رواية سجناء الجزيرة كاملة للكاتبة أسماء حميدة الفصل 19 حصري على موقع دريمسيز

Prewedding

هذه الرواية حصري على موقع دريمسيز، ممنوع النسخ منعاً باتاً نظراً لحقوق الملكية الفكرية ومن يخالف ذلك سيخضع للمسائلة.

إعجابه بها أقوى بكثير من الحب، فالحب أعمى، عندما يتملك من أفئدتنا نرى الشريك بأعين عاشق، تنقيه من أية عيوب، فيصبح ملاكنا ذو الروح السامية لا يشوبه شائبة، بل ونُحيل أفعاله وأخطاءه وعيوبه إلى مزايا، والأدهى نلتمس له ألف عذر على جرحه لنا.

ولكن في حالة محتجزنا هذا فإنه أحب الهيئة بجمالها، فأسرته بفتنتها وإغوائها.

أعجب بذكائها وفطنتها، فاستولت على تفكيره بمكرها وحيلتها.

أحس نابضه معها بما تمنى، فسرقت قلبه بدفئها وأنوثتها.

تنبه سريعاً يتحسس موضع ذلك الهاتف في جيبه يطمئن أنها لم تسرقه أيضاً، كما سرقت هاتفه الأول.

ذلك الهاتف الجديد الذي أرسل أحد رجاله لشرائه قبل ذهابه لمقابلة “چاسم”، مصدراً أمر لقائد العمليات الإلكترونية التابع لعصابتهم بتتبع ال “Serial Number” الخاص بالهاتف الذي سرقته، أملاً في أن تكن لازالت محتفظة به في حيازتها، فلكل مجموعة بعصابتهم قائدها الذي يختص بأعمال معينة موكلة لتلك المجموعة.

وفي طريق العودة بعد لقاء “چاسم”، قد أرسل التابع له إشارة تحدد إحداثيات الموقع الموجود به الهاتف بدقة، وليس هذا فقط ولكن زيادة في إبراز قائد المجموعة لقدراته، قام بالإستعلام عن صاحب المكان المحدد في خريطة الموقع، وحصل على كل المعلومات المتعلقة به ورقم هاتفه أيضاً.

فقام “نك” بالتواصل معه، حينما استئذنها صاحب مكتب السمسار بالخروج؛ ليكمل مكالمته، فدار بينهما الحديث التالي.

Flash Back

“نك”:

-أنا أحد رجال الداهية، سمعت عنه بالطبع؟!

السمسار وقد جف حلقه وداخله يرتعد خوفاً، فمن لم يرى “ريكا” أو تعامل معه، بالطبع قد بلغه سيطه وسمع عن جبروته، وفزع رهبةٌ من مجرد ذكر اسمه أو لقبه، فالكل يعرف قدراته ومداها.

الرجل مبتلعاً رمقه بتوجس، يجيب بتهتهة وتلعثم، وهو يومئ رأسه بإيجاب، وكأن من بالطرف الآخر يراه:

-نننعم، سسمعت، هل صدر مني شيئاً…

استوقفه”نك” قبل أن يصرح بشيء من شأنه أن يلفت انتباهها، فقد تكون إلى جواره الآن:

-استمع جيداً، وأجب باختصار، ولا تخف ففي اتصالي مصلحة لك، هل يوجد أحد جوارك الآن؟

السمسار وقد اطمئن قليلاً برغم عدم رغبته بمصلحة أو مال يأتي عن طريق هؤلاء الخطيرون، ولكن الجيد في الأمر أنهم لا يقصدونه بشر، فأجاب بإيجاز كما طلب الآخر:

-أجل يا سيدي.

“نك”:

-حسناً استأذن من مجلسك، فأنا أرغب بمحادثتك في أمر سري للغاية، ولا أريد أن تشعر من معك بشيء فالأمر متعلق بها، والأهم أن لا يبدو عليك أي توتر وإياك ولفت انتباهها.

دارت أعين الرجل بأرجاء المكتب، خوفاً من أن يكن هؤلاء المجرمون يضعون كاميرات أو أي جهاز من شأنه تتبعه، فكيف عرف محادثه أنه جالس في مكتبه ومعه شخص آخر، وهذا الشخص امرأة وليس رجل.

