سجناء الجزيرة للكاتبة أسماء حميدة الفصل السابع حصري على موقع دريمسيز

Prewedding

هذه الرواية حصري على موقع دريمسيز، ممنوع النسخ منعاً باتاً نظراً لحقوق الملكية الفكرية ومن يخالف ذلك سيخضع للمسائلة.

داخل غرفة الكشف بسجن الجزيرة.

بالطبع ما حدث ل”ريكا”، دليلاً على نجاح “نك” في السيطرة على “أريان” وتطويعه؛ لينفذ ما يريد.

والآن يقف من تبددت أحلامه في الهواء، لاعناً حظه العثر، فقد هدمت تلك الطبيبة كل آماله، وأصبح في هذا الموقف بين حجري رحى.

من جهة “نك” الذي أعطاه مليون دولار كعربون لإتفاقهم المشين، وأبقى على إيصالات الأمانة بحيازته، وكذلك تلك الصور اللعينة؛ حتى يضمن تنفيذه لهذا المخطط الدنيء.

ومن جهة أخرى “ريكا” الذي إذا علم بأنه ضلع في تلك المؤامرة، لن يتردد في قتله بدمٍ بارد.

ومن نظرات “ريكا” المصوبة إليه بشراسة، برغم هدوءه، يستطيع أن يجزم بأنه على علم بتواطئه في الأمر، أو على الأقل يشك به.

أسبل “ريكا” جفنيه؛ يخفي نظرات البغض المطلة من مقلتيه، يتنفس بهدوء محاولاً تبديد هذا الغضب الجحيمي الذي سيطر عليه.

فدخول “أريان” ذكره بخيانة “نك”، “نك” أخيه الأصغر وذراعه الأيمن.

“ريكا” بودٍ زائف:

-ما بك “أريان”؟! لِمَ تقف هكذا مثبت بأرضك؟! ألم تأتي؛ لتطمئن عليَّ وتتمنى لي الشفاء العاجل؟!

“أريان” بتلعثم:

-أ أجل، أجل يا زعيم.

بينما تقف “غادة” مشدوهة؛ السجين يخاطب القائد باسمه دون ألقاب، حديثه يخرج منمقاً بقوةٍ وثبات.

في حين أن القائد الذي ترتعد لصوته جدران السجن بضباطه وحراسه، ينادي أسيره بلقب، يخاطبه بحذر.

اختلطت عليها الأمور، وتشتت الأفكار، وتوقف العقل عن العمل وعجز عن تفسير ما ترى وما تسمع.

ولكن سطوته وسيطرته وقوة شخصيته زادتها إعجاباً وانبهاراً به، كل ما فيه يجذبها إليه قوته، ثقته بنفسه، ذكاءه في إدارة نزالاته مع السجناء بالساحة، حتى وقاحته وتغزله الصريح بها، كل شيء به نادر وفريد.

“ريكا”:

-إذاً لِمَ تقف بعيداً هكذا؟! اقترب يا صاح، فكما ترى لازال أمامي الكثير؛ لأتعفَ، ولولا ما حدث؛ لأقبلت أنا لمصافحتك، وربما منحتك عناقاً.

ثم استكمل بمرح:

-أخوياً، عناقاً أخوياً، فلا ولع لي بالرجال.

مزاحه امتص كثيراً من خوف “أريان”، ولكن تبقى المشكلة قائمة وهي رقبته التي لازالت تحت سيف الوغد “نك”.

اقترب “أريان” يقول بنبرة ارتياحية مناقضة لحالته منذ قليل، مصوباً نظره إلى “غادة”، هي حقاً جميلة، ولكن النظرة التي رمقها بها الآن، لم تكن إعجاباً، بل كانت قهراً وحزناً، ولكن فسرها “ريكا” على نحوٍّ خاطئ:

-يجب أن تشكر طبيبتنا الجميلة؛ فلولاها ما كنت الآن جالساً بيننا.

