سحبت نفس عميق فهي تردد ما حفظها إياه وبالنهايه يعترض…لن تجادله فهو حالة ميؤس منها تستنفذ طاقتها فحسب لذا عمدت للمهادنة :
-حاضر يا ماهر.
طاقتها خسارة فيه وهي بحاجتها للفترة القادمة كي تقف على قدميها لكنها انتبهت عليه يردد:
-انتي مش شمال بس فيكي الطمع …ماتديش الأمان قوي كده يا لونا بلاش تقلقيني عليكي.
نظرت له بطرف عينها ثم قالت:
-حاضر.
القادم واضح جداً وهو ليس بساذج فهو ابن سواق وقد تربى بالشوارع لونا صنعت هدنه ريثما تقف على قدميها هو يشعر بذلك.
________سوما العربي_________
عاد للمطار وقلبه معلق بروما حيث تتواجد حبيبته القاسېة التي حرمته من ترياقه أمس ونامت مبكراً تدعي انها متعبه وظل هو ساهداً لجوارها يتشرب ملامحها بعيناه ويصفق خصلاتها ربما شبع منها وكحل عيناه بحسنها حتى يعود لها.
زم شفتيه بتوتر وهو يفتح باب البيت الداخلي يستعد للدخول فيرى چنا تنزل من على الدرج بلهفه وسرعه ما ان رأته تردد:
-أبيه …كنت فين؟! وفين لونا ده جدو قالب الدنيا عليك.
قبل جبينها يقول بهدوء متعب:
-هقولك كل حاجة يا حبيبتي بس قوليلي ماما عامله ايه؟!
ناظرته بعتاب تخبره:
-زعلانه منك جدا يا أبيه كام مره طلبتك تروح لها ماروحتش اول مره تعمل كده وبجد انت غلطان جداً.
أسبل جفناه بتعب هو مخطيء ويعلم فقال:
-هروح لها حالاً وهراضيها ..تعالي معايا.
كاد أن يصعد معها الدرج لولا صوت الجد الذي خرج غرفة مكتب بالدور الأول يناديه پغضب، نظر لجنا مستغرباً لتقول:
-اصلهم نقلوا أوضة جدو لتحت عشان مش هيقدر يطلع وينزل…روح له ده طالبك من اول ما رجع.
سحب نفس عميق ثم تقدم من غرفة الجد يدلف بهدوء فيرى كمال يجلس بجاوره يجاول مساعدته على الإتكاء براحة فيسأل الجد:
-أخيراً رجعت يا ماهر؟! حمد لله عالسلامه كنت فين؟! وفين لونا بنت عمتك.
قال الاخيره متكأ على كل حرف ليجيب ماهر:
-سافرت.
نظر كمال بقلق على الجد الذي حاول كظم غضبه ثم سأل:
-سافرت فين
-روما
-ليه؟!
-هي الي طلبت وتقدر تتأكد.
-طيب ماشي.
سقط فك كل من كمال وماهر (طيب ماشي؟!) ثم اغمض عيناه؟!!! بكل بساطة؟! هل إقتنع؟!!!
فتح الجد عيناه يداري بسمته الماكرة وهو يلاحظ تبادل النظرات بين أحفاده ليقول:
-مالكم بتبصوا لبعض كده..روحوا يالا قولوا لحد يجهز الغدا…
نظر بطرف عينه على ماهر المزهول ثم قال:
-كده ماهر أتجوز.
نظر له ماهر منصدم ليقول مصححاً مدعي الخطأ وهو يضحك:
-قصدي خطب ..جميلة أبو العينين فاضل أتطمن على كمال …على أخر الشهر تكون شايف عروسه يا كمال عايز اتطمن على أحفادي.
نظروا لبعضهم ليقول ماهر ساخراً من قراراته وطريقته كلها الجديدة تماماً :
-فاضل چنا ؟!
-ولونا يا ماهر.
احتقن الډم في وجهه ليضحك عليه الجد ثم يكمل:
-ناسيها ولا ايه؟!
خرج صوته متحشرج ضعيف يقول:
-لا مش ناسي.