السمسار:

-تمام، لحظة من فضلك.

وبعد أن استئذنها منتقلاً إلى غرفة أخرى، استرسل قائلاً:

-ها أنا ذا بمفردي، يمكننا التحدث الآن، ولكن سيدي أنا لا شأن لي بشيء، أنا لا أعرفها حتى ولا أعرف من تكون، فهي أتتني كأي زبون عادي يرغب في شراء شقة.

“نك” بضجر، فهذا الرجل كثير الثرثرة ولكن عذره؛ فاسم “ريكا” حتى وإن أنكر له وقعه في النفوس، فقال يطمئنه:

-اهدأ يا رجل، ما بك؟! نحن نعلم ما تقول، وأن لا شأن لك بها، ولن نمُسك بسوء؛ ما دمت ستنفذ ما نأمرك به، إلى جانب ذلك إذا كانت هي الشخص المقصود لك منا مليون دولار، ولن تلوث يدك بشيء، جل ما ستفعله أن تقوم بعملك المعتاد، وتجلب لها الشقة التي تريدها.

السمسار بتشوش:

-سيدي أنا لا أفهم شيء، أي شقة تلك التي تكن عمولتها مليون دولار؟!

“نك” باستفاضة:

-لا تسأل كثيراً، فقط قم بعملك بشكل عادي ولا تجعلها تشعر بأنك على تواصل معنا، سيصلك الآن على بريدك الإلكتروني صورة فتاة، فإذا كانت هي نفسها زبونتك، اعلمني بالأمر، وعند اختيارها للشقة ارسل العنوان وميعاد ذهابكما، وبذلك يكن عملك معنا قد انتهى، وربحت المليون دولار في مقابل رسالة، فهمت الآن أم علي إرسال أحد رجالنا؛ ليوضح لك أكثر، بطريقة لنا تعجبك على ما أظن.

السمسار بمهادنة:

-لا سيدي لقد فهمت؛ فلا ترسل أحداً، الأمر بسيط ولا يستحق أن تتعب حالك.

“نك”:

-حسناً، لا تغلق الخط، ستصلك الصورة تواً، وأكد لي الخبر الآن.

السمسار:

-أوامرك سيدي.

فتح السمسار رسالة البريد الإلكتروني التي تحوي صورتها، فأكد له أنها نفس الشخص، وعلى إثر ذلك أمره نك بإرسال رسالة بالعنوان الذي سيتوجهان إليه وكذلك رقم الحساب الذي سيحول إليه المبلغ المتفق عليه، وقد نفذ الرجل ما طلب منه، على أكمل وجه.

Back

بعد أن أخرج نك هاتفه الجديد، أخذ يعبث بشاشته سريعاً، يضعه على أذنه، يتحدث مع أحد رجاله بالأسفل، قائلاً:

-وزع الرجال على المدخل، واجعل البقية يطوقون المنطقة، واعلمهم أنني أريد إيقافها، على أن لا يمسها أحداً بسوء.

الرجل بطاعة:

-أوامرك يا زعيم، اعتبر ما أمرت به قد تم.

“نك” وقد انتابه الحرج، ولا يعلم إذا كان سيقدر عن الإفصاح أم لا! يعلم أن أوامره مجابة، ولكن ذلك الأمر يأبى الخروج من فمه:

-انتظر.

الرجل:

-معك يا زعيم، انتظر أوامرك.

“نك” بتراجع:

-ها، حسناً، أعني لا شيء، فقط نفذ.

أغلق “نك” الخط، وهو يرفع يده، يمسد جبهته بتفكير في ذلك المأزق الذي وضعته به ،فهو لم يستطع أن يطلب من رجله هذا، أن يجلب له شيئاً يرتديه أعلاه.

فبماذا سيبرر له الأمر! إلى جانب احتجازه هنا كلها أمور ستقضي على تلك الصورة التي يحاول زرعها في نفوس تابعيه، متسائلاً:

-كيف سأخرج هكذا؟! وكيف سأظهر أمام رجالي وأنا بهذا الوضع؟! تباً لك أيتها الماكرة.

