سجناء الجزيرة للكاتبة أسماء حميدة الفصل 10

Prewedding

هذه الرواية حصري على موقع دريمسيز، ممنوع النسخ منعاً باتاً نظراً لحقوق الملكية الفكرية ومن يخالف ذلك سيخضع للمسائلة.

*في سجن الجزيرة.

يجلس “أريان” بغرفة مكتبه، فمنذ حوالي ساعة تقريباً وهو يراجع التقارير الخاصة بكل قسم؛ ليرسلها إلى هيئة مراقبة  السجون، وكذلك القوائم الخاصة بالاحتياجات الطبية والمؤن.

فاليوم هو موعد وصول طائرة الدعم التي ستجلب على متنها الوارد الجديد ممن تم ترحيله إلى سجن الجزيرة إن وجد، وكذلك الاحتياجات التي تم طلبها الأسبوع الماضي.

فكل قسم من أقسام السجن يقوم بعمل جرد لموارده، وتحديد المدة التي يحتاج بعدها لتزويده بالنواقص، وسواء أكان هناك وارد أو نواقص أو لم يكن، فتلك الطائرة تأتي كل أسبوع محملة بالمواد الغذائية.

ها هو صوت أزيز مروحية الطائرة يقترب.

حدث “أريان” حاله ولازال أمامه بعض من تلك التقارير تحتاج إلى مراجعة وتوقيع اعتماد:

  • حسناً، لا داعي للعجلة، يكفيني ما ورط حالي به، لابد وأن أولي بعض الاهتمام لأمور العمل، فمنذ عطلتي الأخيرة، وأنا منشغل ب”نك” وجرائره.

نظر “أريان” إلى ساعة يده، واستكمل قائلاً:

-لازال أمامي 45 دقيقة، حتى يفرغ الشباب حمولة الطائرة، حينها سأكون قد أنتهيت من تلك الأوراق، واستعد لاستلام تلك الحثالة الواردة، ومراجعة أذونات الإستلام قبل مغادرة الطائرة.

مر نصف ساعة حتى دق باب مكتبه، فسمح لمن بالخارج بالدخول.

“أريان”:

-ادخل.

تقدم إلى الداخل واحد من العساكر المعنيين بأبراج الحراسة الخاصة بالمبنى الإداري الملحق أعلاه مرفق إقلاع وهبوط طائرات الدعم.

دخل الحارس ومن ثم أدى التحية العسكرية لقائده، ماداً يده بمجموعة من الأوراق، تناولها “أريان” دون أن يتفحص فحواها يضعها على المكتب إلى جواره، موجهاً حديثه لهذا الذي أعاد يده إلى موضعها بشكل آلي يقف بجسد مشدود في وضعية الاستعداد لتلقي التعليمات من القائد الأعلى.

“أريان”:

-هل تم الإنتهاء من إنزال حمولة الطائرة؟

الحارس بإيجاز:

-قد أوشك البقية على إنزالها سيدي.

“أريان”:

-حسناً يمكنك الذهاب الآن.

انصرف الحارس بعد آداء التحية، وخط “أريان” اسمه ضمن خانة المسئول على آخر مستند سيتم تسليمه إلى طاقم الطائرة.

زفر” أريان” بإجهاد، يفرك عينيه بتعب، فهو منكب على ما بيده منذ ما يقارب ساعة ونصف.

وقع بصره على ذلك الملف الذي أحضره الحارس، فالتقطه يقلب به، يلقي نظرة عابرة، إلى أن تجمدت أنامله بعد أن تخطى سجل الوارد، وهو يعود سريعاً؛ ليلتقطه من بين تلك الأوراق يدقق النظر به، تاركًا ما دونه جانباً.

زاغت عيناه، وهو يرجع جسده إلى الخلف، يستند إلى ظهر المقعد الجالس عليه، وكأن بفعلته تلك وبنظرته إلى ذلك السجل قد عاد بالزمن إلى ما يقارب العشرون عاماً أو ربما أكثر، وهو يردد ذلك الاسم الذي لفت انتباهه ضمن قائمة الوافدين الجدد على متن طائرة الدعم.

لا مجال للخطأ، إنها هي “سوزان مارتين”، جارته الحسناء، حب الطفولة والشباب، وهو يتذكر آخر لقاء بينهما، وكان حينها في الثانية والعشرين من عمره بعامه الأخير له في كلية الشرطة، وكانت تلك الفاتنة لازالت بالمدرسة الثانوية، فهو يكبرها بسبعة أعوام.

Flash back

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top