رواية مرايا الروح الفصل العاشر 10 بقلم فاطمة الالفي

old people, ship, lonely, windows, old people, ship, lonely, lonely, lonely, lonely, lonely

“الفصل العاشر”

جلست على أقرب مقعد، يديها متشابكتان في حجرها، أصابعها تنقبض بلا وعي، كأنها تُحاول أن تستمد منها شيئًا من الثبات، أنفاسها مضطربة، لا تعرف إن كانت تسيطر على ارتجافها أو تستسلم له.
حاولت أن تهدأ من وطأة اللحظة، تحاول التنفس بهدوء لكي تستمد قوتها المتلاشية.
بينما نهض نادر من مقعده، اقترب منها بخطوات واثقة، جلس بجوارها دون تردد، ثم قال بصوت هادئ:
-إزّيك يا هدير.. مش هدير بردو؟
ازداد توترها، ابتلعت ريقها بصعوبة، حاولت أن تستجمع ما تبقى من هدوئها، ثم همست دون أن ترفع أنظارها إليه، مصححة نطقه باسمها:
-هديل…ثم إجابته الحمد لله، كويسة يا دكتور.
شعر بترددها، تنهد بخفة وقال بمودة:
-أنا آسف، هديل…
صمت للحظة، وكأن الكلمات تحتاج إلى ترتيب قبل أن تخرج، ثم قرر تغيير الحديث، فتح معها بابًا آخر، لكي يطيل الحديث بينهما ريثما ينقضي وقت الانتظار :
-على فكرة، ما عجبنيش الألوان اللي استخدمتيها في لوحة التحرر من القيود، محتاجة تركّزي على النقطة دي.
رفعت رأسها قليلًا، نظرت إليه لثوان، ثم اشاحت بانظارها بعيدًا، رغم ترددها أومأت رأسها برفق وخرج صوتها هامسًا :
-حاضر.
طفت ابتسامة على محياه وقال بجدية:
-تناسق الألوان المفروض أن اتكلمنا عنه في محاضرة سابقه، بس هعيد المحاضرة دي بكرة أن شاء الله ، اتمنى تركزي فيها ،ثم أنهى كلماته قائلا:
-منتظر رسم اللوحة بالوان مُعبرة عن الحرية مش عن قيودها.
عادت تهز رأسها ثانيًا دون كلمات تنطق.
هم بأن يتحدث بمرح ولكن، ارتفع صوت الممرضة وهي تنادي اسمها:
-آنسة هديل مدحت.
نهضت عن مقعدها بسرعة، حاولت أن تُخفي ارتباكها، ثم اتجهت إلى غرفة الطبيبة دون أن تلتفت إليه.
لم يُحرك جسده، فقط اكتفى بمراقبتها، عيناه تتابعان خطاها وهي تختفي خلف باب العيادة، لم يكن يحتاج إلى الكثير من التفكير ليعرف أن هناك شيئًا تُعاني منه، شيئًا لم تبح به، شيئًا جعلها تلجأ إلى طبيب نفسي لتجد تفسيرًا لما يدور داخلها.
بخبرته، شعر بأنها تعاني الوحدة، لم يرها يومًا وسط الأصدقاء، دائمًا ما تكون وحدها، دائمًا ما تُحيط نفسها بجدار لا يسمح لأحد بالاقتراب.
وكان لديها شيءٌ آخر أكثر وضوحًا… كانت تخاف الحديث، منعزلة دائما ، يبدو أنها أتت من أجل ذلك.
رن هاتفه ، تنهد بعمق قبل أن يجيب على زوجته، ثم فتح المكالمه وهو يضع الهاتف على أذنه قائلا بمحبة:
-صباح الخير يا توتا.. حبيبي أنا سبتك نايمة ونزلت عشان العربية محتاجة تصليح، ثم أنهى مكالمته بهدوء:
-ساعتين وهكون عندك يا حبيبتي، ماتنسيش تفطري، باي يا حبيبي…
اغلق الهاتف ثم وضعه وضع الطيران لكي لا تحاول الوصول إليه، كما أنه بحاجه أن يتحدث مع الطبيبة دون إزعاج أو توتر بسبب كثرة الاتصالات ، فهو يعرف زوجته جيدا لن تتركه إلا وستهاتفه كل خمسة دقائق..

