سجناء الجزيرة للكاتبة أسماء حميدة الفصل السابع حصري على موقع دريمسيز

Prewedding

وبينما الآخر يوزع النظرات والابتسامات، شهقت  “غادة” بخجل، وهي ترفع راحتيها تغطي عينيها ووجهها.

والقائد الذي استحال وجهه إلى الأحمر القاني، فقد قبض زعيم قلبها على منطقة أسفل الحزام لديه، فأطلق القائد سبة نابية من شدة الألم.

وهو يتلوى ولا يقوَ على الحراك، من يراه يجزم أن هناك شوب من الدخان يخرج من أنفه وأذنيه.

كور “أريان” قبضة يده يرفعها إلى مستوى كتفه بميل إلى الأسفل، يستعد؛ لتسديدها إلى “ريكا”، فهو لازال جالساً على السرير الطبي منخفض عن مستوى “أريان”.

ميل القبضة، نظره الموجه نحو منطقة ما، وهي قطعاً منطقة الجرح، كلها أمور لا تخفَ عن الداهية الذي بسط كفه؛ يحمي منطقة الجرح ملتقطاً قبضة “أريان”.

ولازالت يد “ريكا” قابضة على أسفله، واضعاً وجه قدمه خلف مفصل قدم الآخر؛ ليتمكن من إسقاطه أرضاً، وهو يستقيم بجسده، دافعاً قبضة “أريان” بقوة إلى الخلف، مفقداً القائد توازنه، فهوى جسده، وارتطم رأسه بالأرض.

ومع ذلك زفر “أريان” أنفاسه براحة، وهو يضم راحتيه إلى جزءه السفلي، فقد رفع “ريكا” يده عنه.

إن ظن أن “ريكا” بهذا قد انتهى منه، قطعاً هو حلم من أحلام اليقظة.

فبعد أن حرره “ريكا”، مد يده يلتقط ذلك المقص الجراحي الصغير، الموضوع على الطاولة المجاورة للسرير، وقد كانت سمرائه تستخدمه أثناء تقطيبها للجرح.

برغم الألم الذي بدأ يشعر به، فيبدو أن مفعول المخدر الموضعي الذي وضعته على الجرح بوقت التقطيب، قد أوشك على التلاشي خاصةً بعد الجهد القوي المبذول الآن.

إلا أنه أثنى ركبته يحط بها في منتصف بطنه ما بين ساقيه، ويده اليمنى يمسك بها ذاك المقص يسلط سنه المدبب على بعد سنتيمتر واحد من قرنية عينه اليسرى، فاستكان جسد “أريان”؛ وبهذا حسم “ريكا” الأمر لصالحه، فلا مجال للمقاومة هنا.

إن حاول “أريان” إبعاد راحتيه عن المنطقة التي يغطيها بحماية؛ كي يمسك بيد “ريكا” القابضة على المقص، فحتماً سيضغط “ريكا” على منطقته بقصبة الساق.

صرخ بها عالياً دون أن يبعد نظره عن ذاك المكبل، قائلاً:

-اخرجِي.

وعندما لم تبد أي استجابة لأمره، أعاد ما قال، ولكن بنبرة أقل حدة:

-اخرجي من فضلك “غادة”، ولا تقلقِي، إنها مناقشة عادية بين أي صديقين.

وجه حديثه إلى “أريان”، وهو يميل برأسه إلى اليمين، بتحدٍ سافر، وكأنه يحذره من مخالفة رأيه:

-أليس كذلك “رِيَا”؟!

“أريان” وقد أوشك على البكاء، ولكن من الأفضل مغادرتها، فما سيدور بينهما الآن يجب أن يبقى سرا:

-أجل “ريكا”، دعنا نتناقش يا صاح.

بالتأكيد هناك سبيل لتصفية الأمر فلو أراد “ريكا” إنهاء حياته لن يكن ذلك هنا، وفي حضور شاهد.

“ريكا”:

-أسمعتِ؟ فقط اخرجي الآن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top