-ولا انا…يالا بقا أخرجوا وسيبوني عشان زهقتوني.
التفوا پصدمه وكأن ذلك الجالس معهم ليس بجدهم الدي يعرفونه كأنه أساساً ليس ذلك الرجل العجوز الذي خرج من المستشفى بعد أزمه صحية عويسة.
قبلما يغادروا نادى:
-چنا.
توقف ثلاثتهم ينظرون له فقال:
-تعالي عايزك.
تقدموا ليقفوا معاها لكنه علق:
-عايزها لوحدها..
نظرا لبعضهما فقال بابتسامة سمجة:
-الدكتور موصيني اخد بالي من صحتي واقعد مع بنات حلوة مش خناشير زيكم.
-خناشير؟!!!
نطقوها پصدمه ليقول:
-اه ويالا بقا اطلعوا برا
خرجوا مضطرين وأغلقوا الباب ليتنهد الجد ثم ينظر على چنا الحلوه ويبتسم يمسك يدها مردداً:
-كبرتي يا چنا وإحلويتي.
-شكراً يا جدو.
حك الجد جانب فمه مردداً :
-بقولك ايه يا حبيبة جدو
-ايه؟
-مش أن بقا الأوان نفرح بيكي؟
-بيكي الي هو انا؟!
-أه..
حمحم بصوته الخشن ثم قال بترقب:
-عايز أجوزك كمال.
القى الجملة في وجهها وتركهها تنظر له ببلاهه ثم سألت:
-كمال؟؟ كمال مين؟! كمال بتاعنا؟! أبيه كمال؟!!! بتهزر صح؟!
زم الجد شفتيه بتعب وقلة حيلة وقد علم ان طريقه سيكن طويل وصعب.
_________سوما العربي_________
العفويه شيء جميل ومميز لكن لا يستحقه الكثيرون.
خرجت تسير في شوارع روما تبتسم بإنشراح وقرار الحذر هو أهم قراراتها….ستتوقف عن تصرفاتها السابقه قد بات الحذر واجب بعدما الفقت بها العفويه تهم كثيرة.
دلفت لكل الشركات تقريباً تعطيهم سيرة ذاتيه صغيره لا تملك الكثير لتمؤها به، ينظرون على مؤهلاتها بإستغراب ثم نظرة الرفض بعدها.
سيطر عليها الإحباط القاهرة مثل روما مثل كل البلاد للابد من شهادة.
بقى أملها الأخير…محل مجوهرات يطلب مصممين ربما فلحت.
دلفت للمحل الفخم…كل شيء يلمع والتعامل بحذر…نفسك الخارج من فمك قد يزعجهم.
المكان كان مبهر وخاطف نظرت حولها مأخوذة ثم تقدمت تتحدث الإنجليزية التي لا تعرف غيرها مع احد الشباب المتواجدين بالمحل :
-انا هنا بخصوص الإعلان عن مصممين
رد عليها بإقتضاب:
-حسناً…انتظري المدير.
وقفت تنتظر ومر الوقت حتى ألمتها قدميها وبعد اكثر من نصف الساعة حضر المدير الذي مر سريعاً وهو يلقي أوامره على العاملين ثم دلف لمكتبه ولم ينظر عليها أو يلاحظها.
لتمر نصف ساعه أخرى حتى تقدم منها ذلك الشاب يقول:
-المدير بإنتظارك.
دلفت لعنده تدق الباب ثم تحييه بالإنجليزية رفع عيناه لها بنظرة خاطفة او هكذا ظنت…..
ثم عاد ينظر لأوراقه يحدثها بالإيطالية فلم تقدر على الرد ليقول:
-ألا تتحدثين سوى الإنجليزية؟
-نعم.
جاوبت بقلق،شملها كلها بعيناه الغامضه ثم سأل:
-مصرية؟؟
-كيف عرفت؟!
سألت بقلق وخوف ليرفع حاجبيه وعيناه تشير على سلسال من علامة العنخ ترتديه على رقبتها لتبتسم بتوتر وهو أضاف:
-قالوا لي انك تجيدين التصميم.