رواية سجناء الجزيرة كاملة للكاتبة أسماء حميدة (الفصل 11)

Prewedding

هذه الرواية حصري على موقع دريمسيز، ممنوع النسخ منعاً باتاً نظراً لحقوق الملكية الفكرية ومن يخالف ذلك سيخضع للمسائلة.

طرق على باب منزل “چاسم”، فأجاب الصغير من خلف الباب.

“سام” الصغير:

-من الطارق؟

“سام چاكوب”:

-افتح يا صاح، أنا العم “سام”.

أدار الصغير مقبض الباب بلهفة، وهو يلقي بنفسه بين ذراعي “سام” الذي أنحنى إلى نفس مستواه، يلتقطه رافعاً إياه عن الأرض، والصغير يمطره بسيل من القبلات على خده مع عناق حار.

الصغير:

-لِمَ تأخرت “سام”؟ وأين هديتي؟!

قهقه “سام”، وهو يجلس الصغير على حافة مائدة الطعام الموجودة بالصالة، يقرص خده بمداعبة، قائلاً بعتابٍ مصطنع:

-ما بك “سام”؟! ألن تدعني ألتقط أنفاسي أولاً، ثم تُضَيَّفني؟! وبعدها تسأل عن هديتك أيها البخيل.

الصغير بتبرم:

-وكيف سأُضَيَّفك؟! وهل أعلم شيئاً عن أمور المطبخ!!

ثم أشار على أحد الأبواب، مستكملاً:

-علينا الانتظار حتى يأتينا الدعم من هؤلاء المحتجزين داخل تلك الغرفة اللعينة، لا يوجد إحساس بالمسئولية، اليوم عيد مولدي وهما يحتفلان لحالهما؟!

فُتِحَ باب الغرفة تزامناً مع انتهاء الصغير من بث شكواه للعم “سام”، وخرج منها العاشقان وعلى وجهيهما ابتسامة مشرقة، يرحبان ب”سام” ترحيباً حاراً.

“چاسم”:

-أهلاً “سام”، البيت ازداد نوراً بوجودك فيه.

“سام” وهو يعانقه بمودة:

-البيت منير بأهله يكفي تلك الأميرة.

وأشار إلى “چيسيكا”، مستكملاً:

-يمكنها أن تشعله، لا أن تضيئه فقط.

ابتسمت “چيسيكا”، وهي تمد يدها بالسلام، فاقترب “سام” يلثم جبهتها بأخوة، تحت نظرات ذلك المستشاط غيرة.

“سام”:

-كيف حالك “چيسي”؟

وأشار بعينيه إلى ذلك الذي ينفث النيران من أذنيه وفمه، غامزاً لها بشقاوة، ومن ثَّمَ استكمل قائلاً:

-أجيبي سريعاً قبل أن يلتهمني ذلك الغيور.

مدت يدها تحضن ذراع “چاسم”، وتميل إليه تلثم خده بقبلة عميقة مشاكسة إياه، ثم وجهت حديثها ل” سام”:

-لا، حبيبي” چاسم” تنتابه الغيرة من أي أحد عداك أنت، أنت أخي “سام”.

لقمها “چاسم” مُعَقِّباً، وهو عابسٌ بغضب طفولي:

-ومنه أيضاً.

ثم أشار إلى الصغير:

-ومن ابنكِ ذاك.

أخرج الصغير طرف لسانه بقصد إغاظته، وهو يثب فوق كرسي الطاولة التي أجلسه “سام” على طرفها برشاقة، ومنه إلى الأرض، يركض ناحية والدته يحتضن ما طالته يديه وهو ساقها، يشب رافعاً وجهه إليها، قائلاً بدلال:

-أعطيني قبلة “چيسي”، قبلة ل”سام” حبيبك الصغير، ودعكِ من ذلك العجوز.

أنحنت “چيسيكا”؛ لتقبل صغيرها مثلما طلب، فوجدته يدفع جسدها بخفة جانباً، ينحني إليه بدلاً منها، يرفعه إليه من إبطيه، باعداً إياه عن جسده يحاوره بندية.