❈-❈-❈

أما عن داخل غرفة الطبيبة، بعدما دلفت “هديل” للداخل بخطوات بسيطة هذه المرة لم تكن مضطربة كما السابق ، تبسمت لها “ضي” وهي ترحب بها:
-أهلا يا هديل، اتفضلي يا حبيبتي.
جلست هديل أمامها بابتسامة صافية، هتفت ضي متساءلة:
-عاملة ايه يا هديل؟ نمتي كويس؟
خرجت تنهيدة عميقة ثم همست مجيبة:
-الحمدلله، نمت كويس، بدون كوابيس.
نظرت إليها ضي بعينين تحملان مزيجًا من الاهتمام والهدوء، ثم سألتها بصوت دافئ:
-حابة تتكلمي في إيه؟ عملتي المطلوب منك؟ المشاعر اللي جواكي لكل فرد من عيلتك؟.
ترددت هديل لحظة، وكأنها تجمع شتات أفكارها قبل أن تخرج دفترًا صغيرًا من حقيبتها، لتدفعه ببطء نحو ضي. أمسكت الطبيبة الدفتر وفتحته، فوجدت أول كلمة مكتوبة فيه بخط واضح: “أمي”. نظرت إلى هديل التي خفضت عينيها، كأنها تخشى أن تُكشف كل مشاعرها المخبأة بين الصفحات.
كتبت هديل تحت تلك الكلمة:
-هي كل عالمي، مشاعري نحوها حب وتعلق لا يمكنني أن أعيش بدونها.
كلماتها تحمل عمق ارتباطها بوالدتها، تعلقٌ لم تعرف كيف تعيش بدونه أو حتى تخفف من حدته.
انتقلت ضي إلى الصفحة التالية، حيث وجدت اسم “خالتها ديجا”:
-صديقة طفولتي، تشاركنا الأسرار، علاقتي بها حب بدون خوف، مبني على الذكريات والثقة المطلقة، فهي أول صديقة تكون جانبها وتشاركلها كل لحظات عمرها..
ثم جاءت الصفحة الثالثة، وكانت تحمل اسم “راما” ، كتبت هديل عنها:
-الصديقة الوحيدة، الأخت التوأم، أحبها جدًا، أحزن لوضعها، لكن لا أستطيع التعبير لها عن مشاعري بالكلام ولا التخفيف عن حزنها .
قلبت ضي بقية الصفحات، لكن لم تجد سوى الفراغ، لم تجد مكانًا لوالدها في دفتر المشاعر. نظرت إلى هديل بحذر، وبصوت هادئ سألتها:
-وفين والدك؟
لم ترد، فقط نظرت إلى الدفتر أمامها، وكأنها تستكشفه لأول مرة، وكأنها تدرك الآن أنها أسقطته من ذاكرتها، فهي لم تشعر بالانتماء إليه ولن تتقبل تلك الفكرة.
قررت ضي أن تحررها من المشاعر الداخلية لديها ولابد وأن تخبرها بما تصف والدها؟ كيف تراه ؟ لابد من إخراج مشاعرها .
-هديل، ممكن تبصي ليا؟ محتاجة يكون في تواصل بينا بالعين. أنا ملاحظة إنك دايماً مش بتبصي للشخص اللي بيكلمك.
تحاول أن تستوعب تلك الكلمات، رفعت رأسها قليلًا، لكن عينيها بقيتا متردّدتين، تتجولان في الفراغ بينهما.
ضي لم تضغط عليها، تركت مساحة للصمت كي يأخذ مجراه، ثم قالت بصوت أرق:
-ممكن يكون ده شيء بيحسسك بالأمان، شايفة دي وسيلة لحماية نفسك ، لكن التواصل بالعين مش بس الكلام، ده طريقة نقول بيها إننا موجودين، شايفين بعض، وإن المشاعر ليها مكان بينا.
