الفصل التاسع:
خرج فارس إلى الحديقه بحثا عن نهله فوجدها تغطى شعرها بإيشارب و تلبس برجليها حذاء عالى الرقبه مصنوع من المطاط و ترتدى قفازات بيديها و تعمل بمنتهى النشاط فى الحديقه. كانت تميل على أحد أحواض الزهور فإقترب منها و قال: صباح الخير.
رفعت رأسها و ابتسمت: صباح النور.
فارس: أنا بصراحه كنت جاى و ناوى اساعدك بس بعد ما شوفتك حاسس انى ممكن اعمل حاجه احسن* بس ممكن تستنينى ثوانى و متعمليش أى حاجه لحد ما أجى.
لم ينتظر ردها و أخذ يجرى إلى داخل الفيلا.
نهله: طيب فهمنى هتعمل أيه.
لم يسمعها فقد كان فى ثوانى داخل الفيلا.
ضحكت نهله بشده عليه.
بعد ثوانى عاد فارس و معه كاميرا الفيديو خاصته و كان يقترب من نهله و تسمعه يتحدث إلى الكاميرا و يصور نفسه.
فارس ( إلى الكاميرا ) : نهله قررت انها هتتولى مسئولية الجنينيه اللى هى شايفه اننا اهملناها جامد هههههههههه طبعا احنا كنا فاكريين اننا بنعتنى بيها كويس بس هى شايفه انها ممكن تخليها جنه و اننا مش فاهميين حاجه.
نهله : انا مقولتش انكم مش فاهميين حاجه.
وجه الكاميرا لها عندما بدات تتحدث فقد كان يصور منذ خروجه من باب الفيلا.
نهله: انا بس قولت انها ممكن تكون احلى من كدا بكتير.
فارس: انتى مقولتيش بس انا شايف كدا احنا فعلا منفهمش نهتم بيها ازاى. نهله بدأت النهارده و انا قررت انى هسجل تجربتها بالفيديو من أولها و دى بقت الميشين بتاعت نهله و هنشوف نسبة نجاحها فيها.
نهله: انت بتهزر ايه اللى ناوى تعمله دا؟
فارس: متخافيش هتنجحى انا واثق فيكى بس كفايه رغى كتير عشان جماهيرك متملش.
نهله: هههههههههههههه جماهيرى كمان.
فارس: ايوا بس سيبينى اركز فى شغلى.
و بدأ يجول بالكاميرا فى كل أرجاء الحديقه و يتحدث أثناء التسجيل قائلا: دى الجنينه فى اول يوم يعنى قبل ما نهله تبدأ توضبها بالشكل اللى هى عاوزاه* فيها بس ياسمين مزروع و كام شجره! اممم…. حوالى 4* انا شخصيا شايفها مبتشتكيش من حاجه يعنى ارض و ياسمين و شجر احمدك يا رب بس دا مش رأى نهله* خلينا نسمع رأيها. نهله ايه اللى مش عاجبك فى الجنينه بالظبط؟
قررت نهله ان تجاريه فى لعبته فلم ترد ان تحبطه كما يفعل معه كل أفراد عائلته.
نهله: حاسه انها مش مترتبه و متنظمه بشكل كويس و مفيهاش روح؟
فارس: ازاى مفيهاش روح اشرحيلنا اكتر.
نهله: الأرض لما بتديها من روحك و بتحبها و بتزرعها و انت بتفكر انك عاوزها تبقى جميله لإنك بتحبها مش لإن دا شغل او حاجه انت مجبر عليها بتحس بيك و بيبقى ليها روحها اللى بتسمتدها من روحك.
فارس: كلام كبير و جميل* طيب ناويه تعملى ايه و ايه افكارك عشان تاخد من روحك الجميله و تبقى جميله زيك؟
ابتسمت نهله قائلة: بص تعالى كدا معايا عند الياسمين. شوف جميل اد ايه بس لو بصيتله كويس هتحس انه بهتان.
فارس: ازاى يعنى ما هو ياسمين زى اى ياسمين.
نهله: صوره كويس دلوقتى عشان هتفهم دا بعد ما اخلص شغلى و تصور معايا لما هزرع ورد بلدى و انواع ورود كتير الوانها مختلفه ساعتها هخليك تصور الياسمين تانى و هتقارن بين الصورتين تباين الالوان بترتيب كويس طبعا هيظهر لون الياسمين و جماله. يعنى انا عاوزه لما نبص لأحواض الورود و الياسمين و الفل و الريحان و كل الحاجات اللى هزرعها ان شاء الله نحس كأننا بنتفرج على بوكيه ورد جميل يأسر عيوننا و قلوبنا.
فارس ( بإعجاب ) : حمستينى جدا انى اشوف النتيجه.
نهله: و كمان الشجر لازم يزيد شويه.
فارس: طيب و دا مش هيقلل مساحة الجنينه و كمان ممكن يمنع الشمس تدخل لبقية الزرع.
نهله: لا متقلقش من الموضوع انا مش ناويه اعمل غابة بس هزودهم شويه و بترتيب معين هيدى للجنينه شكل جميل.
