رواية سيطرة ناعمة الحلقة 21 بقلم سوما العربي

رواية سيطرة ناعمة

همس بها رشيد منبهراً…أهذه جميلة ابنة خاله؟! لقد كبرت وصارت جميلة جداً لم يكن يتوقع ذلك.

بثقة عاليه جداً بالنفس مد يده وصدره منفوخ مزهو بحاله يردد:
-أزيك يا جميلة.
بحيادية عاليه مدت يدها تقول مرحبه:
-أزيك يا رشيد.

رفع إحدى حاجبيه…لم يعجبه أنها تعامله عادي وترد عادي بلا تأثر فلفتت أعصابه وزود مردداً:
-رشيد بس كده من غير أبيه؟!!

غبي……هكذا نعتته داخلياً بعدما تكرمش وجهها من سؤاله السخيف وهو قد تدارك الأمر وشعر بما لم تقوله…الضربه الأقوى حين إبتسمت كسيدة راقيه تبتسم لطفل عبيط لتسكته عن البكاء وردت:
-لا إزاي؟! إزيك يا أبيه رشيد وحمدلله على السلامة.

إستشاط بداخله وبدأ في سلسلة من التصرفات الغبيه يردد وهو يشير على السيدة الواقفه بجواره:
-مش تسلمي على علياء مراتي؟!
الټفت لها جميله لترى سيدة راقية الملامح هادئة تقف لجواره تتابع بصمت فابتسمت لها بود تقول:
-أهلاً وسهلاً بيكي نورتي مصر.

ردت علياء بهدوء جاف:
-منورة بيكي.
قالتها وهي تبادل النظر بيها وبين زوجها ..ترى نظراته المغتاظة الصادرة منه لجميله والوضع برمته غريب وغير مريح بالنسبة لها.

قاطعهم دخول عمتها مهلله:
-معقول…رشيد رجع بجد..أنا ماصدقتش لما الحارس قالي.

وقف رشيد سريعاً يفتح ذراعيه لها يحتضنها بقوه وهي كذلك .

وبعد وصلة من السلامات الحاره جلست بأعين مدمعه تردد:
-كده بردو يا رشيد…كل السنين دي مسافر برا بعيد عن امك مافيش مره قولت تنزل أجازه تشوفني عامله ايه؟!
إبتسم لها رشيد يردّد معتذراً:
-حقك عليا يا أمي…الشغل ده عامل زي الادمان انا كنت بتسحل بالأسبوع والعشر أيام ومش ببقى فاضي أكل وكل ما أقرر أخد أجازه يحصل حاجه تمنعني مره عشان شغلي ومره شغل علياء ومره حملها ومره عشان الولاده.

بكت والدته تقول:
-أسكت ماتفكرنيش إخس عليك…كده حفيدي يتولد بعيد عني ماقدرش اشوفه واشيله واحميه وأغيرله.
ضمھا بحنان يردد:
-حقك عليا ياست الكل..أديني جيت لك أهو.
-البركة في خطوبة جميلة.
قالتها عاتبه لتتسلط عينا علياء على جميله تسمع زوجها وهو يسأل مهتم:
-هي صحيح جميلة هتتخطب؟!
رد والدها بهدوء:
-أه..شاب هااايل.
رمقها وهي تجلس أمامه بهدوء تام يغيظه ثم سأل:
-مين بقا يا ترى؟
-ماهر الوراقي..ممكن تكون تعرفه…على فكرة كان معاك في نفسه الجامعه.
-فاكره.

نطقها ببعض الضيق..قد تخلله لشعوره بالمقارنة متضايق لأنه بالأساس عقد مقارنه…هو يعلم ماهر جيداً..كان معروف بالجامعة لأسباب كثيرة رغم انه يشبه الكثير من شباب نفس الطبقة اللذين يرتادون نفس الجامعة من شياكة وكياسه وإهتمام بالنفس ولكن ماهر كان ماهر وبه شيء زيادة تجعله مميز .

وقفت جميله تظهر غير مهتمه برأيه ومواصلته الحديث عن خطبتها وهي تردد:
-عن أذنكم هطلع أغير.

رد على الفور فهو غبي:
-ايه مش عايزة تفطري معايا ولا ايه؟!
ضحكه ساخرة مستهزئه صدرت عنها ثم ردت :
-مين قال كده.. طالعه اغير واخد دش وانزل عادي ماحدش بيقعد يفطر بعرقه يارشيد…اه سوري يا أبيه رشيد.

قالتها ثم ألتفت مغادره وتركته ينظر عليها بضيق شديد وغيظ فهي رسالتها واضحه لا تعطي لنفسك قيمة أكبر من مساحتها الحقيقيه.

حاول وحاول السيطرة على ملامحه الظاهر عليها الغيظ ولم يقدر الا بعدما لاحظ نظرات زوجته الحاده له فحمحم صوته بحرج وحاول تغيير مجرى الحديث ليتحدث عن المال والأعمال مع خاله ربما هدأت ثورته الداخلية من الإشتعال.
_______سوما العربي________

الجولة في شوارع روما كانت منعشه جدا لحبيبته التي تسير لجواره مبتسمة وسعيدة معه لأول مرة.

إشترى لها الكثير من الثياب وهاتف جديد غالي وبعد فترة طويلة من التسوق جلس معها بمقهى مطل على أشهر شوارع روما السياحية يتأملها معجب يقع في عشقها من جديد للمرة المليون، ينظر بوله على وجه حبيبته المشرق وأشعة الشمس مسلطة عليها تديذه بهاء وإشراق.

تبتسم فتبتسم له الحياه …إنها جميلة وإنه يحبها..بلا سبب محدد.

لأول مرة تفتح حديث معه وسألت:
-بتبصلي كده ليه؟
-خاېف عليكي.
قالها مهموم وبنفس الوقت مضطر فسألت:
-خاېف عليا من ايه؟!
-هسيبك ازاي في البلد هنا وامشي لازم ارجع مصر جدي فاق ورجع البيت.

تنهدت ترد عليه:
-ماتخافش عليا هنا زي هناك وانا كنت اعرف ايه في مصر يعني ولا ليا فيها مين؟
-بس على الاقل بلدك والناس الي فيها بتتكلم لغتك لو حصل اي حاجه هتعرفي تتصرفي.
-في بلدي الناس بتتكلم عن بعض وبيطلعوا سمعه وإشاعات على بعض يوقفوا بيها حال ناس ويموتوا ناس بالحياه…يمكن هنا أحسن لي ولو على اللغه والتعامل ماتقلقش دي مش اول مره أسافر.

علم ذلك مسبقاً وهو يستخرج لها تصريح سفر لكنها أكملت بحزن:
-سافرنا قبل كده عشان ماما وتعبها لالمانيا وطبعاً ما كناش بنعرف نتكلم الماني فكنا بنتعامل بالانجلش لحد ماتفرج أكيد هنا هيبقى الوضع كده وهعرف اتعامل…على الاقل ماحدش هنا هيبص لي على اني واحدة شمال.
ضړب بيده على الطاولة يردد پغضب:
-ماتقوليش على نفسك كده تاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top