أخذت نفسًا عميقًا، وكأنها تحاول كسر الحاجز الذي بنته حول نفسها دون أن تدرك متى بدأ في النمو، ثم رفعت عينيها ببطء والتقت عيني ضي للحظة خاطفة، قبل أن تبتعد سريعًا مرة أخرى، لكنها لم تهرب هذه المرة، كانت فقط تحاول أن تتعلم كيف تكون موجودة حقًا، خطوة صغيرة، لكنها بداية.
كانت الجلسة أشبه بمحاولة إعادة رسم ملامح هديل، تلك التي تلاشت وسط الأحداث التي عصفت بها
و ضي لم تكن مجرد طبيبة تحلل المشاعر وتفك رموزها، بل كانت يدًا ممدودة وسط العتمة، تحاول أن تقود هديل إلى أولى خطواتها نحو الحياة التي لم تتعلمها بعد.
تلك الفتاة عاشت لحظات لن تُنسى، والتي شكلت داخلها حواجز لم تكن تعرف كيف تتجاوزها، كانت بحاجة إلى من يُريها الطريق، لا ليأخذ عنها حملها، ولكن ليعلمها كيف تحمل نفسها دون أن تتعثر.
نظراتها المترددة، كلماتها التي تخرج ببطء، وخطواتها في التواصل التي تبدو مرتبكة، كلها كانت إشارات على تلك الرحلة التي بالكاد تبدأ، لكنها تعلم أن بعض الخطوات تحتاج إلى من يساندها، من يقول لها: أنتِ لستِ وحدكِ
أنهت الجلسة ببداية جديدة ومحاولة لكسب هديل ثقتها بنفسها أولا قبل تواصلها مع الآخرين ..
❈-❈-❈
لم يتبقى في العيادة إلا “نادر” ترقب مغادرة “هديل” غرفة الطبيبة ، إلى أن طلت من خلفها ، لكنها نست وجوده كأنها بعالم أخر تحاول ترتيب ما يدور داخل عقلها، أما نادر تقدم بخطواته اتجاه الغرفة ، طرقها برفق ثم دلف لداخل وهو يلقى التحية ، وهي رحبت به ودعته للجلوس.
بدأ نادر حديثه قائلا:
-أولا بعتذر عن قدومي بدون موعد سابق
هزت رأسها نافية وهتفت بهدوء:
-مافيش أي اعتذار ولا حاجه يا دكتور ، اكيد حضرتك بحاجة لمساعدة وأنا لا يمكن أقفل باب عيادتي أبدا
تنحنح ثم قال برزانة:
-الحقيقة أنا كنت متابع مع دكتور حاتم الله يرحمه ، وفي الفترة الأخيرة طبعا بعد اللي حصل أنا قررت انشغل في حياتي وشغلي بس ما قدرتش ، حاسس أعصابي بتنهار كل يوم ، قولت لازم أجي اتكلم مع حضرتك.
تذكرت ضي لمحات بينهما هي وزوجها وهو يتناقش عن أمر مريض يخضع للعلاج النفسي ، فقد كانا دائما ما يتناقشان عن مرضاهم وهي تستشيره في بعض الحالات.
تنهدت بهدوء ورفعت انظارها عن الملف الخاص به ثم نظرت إليه قائلة بصوت هادئ:
-الله يرحمه دكتور حاتم كان سبق واتناقشنا عن حالتك، بعتذر لحضرتك ، مافيش عندك أي مشكلة ، المشكلة في المدام نفسها، ياريت هي تشرفني العيادة.
هز رأسه بأسي:
-ياريت يا دكتورة انا حاولت معاها كتير ، هي رافضة وبتتعصب وبتجي حالة من الهياج العصبي كأنها شخص تاني.
ثم أستطرد حديثه بضيق وهو يقول:
-أنا تعبت محتاج اتكلم ، أمبارح بسبب غيرتها وعدم تحملها مسئولية، دارت خناقة جامدة ، لولا ستر ربنا كانت العربية انقلبت بينا.