فارس: هههههههههههههه طيب تمام انا بس خوفت بس لو بقت غابه اضطر البس زى طرزان.
نهله: ههههههههههه لا متخافش* بس ممكن بقى اكمل شغلى انا و انت صور براحتك.
فارس: اوووووووووووكى بس كل خطوه تعمليها اشرحيلنا بتعملى ايه.
نهله: اوكى.
و بدأت بالفعل نهله تشرح له كل خطوه تقوم بها لمدة اكثر من ثلاث ساعات حتى انتهت من شغلها لليوم* فوجه فارس الكاميرا لنفسه قائلا: كدا نهله خلصت شغلها فى الجنينه النهارده و نتقابل بكره و نشوفها هتعمل ايه تانى. باى.
و أغلق الكاميرا و توقف عن التصوير. خلعت نهله القفازات و الحذاء عالى الرقبه و الايشارب و وضعتهم فى غرفة صغيره خصصتها لأدواتها فى الحديقه و عادت لفارس.
نهله: انت بتصور ليه بقى؟
فارس: عادى يعنى زى ما قولت هسجل كل اللى بتعمليه لحد متظبطى الجنينه زى ما تحبى.
نهله: و ليه دا كله؟
فارس: انا بحب اسجل التجارب من أولها لأخرها.
ابتسمت نهله قائلة: اوكى* ياللا بقى ندخل الفيلا عشان اخد دش و اجهز قبل الغداء.
فارس: اوكى بس الاول قوليلى ازاى هتقدرى تهتمى بالجنينه لما تبدأى شغل فى الشركه.
نهله: لا متقلقش انا هخلص تنظيمها و كل حاجه خلال الأسبوع دا و بعد كدا مش هنبقى محتاجين غير ان الورد يتسقى كل يوم و دا هيعمله الجناينى و انا هبقى بتابع معاه و ههتم بيها فى يومين الاجازه. هى مش هتبقى محتاجه شغل كتير.
فارس: طيب امتى هننزل عشان انتى ترسمى و انا اصور.
نهله: وقت ما تحب* ممكن بكره لو عاوز بس انت محدد مكان.
فارس: اه عندى مكان تحفه قريب من النيل من زوايه معينه بيبقى النيل و حواليه زرع و الشمش منعكسه على مية النيل. بس انتى بكره مش المفروض هتشتغلى فى الجنينه.
نهله: ايوا بس مش طول اليوم يعنى. انت عاوز نروح امتى.
فارس: انا كنت حابب اصور فى وقت الغروب.
نهله: طيب كويس هكون خلصت شغل فى الجنينه.
فارس: بس بعد كدا هتقعدى بليل مع حازم عشان الشغل مش انتوا اتفقتوا تقعدوا كل يوم شويه يفهمك الشغل. هتقدرى على كل دا.
نهله: و ايه المشكله انا متعوده اعمل حاجات كتير فى اليوم الواحد. بس مش دى المشكله* المشكله انى مش هقدر اخلص رسم فى يوم واحد يعنى هحتاج اروح اكتر من مره لنفس المكان.
فارس: عادى دا طبيعى جدا و انا كمان هحتاج لدا لأنى بصور صور كتير و من زوايا كتير لحد ما اعمل الكوليكشين اللى انا عاوزه. و حتى لو خلصت فأنا معاكى لحد ما انتى كمان تخلصى.
نهله: خلاص اتفقنا. ياللا ندخل بقى.
دخلا إلى الفيلا فكان حازم خارج من غرفة المكتب فقابلهما.
حازم: خلاص خلصتوا شغل فى الجنينه.
نهله: اه خلاص كدا شغل النهارده.
حازم: و فارس بقى عرف يساعدك.
نظر لفارس و هو يضحك.
فارس: اه ساعدتها و اتبسطت منى اوى كمان.
نظرت له نهله بإستغراب فغمز لها و ابتسم.
نهله: اه ساعدنى هو شاطر اوى.
حازم: ههههههههههه الوحيده اللى بتقول عليك شاطر* كويس لاقيت حد يقتنع بيك.
فارس: هههههههههه عشان هى الوحيده اللى بتفهم.
حازم: هههههههههههه ماشى يا خويا.
و ضحكوا ثلاثتهم.
نهله: طيب هطلع انا بقى اخد دش عشان اتبهدلت و انا بشتغل.
حازم: اوكى* بس الغريب ان فارس متبهدلش خالص و هدومه زى الفل.
فارس: اه انا بعرف احافظ على هدومى.
حازم: هههههههههههه شاطر يا حبيبى* ماما لو موجوده كانت فرحت بيك اوى.
فجأه تغيرت ملامح فارس و ظهر عليه ملامح الحزن التى تراها نهله لأول مره على وجهه ففارس دائما مبتسم و يأخذ الأمور ببساطه فلماذا هذا الحزن الذى خيم عليه. استغربت نهله كثيرا و لم ترد ان تتدخل فتركتهما و صعدت إلى الأعلى.
حازم: معلش انا اسف.
فارس: انت عارف انى مبحبش اسمع سيرتها.
حازم: مقصدتش.
ابتسم فارس قائلا: عارف. و ربت على كتف أخيه.