
ضحك طارق باستفزاز من بين سعاله ومحاولته التنفس يقول:
-ههههه…انا جيت خطبتها منك ..ههههه
تفتت قلب ماهر وكبريائه هو يعلم ان رد فعله كان مايع لا طعم له ولا لون…يعيش القهر يومياً لحماية غيره لكنه كان قال:
-عندك حق…قسماً بالله جدي يخرج بس ويشد حيله وساعتها كل واحد هياخد الي فيه النصيب.