سعل الجد وقال بصوت متحشرج:
-قعدت البيت دي تقصف العمر مش عايزها ..عايز أشتغل.
ثم نظر لابنه الكبير وقال:
-عملت إيه في الموضوع الي كلفتك بيه يا عزام؟
كور عزام قبضة يده ولم يجيب فهتف الوالد بصوت اعلى:
-عملت ايه يا عزام بقولك
ليلتف عزام وينظر لفاخر ثم نظر أثنتيهم پغضب لوالدهما وبعدها قال فاخر:
-انت لسه يا بابا بتدور ورا الفاجره دي
-بنتي يا فخري…مهما عملت هتفضل بنتي
-بنتك هربت مع ابن النجار الي كان شغال عندنا من خمسه وعشرين سنه وجابت لنا العاړ.
هتف الجد پغضب:
-اخرس ماتقولش كده على اختك
ليتدخل عزام:
-مايقولش ايه ماهي دي الحقيقه كنا هنستنى ايه من واحده امها دخلت بيتنا خدامه ولعبت على البيه وحملت منه فاتجوزها عرفي وجابت لنا بنت حرام …خلف الندامه الي لما كبرت فجرت وهربت مع عشيقها
وقف الجد يقول پغضب:
-اخرس يا عزام بقولك…الحكايه مش كده واختك كانت ضحيه طول عمرها.
شدد عزام على حديثه وقال بينما يلتف حول والده ولم يرحب شيبته:
-ضحيه…بنتك دي سليلة عار وعشان تتأكد خلفت بنت ڤاجرة وقادرة زيها وسمعتها زي الزفت في المنطقه اللي عايشه فيها ابوها سابهم وطفش ولا همه وعمها مش قادر عليها كل شويه يكلمني عشان اروح اخدها والمها
الټفت الاب وسأل بلهفه:
-بجد؟!
فرد عزام:
-لسه كان بيرن عليا قبل ما تدخل وكلم فاخر قبلها …تلاقيها عملت عمله جديده وقرطتسته فبيكلمنا
-طب هي فين؟! و رحيل بنتي فين؟! روح…روح هاتها ..روح هاتها يا عزام.
احمرت عينا عزام من الڠضب وقال:
-أجيب مين…انت تحمد ربنا اني ماخنقتهاش بأيدي دول وخلصت العيله كلها من فجرها وسمعتها الي زي الزفت
-طب روح انت يا فاخر
ليرد فاخر پغضب:
-اروح فين واجيب مين…اسمع يا بابا انا مستحيل اتقبل البت دي ولا ادخلها عيلتنا زي ما انت عايز انا حتى اخاڤ على بناتي منها واخاڤ كمان على سمعتهم…دي عيله وسخه مش لاقيه الي يلمها ولا يربيها ولا انا هستغرب ليه ماهي جدتها الخدامه الي اتجوزت البيه عرفي وامها فاجره هربت مع عشيقها وابوها راجل قبل بكده الكوكتيل ده هيجيب واحده جنس ملتها ايه اكيد صورس نجاسه وكلاحه بيور.
توسلهم الجد يقول:
-عشان خاطري ياولاد…أدوها فرصه…والله أنتوا فاهمين غلط..عشان خاطر أبوك يا عزام تروح تجيبها.
-وخاطر امي الي ماعملتلوش اي حساب…امي بنت الحسب والنسب الي جوازك منها رفعك ورقاك وحطك في حته تانيه خالص وفي الاخر رافقت عليها الخدامه وعيشتها مقهوره العمر كله…عايزني اروح اجيب خلفتها تعيش قدامي ليل نهار…ده لا يحصل ولا يكون.
ثم تحرك عزام وترك لهم الغرفه غير مبالي بنداء والده الذي التف لفاخر وقال:
-طب روح انت يا فاخر…عشان خاطر أبوك
-مستحيل ادخل واخده زي دي على عيلتي والناس تعرفها انا عندي بنات يا بابا مستحيل اعمل كده..مستحيل أقبلها مستحيل.
ثم تحرك مغادراً كما فعل أخيه تاركاً الاب يناديهما متوسلاً:
-يا فاخر…يا عزام…بنت اختكم ياولاد.
اهتز جسده بعجز فهرول ماهر بلهفه يسنده قائلا:
-سلامتك ياجدي
-سندني يا ماهر…سند جدك.
ساعده ماهر كي يقترب من اول أريكه ويرتمي عليها قائلاً :
-سلامتك يا جدي
-اااه…عايز سلامتي بحق يا ماهر.
صمت ماهر وقد فطن القادم وبالفعل تحدث الجد:
-روح شوف بنت عمتك وهاتها لعندي…انت الوحيد اللي تقدر تعمل كده….انا قلبي مش مرتاح يابني..كفايه ظلمت امها..هظلمها هي كمان واتخلي عنها
-بس ياجدي…
-ماتسمعشً الي ابوك وعمك بيقولوه …رحيل مظلومة…رحيل هربت بعد ما ابوك وعمك كانوا عايزين يستغلوها وهي عايزه حاجة تانيه وانا ربنا يسامحني كنت مطاوعهم…كانت المصلحه عمياني ماكنتش بشوف غير المصلحه والفلوس بس انا دلوقتي شوفت بعد ما شبعت فلوس …لو بتحب جدك وخاېف عليا بحق روح وجيبها يا ماهر…طول عمرك مش بيهمك ولا بتهاب حد…مش هيهمك كلام ابوك وهتروح انا عارف
-ياجدي دي…
-عشان خاطري يا ماهر ده انا محمد الوراقي عمري ماتحايلت على حد كده وبتحايل عليك.
عجز ماهر امام توسلات جده فقال بعدم تقبل:
– حاضر يا جدي…حاضر
-هتوصلها ازاي
-هحاول اغفل بابا واخد رقم عمها من موبايله شكله واقع وعايز يوصل لأي حد فينا
-ربنا يباركلك يابني …طب روح…روح بسرعه يالا
-دلوقتي
-دلوقتي بالله عليك
-خلاص يا جدي حاضر..مش عايز أشوفك كده الله يخليك
-حاضر بس تروح النهارده ..النهارده يا ماهر
-حاضر…النهارده والله
في احد مقار الشركات الكبرى جلست فتاة بديعة المحية ممتلئة القوام لها طله مميزه لكنها متوتره تفرك كفيها ببعض من شدة الارتباك وانتفضت منتبهه على صوت قوي من فتاة في سن مقارب لها تسأل بقوة:
اشتغلتي فين قبل كده
-أا..بصراحه…دي …أول مرة أشتغل
نظرت الفتاة الأنيقة لزميلتها التي بادلتها النظرة بسأم وترفع ثم اتجهت أنظار كل منهما لتلك المهتزة التي تجلس أمامهما بتوتر و وجه شاحب
لترفع الفتاة ذات البذلة العمليه والشعر المصفف بعنايه حاجبها وتقول بترفع:
-نعم …انتي جايه تهزري؟! مش عارفه شركة ايه دي الي مقدمة فيها والوظيفة ايه؟؟
انكفت “لونا” تفتح حقيبتها بتوتر وتلجلج من شدة الإرتباك والإحساس بالدونيه أمامهما وحاولت ان تسرع في اخراج رزمة من الأوراق تعرضها أمامهم في محاولة منها للفخر وتقول:
-أنا….الرسومات دي بتاعتي انا الي عملاها انا شغلي حلو قوي في التصميم والجرافيك.