أخذ يتلفت حوله، عله يجد شيئاً بين تلك الملابس يصلح كي يرتديه، ولكن لم يجد سوى سترة جلدية سوداء، قد تصلح لأن يرتديها.

سبة نابية خرجت من فمه بعد أن ارتدى تلك السترة، فإذا تغاضى عن كونها لامرأة، ماذا سيفعل وقد انحصرت أكمامها لأعلى عن رسغيه؛ نظرا لاختلاف المقاس إلى جانب ضخامة عضلاته.

زفر بغضب، وهو يشمر تلك الأكمام لأعلى؛ حتى يبدو وكأنه من قام برفعها هكذا، كما يفعل بعض الشباب، وليس صغر طولها من أجبره على فعل ذلك وانتهاج تلك الموضة.

بقى أن يفتح باب غرفة الملابس، وبالطبع لن يتصل بأحد من رجاله يطلب منه أن يأتي ليفتح له الباب لأنه محتجز بالأعلى، ومن قبل من؟! تلك الفتاة، سيكون أمراً مخزياً، ليس خزياً فقط بل عار عليه.

تراجع إلى الخلف وهو يسب ويلعن للمرة التي لا يعلم عددها، ومن ثم قفز لأعلى في الهواء، دافعاً الباب بباطن قدمه بقوة، وساعده في ذلك رشاقته ولياقته البدنية.

فبرغم ضخامة عضلاته، لكنه سريع الحركة يهاجم بخفة فهد، وبالفعل هوت درفتي الباب أمامه، يصدران صوتاً مدوياً صاخباً كانفجار قنبلة.

خرج من الغرفة ومنها إلى البهو، ينظر إلى هيئته في المرآة الملصقة بظهر باب الشقة من الداخل وهو يصفف شعره مخللاً أصابعه بين خصلاته، يعدل من مظهره الغير مرض له على الإطلاق، وهو مجبر على ارتداء تلك السترة.

امتدت يده إلى مقبض الباب، يديره ولكنه عالق، رفع يده عن المقبض يمسح بها على وجهه؛ محاولاً تهدأت حالة الغيظ والنقم التي عليها الآن، ولكن دون جدوى، فأردف قائلاً باستشاطة، وهو يقرض على أنيابه بحنق، يضم قبضته وكأنه سيلكم أحدهم:

-كفى “ساندي” لقد تخطيتي كل الحدود، سأقتلك “ساندي”، حتماً سأفعلها.

عاد ثانية يبحث عن أي شيء حاد يقحمه بقفل الباب حتى يتمكن من فتحه، وقد قادته قدماه إلى المطبخ، يعبث بأدراجه حتى وجد الدرج الخاص بالسكاكين، فأخذ منه ما وجده يصلح لتلك المهمة.

عاود أدراجه إلى الباب مرةً أخرى يحاول فتحه بشتى الطرق، ولكن دون جدوى فيبدو أن هناك شيء عالق بقفله من الخارج، فهو لا يعلم أن تلك الماكرة تركت المفتاح بالقفل؛ كي يظل الباب مغلقاً يصعب عليه فتحه؛ حتى يسنح لها الوقت لتلوذ بالفرار.

أخذ يشد خصلات شعره بغل وامتعاض، أهون عليه أن يلقي بحاله من تلك الشرفة على أن يتصل بأحد من رجاله.

وعلى ذكر الشرفة خرج يعاين الارتفاع من خلالها، ولكنه زفر أنفاسه بخيبة، فالشقة على مطل شاهق الارتفاع، والنزول من هنا بأي وسيلة يعد انتحاراً.

قلب عينيه بسأم، وهو يدير رأسه، ينتوي العودة إلى الداخل، فلفت نظره سورٌ حديديّ يفصل بين شرفتي نفس الدور، ولحسن حظه أو لسوءه لا يعلم بعد؛ أن للسور منط، أي ليس مكتملاً حتى السقف.

أخذ يتسلقه ببراعة لصٍ محترف، بعد أن رشق واحدة من تلك السكاكين بفتحة من فتحات السور الحديدي؛ تحسباً لأي ظرف طارئ، ومن ثم قفز بخفة إلى شرفة الشقة المجاورة.