كانت ملامحه تحمل إرهاقًا غير ظاهر، لكنه محسوس،
قص عليها ما حدث بالامس منما جعلها تنصت له بهدوء، لكي يخرج كل ما يثقل كاهله، ويضيق صدره.
كان بحاجه أن يُسمع بلا مقاطعة، بلا أصدار أحكام، فقط يريد شخصا يصغى إليه حقا، لكي يتدفق الحديث من بين شفتيه دون قيود.
بينما ضي تحاول أن تحافظ على هدوئها، أن تبقى في دورها المهني دون أن تجعل مشاعرها تطغى، لكنها لم تستطع أن تمنع نفسها من أن تتأثر. الألم في صوته، الإحباط في تفاصيل ما يقوله، والخوف الذي لم يعترف به صراحة، كان ملموسًا أكثر مما توقعته.
انتظرت حتى أنهى حديثه، دون أن تقاطعه، ثم بدأت بأسئلتها، أسئلة لم تكن فقط لمعرفة التفاصيل، بل لاختبار كيف يرى الأمور داخل نفسه:
-نادر، لما بتفتكر لحظة في اللي حصل، إيه أكتر حاجة حسّيت بيها؟ كان خوف؟ كان غضب؟ ولا حاجة غير كده؟
لما كنت في وسط المشكلة، حسّيت إنك قدرت تتصرف بالشكل اللي كنت تتمنى؟ ولا حسّيت إنك متكبل؟
إنت شايف إن اللي حصل مجرد موقف وعدّى، ولا ليه تأثير أكبر على علاقتك بيها؟
لم تكن تريد منه إجابات سريعة، كانت تريده أن يفكر ، أن يشعر ، أن يكتشف شيئًا داخل نفسه ربما لم يلاحظه وقت الأزمة.
-مش محتاجة منك رد دلوقتي.. تقدر تفكر بهدوء، وأنا سماعاك..
أخذ نفسا عميقا ثم زفره على مهل وأجابها قائلا:
-مانكرش إللي حصل خلاني اعيد تفكير في علاقتنا كويس، حسيت بخوف طبعا، واجهت الموت بعنيه، خوفت على تيا وعلى ابني اللي لسه ماجاش الدنيا، مشاعري كلها اتلغبطت ، حسيت كمان حياتي بتتسرسب مني وبضيعها مع شخص مش بيقدر حبي، مش مقدره قد أيه بعاني يا دكتورة، أنا بحارب عشان حياتنا تنجح، بس بحارب لواحدي ، بيأس ساعات وبتحطم أوقات وفقد السيطرة على أعصابي ، لكن ما بحاولش أكون رد فعل للي هي بتعمله، كل خناق وشك ينتهي بكارثة بتأذي نفسها ، أنا مضغوط جدا مش لاقي راحتي في بيتي ولا مع مراتي .
-بتفكر في الإنفصال؟
-الحقيقة مش قادر أخد خطوة الابتعاد عنها، أنا بحبها بس لما بقولها ننفصل بكون بحاول ألفت نظرها أن حياتنا مع بعض بتنهار، عشان تراجع نفسها ، لكن رد فعلها بيكون غير متوقع ، بتحاول تنهي حياتها وده بيوصلني أشعر بالذنب أن فكرت في قرار ده.
وضع كفيه بين رأسه وخفض نظره أرضا وهو يقول بصوت يملئة الألم واليأس معا:
-أنا مضغوط، واصل لمرحلة ما بقتش عارف أفكر في حياتي ولا عارف اخد خطوة، عامل زي التايه ، تيا المفروض تكون قريبة مني تحس بيه، لكن هي للاسف بتفكر في نفسها وبس ، ازاي تمتلكني ، أزاي أكون ضمن ممتلكاتها الخاصة ، ما ينفعش أتعامل مع حد ، هي تكون محور الكون بالنسبالي ، وكأن الحياة مختصرة على وجودي ووجودها بس ، مش عايشين وسط ناس .