أنهى جملته، وهو يتجه ناحيته فعلى كل حال لا خوف منه الآن، بالطبع حالته لن تمكنه من افتعال أي مشكلة.

وجه “أريان” حديثه إلى “غادة”:

-حقاً تفوقتِ على حالكِ “حلوتي”، ولكن كيف وفرتي الدم اللازم لإجراء تلك الجراحة الصعبة؟! خاصةً أنه نزف كثيراً بعد إصابته، كما أن فصيلة دمه نادرة!!

أطرقت “غادة” رأسها، تخفي حرجها، تجيب بإيجاز:

-لقد وجدت متبرع.

“أريان” بحاجب مرفوع:

-هكذا!! وبتلك السرعة!

أومأت دون حديث، فبماذا تجيب؟! أنها قبل وصول الحرس الذين أحضروه إلى غرفة الجراحة، طلبت من الضابط المسئول عن استيلام الوارد الجديد من السجناء، التقرير المرفق بملفه والذي يحتوي على بياناته، من اسمه الحقيقي ولقبه وسنه وتاريخ ميلاده وكذلك زمرة دمه النادرة “AB”.

ولجهل أريان بالأمور الطبية، فهو لا يعرف أن أي فصيلة دم سواء كانت نادرة أم شائعة، يمكنها الاندماج مع فصيلة الدم “O”، المعروفة بالفصيلة الكريمة، كونها الفصيلة الوحيدة التي تتقبلها فصائل الدم الأخرى في جسم الإنسان عند التبرع بالدم.

وهذا ما جعل فصيلة الدم “O”، الفئة الأكثر قبولاً وتفضيلاً في بنوك الدم، حيث يستطيع المتبرع الذي يحمل فئة الدم “o” التبرع لجميع الأشخاص أصحاب فئات الدم المختلفة.

إذا فحياته كانت متوقفة على متبرع يحمل نفس فصيلته النادرة التي تتوافر لدى 1 من بين  167 شخص، أي يمثل أصحاب تلك الفئة نسبة 6٪ من سكان العالم.

في حين إن وُجِد هذا الشخص معهم في هذا الصرح، لابد وأن يوافق على التبرع فلا إجبار في هذا الأمر.

كما يشترط أن يكون المتبرع لا يعاني من أية أمراض قد تضر به أولاً إذا فقد تلك الكمية من الدم أثناء التبرع، أو أمراض معدية تنقل إلى المريض المحتاج للتبرع.

إذاً فهذا الحل يعد سراباً في ذاك الوقت، الذي كان “ريكا” فيه بأمس الحاجة لحلٍ سريع.

وبقى حلٌ بديل  وهو متبرع آخر يحمل فصيلة الدم “o”، وفي الوقت ذاته تتوافر به الشروط، والأهم أن يوافق على التبرع.

وبنظرة متفحصة من عيني “الداهية” البارع في قراءة لغة الجسد والارتباك الجلي على ملامحها ويديها اللتان تخفيهما خلف ظهرها، وتلك اللاصقة الطبية على ظهر كفها الأيسر والتي لاحظها هو منذ قليل، تكشف بوضوح عن المنقذ الذي أعطاه من دمه؛ ليبقيه على قيد الحياة.

أي أن دورها لم يتوقف عن كونها الطبيبة التي أجرت الجراحة، إنما باتت شرايينه وأوردته متشبعة بدمائها التي تغذي روحه قبل جسده وقلبه.

إذا ف”أريان” محق، لابد وأن يشكرها ولكن على طريقته.

مهلاً “ريكا” كف عن أحلامك العابثة، لقد فوت أمراً هام.

هذا المتآمر عديم الشرف يتغزل بامرأتك، تارة يصفها ب”الجميلة”، وتارة يدعوها ب”حلوتي”،.

فمن وجهة نظره ياء ملكيتها تلك لا تنسب إلا له، فقد عشقها وانتهى الأمر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top