تنفس ماهر بتروي وتحرك ليذهب معه لكنه قال قبلما يغادر:
-خروج من الأوضه نووو مش هتخرجي من هنا غير على المطار…أظن الكلام واضح اهو عشان لو حصل غير كده يا لونا ماتلوميش غير نفسك.
-مش هيحصل يا ماهر وهتشوف.
كاد ان يتقدم لعندها لكن كمال لجمه يمنعه وقال:
-اهدى وتعالى معايا…أهدى.
خرج معه مرغماً وذهبا للحديقه يجلسان فيها لتمر فترة صمت كانت فيها انفاس ماهر ثائرة عاليه ظل يحاول التنفس ليهدأ وتركه كمال لبرهه ثم بدأ يتحدث معه بهدوء:
-في ايه يا ماهر؟؟ اخرتها معاك ايه؟! مش كفاية بقا قرارت چنونيه؟ عايز تسافر وتسيبنا ده انا ماصدقت رجعت وسبت حياتي هناك عشان ابقى معاكم تقوم تسيبنا وتمشي.
حاول ماهر ان يتحدث بعيداً عن عصبيته وقال:
-انا مش هينفع اعيش برا عشان امي واختي…لونا هي الي هتسافر بس.
اتسعت عينا كمال من فجاجة الكلام والصدمه ليسأله بجبين مجعد:
-افندم؟! لونا تعيش برا لوحدها؟!
-مش لوحدها لوحدها..هعيش معاها بس هروح واجي .
-وليه كل ده؟!
-انا ماشوفتش يا كمال الي حصل النهارده؟
زم كمال شفتيه وقال:
-بصراحة انت غلطان يا ماهر…لونا عمرها ما هتقدر تغفرلك ان في واحد جه يخطبها منك ويتحداك قدام الكل وانت اضطريت تسكت.
اغمض ماهر عيناه پألم يعلم ان كمال على حق..بالأساس ذكرى تلك الواقعه تنحره حياً فهتف:
-ابوك سكتني..ابوك لاوي دراعي…احنا ممكن نتفضح كلنا..عارف يعني ايه يتنشر في السوق وقدام المعارف والجيران ان ولاد الوراقين حجروا على ابوهم الراجل الكبير…انت شايفني كده وهي اكيد شايفاني كده وماحدش حاسس بالراجل المدبوح الي بيحاول يراضي الكل على حساب نفسه..خاېف على جدك وبحاول احافظ عليه لو وصله خبر مش هتبقى جلطة تالته لا هتبقى سكته قلبيه وعار الڤضيحه دي هيفضل ملازمنا رفعنا قضية حجر على جدنا…ومش هنبقى ملاحقين من الڤضيحة ولا مشاكلنا مع عيلة ابو العينين اللي مش هتستكت على اهانه كبيره زي اني أتجوز على بنتهى الي اي حد يتمناها..لو كده انا كنت كفيل بيهم لوحدي اواجههم بس ڤضيحه مع مشاكل هيبقى كتير ..مش هينفع اضيع الكل عشان انا حبيت لونا واتهورت واتجوزتها.. شايل كل ده جوايا وساكت وبضطر اجي على نفسي وعلى كرامتي وادوس على قلبي…انا كنت عايز امسك الواد ده اشقه نصين بس ابوك وقفلي.
أشفق كمال عليه..ربما معه حق…ماهر كان يتحدث بصوت مشروخ..رجل عاشق شُرخت كرامته ورجولته لأنه أحب الشخص الخطأ بالوقت الحطأ.
ربط كمال على كتفه يردد:
-انا ماكنتش اعرف انك شايل كل ده جواك وساكت ياماهر..ربنا يكون في عونك.
مسح ماهر عيناه كي لا يبكي ثم كمل:
-ربنا يكون في عوني هههه..عارف يا كمال انا واصل لمرحلة اني بايع الدنيا وشاري لونا بس هل بقا لونا الي انا مستعد أبيع واضحي بكل حاجة عشانها مضمونة أصلا؟ مستعدة تبيع الدنيا عشاني؟
زم كمال شفتيه بيأس والأجابه واضحه ليجيب ماهر بيقين تام عوضاً عنه:
-لا يا كمال…لونا أصلاً لو ليها حمل هيبقى انها عايزه تخلص مني؟
تحشرج صوته واختنق بالعبرات يردد:
-أنا مش عايز غيرها وهي كل همها تفارقني.
ربط كمال على كتفه متضامناً وقال بتروي:
-لونا بردو معذورة يا ماهر…انت جابرها على جوازك منها وطول الوقت حاططها في موضع اتهام وهي بتدافع عن نفسها…انت الي مش مديها فرصه تحبك مع انك والله لذيذ وتتحب بس انت الي مصمم تكرهها فيك.
سحب ماهر نفس عميق يحاول السيطرة على أعصابه وتفكيره ثم قال بمهادنة:
-مع الوقت …كل حاجة تتصلح وتتحل بس لونا تسيب البلد اليومين دول.
جعد كمال جبهته مستغرباً يسأل بشك:
-هو في ايه يا ماهر؟ انت مريب كده ليه وإصرارك مريب منين مش قادر على بعدها وخاېف تاخد فرصتها فتخلص منك ومنين هتسفرها.
مسح ماهو على وجهه..يشعر بالتورط ليسأله كمال:
-ماااهر؟!
-أحمممم… في مصېبه انا عملتها لو عرفتها لونا هتصمم على الطلاق وهتبقى علاقتنا انتهت.
-عملت ايه؟!
زاغت عيناه…لن يقدر على المواجهة الان ولا يرغب بفتح الحديث حتى فقال:
-مش وقته..المهم فكر معايا هقول ايه لجدك لما يسأل عليها.. فكرت اقرله صممت تسافر تدرس برا وهو بيحبها فهيسكت ويوافق.
-ممكن..المهم لونا هي الي توافق مش شايفها مټعصبه ازاي ومحكمة رأيها.
زم ماهر شفتيه بضيق يفكر كيف سيلين رأسها اليابس لما يريد.
_______سوما العربي________
كالعادة تهاتف سما وسما هاتفها مغلق تنهدت بضيق منها تراها تخلت عنها وغير موجودة دوما ولم يكن أمامها سوى مهاتفة مستشارتها النفسية التي سألتها السؤال الأهم(انتي يا لونا عايزه تسيبي ماهر بجد؟ )
وبعدها دارت مكالمة طويلة بينهما حول نقاط هامه (طب لو سبتيه فكرتي هتعملي ايه وهتروحي فين؟)
لم تكن تعطيها أوامر هي تسأل السؤال وتترك للونا الجواب و من هنا جاءت الفكرة…في السفر سبع فوائد ، هي بالأساس فكرت في السفر لكن توقفت لنقص المال وهاقد جاءتها الفرصة تحت قدميها تناديها فلما لا تفعل .