عندما يعشق الأسد – البارت الثالث
بقلم الكاتبة / ندى على حبيب
أسد بعصبية مكبوتة، صوته يخرج كبركان لا يمكن السيطرة عليه..
– نغممممم!
نغم ترتجف، تتلعثم من الخوف والارتباك..
– ن… نعم يا أبيه…
أسد يقترب منها بسرعة، يمسك يدها بقوة وهو يصعد بخطوات متسارعة..
ادهم، بقلق وحذر..
– أسد! ريّح على البنت شوية، إيه اللي حصل؟ اهدي شوي.
أسد يجيبه بغيظ واضح..
– ادهم! أنا متعصب بطبيعتي، ما تخليش عصبيتي تطلع عليك، افهمت؟
ادهم يمسك وجهه بخوف، يحاول تهدئته..
– ليه الغضب ده؟ وأنا أصلاً رايح أجيب أبويا وأمي وأختي من المطار…
أسد، وهو يمشي ممسكًا يد نغم، يرد بحدة..
– كويس… عشان كتب كتابي أنا ونغم يكونوا معانا…
ادهم بابتسامة طفولية على وجهه..
– انت جد يعني؟ هتتجوز نغم؟ لو كده أنا موافق.
أسد ينظر له بلا مبالاة، ويتركه يمشي بعيدًا.
فى جناح أسد
أسد بعصبية لاذعة..
– مين سمح ليكي انك تخرجي من أم الجناح كده؟
نغم، بعينين تملؤهما الدموع..
– أنا كنت عايزة أشرب، وبعدين… قبلت ادهم و…
أسد يقاطعها بغيظ..
– أولًا، اسم أي راجل ميجيش على لسانك، حتى بالغلط. ثانيًا، في خدم تحت، لما تحتاجي أي حاجة اطلبي منهم، فاهمه؟
نغم ترتجف..
– فهمه.
أسد، بصوت حازم..
– اسمعي، عمّي ومرات عمّي جين جايين من الصعيد، ومش عايز أشوف طيفك تحت غير لما أطلب منك. نامي دلوقتي، لأن الصبح هانروح نجيب الفستان بتاع كتب الكتاب.
نغم بفرحة طفولية..
– بجد؟ بس أنا اللي هأختاره؟
أسد، بصرامة..
– المهم الصحافة والإعلام يكونوا هناك، والفستان لازم يكون محتشم. وبعد الفرح بأسبوع، هنروح الصعيد.
نغم بتساؤل..
– الصعيد؟ هنعمل إيه هناك؟
أسد، ببرود وحزم..
– والله أنا من هناك، ولازم أروح، لأني الحفيد الكبير في العيلة، ودي تقاليد. ومتتكلميش كتير، لأني مبحبش الكلام الكتير.
نغم بزعل..
– بس… أنا هنام فين؟
أسد ببرود..
– اه… النهارده هتنامي لوحدك، بس من بكرا هتيجي جناحي، عشان عمّي ومراته.
نغم..
– تمام.
فى فيلا أحمد أبو العز
أحمد بعصبية واضحة..
– يعني إيه؟ هيتجوزها إزاي؟ أسد الدمنهوري يتجوز دي؟!
انور، مرتبك قليلًا..
– أنا مش فاهم الحوار كامل، بس كده الخطة هتتغير خالص.
أحمد باندهاش..
– إزاي يا ناصح؟
انور، بابتسامة حزينة..
– نغم… هتموت.
أحمد بصدمة كبيرة..
– ………
عندما يعشق الأسد – البارت الرابع
بقلم الكاتبة / ندى على حبيب
فى الصباح، قصر أسد الدمنهوري
نغم تصحو متثاقلة، تأخذ شور سريع، وترتدي سولبة سوداء نص كم، وتجمع شعرها على شكل ديل حصان أنيق، ثم تتجه إلى جناح أسد.
نغم بتردد..
– أدخل ولا لا؟ خلاص… هدخل.
دخلت بخطوات مترددة، وصوتها يخرج بخفوت..
أسد يغضب، يضع يده على جبينها ويقترب منها..