وما خشى حدوثه تمثل أمامه، وها هي شرفة الشقة المجاورة موصدة، فيبدو أن اليوم ليس يوم حظه على الإطلاق.

التقط ذلك السكين يضعه بين مفرقي الباب يزيح تعشيقة السن المدبب الواصل بين القفل الذي بالباب وحلقه.

حسناً، لقد نجح هذه المرة.

أطل برأسه يستكشف الأجواء بالداخل، فوجد مشهداً يتكرر باستمرار بجميع الأفلام السنيمائية، عندما يقرر البطل القفز من الشرفة المجاورة؛ لينقذ البطلة.

مع فارق بسيط أن من يتم إنقاذه هنا صورته أمام رجاله وأتباعه حيث يسعى لبناء واجهة قوية له أمامهم؛ ليكن جديراً باحترامهم وقادراً على السيطرة عليهم، كما كان حالهم في عهد “ريكا” هاجسه وشاغله الأكبر.

وكان المشهد بالداخل رجل وامرأة في وضع حميمي لا يسترهما سوى شرشف حريري، ولكن هناك شيئاً جيداً بالأمر؛ أنه حتى يتمكن الرجل من ارتداء ثيابه واللحاق به، سيكون هو قد رحل عن بناية طالع الشؤم هذه، دون أن يقلل من شأنه أمام من نصَّب حاله زعيم عليهم.

أما من هبطت الدرج ركضاً، وما إن وضعت قدماها على الانحناء المؤدي لنهاية الدرج المشرف على مكتب أمن البناية.

حتى وجدت فوهات لأسلحة ورشاشات آلية لا تعرف مسماً لها ولا تعلم كيفية استخدامها، ولكثرة حامليها وأعدادهم لم تستطع حصرها، وكل تلك الأسلحة موجهة نحوها وكأنها لوحة تصويب لمتدربي النشان.

ليست بلهاء؛ لتقاوم كل هذا العدد، فرفعت كلا يديها لأعلى باستسلام، فهي على علم بمرادهم وآمرهم، أما عن مرادهم: هو إيقافها كما أُمِروا، ومن حيث آمرهم: فهو حتماً “نك”.

تبعتهم حيث أشاروا، وهي على يقين أنها لن تفلت تلك المرة، ولكن ما أزعجها كثيراً أنها لم تهنئ بغلبتها عليه ولو قدر يوم واحد.

فقد كانت تطمح بيوم واحد تشعر فيه بمذاق النصر.

خرج “نك” سريعاً من باب شقة العاشقين يضغط زر المصعد الذي وجده عالقاً بالدور الثالث عشر، ضغطتين ولم يستجب، فحذى حذوها، وانتهج خطاها، ولكن لم يهبط ركضاً.

إنما امتطى درابزين السلم المعدني المسطح، يهبط متزلجاً سوره، حتى شرف على الدور الأول، فأكمل ما تبقى على قدميه؛ لإلا يراه أحداً من تابعيه، فيكن الأمر أسوء من طلب العون.

بعدما هبط الدرج وجدهم يُوقِفونها بأحد الزوايا كتلميذ معاقب من قبل معلميه، وهي مطأطئة الرأس على ما يبدو بخزي، أو ربما تحيك له مغرزاً آخر، ولكنها عندما استمعت إلى وقع أقدام، رفعت رأسها باستكشاف.

ولما تأكدت أنه هو، أسرعت إليه، فرفع كل من بيده سلاح، ما بحوزته نحوها مجدداً، ولم ينكسوا أسلحتهم إلا بإشارة منه،  فقالت بحزن مصطنع:

-أترى ما فعله رجالك بزوجتك “كيكو”؟!

ناظرها بحاجب مرفوع، وهو يتساءل باستغراب:

-من “كيكو”؟! ومن زوجتي؟! بماذا تهزي أنت؟!

أجابت بتبجح وهي تقترب، محيطة عنقه بذراعيها:

-أكل هذا لأنك غاضب مني “كيكو”؟! تنكر زواجنا بسبب خلاف عابر!

ثم ذرفت دموع خادعة، لايعلم كيف استدعتها تلك الممثلة القديرة!! ولكنها استكملت:

-على أية حال لن أنسى الأيام التي قضيناها معاً، سأظل أتذكر أيامك ولياليك، وإن نسيت سيذكرني ابنك الذي تبرأت منه يا جاحد.