و”سام”، يشاهد صديقه وهو يجابه ابنه وكأنه قادمٌ؛ ليشاركه حلواه المفضلة، يهز رأسه بيأس، محاولاً التماسك حتى لا ينفجر ضحكاً على هذا المشهد الكوميدي بين الأب وابنه.

“چاسم” لابنه:

-تقصد مَن بذلك العجوز يا مدلل أمك؟!

الصغير:

-أقصدك أنت، وهل يوجد عجوز غيرك هنا، أنا ولازلت طفلاً صغيراً.

وأشار إلى “سام”، مستكملاً:

-و”سام” لازال أعزباً، أنت الأب هنا، أنت من أكمل رسالته في الحياة والدي.

هنا وانفجرا “سام” و”چيسيكا” ضحكاً، ولم يتمالكا حالهما، فجلس “سام” على الأريكة خلفه، وهو يصفق مقهقهاً، قائلاً من بين ضحكاته:

-Bravo، قصف جبهة على أعلى مستوى “سام”.

“چيسيكا”، وهي تمسد عضلات بطنها التي تشنجت من شدة الضحك، قائلةً:

-عن أي جبهة تتحدث “سام”؟! لقد هدمت من أساسها.

ناظر “چاسم” صغيره بغيظ، وهو يأرجحه بين يديه، مشيحاً إياه بتهديد وكأنه سيلقيه أرضاً، قائلاً:

-ماذا أفعل بك الآن؟! أألقيك من تلك النافذة؟ واستريح.

الصغير بمهادنة:

-ماذا دهاك “چيه”؟! إياك وأن تفعل ستودر حالك مع الشرطة، ثم هل سنخسر بعضنا من أجل امرأة يا رجل؟!

“چاسم” بامتعاض:

-إذاً ابقَ بعيداً عنها، أسمعت أم أنفذ ما قلت؟!

رفع الصغير يديه باستسلام:

-لا “چيه”، Peace Man.

بدأ الجميع العمل استعداداً لحفل المساء، “سام” والصغير يعلقون الزينة والبالونات.

واتصل “چاسم” بمحل الحلوى؛ ليستعجل الكعكة الكبيرة التي حجزها مسبقاً وعليها صورة الصغير.

وذهب إلى “چيسيكاه” كما يدعوها الصغير، يوافيها إلى المطبخ؛ لمساعدتها في عمل العصائر والكيك، وتحضير المائدة ولوازمها من أطباق وكؤوس وغيرها، ليسود المنزل جو من الألفة والمرح.

بعد ساعة أشرف الجميع على الانتهاء، وذهب “چاسم” و”چيسيكا” والصغير؛ لتبديل ملابسهم استعداداً لاستقبال الوفود القادمة من أجل الحفل، من بينهم “يعقوب” والد “أسامة” أو “سام”، والعديد من زملاء “سام” الصغير في الروضة، فللصغير شعبية كبيرة بين زملائه؛ للباقته وخفة ظله، وبعض من أهالي هؤلاء الأطفال.

وأصبح المنزل يعج بالمدعوين، ومع دقات السابعة وصل مندوب الشحن وبحوزته طرد كبير به هدية “سام” للصغير الذي فرح بها كثيراً.

الصغير ل”سام”:

-يا هداياك يا “سمسم”، لك الحق أن تتكتم عليها يا صاح، أبهرتني يا رجل.

أنحنى “سام” يلثم منبت شعر الصغير بحب صادق، يقول بحنان:

-أنت ابني “سام”، أحبك كحب “چاسم” لك.

الصغير بضيق:

-إذاً فأنت لا تحبني.

“سام”:

-لا “سام” أحبك كثيراً بني، و”چاسم” أيضاً يحبك وكثيراً.

الصغير:

-أعلم، ولكن عندما يتعلق الأمر ب”چيسي”، يبدأ في التحول.

“سام” وهو يداعب خصلات شعر الصغير:

-إنه الحب يا صديقي، ستكبر وتعرف حينها أن الحب الصادق عنوانه الغيرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top