– أسد… أنتي في إيه؟
نغم مغمضة عينيها، تحاول تهدئة نفسها.
أسد بعصبية..
– افتحي عينيك بسرعة!
نغم تفتح عينيها بخوف، تلتقي بعينيه الحادتين..
– البس هدومك.
أسد بتوهان واضح..
– جايه ليه؟
نغم بابتسامة طفولية..
– عينيك حلوة.
أسد، بابتسامة نادرة، يغمز لها بخفة..
– بجد؟ عيني… بس…
نغم تتراجع عنه بتوتر..
– إحنا هنجيب الفستان إمتى؟
أسد، وهو يلبس التيشرت ببرود..
– أنا مش جاي.
نغم بزعل..
– طيب… هروح لوحدي.
أسد..
– ولا إنتي.
نغم بتعجب..
– طيب… هنجيب الفستان منين؟
أسد ينظر لها بحدة..
– في واحدة هتيجي معاها فساتين، اختاري واحد. عمّي ومراته تحت، ولازم تكوني معاهم. ويلا ننزل نسلم، ومتتعاملش مع أي مخلوق غيري، تمام؟
نغم بضيق..
– حاضر.
نزلا سويًا، ماسكين أيد بعض، بينما العمال في الصالون يزينون الحديقة، ويجهزون الطعام للضيوف.
أسد، بغرور..
– صباح الخير يا عمّي.
سالم، عم أسد..
– صباح النور يا بني.
أسد..
– نغم هتكون مراتي، نغم ع سالم ومرات عمّي نورا… وكمان دي بنت عمّي ميرا.
ميرا بتضيق من نغم، لأنها كانت تحلم أن تتزوج أسد..
– أهلاً يا نغم.
نغم بحب..
– أهلاً.
نورا..
– إزيك يا بنتي؟
وسلّموا على بعض.
أسد ينظر لنغم..
– يا روحي، أنا هروح الشركة وهارجع على طول.
سالم..
– وإنت رايح فين يا ولدي يوم دخلتك؟
أسد..
– أنا هرجع على طول يا عمّي، مش هتأخر.
سالم..
– أسد، أنا عايزك في موضوع مهم.
ذهبوا للمكتب، بينما نغم ذهبت للمطبخ لتراقب العمال.
ميرا، بغيرة..
– وانتي عندك كام سنة يا نغم؟ باين عليكي صغيرة.
نغم، بطيبة..
– أنا عندي 15 سنة.
ميرا بصدمة..
– كام؟ 15؟! ده أنتي طفلة!
أسد من وراها، بغضب..
– إيه يا ميرا؟ نسيتي إن الصعايدة مبيتجوزوش غير عرائس صغيرات؟
ميرا، بخوف..
– آه… فاكرة.
أسد بغضب..
– يبقى متقفيش مع نغم خالص، تمام؟
أخذ نغم وطلعا الجناح.
فى جناح أسد
أسد، وهو يمسك يد نغم بحنان..
– إحنا النهارده بعد الفرح هنروح الصعيد، تمام؟
نغم بفرحة..
– تمام… بس أنا عايزة أركب حصان أول ما نروح.
أسد يضحك بخبث..
– هتتجوز طفلة والله.
نغم بضيق..
– أنا مش طفلة!
أسد بخبث أكبر..
– طب والله أحلى طفلة.
مرت الأيام، ونغم تفرح بتحضيرات الفرح، وميرا تغلي من الغيرة، بينما أسد يرتدي جناحه الخاص وينتظر نغم لتظهر بالفستان.
وأخيرًا جاء وقت الفرح…
ادهم يضحك..
– ياعريس! ياعريس!
أسد بضيق..
– ادهم! جبت الزعيم؟
ادهم..
– أيوه… جبته. بس متأكد إنه مجيته مش هتعمل خطَر على حياته وحياتك؟
أسد..
– انت عارف إنه الوحيد اللي نقطه ضعفي، ومش عايز حد يعرف إنه لسه عايش، عشان كده مخليه في فيلا عند المخزن. وبلاش كلام في الموضوع ده خالص، تمام؟
ادهم بجديه..
– تمام.
ميرا، بصدمة من وراء الباب..