قالتها وهي تمسد على بطنها، مكملة دورها ببراعة، ولو لم تكن تلك الخية منصوبة لأجله؛ لبقى طوال اليوم يصفق لها تقديراً لمجهودها وإثناء على الموهبة العبقرية.

جيداً لقد شاهد العرض مع المتابعين، ولكنه على تأكد تام أن وراء ذلك العرض هدف.

لم تدعه يحتار كثيراً، فأردفت قائلة وهي تنسل من بينهم خطوة خطوة متقهقرة ناحية باب المدخل بتروٍ مدروس:

-حسناً يا زوجي العزيز، أناشدك أمام رجالك الأوفياء وكل الحضور، أن تدعني أذهب في سلام، فلن يكن نهاية حبي وإخلاصي لك أن تجعل رجالك يهينوني هكذا، لا أعتقد أن ما تفعله معي الآن من شيم رجل وُلِّيَّ على رجال محترمين كهؤلاء.

قالتها وهي تشير إلى الحشد المتجمع حولهما، والذي صوبت نظرات كل فرد به نحوه باستياء وتقليل.

إذاً فهدفها إما الإفلات بكل ما بحوزتها والآن، أو تشويه صورته أمام رجاله فيستهينون به، ولا يستطع أن ينفذ عليهم أمراً أو يقيم عليهم حداً؛ وهو الخسيس الذي تخلى عن زوجته وابنه بل وتنكر لهما، فكيف سيثقون به، ويتفانون في خدمته كما كان حالهم مع “الداهية” عقدة حياته.

وبما أن أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم، فسيدك عرضها ومسرحها الذي عمدت على بنائه أمامهم درجة درجة؛ حتى اعتلت قمة النبل والوفاء، جاعلةً إياه يبدو بأعينهم بأدنى درجات الحقارة والسفاهة والفحش.

فتقدم نحوها يجذب ذراعها برفق، يدخلها أحضانه أمام الجميع، يقبل منبت شعره بحنوٍ بالغ، قائلاً باستقطاب للحشد، وبمهادنة تقديراً لذكائها وحسن إدارتها للأمور، فلابد وأن يعترف أمام نفسه بأن مكرها فاق سمه، وتخطاه بمراحل:

-لا حبيبتي، لا ترحلي.

ثم استكمل بصوتٍ عالٍ وصل إلى الجميع:

-ضعي نفسك مكاني، لقد اتصل بي واحد حقير يدعي أنه على علاقة بك، ويقول إذا أردت أن أتأكد أتبعك على هذا العنوان وعندما حضرت رأيتك تصعدين مع أحدهم هذه البناية، فكأي رجل ذو مرؤة وشرف، قررت الإنتقام والثأر لكرامتي.

تغيرت نظرة الجميع كلياً إليه، وباتت المصيدة التي نصبتها فخاً لها.

رفعت رأسها تناظره باستغراب، وهي تنفي ما قال:

-لا، لم يكن الأمر هكذا.

وتوجهت بنظرها، تخاطب الموجودين، وهي تنتوي العدول عن تلك الحيلة وربما تختلق أخرى تنجدها من هذا المأزق، قائلة:

-أقسم أن هذه ليست الحقيقة.

أعاد رأسها مرة أخرى يسنده على كتفه يربت على ظهرها قائلاً يتصنع الندم والرجاء:

-أعلم حبيبتي، اعذري!! غيرتي وحبي لك قاداني إلى الجنون، أي رجل ذو دم حر سيفعل ما فعلت وأكثر، وربما لم يتحرَ الصدق كما فعلت ويقتلك، فلننه تلك المسألة الآن ونعود إلى بيتنا.

رفعت رأسها إليه، وهي على وشك البكاء، تردد بنفس البلاهة التي كان عليها منذ أن بدأت تلك المهزلة:

-بيت مَن؟!

ابتسم بخبث، قائلاً:

-بيت زوجك!! حبيبك!! أبا ولدك!! هيا هيا دعيني أصالحك في بيتنا كما يجب أن يكون.
ألبس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top