انترناشونال
داخل إحدى مدارس الأنترناشونال، أحد أعرق المباني العريقة في وسط القاهره الذي يضم صفوة أبناء المجتمع، جلست وعيناها لا تفارق حقيبتها الموضوعة أمامها، لا تعرف ماذا عليها أن تفعل، ولمن تشكو حالها، فهي طائر غريب وسط سرب من صغار صقور المجتمع المخملي، طائر ضعيف لا ينتمي لهذا الوسط، لا يأبه أحد لها فهى ضعيفه تعافر للبقاء, ليس لها ظهر كبقية زملائها.
فاقت من شرودها على دقات الجرس معلنة وقت الراحة بين الحصص، انطلق الجميع خارجا من الفصل إلا هي وزميلتها…
انتظر زين حتى أصبح الفصل فارغا إلا منهما خطى بالداخل بخطى واثقة وجلس بالقرب منها
زين بابتسامته الساحرة:
-إزيك ياتقى ..إزيك يا غادة
غادة بفضول:
-الحمد لله ..زين بنفسه معانا مش غريبة شوية وجودك هنا، وأش لم الشامي على المغربي.
تجاهل الإجابة ووجه نظراته تجاه تقى :
– مالك مبوزة ليه ومش عايزه تكلميني ليه؟
ردت بلهجة باردة :
-ولا مبوزة ولا حاجة وأنت أصلا المفروض متكنش موجود هنا.
غمز لها بنصف عين قبل ينظر إلى غادة:
-بقولك إيه يا غادة ثم أخرج من جيبه مائة جنيه، خدي الفلوس دي هاتي أي حاجة من الكنتين عشان جعان أوي
ربعت كلتا يديها وهي تهتف برفض:
-إيه أخد منك فلوس أجيب ليك أكل إن شالله ماطفحت …ياباي على تقل دمك.
غمز زين إلى تقى بخبث:
– قولي حاجة ياتقى لصحبتك، أخفض صوته وهمس في أذنها، مينفعش تسمع الكلام اللي هقولهولك وأنتي عارفة بالظبط أنا عايزك في أيه
تقى برجاء :
– عشان خاطري يا غادة ممكن تخرجي وتسيبني شوية مع زين
غادة باستغراب:
– أسيبك شوية ومع زين ياتقى
أردفت بتوسل:
-عشان خاطري يا غادة سبينا شوية.
بابتسامة صفراء قال:
– ماتسمعي الكلام ياغادة بتقولك خمسه لوحدينا
وقبل أن فتح فمها بالكلام نظرت لها تقى بتوسل.. معلش ياغادة
قامت من مكانها وهي تنفخ بغضب:
– ماشي ياتقى هسيبكم شوية ثم خرجت من الفصل
هتف زين:
– نسيتي الفلوس
ألتفتت له وجزت على أسنانها وهي تقول:
-خلالهلك ياتوتي.
ضحك بصوت عالي:
– بلاش تخلي حسابك يتقل معايا ياغادة
بعد خروجها اقترب زين من الباب وأغلقه:
-صحبتك دي صعبة أوي، عاملة زي الفرخة الأم
انتفضت تقى واقفه وقامت بالاقتراب من زين
تقى بغضب:
-افتح الباب
رد بهدوء مميت:
-تؤ تؤ يا قلب زين
-طب قول كنت عايز مني أيه واتفضل أفتح الباب.
وضع يده على شعرها ثم مررها على جسدها..شعرت بخوف شديد ورجعت عده خطوات للخلف.
قالت بلهجة مذعورة :
– شيل أيدك..أنا مش مش ب ح
بابتسامة كسولة وهو مازال يمرر يده :
-لا بتحبي كل حاجة بعملها معاكي وانا بصراحة ياتقى ابتديت أحبك.. أول مرة شوفتك فيها لفتي نظري، ونظر لها من أسفل إلى أعلى.
همست بصوت مرتعش:
– لو بتحبني سيبني في حالي
قال بابتسامة ماكرة:
-ههههه نسيت أقولك إني بحبك حب مش أفلاطوني بالمرة .. هاااا الحب التاني وغمز بإحدى عينيه.
الدموع غشت عينيها وهي تهمس:
– أبوس إيدك كفاية لحد كده وشيل إيدك حرااام إللي بتعمله فيا.
أردف بغضب :
-حرام مين يام حرام .. اومال لو مكنتش شايفك بعيني وهو بيعمل فيكي أكتر من كده.