أنهت الجلسة بعدما أفرع كل ما بداخله ، هو بحاجه تامة إلى راحة، سكون ، أقترحت عليه بأن يصطحب زوجته في نزهة، لكي يعاود الود والمحبة بينهما ، لكي يتخطى الحادث، ويحاول أستجماع أفكاره ، أتخاذ قرارات مصيرية في حياته، كيف يرى حياته بوجود تيا؟ وكيف يراها بدونها؟
وأذا نوى ان تستمر تلك العلاقة عليه إقناعها بأنها بحاجة لدعم نفسي لكي تتجاوز أذمتها مع حب التملك، وحب السيطرة ، وحب الذات لأنها ترى نفسها دائما تستحق الأفضلية وأن يراها الجميع باعينها هي ليس أعينهم ، لذلك كلما شعرت بأنه يلفظها من حياته تحاول استرجاعه بتأنيب الضمير وتتعاطف بأسم الحب لكي تظل تحكم خيوط السيطرة حوله ولن يفر ويبتعد عن شباكها ، تعمل على نقطه ضعفه الحب والتعاطف وهو كالمغيب ينساق لها وتنجح مكيدها في كل مرة تحاول التخلي عن حياتها وتوهمه بأنه السبب وأنها لن تستطيع العيش بدونه لكي يظل تحت رحمتها …
شعر بأنه داخل خدعة كبيرة إلا وهي الزواج، ظن بأنها حدث عن حب قوي وفي الحقيقة هو تملك شيء اعحبها وأرادت تملكه تحت مسمى الحب والزواج.
الأن علم فقط بأن زوجته بحاجة قوية إلى طبيب ، فما تفعله معه على مدار العامين الذي تزوجا بهما من ضغوط نفسية وأنهيار عصبي لديه جعلته يشعر بأنه المريض وبحاجه لدعم نفسي ولكنه حقا يحتاج إلى من يسمعه ، يفهمه، يقدم له النصيحة، لابد من أعادة ترتيب أفكاره..
سار هائما على وجهة، خطواته ثقيلة رغم خفتها الظاهرة، عيناه شاردتان في الأفق لكن عقله كان غارقًا في كلمات الطبيبة، يعيدها بين جدران أفكاره، كأنها تحاول أن تجد موضعًا ثابتًا داخل وعيه.
لم يكن بحاجة إلى رفَقة، لم يكن يريد نزهة مع زوجته أو حديثًا عابرًا مع أحد، كان يريد العزلة، تلك اللحظة الخاصة بينه وبين نفسه، حيث يمكنه أن يواجه أفكاره دون تشويش، أن ينظر إلى حياته بعينٍ صادقة، بلا تجميل، بلا هروب.
يدرك أنه أمام منعطف، أمام قرار قد يغير مسار أيامه القادمة، لم يكن الأمر سهلاً، لكنه شعر أن التغيير لم يعد رفاهية، بل ضرورة.
هذه العزلة لم تكن هروبًا، بل استعدادًا لما هو قادم.
لحظة كي يعيد ترتيب شتاته، كي يجد الطريق الذي لم يعد يريد أن يضيع فيه أكثر.
❈-❈-❈

بعدما أنهت عملها، استلقت سيارتها في مقعدها خلف عجلة القيادة ، أغلقت الباب وهي تزفر ببطء، وكأنها تتخلص من إرهاق اليوم.
على حين غرة، قبل أن تدير المفتاح، انفتح الباب الجانبي بقوة، صوت اندفاعه شق السكون ، اقتحم السيارة شخصا ما.
استدارت بسرعة، والغضب تملكها ، كادت على وشك أن توبّخ ذاك المتسلل، لكن عندما التقت عيناها بعينيه…
تجمدت، تسارعت نبضاتها، أختنق الهواء في صدرها بدا وكأنه توقف، حدقت فيه غير مصدقة وجوده الأن ..
❈-❈-

جميع الفصول من هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top