هذه الرواية حصري على موقع دريمسيز، ممنوع النسخ منعاً باتاً نظراً لحقوق الملكية الفكرية.
أو ليس السجن مقبرة الحرية، وطوق يكلل أعناق أبية.
وسلاسل وأسوار عتية، وظلمة موحشة غبية، وسجان منوط بالقوة الجبرية.
وأناس فاقدو الأهلية، وحياة مناقضة للآدمية، هذا قاتل وذلك ماجن وذاك يتبع تيارات يسارية.
الكل دنسته الأخطاء فعوقب على أوزاره القوية.
أما هي:
ما لها تبتسم براحة وگأنها تقاد إلى عرسها!!
وذلك المُكَبِل لها مَقْبُوضٌ قلبه ينعي حالها!!
في حين:
أن السجن في قربه جنة طالما حلمت بها!!
راحة أثلجت قلبها عندما استمعت إلي صوته، وعيناها المغلقتان اتسعت تناظره بعدم تصديق.
استقامت من مجلسها تقترب بقلبٍ متعالي النبضات.
متناسية الزمان والمكان و الفوارق والمسافات.
وكأن لم يمر على لقائهما أيام وشهور وسنوات.
باتت على مقربة تتأمل ملامحه التي زادها العمر وسامة، وتلك الشعيرات القليلة البيضاء أضفت إلى معالمه مزيد من الهيبة والوقار.
“سوزان” بنبرةٍ يملأها الحنين، وهي تدعوه بذلك اللقب المحبب إلى قلبه الذي أطلقته عليه منذ الطفولة:
-“ريو”!! أنت هنا حقاً أم بت أتوهم؟!
أسبل “أريان” أهدابه يواري بهما لمعة الشوق التي لاحت بمقلتيه، وهو يستحضر شياطينه التي لعنتها جزاءً لفراق لا يعلم سببه حتى يومنا هذا.
“أريان” بجفاء:
-“ريو”!! عن أي شخص تتحدثين؟! أنا قائد هذا السجن العقيد “أريان”، وأنت هنا مسجونة رهن الاعتقال، أنصحك الإلتزام بالقواعد والحدود.
تعلم أنه مستاء غاضب، ولكن مهما بلغ سخطه منها سيظل “أريان” ذو القلب الحنون؛ لذا اقتربت منه، تمد يدها تتلمس وجنته ذات اللحية النابتة، وإبهامها يتحسس بشرته باستكشاف، وگأنها تثبت لحالها أنها تراه حقيقة أمامها وليس وهمٌ من نسج خيالها.
نفض يدها عنه وكأنها وباءٌ يخشى على حاله منه، قائلاً بفحيح:
-أنتِ!! الزمي حدودك.
” سوزان” بعدم استيعاب:
-عن أية حدود تتحدث؟! إنه أنا!! “سو”!!